Search This Blog

Wednesday, April 29, 2015

L'Alliance Wahabo-Sioniste

هذا هو الحلف الوهّابي الصهيوني

 
  نيسان، 2015
2
هذا هو الحلف الوهّابي الصهيوني الذي كتبه بخط يده الملك عبد العزيز آل سعود «إنه بناء لإرادة بريطانيا لا مانع عنده من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود»، وأي شعور عربيّ كان عند الملك عبد العزيز آل سعود عندما كتب هذه الوثيقة بخطّ يده وتنازل عن فلسطين وأعطى ارضاً عربية لليهود بناء لإرادة بريطانيا
.
جاء وعد بلفور بإعطاء اليهود وطن قومي في فلسطين ولحق به وعد الملك عبد العزيز آل سعود بإعطاء فلسطين لليهود، وهكذا يتبجّح الوهابيون وآل سعود بأنهم رمز العروبة ومن يكون رمز العروبة لا يقوم بفعل الخيانة ويعطي فلسطين لليهود.
قدّمت المملكة العربية السعودية على طبق من فضة فلسطين لليهود، والوثيقة التي ننشرها هي وثيقة تاريخية بخط يد الملك عبد العزيز آل سعود وليس فيها اي تزوير او ابهام او تشويش او عدم وضوح، بل هي وثيقة تاريخية بخط يد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية مع محمد عبد الوهّاب مؤسس الوهّابية مقابل التضحية بكل شأن عربيّ من اجل مصالحة وإرضاء لبريطانيا كي ترضى عن المملكة العربية السعودية
.
لا نستغرب شيئاً إذا كانت المملكة العربية السعودية والملك عبد العزيز آل سعود قد ضحّوا بأرض فلسطين لمن اسموهم المساكين اليهود، ولا نستغرب مدى عمق العروبة عند آل سعود والوهّابية عندما يقدمون فلسطين للمساكين اليهود متعهدين بإرضاء بريطانيا بذلك ومن أجل مصلحة سعودية وهّابية ضيّقة تنازلوا عن القضية الأم وهي فلسطين لليهود والتي ما زالت منذ 70 سنة حتى الآن هي منبع الكوارث في العالم العربي.
آل سعود اليوم والوهّابيون يريدون الدفاع عن العروبة وارتكبوا جريمة التنازل عن فلسطين للمساكين اليهود، فهل من عربي يسامح السعودية وآل سعود والوهّابيين على هذه الجريمة النكراء بتسليم فلسطين للمساكين اليهود على حدّ قول الملك عبد العزيز آل سعود
.
واليوم المملكة العربية السعودية وآل سعود والوهّابيون يتباكون على العروبة في العراق واليمن وسوريا ولبنان، لأن هذا المحور هو محور الممانعة والمقاومة ضد حلفائهم الاسرائيليين، وضد الحلف الوهابي الصهيوني وما الحرب التي يشنها الملك سلمان بن عبد العزيز إلا الخدمة الكبرى لاسرائيل التي تريد اليمن مدمراً والعراق مدمراً وسوريا مدمرة ولبنان في أزمة كي تفرح اسرائيل وترى الدول العربية كلها مدمّرة وقد عادت الى الوراء 50 سنة
.
أي خدمة يقدمها الملك سلمان بن عبد العزيز وآل سعود والوهّابية الى الصهيونية أكثر من هذه الحروب التي يشنونها، فجرى ضرب اليمن ضرباً قوياً لمدة 30 يوماً حتى دمرته بشكل نهائي لأنه قال «والله ان عدوي هو اسرائيل وأميركا» وما الحرب التي تجري في العراق والتي تغذيها بالمليارات السعودية ليتم تقسيم العراق الى دولة سنية ودولة شيعية ودولة كردية، وما الحرب التي تجري في سوريا الا لإثارة النعرات المذهبية بين سنّي وعلوي من اجل تدمير سوريا تحت عنوان «اسقاط الرئيس بشار الاسد
».
ومع ذلك لم تقم الطائفة السنية بمجاراة السعودية والوهابية، والطائفة السنية ما زالت متماسكة في سوريا تحافظ على وحدتها الوطنية، اما لبنان فمن ينسى لا يستطيع ان ينسى عندما قام حزب الله بخطف الجنود الاسرائيليين وما صدر عن الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز آل سعود الذي غطى الاعتداء على لبنان بالقول «ان ما قام به حزب الله هو مغامرة غير محسوبة ولا يجب ان تحصل» وكان هذا القول من الوهابية حليفة الصهيونية الغطاء لشنّ حرب اسرائيل على لبنان طوال 33 يوماً، ومع ذلك خسرت اسرائيل الحرب وخسرت معها الوهابية الحرب ايضاً.
ان اخطر ما يهدّد العالم العربي هو الحلف الصهيوني - الوهابي مع آل سعود فاحفظوا يا عرب هذا الخطر، احفظوا ان الكوارث تأتي علينا من سياسة المملكة العربية السعودية وآل سعود والوهّابية والصهيونية وهذا بحدّ ذاته كارثة الكوارث.
شارل أيوب
 

