Pages

Saturday, December 17, 2011

Syrie: هل بلغكم حديث "الشهيدات المغتصبات






::المــــقـــالات / هل بلغكم حديث "الشهيدات المغتصبات"؟! ...00ايمن قحف::

اليوم - 12:53 صباحاً

تاريخ الإضافة :

كتب : أيمن قحف
سأفترض ، وللمرة الأخيرة ، أن هناك حس بشري سليم عند البعض أمثال عرب الخليج والجامعة العربية ، عند كاثرين آشتون وآلان جوبيه وأردوغان وأوغلو ، عند هيلاري كلينتون وبان كي مون والسيدة أبيلاي ..
سأفترض أنه ما زالت توجد ذرة أخلاق عند برهان غليون وأعضاء مجلس اسطنبول ، والضابط الفار رياض الأسعد وعصابة "الجيش السوري الحر" ..
ما زلت على ثقة أنه لم يفت الأوان على صحوة ضمير سمير العيطة وهيثم المناع وميشيل كيلو وحسن عبد العظيم ومعارضة الداخل ..
ما زلت على ثقة أن بعض "إعلاميي الجزيرة والعربية " لديهم أخلاق وأخوات وبنات يخافون عليهن ، ولديهم بقية دين ومبادئ!
كما أنني أفترض أن القيادات السياسية والعسكرية والأمنية السورية ما زالت تحمل بعضاً من القيم الأخلاقية والإنسانية رغم فقدان الأخلاق عند بعض من يمثلها في الشارع !
تابع السوريون وغيرهم في اليومين الماضيين اعترافات مجرمين شاركا في "الثورة السلمية " ضد "النظام" عبر اطلاق النار على الحواجز أولاً ومن ثم اختطاف تسع فتيات "من حي معين " واغتصابهن ومن ثم قتلهن!
ليست المرة الأولى ، وربما لن تكون الأخيرة ، التي يفجع السوريون وكل من يحمل في قلبه ذرة إنسانية بفظاعة ما يجري ، ولكن إن لم يعتبر كل من ذكرتهم في مقدمة حديثي أن الفتيات الشهيدات هن بناتهم وبناتهن ، أخواتهم وأخواتهن ، إن لم يعتبروهم كذلك فليتخيلوا أن الأيام دارت ووقعت ابنة أو أخت أو زوجة أحد المذكورين في يد عصابة مماثلة أ باسم الحرية أو الانتقام لأولئك الفتيات، أو تحت أي اسم آخر ..
ليتخيل شابة من عوائل من أتحدث إليهم الآن وقعت ، وهو أمر ليس بمستبعد في أي مكان من العالم ..
فتاة في مقتبل العمر ، ترسم أحلامها بالزواج ، بالدراسة والعمل ، بالحب المختبئ في زاوية ما من حياتها ..
شابة مفعمة بالحياة تضحك بأعلى صوتها وتخبر صديقاتها بما ستفعله في الغد ..ترفع صوت المسجلة لتغني أ تمر أمام واجهات المحلات لتختار ألبسة جميلة ..تسمع كلمات الغزل من شاب يعبر الطريق فتطرق خجلاً !!
ابنتكم التي أتحدث عنها والتي تجلسون تتحدثون عنها أمام زواركم كم هي جميلة و ذكية .. وتقولون عنها أنها مصدر فخر لكم ، ابنتكم التي سهرتم ليالي طويلة عندما ترتفع درجة حرارتها قليلاً ، ابنتكم التي تقولون "مثلنا" : لو هبت الريح على بعضهم ...لامتنعت عيني من الغمض "!
يأتي مجرمون "تحت اي مسمى أو قضية ، محقة أو غير محقة ، يختطفونها وهي في طريق عودتها من الجامعة أو المدرسة أو العمل ، وفجأة يختفي الفرح من وجهها وتزول الضحكة المجلجلة إلى الأبد ..!!
مجرمون قساة ،قبضوا المال ليفعلوا ما يردون بابنتكم ، رسالة من استخدمهم واضحة :أفرغوا كل أحقادكم التاريخية وجوعكم القذر ورذائلكم في جسد هذه الصبية .. أذلوها واغتصبوها وتمتعوا بمشهد الرعب على وجه ذويها ..
