Search This Blog

Saturday, October 24, 2015

Les Daechiens tunisiens de retour en Libye

طائرات ترحل مقاتلين تونسيين من سوريا الى ليبيا بدافع مخطط جديد في تونس و الجزائر

الارهابيون

تونس- الاخبارية – وطنية – رصد

هناك طائرات قدمت من تركيا الى ليبيا محملة بمقاتلي شمال إفريقيا ومن بينهم تونسيين. حسب معلومات تلقاها احمد المناعي الناشط السياسي و رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية وأدلى بها اليوم 22 اكتوبر 2015 في تصريح لـ”سياقات”
وفيما يخص اتونسيين المقاتلين المتواجدين في سوريا، أكد المناعي أن السلطات السورية يصعب عليها تحديد عددهم مشيرا إلى ان التونسيون يشكلون أكبر عدد على الإطلاق ضمن المشاركين الأجانب في الجماعات المقاتلة هناك .
و أضاف ان الكثير من المقاتلين الإرهابيين الأجانب و من بينهم تونسيين الموجودين في محافظة حلب هربوا من الحدود التركية الى تركيا و إن الإرهابيون الموجودون في منطقة درعا على الحدود الأردنية هربوا الى الأردن .
و أوضح المناعي  بأن هؤلاء المقاتلين تلقوا تعليمات بالرجوع إلى بلدانهم منذ بداية الهجوم الروسي على معاقل إرهابيي “داعش”. ويوجد تونسيون من بين المقاتلين العائدين وذلك بهدف تنفيذ مخطط جديد في المنطقة يمس بالامن التونسي و الجزائري حسب قوله.
واعتبر أن عودة المقاتلين من بؤر الصراع وأساسا من سوريا سيشكّل تهديدا للأمن القومي.
واضاف المناعي ان حدود سوريا مع تركيا شاسعة ولذلك تساعد تركيا هؤلاء المقاتلين من اجل مصالحها الخاصة وهي متورطة منذ 5 سنوات في هذا الخراب حسب تعبيره.
واكد انه سيتوجه صحبة وفد لمعاينة الاوضاع في سوريا بداية من شهر نوفمبر القادم.
ويشار إلى أن تونس تتحتل المرتبة الأولي في قائمة الدول المصدرة للمقاتلين إلى بؤر الصراع لإسقاط أنظمة وذلك بأكثر من 5 آلاف مقاتل تم تصنيفهم إرهابيين ومرتزقة، بحسب تقرير للأمم المتحدة.

المصدر موقع “سياقات

Friday, October 23, 2015

Ahmed Manai: L'intervention Russe en Syrie a réalisé plus que n'ont réalisé les américains en.un an



Friday, October 23, 2015



أحمد المناعي: نعيش مقدمات انتفاضة جديدة في فلسطين والتدخل العسكري الروسي في سوريا حقّق ما لم يحققه الأمريكيون