Tuesday, April 28, 2015

Tunisie: le Chef du gouvernement soutient l'Alpiniste Tahar Manai

بعد نجاته من زلزال مدمر في النيبال: الطاهر المناعي يحظى بعناية رئيس الحكوم

taherكلف رئيس الحكومة الحبيب الصيد مدير ديوانه الطيب اليوسفي بمتابعة وضعية الرياضي التونسي الطاهر المناعي الموجود حاليا في أعالي جبال النيبال في رحلة نزول قد تستمر أسبوعا أو أكثر.
وأفادنا الدكتور أحمد المناعي والد الطاهر بأنه تلقى إتصالا هاتفيا عشية الإثنين 27 أفريل من مدير ديوان رئيس الحكومة الذي أبلغه أن رئيس الحكومة منشغل بشأن الطاهر ويبلغك بان تونس مستعدة لتقديم كل مساعدة ممكنة لضمان سلامة إبنها الطاهر وعودته إلى وطنه وعائلته.
وقد نقل الطيب اليوسفي للمناعي الأب تقدير رئيس الحكومة لمغامرة الطاهر وحمله لراية تونس ورغبته في أن يكون أول تونسي يبغ قمة "إيفرست". يذكر أن الطاهر المناعي الرياضي التونسي أحد أفضل متسلقي الجبال في العالم من حيث القدرة البدنية وتقنيات التسلق نجا من الموت إثر الزلزال الذي ضرب النيبال صباح السبت 25 أفريل وهو الأعنف منذ ثمانين عاما إذ بلغت شدته 7.9 درجات بقياس ريشتر، ارتفع عدد ضحاياه حسب المعطيات الأخيرة الى أكثر من 3000 قتيلا أكثر من 700 منهم على الأقل في العاصمة كاتماندو وحدها، وأكثر من 5000 جريحا . وكان الطاهر المناعي توجه إلى النيبال قبل 27يوما وقد نجح في بلوغ إرتفاع 6400مترا وقبل وقوع الزلزال ب24 ساعة عاد الطاهر إلى المخيم على إرتفاع 5400مترا وشاءت الأقدار له بهذه العودة النجاة من الموت بسبب الزلزال العنيف الذي أودى بحياة عشرة من زملائه ورفاقه من بينهم خطيب إبنة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الإبن. وكان الطاهر المناعي تمكن نهاية العام الماضي من تسلق 6900مترا في الأرجنتين في إطار إعداده لتسلق قمة"أفريست" التي تبلغ 8848 مترا حاملا العلم التونسي تحت شعار "صعود أمة". ومن أجل تحقيق حلمه وفي غياب أي دعم مادي من وزارة الشباب والرياضة وأي مستشهر إضطر الطاهر المناعي لإقتراض خمسين ألف دولار من البنك فضلا عن جمعه لقرابة 15 ألف دولار من متبرعين من غير التونسيين ...

هنا تونس" : الصادق الامين"

Monday, April 27, 2015

ALANE NEWS: :Tahar Manai Sain et Sauf

الرئيسية / متفرّقات / سقوط 18 ضحية: تونسي يتسابق لرفع العلم على أعلى قمة ينجو في انهيار لجبل “ايفرست”
11082615_1609072209340076_1385055464796000030_n

سقوط 18 ضحية: تونسي يتسابق لرفع العلم على أعلى قمة ينجو في انهيار لجبل “ايفرست”

تونس- الآن نيوز
 
بلغت ارتدادات الزلزال الذي ضرب نيبال السبت الماضي سلسلة جبال ايفرست، أين قضى نحو 18 متسلقا دوليا فيما نجا آخرون من ضمنهم التونسي الطاهر المناعي الذي يتسابق في لرفع العلم الوطني على اعلى قمة في العالم.
ووفق وكالات أنباء عالمية فقد لقي 18 رياضيا من متسلقي من متسلقي الجبال حتفهم جراء في انهيار أكوام من الثلوج في جبل افريست وقد تمكن الرياضي التونسي الطاهر المناعي من النجاة رفقة عدد من المتسلقين الاجانب.
ومازال الطاهر المناعي رفقة عدد من زملائه معزولا على إرتفاع 5400 متر في ظل صعوبة النجدة لهم إلى بسبب سوء الأحوال الجوية.
من جانبه أكد الناشط الحقوقي أحمد المناعي والد الطاهر المناعي في تدوينة كتبها على صفحته الرسمية بالفيسبوك أن ابنه كان اتصل به وأخبره انه بخير ونجا من الانهيار الثلجي الذي حصل بسبب الزلزال الذي ضرب نيبال.
وكتب أحمد المناعي: “الحمد لله والفضل لله .. نجا الرياضي التونسي الطاهر المناعي من أي سوء أو مكروه قد يلحق به مع مجموعة من رفاقه الأجانب وبقي فريقهم معزولا على إرتفاع 5400 متر يصارع إمكانية العودة إلى موقع إنطلاق التظاهرة أمام إستحالة وصول وسائل النجدة إلى مكان الزلزال مع تعكّر الظروف المناخية وظهور بعض الإرتدادات للهزّات الأرضية”. ..
يجدر التذكير أن التونسي الطاهر المناعي الذي تمكن سابقا من رفع علم تونس بأعلى قمة جبلية في أمريكا الجنوبية بعد تسلقه لجبل يناهز ارتفاعه 6962 مترا، يعتزم بلوغ قمة افريست وتسلق الجبل الذي يبلغ اتفاعه 8848 مترا ورفع العلم الوطني على قمته
.

Sunday, April 26, 2015

Séisme du Népal: L'Alpiniste tunisienTaharالطاهر_المناعي Manai est sain et sauf

نجاة الرياضي العربي التونسي ‫#‏الطاهر_المناعي‬ من زلزال ‫#‏النيبال‬ وسط اهمال اعلامي ورسمي تونسي
--------------------------------------------------------------
كما هي عادتها .‫#‏الحكومة_التونسية‬ .دائما قبل وبعد 14 جانفي 2011 بتجاهل مصير مواطنيها خارج تونس في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية التي تحلّ بهم بعد مغادرة البلاد ..

ولا غرابة في ذلك حين تنكبّ هياكل السلطة ومكوّنات المجتمع المدني على تحضير تظاهرة بل مهزلة 02 ماي 2015 في توزر للبروبقندا لأكبر علم يمسح 10 هكتارات ونصف لإهدائه غطاء للعائلات المعوزة يقيهم من البرد أو ستارا يحجب عليهم ناموس الصيف .. في حين تجاهل إعلامنا الثوري جدّاا .. جداا .. تغطية تظاهرة رياضية عالمية يشارك فيها حاليا الرياضي #الطاهر_المناعي لتسلّق أعلى قمم العالم في جبل إيفراست في النيبال ..
ومن سوء حظ هذه الفرصة التاريخية في تونس أن وقع زلزال خطير في جبال #النيبال يوم 25 أفريل 2015 أودى بحباة عديد الضحايا ومن بينهم 10 رياضيين عالميين من المشاركين في تسلّق قمة "‫#‏إفراست‬" حيث ردمتهم أكوام من الثلوج نتيجة إنزلاقات أرضية في هذا الجبل على إرتفاع ما يناهز 6000 متر ..
ولكن .. الحمد لله والفضل لله .. نجى الرياضي التونسي الطاهر المناعي من أي سوء أو مكروه قد يلحق به مع مجموعة من رفاقه الأجانب وبقي فريقهم معزولا على إرتفاع 5400 متر يصارع إمكانية العودة إلى موقع إنطلاق التظاهرة أمام إستحالة وصول وسائل النجدة إلى مكان الزلزال مع تعكّر الظروف المناخية وظهور بعض الإرتدادات للهزّات الأرضية ..
كل ذلك حدث في النيبال بين عشية وضحاها لتتحوّل أنظار العالم لتغطية حالة الهلع والمأساة التي حلّت بمتساكني هذه المنطقة .. وغاب إعلامنا المجيد والثوري جداا .. جداا .. عن الإشارة لوجود الرياضي التونسي الطاهر المناعي للمشاركة في تظاهرة عالمية لتسلّق جبل "إيفراست" ..
لكنّ .. إعلامنا المجيد والثوري جداا.. جداا .. كان في الموعد منذ أسبوعين لتغطية سفر سيدي الشيخ لحضور إجتماع إخواني عالمي على الحدود الباكستانية الهندية تحضيرا لغزوة الحزم التي تقودها جيوش 15 بلد عربي ضد دولة اليمن ..
فشكرا لوزارة الخارجية التونسية على عنايتها الموصولة بأبناء البلد خارج البلد .. وشكرا لوزارة الشباب والرياضية على عنايتها الموصولة أيضا بالشباب والرياضة في المهجر .. وشكرا لإعلامنا المجيد والثوري جداا .. جداا .. على كل التقصير واللامبالاة لتشجيع أبطالنا في الرياضات العالمية .. ولا أنسى في هذا السياق أن أشكر مسبقا وزارة الداخلية التونسية في هذا الموضوع حتى يقع إدراج الرياضي الطاهر المناعي في خانة الإرهابيين من هواة تسلّق الجبال حتى يكون لاحقا ممنوعا من مغادرة تونس ويلتحق بحملة "سيّب لخضر" لأنّه لم يحصل على ترخيص مسبّق لمشاركة في مثل هذه التظاهرة العالمية ..
وختاما تتقدّم شبكة الاوراس برس بالتهنئة على السيلامة للرياضي المميز الطاهر المناعي الذي رفع راية تونس خفاقة والى والده الاستاذ احمد المناعي والذي جسّد مثالا للشرف والحق اثناء مراقبته للوضع بسوريا ولكل الرياضيين على السلامة
تابعونا على شبكة الاوراس برس

Wednesday, April 22, 2015

Jawad Alasadi: DAECH ce sont les nouveaux Marines sous le masque de l'Islam



ثقافة المخرج العراقي جواد الأسدي: داعش "مارينز جدد" ألبستهم أمريكا قناع الإسلام لتحطيم الشرق نهائيا

نشر في  21 أفريل 2015  (16:07)
تحفرُ مسرحية «حمّام بغدادي» للمخرج العراقي جوّادي الأسدي في قلب المحنة العراقية، تلك التي أشعل فتيلها صدام حسين ثم أجج نارها الأمريكان قبل أن يُلهب سعيرها الداعشيون.. حول هذا العمل المميز الذي تتواصل عروضه بمسرح التياترو بالعاصمة (أيام 23 و24 و25 أفريل) كان لنا لقاء مع المخرج جواد الأسدي صاحب «مسرح بابل» ببيروت وعديد الأعمال المسرحية على غرار "رأس المملوك جابر" و"العائلة توت" و"المجنزرة الأمريكية ماكبث" والتي تنبش في مجملها في انتكاسات العالم العربي وما يعتمل فيه من وجائع دفينة..
من خلال قصة مأساة أخويه اللذين أُعدما في عراق التسعينات والتي نقلها جواد الأسدي الى مسرحية «حمام بغدادي» يُدخلنا المخرج الى لبّ ألمه والى صميم الجرح العربي. حول هذا العمل الذي ينقل صفحة من صفحات السجل التراجيدي العربي كان لنا لقاء مع الأسدي تطالعونه في الورقة التالية:
استلهمت نص مسرحية "حمّام بغدادي" من مأساة عائلية عشتها في التسعينات، فلو تشرح لنا هذه الدوافع؟
سببان اثنان دفعاني الى كتابة نص «حمّام بغدادي»، فبعد غياب حوالي 25 سنة عن العراق بسبب الظلم والاستبداد والديكتاتورية، رجعت الى بلدي بعد سقوط صدام ودخول المحتلين فشعرت بأنه ليس العراق الذي أعرفه، فما فعله صدام كان بمثابة فاتحة لتخريب بلاد كانت في يوم من الايام جنة فحولوها الى رماد.. اثر ذلك حلّ الامريكان فـ"كمّلوا عليها"، مدوا أيديهم بشراسة كبيرة لتمزيق العراقيين اكثر فأكثر وهذا السبب الاول. يعني أنا خرجت من بلادي التي كانت تمثل لي فردوسا وطبيعة آسرة ومجتمعا مدنيا ثمّ عدت في يوم من الأيام فاكتشفت الخراب المهول وهو ما صدمني وجعلني أتعذب.. الشيء الثاني هو فقدان إخوتي، فقد كان لي أخوان يشتغلان في قياة الحافلات (بغداد - دمشق - عمان) وتعرضا للقتل بسب غليان النزاع الطائفي السني-الشيعي ووصول الحياة الطائفية الى ذروة وحشية جدا.. دُمرت عائلتي واجتيح بلدي فحاولت قدر الامكان أن أرسم صورة من خلال شخصين - أخوين- يقودان الحافلات ويلتقيان في حمام للاغتسال ومن ثمّة ينزلقان الى كشف البؤس والعذابات والآلام التي سُلطت على الشعب العراقي عبر حكايات بسيطة ينبشان من خلالها اختلافاتهما ومشاكلهما.
أشرتم في المسرحية الى حادثة وقعت سنة 98 واغتيل فيها 40 شابا عراقيا بالدم البارد، فلِمَ هذه الحادثة بالذات؟
تاريخ 98 هو اشارة الى نظام حزب البعث والى الجحيم الذي حدث في التسعينات عندما تحولت بغداد كلها الى سجون وتحول العراقيون كلهم الى سجناء حتى وان كانوا ليسوا في السجن، فالسلوك الاستبدادي والتفرد بالسلطة وبالثروات والحروب المتتالية مع ايران والكويت وتفريغ العراق من النبرة المؤسساتية والمدنية ثم طغيان الفكر الطائفي والسلفي، كلّ ذلك فتح الباب على هذا الجحيم الذي نحصد الآن ثماره.. باختصار ما نشاهده اليوم في العراق من تغلغل لداعش والخلاف بين السنة والشيعة والقتل الوحشي الذي لم نر له مثيلا بتاريخ العالم، لم يأت من فراغ بل من تاريخ من الانتكاسات وعلى رأسها انتكاسة الفكر الديمقراطي الذي لم تقدر السلطة العراقية الاشتغال عليه. والامريكان عندما دخلوا الى العراق، لم يدخلوا لكي ينقذوا العراقيين إنما لكي يدفعوهم الى الذل والقهر أكثر فأكثر وحتى يحولوا هذا الشعب القوي، الشعب الذي له تاريخ ومتاحف وإرث عظيم، يحولوه الى شعب لا حول له ولا قوة، شعب مثل الرجل المريض، جائع مهلهل، مفكك يذبح فيه البعض البعض الآخر وذلك حتى ينهبوا ثرواته. وقد سعى النص الى تسليط الضوء على قهر العراقيين من خلال حكايات فيها كوميديا وطرافة ثم تدريجيا تتطور الحكاية الى الأسوأ، الى المأساة..
من يتحمل مسؤولية المأساة في نظركم؟
الغرب وعلى رأسه أمريكا مع اللوبي الصهيوني المتشدد. الدولة العراقية أيضا لم تتمكن خلال الـ40 أو الـ50 سنة التي مضت من تكوين دولة مدنية، مؤسساتية تحمي الانسان، ما قدرت تبني انسانا جديدا مختلفا مثلما يفعل الاوروبيون. فعندما تزور السويد او النرويج تلاحظ أنّ الانسان محمي بالمؤسسات وبالدساتير. مع الاسف ما اشتغلت عليه الدولة العراقية هو تجهيل الناس وتعذيبهم وتفريغهم من تاريخهم. وداعش ليست الا استمرارا للنبرة السلفية الدينية المتطرفة المتراكمة منذ عشرات السنوات. اعتقد أنّ داعش «مارينز جديد» ولكن بقناع اسلامي.. الامريكان ألبسوهم قناعا اسلاميا وركبوهم ورتبوهم لكي يكونوا بمثابة قوة جديدة تقتحم الشرق وتعيد كتابة تاريخ الشرق. الامريكان أرادوا أن يرموا بالشرق الى الحروب والقتل والى التشرذم والطائفية المقيتة، أن يفرغوا الشرق وخاصة البلدان ذات الحضارة العريقة مثل العراق وسوريا ومصر وتونس، أرادوا ان يحولوا بلادنا الى خراب حقيقي.. إذا رحتم الى بغداد اليوم فستدخلون في دوامة من الحزن، فليس هذا هو العراق لا كجغرافيا ولا كبشر. أعتقد أنّ لي مع الممثلين واجبا تاريخيا للنبش ولإضاءة ما نتعرض له من هدم.

للمسرحية إذن طابع سياسي؟
لا، المسرحية ليست سياسية بل هي عمل اجتماعي انساني فيها درجات مختلفة. ما تضمنه العمل مقطع صغير مما يعيشه العراقيون اليوم وليس الا ورقة من 30 أو 100 ورقة من العذاب الذي يعيشه يوميا العراقيون.. هناك نصوص وحكايات وقصص ومجاعات ومرارات لم تمر بتاريخ الناس أبدا وقد توّجت هذه المصائب بالموصل بداعش وباغتصاب النساء تحت لائحة النكاح الجماعي وببيع النساء في سوق الجمعة. أرجعونا الى ما قبل تاريخ البدائية البذيئة بشكل أو بآخر في حين أنّ الشعب العراقي مثل وأخلاق وقيم وجمال آسر.. كلّه سقط مرّة واحدة وهذه هي الورطة الكبيرة التي نحن فيها الآن.
بقدر ما يشدنا الجانب التراجيدي في المسرحية بقدر ما نلاحظ جانب الأمل والمناداة باستعادة الانسان، فهل تعتقدون أنه مازال هناك مجال للأمل؟
عندي إحساس بالأمل ولكن بصراحة شديدة ما يجري -ولكي نكون واقعيين ولا نسقط في المغالطات- في الوطن العربي من انهيارات ومن تصدع ومن طغيان للفكر السلفي ليس بالمعنى الديني، بل بالمعنى الاجتماعي والثقافي، ما يجري أمر مريب ولا أظن أن هذا الغبار السميك المتراكم سيزول بسهولة. في تونس مثلا أراهن على المجتمع المدني التونسي وهو الشيء الذي لم يحصل في العراق، يعني الدولة العراقية لم يكن لها شخص مثل بورقيبة ولو أنه من المستبدين لكن كان له وجه ثان استطاع أن يخدم به تونس، لم يأتنا حكم عرف كيف يخدم الشعب العراقي، ولذا آثار بورقيبة وبعض الناس المتمدنين والحكماء الموجودين بتونس فضلا عن المرأة التي لعبت ومازالت تلعب دورا كبيرا في طبيعة شراسة وقوفها مع حرية المجتمع بالاضافة الى اتحاد الشغل والناس الذين يخافون على بلدهم. أعتقد أنّ كل ذلك يشكل صمام أمان أمام كل محاولات التدخل والزعزعة. ونحن نراهن على الطابع المدني الموجود في تونس لكي يصمد ولا يقع في الحفرة، حفرتنا نحن، حفرة العراقيين..
تتحدثون عن العراق، بلد النفط والرافدين!!
تصوّروا نحن أغنى بلد نفطي ولكن ثلاثة أرباع الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر، تحت الصفر حتى أن هناك أناسا بمحافظات العراق، بقرى بالحلة والنجف وكربلاء والناصرية يشربون الماء الوسخ! لم يعد هناك ماء ونحن بلاد الرافدين دجلة والفرات. أناس يسكنون في العراء تحت الصفيح.. الى أين يذهب النفط؟ والى أين تذهب المليارات من الدولارات؟ هناك لصوص جدد أمريكيون وأوروبيون وعراقيون مرتهنون يتفنون في بيع الثمار العراقية في أسواق قذرة والعراقيون الذين هم أصحاب البلد يعيشون حالة جوع متفردة.. هذه مصيبة كبيرة.. تصوروا أنّ للعراق من المدخرات النفطية ما يعادل كل مدخرات الوطن العربي.
سئمتم السياسة والخراب وقلتم إنّ حزبكم هو المسرح، فلماذا هذا الخيار؟
بعد فقدان ثقتي في إمكانية وجود أحزاب حقيقية ديمقراطية داخل المجتمع العربي وبسبب السلطة العربية التي هي عبارة عن سلطة مكونة من وحوش كاسرة وأناس متخلفين وجهلة وأميين، من المستحيل أن يقدروا على تأسيس فكرة اسمها «الآخر»، كيف تعيش مع الآخر، كيف تسمح للآخر بأن يبعث حزبا ديمقراطيا حقيقيا لكي يقوم بدوره... إنّ هذا شيء مستحيل.. ولهذا فكرت أنّ المنصة-الركح هي البيت وهو الحزب والملاذ وهو مكان الخلاص، هو باختصار الجنة هو جنتي.. وقد كتبت كتابا صدر بدار الاداب اسمه «المسرح جنتي» أقول فيه إن المسرح هو الجمهورية الفريدة، الجمهورية الجميلة الرائعة، السحر، التي تمكنني من أن أقول فيها كل أفكاري.. أحيانا لا يكون عندك وطن، لا يكون عندك بيت حياة فيصبح المسرح حياتك، وهذه هي الحياة الارقى والاجمل، إنك تصنع أناسا وتحاور أناسا آخرين، تستدعي هاملت، تشيخوف، بيكيت، العالم كله يمكن أن تستدعيه على منصة المسرح..
لكن لماذا تظلّ الطبقة السياسية عمياء إزاء كل من يمكن ان يهديه الفن والمسرح من حياة ومن فوائد؟
هناك مع الأسف عمى معرفي وثقافي وجمالي، السياسيون والمستثمرون والبنوك لهم قدرات غريزية بالدرجة الاولى ويشتغلون على فكرة «وحشية الغرائز» بما فيها المال واللصوصية. الثقافة الحقيقية بالنسبة لهم هي بعبع كبير جدا.. فالمثقفون شُغلهم التنوير وطرح الاسئلة الجوهرية في المجتمع، بمعنى اعادة اعطاء الناس دفقا من التنوير ومن امكانية السؤال والمساءلة.. لماذا هذا كذا؟ ولماذا هذا كذا؟ وبالنسبة للسياسيين هذه طامة كبرى، فهم يريدون أن يكون المجتمع مشغولا بالقشور التافهة بمبتكرات تكنولوجية صغيرة وبالركض وراء ظلال الاشياء، ولا الاشياء نفسها، هم يحجبون الحقيقة الكبرى التي هي المعرفة، ولهذا لا يمولونها ولا يعطونها ولا يساندونها.. عندي في بيروت مسرح اسمه «مسرح بابل» بعثته منذ سنة 2006 وصدقيني نحن نقاتل قتالا شرسا ماله مثيل فقط من أجل دفع الايجار السنوي.. لا دولة تعطيك ولا مؤسسات ولا ولا..
والجمهور؟
نراهن فقط على الجمهور، وحتى الجمهور تغيّر وأصبح «جمهورا ايروتيكيا» يذهب وراء النكتة السياسية المبتذلة ووراء الكود الكنسي المبتذل ووراء الضحكة الخفيفة وإذا كان العرض يطرح أسئلة يرفضها قائلا «أنا مريض .. أنا تعبان».. أحنا صرنا مخلوقات «دون كيشوتية» حالمة وحياتنا صارت مثل حياة القساوسة الذين عليهم يوميا ان يذهبوا الى كنيستهم ويجلسوا لأداء فرائضهم. البعض يطلب مني «النزول » الى مستوى الناس، وإذا تخليت عن السؤال المعرفي والفلسفي الذي أحمله من زمان سأتحول الى شخص ثان مختلف عن جواد الأسدي. 

