Pages

Friday, May 31, 2013

Henda Belhadjali Belhawari: Réplique à Soufiane Ben Hmida

ردا على ما جاء في قناة نسمة من حديث يمس من هيبة النظام السوري / "العـــــــــارBen Hmida"

par Henda Belhadjali Belhawari (Articles), jeudi 30 mai 2013, 19:19
السيد سفيان بن حميدة، سلاما واحتراما
،
لقد وصفت خلال ردك على المناضل مرشد دريس، في برنامج السابعة مساءا ليوم الثلاثاء الفارط على قناة نسمة، النظام السوري بالغير المحترم، وهذا التوصيف كان مستفزا للغاية وغير لائق بصحفي في قيمتك،  فضلا عن أنه يفتقد للموضوعية والحياد، فوصف نظام بحجم النظام السوري في هذه المرحلة بالذات بهذا الشكل الاعتباطي يعتبر في نظري في حدود الامسؤولية والسذاجة السياسية.
سيدي، ما هو غير أخلاقي أن تقوم في أوطاننا ثورات برعاية أمريكية واضحة وأن تُسَوَقَ كما يُسَوَقَ قميص أوعطر لبينيتون أو فرساتشي، وأن تجد كل الدعم والترحيب ممن يسمو بالتقدميين أو الثوريين.
ما هو غير أخلاقي هو أن ينتفض أبناء سيدي بوزيد والقصرين وتالة طلبا للعيش الكريم والحرية والعدالة فيكافؤون بدولة يسيرها شيوخ النكاح والختان وفتاوي القتل على الهوية. ما هو غير أخلاقي هو أن يمر السلاح الذي أطاح  بنظام القذافي عبر تونس الدغباجي وفرحات حشاد وبلقاسم القناوي وبورقيبة وأن تدر علينا ليبيا الثورة بأطنان الأسلحة لتطيح بالشعب التونسي، وأن تُصَدر تونس جحافل القتلة لابادة الشعب السوري الآمن، وهي التي فتحت ذراعيها ذات عيد جلاء،  للمقاتلين الفلسطينيين الأشاوس بعد ملحمة بيروت لتحميهم من الزمن القاهر وتخفف عنهم ألم مذبحة صبرا وشاتيلا.

الغير أخلاقي سيدي أو بالأحرى العار، أن نسمي "ثورة سورية"، طوفان العصابات المختصة في القتل وقرصنة الأوطان، عصابات متعددة الجنسيات والأهواء ومدججة بلعنة النفط، وأن تلتقي الامبراطورية الأمريكية مع شيوخ النفط وأحفاد جمال باشا السفاح ومثقفي العرب الأشاوس دون أن نحذف اسرائيل من القائمة، حول مشروع مركزي ألا وهو تغيير النظام في سوريا لبطلان صلاحيته أو عدم أخلاقيته.
العار أن يفاوض حول سوريا رجال لم نعرف لهم تاريخا، رجالا لا يعرفون من سوريا الا القهوة الدمشقية وروائح  الهيل حين يأتيهم الى العواصم الغربية هدية، فيتطاوسون ويصرون على اعتبار أنفسهم الأجدر لقيادة المرحلة القادمة، فهل المرحلة القادمة ستكون بصغر حجمهم ؟؟،، لا أعتقد.
العار، أن نعتبر أن حلب وادلب ومدينة القصير ودمشق ودرعا مدن محتلة من طرف النظام السوري وأن نصفق ونهلل لتحريرها بغزو تكفيري غنائمي، عفوا جهادي كما تصرون، وأن تكون مشيخة قطر هي المحررة لبلاد الشام العظيم. العار أن يُهدم جامع الأمويين تحت التكبير والتوحيد ويُقطع رأس أبي العلاء المعري وهو أعزل وتُقطع رؤوس الرضع في مخادعهم وتُقَطع أوصال النساء ويُنحر الرجال لأنهم رفضوا رفع شعارات ثورات التفجير والتدمير والتكبير. ولي أن أسأل : هل غزا بشار الأسد ونظامه الاأخلاقي أرضا عربية وهل اعتدى على أيا من الدول المجاورة ؟؟، وهل صار الدفاع عن الوطن وعن السيادة وعن حرمة التراب وأمن المدن السورية وسلامة المواطنين، هل صار الحفاظ على سوريا أمر لا أخلاقي ؟؟، هل كان عليه أن يضفر بصفقة ما تجعله أغنى الأغنياء ويرحل تاركا سوريا لربيع شيخ الاسلام أوباما ؟ ؟..