هدى القرماني

متغيرات محورية عدة تشهدها اليوم المنطقة العربية سيكون لها تأثير على قادم المراحل تلعب فيها الدول الكبرى الدور الأبرز في صياغة مشهد وخارطة جديدة.
الملف السوري وتطورات الأوضاع داخل الأراضي السورية.. زيارة بشار الأسد إلى موسكو..القضية الفلسطينية وما تعيشه اليوم من أحداث تصعيدية.. الانتخابات البرلمانية المصرية..تركيا وسعيها المتواصل للدخول ضمن الاتحاد الأوروبي.. واقع المشهد السياسي في تونس.. وغيرها من النقاط كانت محور حديثنا مع رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية وكان معه الحوار التالي:
يشهد الوضع السوري اليوم عدة تطورات خاصة مع التدخل العسكري الروسي . فهل تغيّرت المعادلة؟
هذا أمر منتظر و سبق لي أن صرّحت أن الأزمة السورية اليوم تعيش نهايتها على الأقل على المستوى العسكري.
وهذا التدخل الروسي قد أعطى دفعا كبيرا للجيش السوري إذ استطاع التحكم في الأجواء السورية وضمن الحماية الجوية للجيش السوري كما ركز على المناطق و البؤر الكبرى للتجمعات الإرهابية واستطاع أن يحقق في حوالي 15 يوما ما لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية تحقيقه خلال سنة وهذه مفاجأة للعالم وللأمريكيين أنفسهم.
وما يجب ملاحظته إلى حد الآن أنه لا يوجد أي تدخل بري روسي وإن وجدت بعض القوات البرية فهي لحماية القواعد ولحماية منشآت عسكرية روسية .
الضربات الروسية سمحت للجيش السوري باكتساح المناطق المحتلة من قبل المجموعات المسلحة و قد شاهدنا خلال الأيام الأخيرة مئات المقاتلين الذين فروا من درعا في اتجاه الأردن كما شهدنا موجة أخرى من الهاربين على الحدود التركية خاصة من مناطق حلب وأيضا من أدلب.
أعتقد أنه سيقع عسكريا القضاء نهائيا على الإرهاب مع نهاية هذه السنة وهذا ما يذهب إليه أيضا الكثير من الخبراء العسكريين السوريين وغير السوريين.
أمر ثان لم يهتم به الملاحظون كثيرا وهو عمليات التصالح فقد تحدث وزير المصالحة الوطنية السوري عن عملية مصالحة شملت ثلاثون ألف عنصر قاموا بتسليم أسلحتهم والتحقوا بالوطن وفيهم من التحق حتى بالجيش السوري لمواصلة القتال وهذا سيفتح المجال لطرح القضية على المستوى السياسي وربما سيعلن عن اجتماع قريب لممثلي الدولة السورية وممثلي المعارضة في موسكو.
وهذا ما طرحه الرئيس السوري بشار الأسد في زيارته الأخيرة إلى موسكو بان تعقب خطوة سياسية هذا التدخل العسكري..في اعتقادك أية رسائل أراد الأسد أن يوجهها من خلال هذه الزيارة الفجئية والسرية الثلاثاء الفارط؟
طبعا الحسم العسكري وحده لا يكفي وما من حرب إلا وانتهت باتفاق سياسي.
أما فيما يتعلق بزيارة بشار الأسد إلى موسكو فلا أراها فجئية بل هي متوقعة خاصة وقد سبقتها الزيارة التي أداها وزير الخارجية وليد المعلم وهذه رسالة ليست للداخل السوري ولا لمناطق الجوار بل لكافة العالم وخاصة للدول التي تعاونت وتحالفت من أجل تدمير سوريا مفادها أن دوركم قد انتهى.
وما استقباله من قبل الرئيس بوتين وحضوره على طائرة هذا الأخير الخاصة إلا رسالة بأنّ القضية السورية قد انتهت بالنسبة لهؤلاء.
وأعتقد أن ما يحدث هو بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية وأنه يوجد اتفاق ضمني بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تحوّل بمقتضاه الملف السوري عند الروس.
وقد عمدت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا إلى سحب حاملات طائرات تابعة لها في الخليج كما أبعدت حاملات طائرات أخرى عن منطقة غرب المتوسط وهذه بعض الأدلة التي تؤكد ما ذهبنا إليه.
والملاحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات عدّة ولنقل بعد حرب العراق ومع بداية تولي أوباما الرئاسة تعمل على الانسحاب من منطقتي الشرق الأوسط والخليج مركزة قوتها واهتمامها حول الصين وروسيا أي في بحر العرب في المحيط الهندي ثم في المحيط الهادي والخطر بالنسبة للأمريكيين ليس من منطقة الشرق العربي بل من الصين وروسيا و تجمعهما ضمن مجموعة “البريكس” و تحالف روسيا مع الجمهوريات السوفياتية.
لذلك فالسياسة الأمريكية المستقبلية وضعت هدفها في ما وراء الهند أو على الأقل ما بعد إيران محيطة هذه المنطقة باهتمامها وبمراقبة تطورها.
ولكن هذا سيزيد من دعم النفوذ الروسي؟
بالتأكيد ورجوع روسيا إلى منطقة الشرق الأوسط وبروزها بهذه القوة ناتج عن صمود سوريا التي تخوض منذ حوالي الـ 5 سنوات حربا باسم العالم وهذا ينطبق أيضا على إيران.. نحن الآن نعيش فترة تشكل العالم من جديد وهناك متغيرات عدة.
إقليميا المملكة السعودية مهددة بخطر كبير بغرقها في اليمن وستخرج منكسرة والحرب التي لا يُنتصر فيها على الميدان تكون لها نتائج سياسية جد سلبية.. تركيا أيضا ستتضرر خاصة بعد أن سهلت دخول الإرهابيين إلى سوريا وها هي اليوم تكتوي بنارهم.
ولئن يختلف موقف بلدان الخليج اليوم بالنسبة للملف السوري من بلد إلى آخر فتجدر الإشارة إلى الدور المصري الحالي فمعلومات متداولة في الأوساط الإعلامية تفيد بأن الجيش المصري يموّل منذ أكثر من ثلاثة أشهر الجيش السوري بالذخيرة وهو ما أعلنه بشكل ضمني وزير الدفاع المصري. وقد وقع خلال اجتماع وزير الخارجية المصري بنظيره الروسي التأكيد على موافقة مصر على الخطة الروسية في سوريا..وكل هذه العوامل تتلاقى لتشكّل المنطقة من جديد.
حاليا بدأت مصر تتحرّر شيئا فشيئا من تأثير ضغوط المملكة العربية السعودية وإعلانها مؤخرا اكتشاف حقل غاز في المياه الإقليمية المصرية، من أكبر الحقول في البحر المتوسط، هو عملية سياسية كبرى ترفع من حجم مصر اقتصاديا وسياسيا.
تزامنا مع تطور الأوضاع في سوريا هناك تصعيد في القدس فهل نحن نشهد انتفاضة جديدة؟
في السنوات الأخيرة شاهدنا حربا على غزة و مناوشات أحيانا بين فلسطين 48 و الأمن الإسرائيلي وكانت دائما أعمالا متفرقة وما نشاهده اليوم خروج تجمعات شبابية في نقاط متعددة تقوم باغتيال جنود إسرائيليين وغيرهم عبر طعنهم وهذه العملية لا أراها مؤقتة بل أرى أنها مقدمّة لانتفاضة جديدة وهذا سيكون له تأثير على موازين القوى في المنطقة.
وما فاجأني في هذه العمليات حقا وجود العنصر النسائي الذي لم يكن حضورا رمزيا بل فاعلا وقويا.
وما مدى فرص نجاح هذه الانتفاضة في ظل المتغيرات في المنطقة؟
حينها نعود إلى طبيعة القضية الفلسطينية..نحن نعلم أن الحروب التي وقعت مع إسرائيل وضد إسرائيل والحروب التي أعلنتها إسرائيل على هذه المنطقة أو تلك والانتفاضات المتتالية لم تحرك الملف الفلسطيني سياسيا البتة أي نحو تأسيس الدولة الفلسطينية.
هذه الانتفاضة لم نر لها إلى حد الآن قيادة بل هي أعمال فردية نشاهد عمليات طعن، قتل وذبح ولكن لا يوجد لها برنامج سياسي وهذا البرنامج لن يأتي إلا بتكوين قيادة تعبر عن طموحاتها من هذه الانتفاضة وغاياتها ،عن برنامجها السياسي، مخططها ومطالبها السياسية..
ما ألحظه اليوم أن هناك مقدمات انتفاضة وأن هناك عودة كبيرة للقضية الفلسطينية وهذا أكبر مكسب بعد أن وقع نسيانها خلال السنوات الخمس الأخيرة ومع ما يسمى بـ”الربيع العبري” الذي أنسى العرب وحتى الفلسطينيين، أنفسهم، قضيتهم الرئيسية، القضية الفلسطينية.
هناك مقترح بنشر قوات دولية في القدس فهل تؤيّد هذا المقترح؟
من يعرف إسرائيل منذ نشأتها لا يمكنه أن يتصور أن مثل هذا المقترح قد يتجسد على أرض الواقع فإسرائيل من المستحيل أن تقبل بهذا الأمر.
وبالرغم من أن إسرائيل تاريخيا أنشأت بقرار من الأمم المتحدة فهي لن تقبل بوجود جندي أممي أو أن تنفذ أي قرار صادر عن مجلس الأمن في هذا الشأن.
دعوات من الاتحاد الأوروبي بما في ذلك ألمانيا إلى الحد من تدفق اللاجئين وظهر ذلك خلال الزيارة التي قامت بها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى تركيا وفي المقابل يقول البعض أن تركيا اليوم تستخدم مسألة اللاجئين كورقة ضغط لدخولها في الاتحاد الأوروبي. فكيف تقرؤون ذلك؟
أولا تجدر الإشارة إلى أن اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا لا يمثل السوريون منهم سوى 30 أو 40 بالمائة وبقيتهم من جنسيات أخرى مختلفة وهم قد غزوا عددا من البلدان الأوروبية التي تحتاج إليهم كيد عاملة حتى أن ألمانيا طالبت باستقبال 800 ألف لاجئ لكن ما حدث سريّا أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من أوقف المطامح الألمانية وميركل هي الوحيدة التي بقيت على تواصل مع بوتين وهي من الذين يحاولون تخفيف وطأة المقاطعة لروسيا لأنه تربط ألمانيا بهذا البلد مصالح كبرى حاضرا ومستقبلا وخاصة فيما يتعلق بغاز روسيا لذلك رضخت لـ “نصيحة” بوتين بالحد من استقبال اللاجئين السوريين وإفراغ سوريا من أبنائها.
وفي المقابل تركيا لازالت أطماعها قائمة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وميركل خلال زيارتها الأخيرة إلى تركيا أعلنت أنه سيقع فتح المفاوضات المنقطعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي من جديد والواقع أن هذه المفاوضات ستدوم عدة سنوات فالاتحاد الأوروبي يعيش أزمة داخلية إضافة إلى أنه لا يمكنه أن يقبل بانضمام بلد 95 أو 96 بالمائة من سكانه مسلمون.
شهدت الانتخابات البرلمانية المصرية إقبالا ضعيفا حتى أن اللجنة العليا للانتخابات هددت بمعاقبة كل متخلف عن الإدلاء بصوته. في اعتقادكم ما مردّ ضعف الإقبال هذا؟ وأية رسالة يوجهها الشعب المصري اليوم؟
أرى أنها رسالة الجزء الأكبر من الشعب المصري الذي ملّ السياسة والسياسيين فأحوال  الشعب ساءت كثيرا خلال السنوات الخمس الأخيرة والظروف الاقتصادية قد تحكّمت في قرار المصري العادي اليوم.. وأتصور أنه لو يقع تنظيم انتخابات بتونس الآن فلن يكون الإقبال عليها أفضل من إقبال الناخبين المصريين ولن تتعدى نسبة المشاركة فيها الـ 20 بالمائة .. هنالك يأس واستقالة من الشعب لا أكثر ولا أقل وعدم إيمان بأن الانتخابات سوف تغير من أوضاعهم.
لنعد إلى الشأن التونسي، بعد مصر يزور رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الأردن فكيف تقيّم هذه الزيارة؟ وما مدى أهميتها؟
بكل صراحة الدبلوماسية التونسية وزيارات الرئيس ليس لها أي منطق وليست هنالك قواعد يمكننا الاحتكام إليها لنقول أن السياسة التونسية تتجه في هذا الاتجاه أو ذاك ولا أعلم حقا ماذا يمكن لتونس أن تستفيد من مثل هذه الزيارات..وما أراه حقا أن السياسة التونسية تسير في اتجاه مزيد من التبعية للخارج.
أثارت إقالة وزير العدل محمد صالح بن عيسى عديد الانتقادات أرجعها البعض إلى تصريح الوزير حول محاولة تدخل السفير الأمريكي في اتخاذ القرارات. فهل تذهبون أيضا إلى ذلك؟
سمعته يصرّح قائلا أنه لا يقبل بأن يعمل داخل حكومة غير متناغم معها وأنه كان ينوي الاستقالة..وكان الأولى على وزير العدل أن يبادر بتقديم استقالته مباشرة قبل أن تتم إقالته مادام غير راض عمّا يجري.
وإن كان يوجد اليوم أحد الوزراء داخل الحكومة التونسية لا يعلم تأثير السفير الأمريكي في إدارة شؤون البلاد فلا مكان له في الوزارة.
أخيرا كيف تقرؤون المشهد السياسي في تونس اليوم؟
المشهد السياسي الذي يلعب فيه شفيق الجراية أو سليم الرياحي دورا ليس بمشهد سياسي وما يشهده “نداء تونس” اليوم هو حرب عصابات وليس حرب زعامات فـ “نداء تونس” مثل “لمّة الأعراس” أين يختلط الجميع جمع كل الأشكال والألوان والأذواق ولم يستطع التوفيق بينهم إضافة إلى هذا لم يستطع تشكيل حكومة.. وأزمة ” نداء تونس” هي التي خلقت أزمة الإستقالات فاستقالة الأزهر العكرمي على علاقة بالصراعات الموجودة داخل هذا الحزب..”نداء تونس” ليس بحزب فلنقل أنه في حالة إنشاء