تمتعوا بصرخات استغاثتها ، انتهكوا شرفها بكل الطرق وابتدعوا طرقاً جديدة .. اقتلوها واذهبوا لتحضروا الجنازة ولتستمتعوا بتعابير الفجيعة على وجوه أهلها و"طائفتها "!!!
أنتم تبحثون عن ابنتكم بصورة محمومة ، وهي تموت ببطء تأمل أن تنقذوها ، تأمل أن يصحو ضمير أحد المجرمين ليطلق سراحها ..تبكي تصرخ تتوسل ، تئن بألم تجوع وتعطش ، تغتصب وتغتصب وتغتصب ... ثم تقتل بدم بارد !!!
تخيلوا الصورة التي جندتم أنفسكم للدفاع عنها ، والتي تصيبكم في جوهر إنسانيتكم ، وقد تصيبكم فعلاً ذات يوم انتقاماً بشرياً على تحريضكم وصمتكم أو انتقاماً إلهياً حيث لا تنفع القوة ولا المال ولا السلطة ..
هذا ما يحصل في سورية ، ولا تريدون أن تستمعوا أو تصدقوا !!
تهاجمون الجيش والنظام على أخطاء تحصل وهفوات أفراد لا يمثلون إلا أنفسهم ..
لو أنني أثق بكم لقلت لكم نحن اليوم أكثر من أي وقت بحاجة للجان تحقيق لتكشف فظاعة ما يقوم به "ثوار سورية الجدد" ومن يحرضهم ويمدهم بالمال ..
مقابل ألفي ليرة يومياً لهذا "الثائر السلمي" خطف واغتصب وقتل " وها هو يعترف ويدل على كل التفاصيل ومع ذلك لم أسمع أي إدانة أو حتى تعليق من أحد .
فتيات حي المهاجرين الطاهرات سيبقين في عهدة الله عز وجل ملائكة في الجنة وسيتبقى آثار الجريمة تلاحقكم في الدنيا والآخرة ..
هل فقدتم كل ذرة إنسانية ؟
هل الخطف والقتل والاغتصاب لفتيات عائدات من الجامعة أو العمل "ثورة ضد النظام " أو نصر للقيم الديمقراطية؟!
هل تضمنون أن يكون أهالي الفتيات وأقرباؤهم والمجتمع السوري – الذي يعرف دوركم جيداً – "حضاريون وأخلاقيون " في ردة فعلهم ولا يقومون بفعل مماثل ..؟
لقد بلغت من العمر 42 عاماً ، رأيت وسمعت بتجاوزات متفرقة لعناصر أمنية وعسكرية "شاذة" هنا وهناك ... تأكدت من ممارسات سيئة قام بها بعض مفاصل وعناصر القوى الأمنية ..لكن لم أسمع بأن "النظام " يتصرف بوحشية كهذه تجاه شعبه ..
كما أنني لم أعهد في تاريخ الحضارة الحديثة أن أمماً متحضرة ، مثل من يحرض على سورية حالياً ، تفقأ عين الحقيقة وتنظر فقط بعين واحدة وتبرر القتل والخطف والاغتصاب وتعتبرها "ثورة سلمية " في حين تتهم الجيش الذي يحاول الحفاظ على البلد من الانحدار نحو حرب أهلية وطائفية بشتى الاتهامات ..هذا الجيش والنظام نفسه يتعرض لأقسى أنواع الضغوط ليقضي على مغتصبى النساء وقتلة الأطفال الخارجين باسم الثورة لكنه يرفض أن ينجر لذلك ويحاول أن يقوم بدور الجراح وليس بدر الجزار !!
لمن لم يعرف ماذا يحصل ، فقط عليه أن يقرأ أو يشاهد اعترافات المجرمين ليعرف ما أشعر به "كإنسان" هذه الأيام!
كلمة أخيرة لمن يتحدثون هذه الأيام باسم سورية ويديرون إعلامها : أوقفوا كل تصريحاتكم وبرامجكم التلفزيونية وتغطياتكم السخيفة ..
أفردوا كل شيء للحديث عن قصة تسع فتيات شهيدات ومغتصبات هي قصة مستقبل سورية ..
يجب أن يعرف من ذكرتهم فظاعة ما فعلوا ، يجب أن يعرف الشعب السوري ولا سيما من غشيت أبصارهم أين تسير البلاد.
لنعلن الحداد على الشهيدات ليرتد كل إلى إنسانيته ووطنيته وليتشح الوطن بالسواد لأيام استدراكاً للخطر .. قبل أن يرتدي السواد لعقود قادمة !!

No comments:

Post a Comment