Search This Blog

Tuesday, September 21, 2010

عبارة جانبت فيها الصّواب

أين كنت يا رب؟ ... عبارة جانبت فيها الصّواب



ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب

اللّهمّ أنت ربّي لا إلاه إلاّ أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت.

قرأت بعض التّعليقات على المقال الذي نشر بالأمس تحت عنوان "أين كنت يا رب؟" كما تلقّيت بعض المراسلات الإلكترونية ومكالمتين هاتفيتين حول نفس الموضوع.
تباينت ردود القرّاء الكرام حول ما كتبت بين الوعظ والتّذكير واللّوم والإتّهام بالتّطاول على الذّات الإلاهية !!! يا لخيبتي إن صحّت منّي هذه الأخيرة.

في كلّ الأحوال أقول :
نعم لقد خانتني العبارة وجانبت الصّواب في اختيار الأسلوب فلئن صحّ منّي أن أبثّ شكواي إلى الله كما فاضت بها نفسي معتمدا على علمه بنيّتي وما أردت أن أقول وأنا في تلك الحال أعتصر ألما ممّا أصاب المسلمين وبيوت الله في بلدي أقلّب وجهي في السّماء أبحث عن كيفية دفع هذه المفسدة التي توشك أن تنزل بنا سخطا من الله وغضبا لا يصيبنّ الذين ظلموا منّا خاصّة، لئن صحّ منّي ذلك، فما كان ينبغي بحال من الأحوال أن أهمل مشاعر القارئ الكريم وضرورة تخيّر الأسلوب وتجنّب ما يريب لا سيّما والخطاب مع الله عزّ وجل.

لقد كان تساءلا إستنكاريا منّي أكّدت صورة الغرابة فيه بعبارات صريحة حيث كتبت " أين كنت يا رب و أنت الّذي يملأ المكان والزّمان ولا تأخذه سنة ولا نوم قيّوم السّماوات والأراضين ؟" حسبت أنّ هذه العبارات ترفع اللّبس وتوضّح أنّي لا أقصد أنّ الله يغيب عن المكان أو الزّمان بل أنا الباحث عنه الموقن بوجوده في كلّ مكان وزمان والمتعجّب من حلمه وعفوه اللاّمتناهيين على من تجرّءوا على مقدّساته ... ثمّ أكّدت هذا المعنى بأن عدّدت بعض أسماء الله وصفاته فكتبت " بلى وعزّتك وجلالك إنّك لتعلم كلّ ذلك وأكثر وأخفى وأنت علاّم السّرّ والنجوى وعلاّم الغيوب لا يعزب عنك مثقال ذرّة في الأرض ولا في السّماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس ... فمتى نصرك متى نصرك متى نصرك يا من يقول للشيء كن فيكون؟
متى نصرك يا قاصم الجبّارين وناصر المستضعفين يا قهّار يا جبّار يا ذا القوّة المتين يا مالك الملك يا ذا العزّة والجبروت يا ذا الملك والملكوت لقد تطاول الأقزام في مملكتك وتربّب الخلق الضّعيف في أرضك فمتى نصرك متى نصرك متى نصرك؟" هذا على الأقل ما قصدت وليس بحال من الأحوال الإنتقاص من ذات الله.

كيف يفهم أنّي أتطاول على ذات الله وأنا أصفه بهذه الصّفات العظيمة؟
كيف وأنا أستشهد بقرآنه وأمجّده وأدعوه وأستغيثه؟
من يستخفّ بشيء ويتطاول عليه لا يركن إليه ولا يثق فيه ولا يستعينه ولا يستغيثه بل يزدريه ويسخر منه.

بناء على ما تقدّم أخلص إلى ما يلي:

أوّلا : أعتذر إلى ربّي وأتوب إليه رغم أنّه ليس في حاجة إلى اعتذاري فهو يعلم لوعتي التي كنت أكتب بها لقد كان بدل الدّمع دما وبدل الزّفرة نارا... نعم أستغفره وأتوب إليه فالمسلم يستغفر ربّه بعد عبادة وصلاة فما بالك إذا أتى شيئا أثار ريبة واستياء ... أتوب إليه رغم يقيني أنّي ما قصدت التطاول عليه جلّ وعلى. لقد أسأت التّعبير نعم وكان حالي كحال ذلك الرّجل الذي أضاع دابّته في الصّحراء وعليها زاده وشرابه ومتاعه فبحث عنها حتّى يئس من العثور عليها فركن إلى ظلّ شجرة ينتظر الموت وإذا بدابّته واقفة عنده فأخذ بخطامها ومن فرط الفرح قال"اللّهمّ أنت عبدي وأنا ربّك" بدل أن يقول "اللّهمّ أنت ربّي وأنا عبدك" أخطأ من فرط الفرح وقد أخطأت أيضا بأن أهملت الأسلوب و اعتبرت أنّ القارئ سيفهم حتما ما كتبت كما اختلج في صدري ولكن حصل بعض سوء الفهم.

ثانيا : أعتذر للقرّاء الكرام الذين أسأت إليهم واعتبروا أنّي أسأت الأدب مع الله وأكبر فيهم غيرتهم على الله سبحانه وتعالى وأدع الله أن تكتب لهم هذه الغيرة في ميزان حسناتهم وأن يلقوا بها وجه الله يوم لا ينفع مال ولا بنون وأودّ أن أنوّه بقارئ متميّز وهو الشّيخ راشد الغنّوشي الذي هاتفني واشتدّ عليّ بأسلوب جدّ راق دون أن يتّهمني في إيماني ولكن بيّن لي أنّ الأسلوب مهمّ ويجب مراعاته وخاصّة إذا تعلّق الأمر بالذّات الإلاهية كما أنوّه بالإخوة الطّاهر الحصني من باريس ومراد راشد من زوريخ ولطفي زيتون من لندن رغم قسوة هذا الأخير عليّ ولكنّه أراد خيرا والحمد للّه الذي جعل فينا من يقوّم اعوجاجنا وينصح لنا ويردّنا الى الجادّة.

ثالثا : أعتذر لموقعي الفجرنيوز وتونسنيوز على ما قد يكون لحق بهما من ضرر بسبب نشر ما كتبت وأقول لهما حقّكما على كما ترتئيان و أطلب منهما سحب المقال المثير لبعض الإستياء والجدل.

رابعا : هناك صنف آخر من القرّاء ضئيل جدّا عددهم، نسأل الله لهم الهداية أو أن يكفنا شرّهم بما يشاء، لم تأخذهم غضبة لله ولا لمقدّساته إنّما حسابات سياسية فمضوا يشهّرون ويشتمون يحاولون النّيل من خصم سياسي وليس من العربي القاسمي. من هؤلاء من أراه تقريبا يوميا ويتملّق التّحية والسلام ويجبن أن يمضي باسمه الحقيقي ولكنّ أسلوبه في الكتابة وعباراته المتردّدة والرّديئة تفضحه. أتساءل حول هذا الصّنف من النّاس إن كانوا غضبوا للّه فأين هم حين دنّس المصحف الشّريف وخرّبت بيوت الله ؟ ما لنا لم نسمع لهم ركزا ولم نرى لهم حركة؟

لا إلاه إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين

العربي القاسمي نوشاتيل سويسرا في

21.09.2010

tunisnews


No comments: