Pages

Thursday, September 27, 2012

Hayat Attia:قطر تشتري فرنسا le Qatar achète la France


قطر تشتري فرنسا .

 د. حياة الحويك عطية

ندوة تلفزيونية على محطة فرنسا 24 تحرك الانتباه باتجاه قضية باتت تشعر الفرنسيين بالقلق : اعلان قطر عن مشروع استثمار 150 مليون يورو في الضواحي الباريسية . واذ نقول الضواحي فانما نقول امرين : المسلمون من عرب وغير عرب ، اضافة الى بعض الفقراء من السود او المهاجرين وقليلا من الفرنسيين . هذا اولا اما ثانيا فنقول الفئات الاجتماعية التي تعيش التهميش والفقر وبالتالي النقمة العارمة على الدولة والمجتمع ، والاستعداد الصارخ للعنف والتطرف ( كما دلت التجارب )  والخروج على القانون بكل اشكاله .

 واذ ياتي هذا في وقت يعلن فيه وزير العمل الفرنسي ان عدد العاطلين عن العمل سيبلغ هذا العام اربعة ملايين شخص ، فان تاثير من يملك الاستثمارات يصبح اكثر وضوحا.
فرنسا انتبهت الان الى الاجتياح القطري . لماذا ؟ لانه بلغ الضواحي، مما يعني تعزيز انتشار الاصولية الاسلامية هناك ( وهي حاليا منتشرة ) مما يهدد السلم الاجتماعي الفرنسي. خاصة بعد ان كان امير قطر قد استقبل وفدا من النواب ذوي الاصول العربية في الجمعية العمومية ووعدهم بتخصيص مبلغ مئة مليون يورو لهم ، غير ان احتجاج الحكومة الفرنسية ادى الى تراجعه عن ذلك وتقديم المنحة الى الدولة. 

 غير ان فرنسا ساركوزي لم تنتبه الى تعاظم الاستثمارات القطرية في البلاد واستهدافها اكثر من قطاع على راسها النفط والميديا والرياضة ، بل الاحرى انها كانت تشجع ذلك وربما تتقاضى عليه ما يسر الله . وبذلك وصلت المشيخة الخليجية الصغيرة ان تمتلك قائمة مذهلة ، فاذا بها المساهم الثاني في مجموعة فنسي ، الشركة الاولى في الانشاءات والاستثمارات العامة والمساهم الثاني في توتال  بعد شرائها مؤخرا 2% من الاسهم لتضيفها الى ما كانت تملكه سابقا.  في مجال الميديا فهي تملك  12،38 ،% من لاغاردير ( التي تملك بدورها لوموند ولو فيغارو )  للميديا والرياضة والدفاع ، 2% في مجموعة الميديا والاتصالات فيفندي، مبنى   صحيفة لو فيغارو ومبنى مجلة فيرجين ، من ضمن الكثير من المباني الاخرى .

 في السياحة تمتلك قطر مجموعة كبيرة من الفنادق الفخمة في باريس وفي كان  من مثل : رويال مونصو  ، كونكورد، كارلتون المارتينيز ماجيستيك في كان ،والتي انتزعت معظمها بالقوة والتواطؤ من رجل الاعمال السوري – الفرنسي عثمان العائدي الذي كان يستثمر في فرنسا منذ ايام  شارل ديغول . كما تمتلك  شركة السباحة في مونت كارلو 39،6% وجائزة قوس النصر
 اما في الرياضة فقد اشترت الامارة نادي باريس سانت جيرمان المعروف ، حقوق نقل تلفزيوني لرابطة كرة القدم،  نادي كرة اليد في باريس، ستاد دو فرانس في سان دينز وتعد لاطلاق نسخة بالفرنسية لقناة الجزيرة الرياضية ، من باريس.

اضافة الى كل هذا تملك قطر 85% من مجموعة الصناعات المغربية لو تانور ، 5% من فيولا للبيئة ، 1% من المجموعة العالمية التي تضم عددا من الماركات المعروفة من مثل ديور ولي فيتون نويت اند شاندرون الخ .

ثلاث ملاحظات تبنى على هذه المعلومات :

 الاولى : كم كنا نحلم منذ فترة طويلة بان يوظف المال النفطي للتاثير في القرار الغربي ، او حتى الشرقي فيما يخص قضايانا ، كما كنا نحلم بان ينتبه العرب الى دعم الجاليات العربية والمسلمة في اوروبا واميركا لتحقيق تنميتها ، من جهة وتوظيف وجودها كقوة فاعلة في القرار ، كما هو حال الجاليات اليهودية!

الثانية : هي ان هذا الحلم لم يعد له امل لان تحقق هذه الاستثمارت الان ، مع وجود قطر في قلب قاعدة العديد والسيلية ، في قلب السياسة الاطلسية ، وطبيعة علاقاتها باسرائيل ، تجعل من استثماراتها وسيلة لتوظيف التاثير الاقتصادي وبالتالي لتجنيد المهاجرين لخدمة المخططات الاطلسية ، لا لخدمة القضايا العربية .

الثالثة هي انه لو لم يكن الامر كذلك ، لما تركت الدوائر الموالية للاطلسي ولاسرائيل في فرنسا ايا من هذه الاستثمارات يتحقق ، خاصة وان هذه الدوائر تشكل ما يسمى باللوبي المالي واللوبي التجاري الصناعي واللوبي الاعلامي .

 والدليل ان هذا مر في عهد ساركوزي ، وعندما حاول هولاند التمرد قليلا ، تعرض لضغط كبير جعله يتراجع ويستقبل امير قطر ويوافق على الاستمرار في المشروع ، مشروع امركة فرنسا بالمال العربي . وربما اسلمتها ، اسلاما ليس ذاك الذي بشر به محمد ابن عبد الله  لتحرير الامة وانما اسلام – اميركا ، الموظف لسيطرة العم سام والعم ناحوم . 




No comments:

Post a Comment