Pages

Sunday, September 02, 2012

Hayat Houik; la cata!

د. حياة الحويك عطية
  الخراب !


بالامس القريب كانت الجمعيات التطوعية والخيرية، التي لها اية صلة بالعرب في الغرب ، تعاني من حظر تلقيها اية مساعدات او
تبرعات مهما كانت ضئيلة ، تكشف صحيفة هيرالد تريبيون ان الولايات المتحدة الاميركية اجازت علنا لجمعية تحمل اسم .......  Syrian Support Group (SSG),
..........       بتلقي مساعدات وتبرعات مالية دون سقف، لدعم المعارضة المسلحة في سوريا . واذ تقول الصحيفة ان هذه الجمعية هي جمعية غامضة لم يعرف مؤسسوها ولا اعضاؤها  فانها تشير الى ان اهدافها المعلنة هي " تقديم مساعدات مالية لوجستية اتصالية  وخدمات اخرى ممنوعة على الجهات الرسمية السورية "
وبصرف النظر عن موقف اي كان من دعم الجماعات المسلحة ، فان اول ما يتبادر الى الذهن هو هذا النفاق الغربي الحقير،  اضافة الى سؤالاخر اهم : هل ان اسقاط النظام هو الهدف ام تدمير واستنزاف سوريا ؟ خاصة ونحن نعرف ان باريس قد سمحت بدورها ولكن دون الاعلان رسميا ، باقامة جمعيات تهدف للغاية نفسها ، ومما نعرفه ان شخصا واحدا يدعي انه زعيم عشيرة هرب عبر بيروت الى باريس واسس 12 جمعية ، على عنوان 12 شقة استاجرها في العاصمة الفرنسية ،  وقال  صراحة لمن تعامل معهم ان هدف هذه الجمعيات الوهمية  هو ثلاثي : تلقي الاموال ، استقدام المتطوعين الاسلاميين ، وتصديرهم الى سوريا عبر لبنان بشكل رئيسي، وتجهيز ستوديو لاستقدام مصابين واشخاص اخرين وتلفيق شهادات تصور على انها ميدانية وتجمع في ملف لمحكمة الجنايات الدولية.  طبعا قد يقول قائل اليس على الارض جرائم تصور ؟ بلى . ولكن المطلوب ترتيب التصوير وفق معايير معينة مدروسة ومبرمجة . ويلتقي ذلك مع الاشكال الذي اثير  في باريس وجنيف، في اكتوبر الماضي،  بين صحافي عربي ومسؤول اممي جاء الى سوريا في لجنة تحقيق ، واسر  في لقاء مع جمعية عربية من مواطنيه بانه صرف اعضاء اللجنة ورتب مع زميلة تركية له تلفيق شهادات رتبها وفق هذه المعايير. الصحافي نشر الخبر يومها ، والمحقق هدد برفع دعوى بعد ان انكر ما قاله ومن ثم طوي الملف.
غير ان الجانب الاهم في كل هذا ، هو من الذي يمول هذه الجمعيات سواء في اوروبا او في الولايات المتحدة ؟ وهل التمويل العربي هو وحده الذي يعمل ؟  بل والاهم : حتى لو كان التمويل عربيا وذاك ما يعترف به ، بل وينادي به مسؤولو دول معروفة،  على اعلى المستويات ، ومسؤولو احزاب وتيارات وتجمعات مرتبطة بهم في لبنان وغيره من الدول العربية ، - حتى لو كان التمويل عربيا ، فمن الذي يضع الستراتيجيات والخطط ؟ ومن هي الاجهزة التي تتحكم بتنفيذ هذه الخطط على الارض ؟
 بالامس كان الاسلام فزّاعة خنق بها كل صوت تحرك لنصرة قضية عربية في الغرب ، واليوم تعترف مراكز الدراسات الاميركية بان بلادها والغرب عموما تغذي المتطرفين الاسلاميين وتساعد على استقدامهم من كل العالم ، وقد اعترف الصحافي الهولندي جيروم اورلمانس  في مقابلة مع مجلة الاكسبرس  الذي اختطف في سوريا ثم تم الافراج عنه بتدخل دولي ، ان ايا من خاطفيه لم يكن سوريا ،  واكثرهم لم يكونوا عربا. ثم عاد ليؤكد في مقال ثان ان خاطفيه كانوا من بنغلادش، الشيشان ، والباكستان وبعض الافارقة ، وان  بعضهم كان يتحدث الانكيلزية بلكنة بريطانية . وكان كل  منهم كان يقول انه ينتمي مجموعة مختلفة على راسها امير ما.
 غير ان مراكز الدراسات الاميركية تقول ايضا ان التمويل الاميركي موجه الى الجماعات العلمانية وذلك لاقامة توازن مع الجماعات الجهادية الاسلامية ، في حين ان العرب هم من يمول المسلحين الاسلاميين.
 وهنا يتبدى الامر الخطير : اجل التمويل والتسليح موزع ، ولكن ليس بهدف اقامة توازن سياسي على الاطلاق ، وانما بهدف خلق جبهة اخرى من الصراع الدموي والتدمير الذاتي ، في مرحلة لاحقة ، بين من يسمونهم علمانيين ومن يسمونهم اسلاميين . وسوف نكتشف غدا ان ثنائيات اخرى ستبنى قنابل موقوتة : عشائرية ، اتنية، وتجمعات متناقضة داخل الطرف الواحد . ولمن لا يرى لك ان يتذكر حرب لبنان والدعم الذي كان ينصب من الدول نفسها على الاطراف المختلفة . واذا لم يحصل ذلك بشكل مباشر ، فان المايسترو الواحد يوزع الادوار والوكلاء المطيعون ينفذون كل على جبهته .     

No comments:

Post a Comment