حاورته: شيراز بن مراد
تصوير كريم عمري


Monday, April 20, 2015

Tunisie: 6 députés avec 0 présence à l'Assemblée

20-04-2015-18:08: جمعية بوصلة تنشر أسماء ال6 نواب في مجلس نواب الشعب نسبة حضورهم 0%
تونس-أفريكان مانجر
 
نشرت منظمة بوصلة اليوم تقريرا حول أعمال مجلس نواب الشعب ونسب الحضور منذ تولي النواب لمهاهم.
وحسب ما نشرته جمعية بوصلة على صفحتها الرسمية على الفايسبوك، فإن المجلس نظم وإلى حدود شهر مارس الماضي 4 جلسات عامة، وصادق على 5 مشاريع قوانينوعقد جلسة وحيدة خارقة للعادة.
وبلغت نسبة الحضور في المجلس 82 بالمائة.
وأكدت بوصلة أن 133 نائبا سجلوا حضورهم في جميع أشغال مجلس نواب الشعب بينما 6 نواب لم يحضروا أبدا.
وقدمت بوصلة قائمة النواب الستة الذين نسبة حضورهم 0 بالمائة.
والنواب هم، ناجية بن عبد الحفيظ، خولة بن عائشة، إيمان بن محمد، كمال ذوادي، محمد غنام، رياض جعيدا

Sunday, April 19, 2015

Communiqué du Comité Populaire de Soutien au Yémen en Palestine occupée


بيان إدانة واستنكار لعدوان المتخاذلين على الشعب العربي في اليمن الشقيق

 البيان بالرابط المرفق هو مبادرة من اللجنة الشعبية للدفاع عن اليمن في الوطن المحتل وتم تبنيها عربياً للتوقيع والتعميم: 
 
http://www.arabgazette.com/petition39.html
بيان إدانة واستنكار لعدوان المتخاذلين من أمتنا تاريخياً أمام السيطرة الاستعمارية 
والمستقويين على الشعب العربي في اليمن الشقيق

