Pages

Tuesday, September 18, 2012

Hayat Attia: الإنقاذ .. والصمت المريب

آخر الأخبار
بحث
الإنقاذ .. والصمت المريب 18/09/2012
د. حياة الحويك عطية










رغم أن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت بالتفصيل، من دمشق، خبر اجتماع فصائل من المعارضة السورية في الداخل، كما نقلت البيان الختامي الصادر عنه، فان البحث في الصحافة الفرنسية نفسها وفي معظم الإعلام الغربي، والعربي- الغربي، لا يقود الى أية اشارة الى ذلك بكلمة
، ورغم أن الجيش السوري الحر يعلن صراحة استلامه شحنة من أربعين طنا من الأسلحة من تركيا، الى أن ذلك يظل غائبا أيضا عن هذا الإعلام. علما بأن الأنباء تحدثت عن أن هذه الشحنة لا تشكل إلا جزءا من مئتي طن تم تجميعها في تركيا لارسالها الى سورية.
صحيح أن المؤتمر الذي عقد في دمشق لا يضم كل فصائل المعارضة، رغم أنه ضم أربعة وعشرين حزبا وتيارا، بينهم الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير المشاركة في الحكومة بشخص الدكتور قدري جميل والدكتور علي حيدر ، لكنها خطوة مهمة على الطريق بدليل أن البيان الختامي وجه دعوة "عامة لكل القوى والفعاليات والتنسيقيات والأحزاب المعارضة في الداخل والخارج من دون استثناء" للمشاركة في حوار على أرض الوطن من دون شروط مسبقة داخل المؤتمر، فكل طرف سيحمل رؤيته الخاصة التحليلية والبرنامجية، مع مطالبة النظام بتأمين الضمانات اللازمة لمشاركة جميع الشخصيات". كما أن البيان ركز على ضرورة «التغيير الجذري الشامل والعميق الذي يعني تغيير بنية وتركيبة ونهج النظام ووسائله في إدارة الوطن، وإلغاء كل الأسباب التي تعيد إنتاج الأزمة" داعيا إلى «الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي ووقف العنف والقتل والخطف من كل الأطراف، والانتقال إلى الحل السياسي السلمي، ورفض التدخل الخارجي بكافة أشكاله والحفاظ على السيادة الوطنية وسيادة الدولة السورية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي".
واذا كان هذا البيان يلتقي عمليا مع ما طرحه ممثل هيئة التنسيق الوطنية هيثم مناع قبل أيام، فانه يلتقي أيضا مع ما طرحه ممثل ائتلاف التغيير السلمي فاتح جاموس في مؤتمره الصحافي في موسكو قبل مناع بيومين. حيث التقى جاموس مع مناع والآخرين في توصيف النظام وضرورة استمرار الضغط السلمي، لأن النظام غير قادر على أن يتغير بشكل ذاتي ، كما قال . لكنه كان واضحا بالمقابل ، في ان ما يحدث على الأرض لا علاقة له بذلك وانما يستهدف سورية الدولة مؤسسات وقوة ، عبر تدمير المؤسسات المدنية واستهداف المؤسسة العسكرية ،وتدمير النسيج الاجتماعي والقضاء على الدورة الاقتصادية ، متسائلا عن الهدف من تدمير مصانع حلب ، على سبيل المثال . كذلك اشار جاموس ان التغيير من وجه واحد لا يكون بالقبول بالخروج الى وجه واحد آخر ( حتى لو استعمل واجهات اخرى ) مضيفا : نحن لا نؤمن بمن لديه عمل مسلح وثقافة طائفية .
غير أن النقطتين المهمتين هي تركيز جاموس على أن نسبة سبعين بالمئة من الشعب السوري هي خارج اطاري النزاع وهي ترفض العنف . وتضم جزءا من النظام وجزءا من فعاليات الحراك التي انطلقت سلميا بمطالب ديمقراطية ثم وجدت نفسها مهمشة عندما تم تعويم خيار العنف . وربما اعتمد الرجل على هذه الاغلبية الشعبية في دعوته جميع اطراف النزاع الى الجلوس الى طاولة مستديرة للخروج بالبلاد من مصير اسود.
النقطة الثانية، تمثلت في تحديد هذا المصير الأسود نفسه ، فهو لا يقتصر على الحرب الاهلية فحسب ، إنما يمتد الى تدخل تركي يلقى من دول الخليج ومن إسرائيل والغرب ، ما تلقاه الآن الجماعات المسلحة ، وغدا، مؤججو الحرب الاهلية .ومن هنا تحدث الرجل عن عقلاء هيئة التنسيق واقترابهم من القبول بهذه الطاولة لان المسألة لم تعد اصغر من انقاذ الوطن كله .
فهل سيتغلب هؤلاء العقلاء على المتشددين في الهيئة التي تعتبر اقوى تشكيلات المعارضة ، ويشاركون في المؤتمر المزمع في الرابع والعشرين من هذا الشهر ؟ هل سيتغلب منطق الانقاذ وضميره على منطق اخشى من تناقص شعبيتي اذا اقدمت على خطوة مماثلة ، او من الخوف من تخوين الفصائل المنافسة ؟
هل سيساعد انكشاف خيانة المخوّنين في تشجيع اصحاب الضمائر في كل الصفوف؟
http://www.alarabalyawm.net/Public_Journalists/Journalist_Article.aspx?lang=1&ArticleID=2089&JournalistID=72
 

No comments:

Post a Comment