Wednesday, October 21, 2015

Hatem Chelghami: Le tournant stratégique



الرئيسية » رأي وصحيفة » عن لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين و بشّار الأسد: ثابتان يصنعان المتحوّل الإستراتيجي.. بقلم: حاتم الشلغمي
الرئيس الأسد وبوتين

عن لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين و بشّار الأسد: ثابتان يصنعان المتحوّل الإستراتيجي.. بقلم: حاتم الشلغمي




  في زيارة غير معلنة و خاطفة إلى موسكو هي الأولى له بعد بدء الحرب على سورية ، التقى الرئيس د. بشّار الأسد نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
زيارة صدمت البعض و فاجأت البعض الآخر ، جاءت لترسم دلالات استراتيجية في العلاقة الروسية و السّوريّة و لتصنع المتغيّر الإستراتيجي في سورية التي تعاني حربا كونية همجية عليها كيانا ، دولة و مجتمعا و ديمغرافيا و في المنطقة ككل بعد تعاظم خطورة التنظيمات الإرهابية و المستثمرين في إرهابها.

يبدو أن روسيا قد اتخذت القرار النهائي بالنزول في الوغى السوري الى النهايات بعد أن شكّل الحضور الروسي في سماء سورية أوَّل الخيارات الكبرى للسياسة الروسية في تعاملها مع ما يحدث. علاوة على قرار إطلاق الصواريخ الإستراتيجية من بحر قزوين نحو مناطق لوحود تنظيم داعش الإرهابي ، في رسالة إلى رعاته من أن روسيا لا تجامل في قرارها الحاسم في سورية و أنها على استعداد لفتح الباب أمام كل الخيارات و الإحتمالات.

