Search This Blog

Sunday, November 04, 2012

Hayat Attia: Clinton annonceكلينتون وسيدا la fin du CNS


كلينتون وسيدا 

 د. حياة الحويك عطية

كان لا بد من يوم يعلن فيه نعي مجلس اسطمبول الذي اطلق على نفسه اسم الوطني . ولكن الطريف ان ياتي هذا النعي على لسان هيلاري كلينتون . فيما لا يعني ابدا ان وزيرة الخارجية الاميركية كانت تتمنى ذلك ، وكلنا يذكر كم ركضت من واشنطن الى اسطمبول لتشرف بنفسها على اجتماعات المجلس وتعطيه دفعة معنوية هي بمثابة انبوبة الاوكسيجين التي انتهى مفعولها رغم ان العديد من الجهات عاد فملاها .
واذا كان المبرر المعلن لهذا النعي هو انتشار الجماعات الاصولية الارهابية في سوريا ، دون ان يتمكن المجلس من منعها اوضبطها ، فان السبب الحقيقي هو فشل المجلس وغيره من الحلفاء من تحقيق الاهداف التي وضعتها له واشنطن وحلفاؤها وادواتها منذ بدء الازمة. ولذلك عادت البراغماتية الاميركية الى فكرة جمع اطراف متعددة لم يتمكن المجلس الوطني ان يجمعها، لتشكيل حكومة منفى في الدوحة. دون ان تلغي المجلس ولكنها تعيده الى حجمه الطبيعي الذي لم ينفع فينفخه كل الدعم بكل اشكاله. 
 
واذا كنا نسجل بدقة ان بوصلة الشماتة بالمجلس لا تجرنا الى التهليل لكلينتون. بل اننا نحذر جدا من كلامها عما اسمته القطاعات والاجزاء الجغرافية للبلد، ولا نستبشر خيرا بمحاولة توريط كامل المعارضة في مشروع مرفوض توكله واشنطن الى قطر.  (وهذا ما سنتناوله لاحقا)، الا اننا نسجل غرابة الجنون الحاد الذي اصاب " الثائرين" على " تفرد نظام دمشق بالسلطة"، من مجرد دعوة الى عدم تفردهم هم بها، ومشاركة غيرهم من " المعارضين" في حكومة منفى .  

حدة تبدت واضحة في رد عبد الباسط سيدا على كلينتون، قائلا ان المجموعة الدولية هي المسؤولة عن تنامي الاصولية في سوريا ، لانها لم تدعم المعارضة. وهنا شر الامور ما يضحك ويبكي ، فهل وجدت معارضة في التاريخ الدعم الذي وجدته المعارضة السورية ؟ و تحديدا المجلس الوطني ؟ وهل تتحمل المجموعة الدولية مسؤولية ان القائمين عليه سرقوا المال ولم يختاروا الرجال وارادوا ان يكونوا ثوارا سياحا بين الغرب وتركيا، في فنادق الخمس نجوم وطائرات الدرجة الاولى في عواصم الغرب ؟  والاكثر طرافة انه يقول ان المناطق التي اخرجتها المعارضة عن سيطرة الدولة تعاني من الفوضى والفقر وانعدام الامن والياس... فهل هناك ادانة صريحة للذات واعتراف بالفشل يمكن ان تحلم بهما سلطة دمشق اكثر من هذا ؟ ولماذا لم يات تشي غيفارا ليناضل مع ثواره ؟ لمذا لم يتجاوز نضال الغيفارات شاشات التلفزيونات من ابعد نقطة عن سوريا وعن المناطق "المحررة " التي تعمها الفوضى والفقر ؟
لكن الاخطر من ذلك هو التالي : يقول سيدا ان عدم تدخل الغرب ادى الى نمو الاصولية . ونحن نذكر ان ما ارادوه علنا من تدخل الغرب كان التدخل العسكري المباشر بدءا بالحظر الجوي ووصولا الى الاجتياح ( وهذا ما خصصوا له جمعة مشهودة) . وهنا يبرز السؤال : لقد تدخل الغرب عسكريا في العراق ، فهل ازهر المدنيون والعلمانيون والحداثويون بعد الاحتلال ؟ هل انتشرت الورود في الشوارع والبيوت ؟ وهل حل سلم اجتماعي لا مكان فيه لمذهبية مدمرة مقرفة ؟ ... هذا هو النموذج الذي ارادوه لسوريا وقبضوا ثمنه مليارات اغدقها حاتم الطائي الذي ذبح البلاد بدل من ناقته. 

لكن الجملة الاكثر صدقا فيما قالته كلينتون هي ما قالته عن تسلل المتطرفين الارهابيين غير السوريين الى سوريا ، وتحويرهم مسار الحراك الشعبي من حراك مشروع ضد نظام قمعي الى حرب ارهابية مذهبية طائفية.  فهل كان الاميركيون يجهلون ذلك ؟ وهل كان من يمول هذا التسلل ويسلحه هو غير حلفاء واشنطن في الشرق الاوسط؟ فلماذا تركوهم يفعلون ؟ وهل ستهدف حكومة المنفى المبشر بها الان في الوصول الى حل تفاوضي  يحقق اهداف الحراك الوطني المشروع في الاصلاح ، وفي وقف العنف والدمار ؟ ام انها عملية اعادة انتشار عسكرية – سياسية ، تبديل فيلق فاشل باخر لعله – وحتى لولم ينجح – يؤمن فرصة اطول للدمار ؟ 

وكيف يمكن ان تعاد الثورة المخطوفة الى اهلها ويعود هؤلاء ومعهم السلطة الى عقلانية براغماتية وطنية ، تقول ان سوريا هي الاساس والحفاظ على قوتها ووحدتها وثروتها وموقعها واعادة ترميم نسيجها الاجتماعي واصلاح نظامها السياسي والاقتصادي هي ضرورات تضمن تلك القوة وهي ما يجب ان يتوافق عليه الجميع ، ليتمكنوا من خوض المعركة الطويلة لاعادة تنظيف البلاد والنفوس واعادة ترميم الدمار الذي اصابهما 
03/11/2012

No comments: