Pages

Monday, August 06, 2012

Syrie: Hayat Attia et le silence .....


  الصمت المدان .
 د. حياة الحويك عطية

في ايام الحرب الباردة وعندما كانت الموضة موضة الانقلابات ، كان اول هدف لاي انقلاب هو السيطرة على الاذاعة . ثم جاء التفزيون ليؤدي دوره في تسويق وتثبيت  هذا النظام او ذاك،وتشكيل الراي العام في هذا المجتمع او ذاك.  ومع النظام العالمي الجديد انتقل الاعلام الى الخصخصة ليصبح كما قال بريجنسكي:  " بعد عصر المدفعية وعصر التجارة ، وسيلة الولايات المتحدة  للسيطرة على العالم" . 

وبما ان هذه الهيمنة ، في بعدها الشامل ، لم تكن ممكنة الا  بالهيمنة على منطقة الشرق الاوسط ، لمواجهة اسيا الصاعدة واوروبا ، كما كتب كولن باول عام 1990 . فان معركة العالم تدور على ارض هذه المنطقة منذ ذلك التاريخ ، بدءا من العراق ، الذي شكلت الحرب عليه فرصة الهيمنة الكلية على الخليج ، الى حرب 2006 في لبنان ، الى حروب الانقسام الفلسطيني ، والان الى سوريا. 

 وتطبيقا لنظرية بريجنسكي ، جندت اموال النفط الهائلة لتامين اعلام فضائي ، بتقنيات وخبراء وستراتيجيات غربية، ولسان عربي ، ليشكل فصيلا من فصائل هذه المعركة ووسيلة من وسائل الهيمنة الاميركية على العالم . دون ان يكون ذلك جديدا ، من حيث دور الاعلام ، حيث تشيع في كليات الاعلام مقولة تحولت الى قاعدة علمية، وهي ان حرب فيتنام حسمت امام شاشات التلفزيون الاميركية ، بقدر ما حسمت في ميدان القتال ، لنعود قليلا الى الوراء ونجد دور وكالات اعلام الحرب وتطبيق الحرب السيكولوجية في الحربين العالميتين .

من هنا نفهم استهداف مؤسسات الاعلام السوري ( كما كانت المنار اول اهداف القصف في 2006)، من الهجوم على الاخبارية الى تفجير التلفزيون الرسمي امس ،  كما نفهم استهداف الزملاء الاعلاميين السوريين بالتصفيات الجسدية الوحشية ، وتعمد تصوير عملية التصفية ونشرها لارهاب الاخرين . خاصة وان الفضائيات العربية الكبرى قد تجاوزت نظريات الحرب السيكولوجية الاميركية الى اعتماد نظريات غوبلز: " اكذب اكذب ، حتى تصدق نفسك ويصدقك الاخرون" ، مما جعل مهمة الاعلام السوري في فضح اكاذيبها اكثر سهولة ، وجعله يكتسب، رغم عدم تفوقه المهني ،مصداقية في داخل سوريا وخارجها . 

لكن ما لا نفهمه ، على الاطلاق ، هو صمت الجهات الاعلامية العربية ، خاصة النقابية منها ، عن استهداف الاعلاميين السوريين ، خاصة وان ذلك يعفي الجهات المشابهة الدولية من هذا الواجب. فاين نقابات الصحافيين ؟ اين اتحاد الصحافيين العرب ؟ اين صحفيون بلا حدود ؟ اين منظمات حقوق الانسان ؟ اين لجان الحريات في مختلف الجهات ، بما فيها اليونسكو ؟  وقد حضرنا قبل سنوات احتفال اليونسكو  في باريس  بتكريم نزار نيوّف  ومي شدياق ، باعتبارهما تعرضا للسجن في سوريا وللتفجير في لبنان . وافقنا يومها على ذلك ، وشاركنا في الاحتفال ، ولكن هل ساقا وذراع مي شدياق اغلى من رقاب الصحافيين السوريين الذين لا يمتثلون لاغراءات الخليج وارهاب المرتزقة وستراتيجيات الاتراك والاميركيين والاسرائيليين ؟  ولماذا لا يسمع الان صوت نزار نيّوف نفسه ، الذي ينحاز اليوم الى وطنه ، رغم ما لاقاه في السجن ، ويدعو بالرحمة لروح من اعتقله وقضى في تفجير مركز الامن في دمشق، ويفضح " رموز المعارضة"  ومنهم ذلك الذي كان يتاجر باللحم الفاسد ، بالشراكة مع ولد فاسد من فاسدي النظام ، ويصنعا منهم المراتديلا ، وعندما اندلعت الاحداث وجاء من يدفع له اكثر وينقله الى فرنسا ، ثمنا لتامين  صورة للمسيحي اليساري المعارض ، تخلى عن تجارته الاولى ليدخل في تجارة مربحة اكثر. 

 هل سيغتالون نزار نيوف ، الذي جعلوا منه "رمزا لحرية الراي" يوم كان ضد نظام البعث ، لانه تعالى فوق جراحه واحقاده ووقف بقوة مع وطنه الان، وفضح "رموزهم" ؟
الرد على الراي بالراي ، على الخبر بالخبر ، تاكيدا او تكذيبا ، هوحرية لا جدال فيها . ولكن الاعتداء على الاعلاميين وعلى المؤسسات الاعلامية مرفوض بكل اشكاله ، والصمت على ذلك مؤامرة مرفوضة بقوة اكبر لانها تشجيع على الاسوا ونذير شؤم للجميع وللمستقبل.  

No comments:

Post a Comment