7-03-2013-19:10:
مركز أميركي لمكافحة الارهاب في تونس وراء خلافات بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية
| |||||
تونس- أفريكان مانجر
فجر مساء أمس المعارض بحزب نداء تونس عبد
العزيز المزوغي قنبلة حول مخطط أميركي في تونس
لإنشاء مركز لمكافحة الارهاب بتنسيق مع رئيس الدولة الحالي منصف المرزوقي.
وقال المزوغي في برنامج حواري مباشر على
قناة نسمة أن هذا المشروع قد يكون من أبرز الأسباب الكامنة وراء صراع يدور اليوم بين
مؤسسة رئاسة الجمهورية والمؤسسة العسكرية ووزارة الدفاع وهو ما عجل بتقديم وزير الدفاع
عبد الكريم الزبيدي لاستقالته.
يشار إلى أن رئيس الدولة يشغل أيضا
خطة القائد الأعلى للقوات العسكرية في تونس. ويعرف المرزوقي بعلاقته الجيدة مع
الولايات المتحدة الأميركية من خلال نشاطه الحقوقي بالأساس كما كان من بين
الموقعين على وثيقة مناشدة للرئيس الأميركي
الحالي باراك أوباما للتدخل في تونس
لارساء الديمقراطية. وكان رضوان المصمودي رئيس مركز دراسات الاسلام
والديمقراطية والذي يتمتع بإقامة دائمة في
اميركا من ضمن الموقعين على هذه الوثيقة.
مساندة أميركية
وقال المزوغي إن منصف المرزوقي يدافع عن
هذا المشروع في حين أن عبد الكريم الزبيدي يعارضه، في وقت يرى فيه مراقبون سياسيون أن منصف المرزوقي يعتقد أن عمله على المساعدة في
ارساء هذا المشروع الأميركي في تونس ضمان لاستمرار مساندة أميركا له.
ويذكر في هذا الصدد أن دانيال بن يمين،
منسق ملف مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية كان زار تونس الصيف الماضي حول
هذا المشروع وكانت له لقاءات مكثفة مع وزراء
العدل والداخلية والخارجية في الحكومة التونسية.
وحسب ما اوردته "العربية.نت"
وقتها، فإن هذه الزيارة تهدف إلى اقتراح "إنجاز أكاديمية في مجال العدالة والأمن
المدني يكون مقرها بتونس"، وذلك في إطار المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي
تقوده واشنطن.
وتم الإعلان عن بعث هذا المنتدى العالمي
لمكافحة الإرهاب بنيويورك في سبتمبر 2011 على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة،
ويضم الى حد الآن 30 دولة مؤسسة.
وحسب المعلومات المتوفرة عن الموضوع، فإنه
من المنتظر أن تكون هذه الأكاديمية الأولى من نوعها في العالم"، وأن تشكل آلية
لدعم مجهودات المجتمع الدولي في حربه ضد الإرهاب. عبر إشراك المدنيين في وضع تصورات
وبرامج للتعاون ولتنمية القدرات في مكافحة الإرهاب، وفق نفس المصدر.
كما أنه من المتوقع أن تختص هذه الأكاديمية
في تكوين قوات الشرطة وموظفي السجون والمدعين العامين ونواب البرلمان من مختلف دول
العالم.
ويرفض مراقبون هذا المشروع في تونس لمخاطره
على الأمن القومي من جهة ولما قد يشكله من تدخل اميركي في سيادة الدولة التونسية.
تحرك إقليمي
يشار ايضا وفي سياق متصل، إلى أن وفد على رأسه جوزيف فوتيل، قائد القوات الأمريكية،
وقيادة العمليات الخاصة المشتركة، وماثيو أولسن، مدير إدارة مكافحة الإرهاب بوزارة
الدفاع الأمريكية، كان أدى زيارة نهاية شهر جانفي الماضي إلى مصر استغرقت عدة ساعات،
وفق تقاري إعلامية.
وقد تحفظ على هذه الزيارة بعض المراقبين
حيث اعتبر طلعت أبو مسلم، الخبير الاستراتيجى، إن «توقيت الزيارة غريب»، مشيرًا إلى
أن «الظروف التي تمر بها مصر صعبة للغاية، ولا تقبل أي تدخل خارجى، وقد يكون هناك تبادل
عسكري أو تعاون مشترك في الأيام العادية وهو أمرًا مقبولاً أما أن يكون الوفد في مهمة
محددة أو تعاون في أمر يخص الشأن الداخلي فهو أمر لا نقبله، خاصة أن الجيش المصري لا
يزال لم يستخدم كل قواته وإمكانياته ويستطيع إنهاء التوترات الراهنة دون مساعدة أمريكية».
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية كانت أعلنت عن استراتيجية جديدة لمكافحة الارهاب، حسب تقاري
أميريكية. وقال جون برينان، مساعد الرئيس الامريكي المسؤول عن قضايا مكافحة الارهاب،
لدى تقديمه ملخص لهذه الاستراتيجية في 29 جوان الماضي، ان شبكة “القاعدة” التي تشكل
اكبر تهديد ملموس للولايات المتحدة، والتنظيمات التي ترتبط بها وانصارها،تحتل جميعا
مركز الصدارة في استراتيجية مكافحة الارهاب الحالية”. واكد الاختصاصي: “اننا نسعى الى
تصفية هذا الشر الذي يسمي نفسه “القاعدة” بصورة تامة، لا اكثر ولا اقل”.
واكد الاختصاصي الامريكي عزم الولايات
المتحدة على مكافحة “القاعدة” وانصارها، بما في ذلك “خارج حدود جنوب آسيا”. واكد برينان
ان هذا مع ذلك، “لا يتطلب حربا عامة، وانما يتطلب تركيز الاهتمام على مناطق محددة،
بما فيها التي نستطيع ذكرها، مثل اليمن والصومال والعراق والمغرب”، وفق نفس
المصدر.
استقالة
يشار إلى أن وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي
كان الثلاثاء الماضي أعلن في تدخل هاتفي له
على التلفزيون عن استقالته وأنه لن يواصل في مهمته في حكومة علي العريض المرتقبة.
وكشف في اتصال هاتفي على قناة نسمة الخاصة
أنه قدم استقالته الأولى منذ 15 سبتمبر 2012 بعد اقتحام سفارة الأميركية يوم 14 سبتمبر
إلا أنه طٌلب منه الاستمرار على رأس الوزارة. وقال إنه كان قرر الاستقالة في المرة
الأولى بسبب اتهام مؤسسته في التهاون في ردع المحتجين عن اقتحام السفارة الأميركية
الذي علم به رسميا بعد ساعة ونصف من حادثة الاقتحام، حسب قوله.
وكان المرزوقي حاول أن يظهر للأميركان
في هذه الحادثة قدرته على التحكم في الوضع وتفوق مؤسسته على مؤسستي الداخلية
والدفاع.
وقال إنه لا يمكن مواصلة العمل في الظروف
الحالية معتبرا أن التوجه البلاد غير سليم ولا واضح بشأن الانتخابات والدستور ومن دون
أجندا واضحة بالنسبة لمؤسسات الاعلام والقضاء والانتخابات.
وكشف أنه لم يتم استشارته بالنسبة للاسم
المطروح خلفه بعد قراره مغادرة وزارة الدفاع كما لم يتم الرجوع إليه عند قرار تمديد
حالة الطوارئ الأخير.
يشار إلى أن عبد الكريم الزبيدي الوزير
الوحيد الذي لم يتم تغييره منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق وإلى حد الآن.
ويُعتبر وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي
وقائد الجيوش الثلاثة الجنرال رشيد عمار من الشخصيات البارزة بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق
والتي كان لها دور كبير في الثورة الليبية بمساعدتها على ادخال الأسلحة القطرية إلى
الثوار في ليبيا وفق ما كشفه القيادي الليبي الاسلامي علي الصلابي.
كما كانت هاتين الشخصيتين الوحيدتين التي
أدت أول الزيارات الرسمية إلى قطر إبان الإطاحة بالرئيس الأسبق وحظيت باستقبالات رسمية
من أمير قطر كما تتمتع بعلاقة وثيقة مع الركن حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات
المسلحة القطرية.
ويرى مراقبون انه كان يفترض أن لا يقدم
هذا الوزير استقالته بسبب عدم الوضوح السياسي في البلاد وتهديد اختراق وزارة الدفاع
من طرف الاسلاميين الذين يسيطرون على الحكم، إلا أنهم يرجحون أن هذه الاستقالة ربما
كانت بسبب انتهاء مهمته التي أنجزها بنجاح منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق ووصول الاسلاميين
إلى الحكم في تونس.
ع.ب.م
|
En soutien à la résistance des peuples pour leur indépendance, leur dignité et leur souveraineté!
Pages
▼
No comments:
Post a Comment