Pages

Wednesday, August 14, 2013

AfricanManager: وزارة الشؤون الدينية في تونس تخرج عن الأعراف الدبلوماسية

 
 
: وزارة الشؤون الدينية في تونس تخرج عن الأعراف الدبلوماسية وتتدخل في الشؤون المصرية وسط استنكار مراقبين


تونس- أفريكان مانجر


أصدرت اليوم الأربعاء 14 اوت 2013 وزارة الشؤون الدينية التونسية بيانا رسميا  حول تطورات الوضع في مصر، استنكرت فيه تدخل السلطات المصرية لقمع مظاهرات مساندة للرئيس المصري المخلوع ودعت فيه الشعب التونسي الخروج يوم الجمعة للتضرع والتضامن مع الشعب المصري.
في هذه الأثناء استنكر مراقبون هذا البيان وفحواه، واعتبروا أنه ليس من مهام وزارة الشؤون الدينية اصدار بيان يتعلق بشأن سياسي ودولي وخارجي.
واعتبر هؤلاء أن اصدار مثل هذه البيانات من مشمولات وزارة الخارجية التونسية حسب البرتوكولات والنواميس الدبلوماسية المعتمدة.
ويلاحظ أنها ليست المرة الأولى في تونس التي يتم فيها مثل هذا الخلط في الأوراق والذي بدأ أساسا منذ اصدار مواقف تونس تجاه الأزمة السورية – بعد الإطاحة بالرئيس التونسي الأسبق- والتي عكستها في واقع الأمر مواقف حزبية سيطرت عليها بالأساس حزب النهضة الحاكم، أكثر منها موقف سيادي ورسمي يمثل الدولة التونسية وشعبها.
تعثر ولخبطة
كما ظهر هذا التعثر ولخبطة في مهام المؤسسات السيادية من خلال الأزمة المصرية حيث تم اصدار أكثر من بيان ومن أكثر من مؤسسة حكومية تضمنت ذات  محتوى بيان  حزب النهضة الذي اعتبر زعيمه راشد الغنوشي ما حدث في مصر انقلابا
عسكريا في مساندة مكشوفة ومن دون شروط للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين الذي ينتمي إليه حزبه.
كما ذهب الأمر إلى حد مطالبة الرئيس التونسي منصف المرزوقي الاتحاد الافريقي التدخل بعد انتقاده بشدة موقف الجامعة العربية وعلى رأسها أمينها العام تجاه ما يحدث في مصر الذي اعتبره انقلابا عسكريا بامتياز رغم تحفظ الدول الديمقراطية القيادية وحذرها في  استخدامها عبارة "الانقلاب" في بياناتها ومواقفها الرسمية  بشأن ما يحدث في مصر، وما أثار استنكار الدبلوماسية المصرية التي استدعت السفير التونسي لديها حول الموضوع.
توظيف ديني
وفي شأن متصل، يرى مراقبون آخرون أن تدخل وزارة الشؤون الدينية التونسية في الشؤون الخارجية للبلاد هو تدخل سافر وتداخل في مهام مؤسسات الدولة،  كما أنه توظيف ديني مكشوف  لأغراض سياسية يراد من خلالها دغدغة المشاعر الدينية للشعب تجاه ما يحدث في مصر وما قد يخلق فتنة بين مختلف الأطياف في المجتمع التونسي وما يسهم أيضا في تأجيج نار الفتنة في مصر.
وقالت وزارة الشؤون الدينية في بيانها اليوم إن عدد سقط اليوم بين قتلى وجرحى يعدون بالالاف في وقت أوردت فيه وكالات اخبارية عالمية أن هناك عشرات القتلى.
واعتبرت الوزارة في بيانها أن ما يحدث في مصر   "مجزرة رهيبة في حقّ المعتصمين السلميّين في ميداني رابعة والنهضة" .
واستخدمت الوزارة خطابا دينيا بامتياز بشأن مسألة سياسية بحتة يدور سجال حولها في مصر وإلى حد استخدام العنف من جانب المتصارعين على الحكم. وذكّرت الوزارة  في هذا الصدد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا أهون عند الله من دم امرئ مسلم يُسفك بغير حقّ".
كما أدانت وزارة الشؤون الدينية  "بأقصى عبارات الإدانة سفك دماء المصريّين بهذه البرودة وتعتبر ذلك جريمة إنسانيّة وكبيرة شرعيّة"،  وفق محرر البيان الذي استشهد بآية كريمة في نفس سياق الإدانة لحدث سياسي خارجي وهي  "ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحقّ".
كما عبّرت الوزارة التونسية  "عن مساندتها اللامشروطة للمعتصمين المسالمين في كل ميادين مصر ولمطالبهم المشروعة" وفق تعبيرها.
وفي ذات السياق، دعت  "علماء" الإسلام في تونس وسائر بلاد المسلمين إلى ضرورة التحرّك القوي والعاجل من أجل حقن الدماء ومحاصرة الفتنة والتصدّي للمجرمين القتلة، وفق تعبير محرر البيان.
كما دعت وزارة الشؤون الدينية "الشعب التونسي إلى أخذ العبرة ممّا يحدث في مصر ..والتصدّي للفوضويّين الإنقلابيّين"، في اشارة واضحة لاستخدام العنف ضد المعتصمين حاليا في ساحة باردو الذين يطالبون بإسقاط حكم حزب النهضة الاسلامية بعد استنفاذها لشرعيتها الانتخابية وفشلها في تسيير البلاد.
أيضا دعت الوزارة في بيانها إلى أن "يكون يوم الجمعة يوما للتضامن مع "المصريين"، والتضرّع إلى الله عزّ وجلّ كي يحفظ مصر، وتونس من كل سوء يُرادُ بها". كما دعت في ذات السياق كل الأئمّة في كامل جوامع الجمهورية إلى آداء صلاة الغائب ترحّما على أرواح شهداء مصر"، وفق ذات البيان.
"جمهورية الموز"
ويأتي بيان وزارة الشؤون الدينية حول شأن خارجي في وقت لم يُصدر إلى حد الآن أي بيان من الوزارة المعنية (وزارة الشؤون الخارجية التونسية) فيما يتوقع أن تصدر حركة النهضة المسيطرة على الحكم في تونس بيانا مماثلا في إشارة واضحة لمساندة حزبية لتنظيم مصري ديني مماثل على ظهر المؤسسات التونسية وفي خرق واضح للأعراف الدبلوماسية وما دفع بعض المراقبين إلى وصف ما حدث في تونس اليوم  بـ"جمهورية الموز"، وهو تعبير يستخدم لترجمة وضع الفوضى وضعف مؤسسات الدولة.
يذكر أن إمارة قطر ودولة تركيا المدعمة لتنظيم الإخوان كانا أول من أصدر بيانات منددة بما يحصل حاليا في مصر في وقت أشارت فيه تقارير دولية إلى أن عدد القتلى من جراء الهجوم الذي شنته قوات الامن  المصري على مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في موقع اعتصامهم بلغ 60 قتيلا.
عائشة  بن محمود

No comments:

Post a Comment