Pages

Wednesday, April 10, 2013

بن جدو: المقاتل التونسي مجاهد في سوريا ..ارهابي في تونس

10-04-2013-19:30: وزير الداخلية لطفي بن جدو: المقاتل التونسي مجاهد في سوريا ..ارهابي في تونس


تونس- أفريكان مانجر

أثارت تصريحات وزير الداخلية  التونسي لطفي بن جدو يوم أمس بشأن مقاتلين تونسيين في سوريا اعتبرهم "مجاهدين"، استغراب مراقبين لما تضمنه  هذا التوصيف من ازدواجية في المعايير تجاه هذه الملف الشائك  وأيضا لما تحمله من شكوك حول مدى استقلالية وزارته عن القرار السياسي للحزب "الحاكم" حاليا والمتمثل في حزب النهضة الاسلامي،  بخلاف ما يدعيه هذا الأخير حول  تعيين وزير داخلية جديد مستقل.
وقال أمس وزير الداخلية لطفي بن جدو (المستقل حزبيا)،  على هامش لقاء وزراء الداخلية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط المنعقد في الجزائر، قال   إن "الشباب التونسي الذي يسافر إلى سوريا للقتال لا يذهبون للجهاد علنا بل بشتى العلل"، وفق تعبيره
.
وأضاف مستدركا أن وزارته تحرص   على مراقبة "المجاهدين" التونسيين بعد عودتهم إلى تونس تفاديا لقيام هؤلاء لأي عمل إرهابي في تونس بعد قتالهم في سوريا، وفق لما نقله تلفزيون "فرانس 24" عبر مقطع مسجل على هامش اجتماعات وزراء الداخلية، مرجحا أن "عددهم لا يتعدى المئات وان هناك تهويلا في الأمر"، بحسب تعبيره
وكان وزراء دول تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا وأيضا فرنسا وايطاليا واسبانيا والبرتغال ومالطا اجتمعوا يوم أمس في الجزائر لتدارس الأوضاع الأمنية والتهديدات الارهابية بالمنطقة
.
التونسيون يتصدرون قائمة المقاتلين

ورغم عدم توفر معطيات موثقة حول عدد التونسيين المقاتلين في الحرب الأهلية الدائرة حاليا في سوريا، إلا أن  تقارير الأمم المتحدة ترجح  تصدر التونسيين قائمة المقاتلين الأجانب في سوريا ضمن جبهة النصرة السورية ومجموعات أجنبية مقاتلة كما أن السلطات السورية أشارت إلى أنهم يمثلون نحو 40% من الموقوفين والمقتولين.
وفي سياق متصل كان  الرئيس التونسي منصف المرزوقي حذر في تصريحات صحافية من تداعيات عودة هؤلاء إلى تونس الذين رجح عددهم بثلاثة آلاف مقاتل، متراجعا عن موقف سابق له كان قلل  فيه بدوره من شأن المقاتلين التونسيين في سوريا على مستوى العدد والمخاطر
.
تشجيع ضمني

ويرى الناشط الحقوقي التونسي أحمد مناعي ورئيس المعهد التونسي للدراسات الدولية، أن التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية لطفي بن جدو بشأن هذا الملف خطيرة وغير مسؤولة لأنها تشجع ضمنيا الشباب التونسي على القتال تحت غطاء "الجهاد" بطريقة أو بأخرى. مضيفا أنه باستخدام  وزير الداخلية  لعبارة "جهاد" في هذا السياق خطأ لأن الجهاد مطلوب دينيا ومبارك اجتماعيا وهي احد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تحول عدد كبير من الشباب التونسي إلى سوريا اعتقادا منهم أنهم  سيقومون  بعمليات "جهادية
".
كما يرى مراقبون آخرون أيضا أن هذه التصريحات غير مسؤولة حيث يعتبرون أنه من غير المعقول أن يعتبر وزير الداخلية التونسي ما يقوم به الشباب التونسي جهادا لدى سفرهم إلى سوريا ليتحولوا إلى ارهابيين عند عودته إلى تونس، وما يعتبر ازدواجية في المعايير في استخدام عبارة "جهاد
".
منظمة ارهابية

وكانت الولايات المتحدة الأميركية أدرجت جبهة النصرة التي تمثل المعارضة السورية  المسلحة ضمن قائمة المنظمات الارهابية في العالم  في وقت ثبت فيه أن هذه المنظمة تحظى بمساندة إمارة قطر الحليف الأول للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط ، عبر مدها بالأسلحة كما تدعمها الأحزاب الاسلامية التي سيطرت على الحكم في دول ما يعرف بـ"ثورات الربيع العربي" والمساندة بدورها من طرف الإدارة الأميركية.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة الأميركية ترفض قطعيا المنظمات التي تهدد أمنها القومي عبر استخدامها الأسلحة لكنها في نفس الوقت مضطرة للتعامل معهم بطريقة غير مباشرة وملتوية عبر حلفاءها الجدد بالمنطقة لإسقاط أنظمة ترى أن صلوحيتها قد  انتهت
.
وفي هذا السياق يقول الناشط الحقوقي أحمد مناعي والمعارض للرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، إن حزب النهضة الحاكم في تونس حاليا والمؤيد من الولايات المتحدة الأميركية بطريقة مباشرة أو عن طريق قطر، قد بدأ بتحركاته الفعلية للاسهام في اسقاط النظام السوري منذ 2011  وخاصة خلال اجتماع انعقد في طرابلس بحضور قيادات سورية معارضة وليبية بالإضافة إلى زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي ومفتي قطر المصري المتحصل على الجنسية القطرية يوسف القرضاوي
.
مواقف سياسية

وتزامن هذا التحرك الفعلي لدعم المعارضة السورية ميدانيا عبر مواقف سياسية ودبلوماسية  مباشرة  كانت اتخذتها الحكومة التونسية بعد فوزها في انتخابات اكتوبر 2011 حيث كانت تونس أول دولة  تعلن  قطعها العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وأول دولة تعترف رسميا  بالمعارضة السورية وثاني دولة في العالم تعقد على أراضيها مؤتمر أصدقاء المعارضة السورية باشراف راشد الغنوشي والرئيس التونسي منصف المرزوقي، رغم معارضة المجتمع المدني لهذه المواقف الخارجية لتونس وتحفظ الرأي العام حولها باستثناء ذلك الذي يحسب على النهضة وباقي الأحزاب الاسلامية السلفية
.
من هذا المنطلق، لا يستبعد مراقبون  مواجهة وزارة الداخلية التونسية لضغط سياسي فوقي مرده مواقف حزب النهضة والرئيس المرزوقي المؤيدة للمعارضة السورية المسلحة وما يفسر إلى حد كبير مراوغة تصريحات مسؤولين من الداخلية بشأن هذا الملف الشائك والمعقد وأيضا تضارب تصريحاتهم بشأن القتال في سوريا  ليكون "جهادا" أو "ارهابا" بحسب ما يقتضيه السياق والمصلحة.
ع ب م

No comments:

Post a Comment