برغم سرعة الزيارة ، ألا أن دلالاتها الرمزية و السياسية كثيرة ، فقد تم استقبال الرئيس الأسد ، في مشهد قمّة استثنائية ، في الغرفة الكبرى في الكرملين بحفاوة و بشكل رسمي عٓالِ  ، و في ذلك رسالة تظهر مقام الرئيس الأسد لدى القيادة السياسية في روسيا الإتحادية و بشكل يؤكد مجدّدا ، لا مجرّد الدعم لشرعية القيادة في سورية فحسب ، بل تطابق الرؤيتين الرّوسيّة و السورية حول أسباب  الحرب الوحشية على سورية ، و معوّقات الإقتراب من تشكيل مسار سياسي جدّي يمكنه إعادة بناء سورية آمنة و صلبة.

و يُبرز ما قاله الزئير بوتين حول الوضع السُّورِيّ أمام الرئيس الأسد ، لا مجرّد تفهُّم لهذا الوضع ، بل فهمه جيّدا و الوعي به و ذلك عبر استخدامه لعبارة “يقاوم الشعب السوري حربا كبيرة” و هذا ما سُيتبع بتصريحات متشابهة للقائدين ترمي في عنوانها العام إلى أن الإرهاب يشكّل العائق الأكبر أمام أي مسار سياسي لحل الأزمة في سورية ، مما يعزّز شكل الحضور الروسي الذي أثبت فاعليته الميدانية في مساعدة الجيش السوري في حربه على الإرهاب، و الذي سيتواصل و سيتطور حتى بلوغ الأهداف التي وضعتها القيادتين السورية و الروسية.

كما أكّد القائدان  أن الإنتصار على آفة الإرهاب سيشكّل، وحده ، خطوة أساسية أولية للحديث عن مسار سياسي في سورية ، و في ذلك يبيّن قرار الحسم في الميدان السوري على كل التنظيمات الحاملة للسلاح في وجه الجيش العربي السوري ، و هذا ما لم تخفيه موسكو حتى في غاراتها  التي تشنّها على مواقع المسلّحين في عدّة مناطق سورية منذ نهاية الشهر الماضي. و في هذا الإطار قد أكد ديمتري بيسكوف ، الناطق الرسمي للرئاسة الروسية أن الرئيسين قد ناقشا الأوضاع العسكرية ، و خطط الجيش المستقبلية في محاربة الارهاب مما يمثّل دلالة ، لا على التنسيق عالي المستوى بين القيادتين  العسكرية و السياسية ، بل على وحدة جبهتها و تطابق دور الجيشين السوري و الروسي في المرحلة القادمة ، موازاة مع التنسيق مع إيران في نفس السياق تعزيزا لحلف موسكو لمكافحة الارهاب.

مثلت الزيارة الفجيئة غير المعلنة التي أدّاها الرئيس بشّار الأسد الى موسكو ، استدارة استراتيجية تُهيَّأ  المنطقة لتقبّل المتغيّر الذي فرضه الصمود السوري في وجه الحرب الهمجية عليها و التي تعزّزت بالقرار الإستراتيجي الكبير الذي اتخذته القيادة الروسية الذي سيجرّ سورية و المنطقة نحو حيّز التسوية القائمة على احترام سيادة الدول و وحدة أراضيها و مجتمعاتها و توحيد الرؤى حول أولوية محاربة الإرهاب الذي ، لولا مواقف روسيا لوقعت المنطقة في دائرة المأساة ، كما عبّر الرئيس الأسد.

انه حراك استراتيجي يقوده القائدان الثاّبتان  ، فلاديمير بوتين و بشّار الأسد ، في وجه لهجات الاستكبار و إرادات الهيمنة على القرارات السياسية و الخيارات الإستراتيجية للدول المستقلّة. و ما ستحمله بداية السنة القادمة من تطورات ديناميكية بالعسكر و السياسة سيشكّل، إذا ما طرأ أمر ما ،  المرحلة الأولى لملامسة حيّز التسويات السياسية الكبرى في المنطقة ، و الذي سيؤثر حتما في مسار السياسة الدولية التي ستدخل مرحلة المتحوّل

  .