نحن الموقعون أدناه نشطاء سياسيون ومفكرون وكتاب وصحفييون وفنانون وأكاديمييون واطباء ومحامون ومهندسون وأعضاء مجالس تمثيلية عرب، نعلن ما يلي:
إنطلاقاً من كوننا مواطنيين عرب نتمتع بالحق في التعبير عن الرأي فيما يجري بوطننا العربي من أحداث جسام تؤثر على حاضره ومستقبله، ومعرفة منا بجوهر المرحلة التاريخية التي تمر بها أمتنا العربية منذ اتفاقية سايكس ـــ بيكو التجزيئية جغرافيا والالحاقية بقوى الهيمنة الاستعمارية تبعياً بنيوياً، حيث تتصف هذه المرحلة بالتحرر الوطني سياسياً وتحقيق الوحدة القومية ذات المضمون الديمقراطي والتقدمي اجتماعياً واقتصادياً وامتلاك المعرفة للتطور علمياً وتقنياً. وعملاً بالحد الأدنى من واجباتنا في اتخاذ مواقف حاسمة إلى جانب قوى التغيير والانعتاق من واقع التبعية والتجزئة والتخلف المتنوع في أمتنا. ومجابهة منا للقوى الظلامية والتكفيرية فكرياً واجتماعياً والرجعية تاريخياً العاملة على تدمير وتفتيت العناصر المكونة لمقومات امتنا وحضارتها والبنى العمرانية التحتية لكيانها الاقتصادي والاجتماعي.
وتذكيراً بدور كل القوى الغاشمة التي تجبرت وظلمت محاولة منها لوقف عملية تطور التاريخ البشري التقدمي ثم اندثرت، واستذكاراً لكل الغزوات التي تعرضت لها امتنا العربية طيلة تاريخها الطويل عامة وللحروب والاعتداءات منذ منتصف القرن الماضي خاصة، حيث طرد الشعب العربي الفلسطيني من وطنه وزرع المستوطنون الاستعماريون عنوة مكانه وحيث العدوان على الشعب الجزائري وثورته الوطنية التحررية، والعدوان الثلاثي الاستعماري على مصر عبد الناصر في قناة السويس عام 1956 والثورة اليمنية في عدن ضد الاحتلال البريطاني وكذلك الانزالين العسكريين البريطاني في الأردن والأمريكي في لبنان عام 1958، وما اعقب ذلك من حروب الاحتلال والتوسع لكيان المستوطنين فيما تبقى من فلسطين وسيناء والجولان عام 1967 وما تكرر فيما بعد من مصادرة للأرض وهدم للبيوت وتجريف للأشجار وقتل واعتقال في فلسطين واعتداءات على لبنان وأوسعها عام 2006 وأخيراً وليس آخراً الاحتلال الأمريكي الذي دُحر شعبياً في العراق ثم احتلال وتفتيت ليبيا ثم الحرب العالمية الثالثة التي تشنها قوى الهيمنة العالمية بواسطة الارهاب الظلامي التكفيري على سورية والعراق.
استناداً إلى ما تقدم نتسائل:
1- أين كانت هذه الجيوش التي تعتدي الآن على الشعب اليمني الشقيق خلال تعرض الأمة للحروب والاعتداءات الخارجية المذكورة أعلاه؟
2- أين هذه الجيوش من التدنيس اليومي من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى والحرم الابراهيمي الشريف في الخليل؟
3- أين كانت هذه الجيوش إبان الحرب الأمريكية على العراق؟
4- أين هذه الجيوش مما يفعله الظلاميون والتكفيريون حيال الكنوز الأثرية للأمة في كل من سورية والعراق؟
5- أين هذه الجيوش من الحصار المميت برياً وبحرياً وجوياً على شعبنا الفلسطيني في غزة هاشم؟
6-ولماذا لم تظهر أسلحتكم الموجهة ضد الشعب اليمني في أيادي ثوار الجزائر وعدن والمقاومين في غزة وجنوب لبنان والعراق ؟
أما عن ذريعتكم في العدوان بدافع الحرص على الأمن القومي العربي نقول أن لهذا الأمن معياراً موضوعياً وليس ذاتياً انتقائياً كما يشتهي كل على هواه. فمصلحة الأمة في تحررها السياسي والاقتصادي وتوحدها في دولة قومية وتقدمها الاجتماعي هو معيار الأمان للوطن والأمة. فهل ارتباطكم بقوى الهيمنة والاستعمار وتمكينكم لشركاته من نهب خيرات امتنا واهدار اموالها في عقد الصفقات التجارية استيرادا وتصديرا وخاصة في مجال السلاح تنشيطا لاقتصاد صانعيه وتخريبا لاقتصاد امة مستورديه كما هو حاصل الان في سوريا والعراق واليمن هو حماية للأمن القومي العربي؟
يا حكام الخليج المستبدين، ملوكاً وأمراء، عن أي شرعية في السلطة تتحدثون وآبائكم كانوا من المستعمرين مٌنَصبون وبالوراثة عليها تتناوبون والشرعية الانتخابية لمواطنيكم تستبعدون؟ أما الشرعية الثورية في البحرين واليمن فأنتم لها بالعنف المسلح قامعون.
وبناء على ما تقدم نعلن:
1- تأييدنا ووقوفنا إلى جانب شعبنا العربي اليمني وثورته وقيادته الوطنية في نضالهم من أجل حريتهم واستقلالهم وسيادتهم.
2- ادانتنا الشديدة للعدوان العسكري السعودي الأمريكي على الشعب العربي اليمني والذي يشكل امتداداً للعدوان الإرهابي على سورية والعراق.
3- إدانتنا واستنكارنا بشدة موقف الجامعة العربية المتآمر على قضايا الأمة العربية المصيرية وخاصة حين استدرجت التدخل العسكري الأطلسي على الجمهورية الليبية وتآمرت على تدمير الدولة السورية والعراقية واليمنية.
4- التأكيد على الجوهر السياسي الاقتصادي الاجتماعي للصراع في الوطن العربي وليس المذهبي والطائفي والإثني والشخصي الأمر الذي يزيف الوعي بشأنه.

ومن هنا نتوجه إلى الشعب العربي وقواه الحية وأحزابه وحركاته السياسية والمجتمعية وإلى المثقفين الثوريين للنهوض بمسؤولياتهم وتشكيل جبهة مقاومة عربية تأخذ على عاتقها تشخيص مصالح أمتنا والدفاع عن وطننا في مواجهة الهجمة الامبريالية الرجعية المتخلفة لإلحاق الهزيمة بها ووضع الآليات والبرامج العملية لملاحقة مجرمي الحرب ومعاقبتهم.


Friday, April 17, 2015

Tunisie: Aucune vision claire en politique étrangère


 
 
 
 
 
 
5 Votes

ahmed-manai.jpg MONASTIR أحمد المناعي: لا يوجد تصور واضح للسياسة الخارجية التونسية مع الدول العربية