العار أن يتنكر الجميع لسوريا حضن المقاومة وخاصة ذاك من عاش في حماها دون أن يهتز له طرف. والعار أن نطلق على الجيش العربي السوري ذا التاريخ البطولي الطويل تسمية "قوات الأسد" كما أنه ميليشيا خارجة عن القانون، وأن نختزل سوريا 5000 سنة حضارة، في تسمية "نظام بشار". والعار أن تكون فضائيات سفك الدم العربي هي الكتاب الوحيد المفتوح على الحقيقة.
حين تهدينا سوريا قمحا لاطعام شعبنا، فنكافئها بمؤتمر يصفي تاريخها وجغرافيتها، ذلك هو العار، حين ينسى مثقفونا الانتصارات ويبنوا كل خطبهم على الهزائم وسياسة الأمر الواقع ذلك هو العار، وحين يقفوا رافعين الراية البيضاء على أعتاب اسرائيل دون أن يدعوهم أحد، ذاك قمة العار والفضيحة.
العار أن تصبح فلسطين، حلمنا العربي، حالة أمنية بعيدة المدى عن تفكيرنا وتدبيرنا وتحليلنا ورؤانا. وأن ننسى رموزنا من ليلى خالد لجورج حبش لسناء المحيدلي لأبوعلي مصطفي وأبوجهاد وعرفات وأن نكتفي بالاستشهاد بفتاوي برنارد ليفي وماكاين وأردوغان، والعار أن تكشف المؤامرة صحفية صغيرة اسمها "ليزي فلان" وأن تكون بريطانية الجنسية وأن يهجر تيري ميسون وطنه ليستقر في دمشق دفاعا عن جبل الشيخ وقصر الأمير عبد القادر الرابض على نهر قاسيون وعن روح الشيخ الجليل محي الدين ابن عربي، بينما نحن نكيل الكيل كيلين لسوريا الصامدة في وجه العاصفة.
العار أن تصبح أخبار الاستيطان في الأرض المحتلة ورفع علم الكيان الصهيوني فوق صخرة القبة وتدنيس المجندات لبيت المقدس مجرد تفاصيل ويصبح خبر تحرير مطار دمشق وحلب الشهباء من طرف الجيش العربي السوري من رجس القتلة، اعتداء لبشار على شعبه، وأن يضحى تفجير مقر الأمن القومي السوري واغتيال أكثر رجلين تخافهما اسرائيل عمل ثوري وأن نزغرد لانهيار الدولة تحت أقدام الاستقطابات الطائفية المسعورة.

الفخر سادتي صحفيي نسمة، وأي فخر، أن يخوض الجيش العربي السوري وحيدا وبهذه البسالة والصبر، معركة الأمة في صمت ودون ضجيج وحملات اعلامية مثيرة، وأن تدير هذه المعركة المقدسة القيادة السورية بهذه الحنكة والمسؤولية والنضج السياسي والوعي بالمرحلة، والفخر أن يكون أحرار سوريا نساءا ورجالا، بهذا الثبات والوفاء لعلم الوطن والتشبث بالتراب. دمشق لن تكون بغداد +، دمشق ستكون الفاتحة والتاريخ الذي لن ينسى سيبدأ مجددا من دمشق.
لو كنت مواطنة سورية لقبَلت أيادي الأسد لأنضوي تحت امرة  الجيش العربي السوري حتى أضفر بشرف خوض  معركة المصير، ولخيرت العيش في عاصمة الأمويين ومرفئ صلاح الدين أميرة حرة يحميها الأسود حتى لا أموت في قبو ثورة تحميها الضباع.

هندة بالحاج علي
مسرح الحلقة بتونس


No comments:

Post a Comment