Pages

Thursday, December 20, 2012

Le rôle de دور الجزائرl'Algérie


دور الجزائر

 د. حياة الحويك عطية

الرئيس ونوابه ووزراؤه ، ثلاثون اما رؤساء الشركات فاربعون . هكذا يتشكل الوفد الفرنسي الى الجزائر الذي جاء مثقلا بالحنين، الحنين الى ثروات هذا البلد العربي الغني الذي غذى الخزانة الفرنسية مئة وثلاثين عاما، عمر الاستعمار ، وغذى المقابر الجزائرية بمليون شهيد، ثمن الاستقلال.
فرنسا القادمة من ازمة اقتصادية اوروبية تسير بها نحو الفقر، تهرع الى الجزائر في اول زيارة لفرانسوا هولاند الاشتراكي الى دولة عربية ، كما كانت كذلك اول زيارة لنيكولا ساركوزي اليميني. وكما سلفه، ياتي هولاند وعيناه مفتوحتان على الغاز اولا، على الاستثمار ثانيا وعلى الاتحاد لاجل المتوسط الذي تريده فرنسا ذراعين تعانقان اسرائيل بزعامة باريس. غير ان العينين الفرنسيتين لا تلبثان ان تغمضا عميقا عندما تواجه الجزائر المطلبين الاولين بمطلب اعتذار باريس عن جرائم الحرب التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي. وكما راوغ ساركوزي يتوقع ان     يفعل هولاند مكتفيا بالدعوة الى "ضرورة تجاوز الماضي وبناء علاقات ثنائية بعيدا عن الذاكرة التاريخية والتركيز على المستقبل"- كما صرح قبل ايام. كذلك لا يتوقع ان يكون الحوار مختلفا اذا ما اعاد بوتفليقة ما قاله لساركوزي : " لا اتحاد متوسطيا، قبل حل القضية الفلسطينية واستجابة اسرائيل لحقوق الفلسطينيين" ، ويومها رد ساركوزي : "اسرائيل هي في قلب الاتحاد لاجل المتوسط".
العامل الجديد في المعادلة هو اشتداد الازمة الاقتصادية في اوروبا ، قضية مالي والربيع العربي. فالاولى تجعل فرنسا اشد شراسة والجزائر الغنية في موقع اقوى، والثانية لاتبعد ابدا عن الهم الغربي بالسيطرة على ثروات الطاقة في افريقيا، وتبرير التدخل الاجنبي بنشاط الجماعات الاصولية – نشاط لا بد من التساؤل حول من يحركه لاستغلاله ذريعة- وشل يد الجزائر بجعله تهديدا قائما على اطول حدود لها مع دولة اخرى ، حدود يمكن لها ان تصبح معبرا لاعادة اشعال الفتنة في البلد الخارج حديثا من العشرية السوداء. اما العنصر الثالث ، الربيع العربي الذي تحول بقدرة قادر الى شتاء عاصف مدمر ، مدمر قبل كل شيء لاحلام الثوار الحقيقيين الذين ناضلوا منذ عقود للوصول الى مجتمعات حرة،حديثة والى دولة مواطنة ودولة قانون تضمن احترام التعددية وحق الاختلاف وصولا الى الديمقراطية. ومدمر بالتالي للدولة القائمة ، بحيث يستبدل اصلاحها الواجب بتدميرها وتدمير مؤسساتها وتفسيخ نسيجها الاجتماعي.
هذا الربيع الاسود ،احتلت الجزائر المقعد التالي لسوريا على قائمته ، ولو الفشل في تطبيق النموذج الليبي على سوريا لكنا اليوم نتابع اخبار المجازر في الجزائر. غير ان التاجيل لا يعني التخلي عن الخطة او النوايا ، وربما ستكون المساومة على ذلك هي الضمير المستتر في الجمل الفعلية في الحوار بين هولاند وبوتفليقة.
واذا كان لنا ان نرصد الاعلام كمؤشر على المراحل القادمة في ستراتيجية ما، فان عقد محطة بي بي سي مساء الاثنين – عشية وصول هولاند- لندوة عن التغيير في الجزائر استضافت اربعة متحدثين ، ثلاثة من المعارضة الجزائرية في الخارج ، وصل الامر باحدهم ، وهو ديبلوماسي سابق مؤسس لاحد الاحزاب الاسلامية ، الى رفض مصطلح المعارضة باعتبار ان المعارضة تكون لنظام في حين ان الجزائر ليست دولة وليس فيها نظام – بحسب تعبيره ، مما يؤشر الى طبيعة المواجهة التي يمكن ان يقودها اشخاص كهؤلاء ، كثيرا ما يكون محركهم انهم كانوا في السلطة وتم اقصاؤهم منها فعاشوا مع حلم الانتقام . اما الملاحظة الثانية الهامة فهي تلك التي اوردها احد هؤلاء المشاركين من ان المظاهرات فشلت لان من قادها ، ياتي من فرنسا صباحا لقيادتها ويعود في المساء – بحسب تعبيره . اما المشارك الوحيد من داخل الجزائر وباسم جبهة التحرير الوطني ، فتم الاتصال به لفترة قصيرة جدا عبر الهاتف وكان الصوت سيئا كما – وللاسف- كان اداؤه ، حيث شغل نصف الوقت بالدفاع عن صحة الرئيس بوتفليقة . صحيح انه بات واضحا ان الغرب والمعارضة ستستغل مرض الرئيس كمدخل للضغط والبلبلة ولكن افضل رد على ذلك هو عدم الغوص في هذا السجال العقيم، والدخول الى القضايا السياسية المتعلقة بمصلحة الجزائر ومستقبلها وسيادتها على قرارها وثرواتها، الى جانب الدخول الجدي في العملية الاصلاحية التي وعد بها الرئيس بعد الانتخابات التي شهد عليها العالم عبر مراقبيه. خاصة ان مال الاوضاع في الدول العربية الاخرى يعطي درسا كبيرا للجميع. خاصة وانه قد اعلن عن ان الموضوع السوري مدرج على جدول المحادثات.  وهنا سيكون على الجزائريين ان يتذكروا " اكلت يوم اكل الثور الابيض . وان يراجعوا التجارب العربية ليروا ان ما من قطر حاول شراء سلامته ببيع قطر اخر او التخلي عنه الا ودفع الثمن مضاعفا وان مؤجلا. انها معادلة الاواني المستطرقة.  

No comments:

Post a Comment