هدى القرماني


13/04/2015
لم تمر التصريحات المتضاربة مؤخرا لوزير الخارجية الطيب البكوش ورئيس الجمهورية والمتعلقة بإعادة العلاقات الدبلوماسية التونسية السورية مرور الكرام بين السياسيين والمحللين في الشأن السياسي وأيضا في وسائل الإعلام المحلي والأجنبي
ولعلّ إعلان البكوش فتح قنصلية تونسية في سوريا والترحيب بعودة السفير السوري إلى تونس وتفنيد رئيس الجمهورية لذلك مشددا على أنه من يسطّر السياسة الخارجية للبلاد وأن تونس لم تغير موقفها من سوريا بل هي ستتفاعل مع الإجماع العربي ضمن قرارات الجامعة العربية في هذا الملف النقطة التي أفاضت الكأس بعد عدة تصريحات لوزير الخارجية و التي لاقت انتقادات لاذعة آخرها كان استياء تركيا من اتهامها بتسهيل تمرير المقاتلين إلى سوريا.
وفي هذا الصدد استنكر رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية الدكتور أحمد المناعي هذا التناقض في التصريحات ورجّح أن تكون هناك ضغوطا أجنبية جعلت رئيس الجمهورية يفند بعد يوم ما أعلنه وزير الخارجية خاصة إذا ما نظرنا إلى الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية بعد أيام قليلة إلى فرنسا المعروف موقفها المعادي إلى النظام السوري.
كما أشار المناعي إلى أن هذا التناقض يمكن أن يستشف منه أيضا أنه لا يوجد تصور واضح من قبل الحكومة الجديدة للسياسة الخارجية التونسية فيما يتعلق خاصة بالعالم العربي على خلاف علاقتنا مع أوروبا والغرب بصفة عامة.
وأضاف الدكتور أننا كنا نتصور مع صعود الحكومة الجديدة و رئيس الجمهورية الجديد تغييرا في السياسة الخارجية التونسية وأن القائد السبسي وعد خلال حملته الانتخابية بمراجعة العلاقات مع العالم العربي لكن يبدو وفقا لما سمعناه من تصريحات أن شيئا لم يتغير ولم يقع بعد ضبط السياسة الخارجية وربما أيضا هناك ضغوطا أجنبية في هذا الشأن على حد قوله مشيرا إلى أنه حينما تكون حكومة ما في أمس الحاجة إلى قروض لدفع رواتب موظفيها فلا يمكننا حينها أن نتحدث عن سياسة خارجية مستقلة.
ومعلقا على ما أكده رئيس الجمهورية من ضرورة التفاعل مع الإجماع العربي في إطار الجامعة العربية في ما يتعلق بالعلاقات مع سوريا أكد رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية أنه لا يوجد إجماع عربي حول هذا الملف إذ الدول العربية منقسمة بين متحفظ ورافض للتدخل الأجنبي والإقليمي والخليجي في الشأن السوري وبين دول تشارك في الحرب على سوريا كالمملكة العربية السعودية وقطر وبمساعدة الدول الإقليمية كتركيا وبرعاية من الولايات المتحدة الأمريكية كما جاء على لسانه
.
وذكّر المناعي أن عدة دول عربية اليوم قد غيّرت موقفها من الملف السوري وأنها تسعى اليوم إلى إعادة العلاقات مع سوريا.
وعلى خلاف المنتقدين لتصريح البكوش فيما يتعلق بتسهيل تركيا لدخول المقاتلين إلى الأراضي السورية وما خلفه هذا من استياء من قبل تركيا وطلبها تقديم توضيحات في هذا الشأن فقد أيّد المناعي ما ذهب إليه وزير الخارجية مؤكدا أن 90 بالمائة من التونسيين الذين تطوعوا في السنوات الأخيرة للجهاد وللقتال في سوريا وفي العراق قد مروا عن طريق تركيا وبمساعدة المخابرات وعدد من المنظمات والجمعيات التركية وأن تركيا من هيّأت أيضا الأسباب المادية لخروج السوريين من سوريا قبل بداية الأحداث في 2011 وسمحت بإنشاء معسكرات لتدريب المقاتلين على حد قوله.
وفي سياق آخر اعتبر المناعي تحليق طائرة عسكرية أجنبية لساعات طويلة في الأجواء التونسية انتهاك صارخ للسيادة التونسية في صورة عدم علم السلطات بها أما إذا كانت هناك اتفاقيات تعاون بيننا وبين دول أخرى في هذا المستوى كما قيل فيطالب المناعي القيادات السياسية بالإفصاح عنها حتى لا تبقى سرية ومتستر عنها لأن في ذلك انتهاك أكبر للسيادة كما جاء على لسانه.
وذكّر الدكتور أن تونس منذ العهد السابق كانت تحضر اجتماعات حلف الشمال الأطلسي  » الناتو » الخاصة بالسلم في البحر الأبيض المتوسط كما حضر رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي أيضا في وقت من الأوقات إحدى الاجتماعات في ألمانيا معتبرا أن هذه المنظمة هي أداة للتدخل الأجنبي في جنوب البحر الأبيض المتوسط على حد قوله.
يجب الإقرار بأن إيران دولة إقليمية نافذة
أكد رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية أن حصول الاتفاق الإطاري النووي مع إيران هو أولا اعتراف الغرب و روسيا بحق إيران في الاستعمال النووي السلمي ثم اعترافهم أيضا بأن إيران أصبحت دولة إقليمية نافذة لا يستهان بها.
وأضاف المناعي أن إيران حضارة قديمة و استطاعت أن تتقدم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي و البحوث العلمية وامتلاك الصناعة النووية وفي كثير من الميادين وأنها أصبحت اليوم القوة الأولى في المنطقة ويجب الإقرار بذلك فيما بقى العرب في العشرين سنة الأخيرة يتقاتلون فيما بينهم ويحيكون المؤامرات ليليا وذهب الكثير منهم في غرس الفتن الطائفية وساهموا في تدمير العراق التي كانت القوة القادرة على الوقوف في وجه إيران.
واستطرد المناعي قائلا أن هذا لا يعني أن إيران الشيعية ليس لها دور اليوم في ما يحدث في العراق وفي كثير من البلدان، وأن السنيّين فيها مهضومو الحقوق وهي تسعى أن لا تظهر هذا الدور في العلن لكن هذا أمر ثانوي حسب قوله إذا اعتبرنا أن الدور الأكبر الذي تولاه العالم العربي هو دور تخريب وتدمير وتشتيت الشعوب.
وتابع المناعي قوله بأنه لا يوجد منذ بداية التاريخ بلد ليست له أطماع وأننا عشنا عشرين سنة من الحكم المطلق للولايات المتحدة الأمريكية إثر انهيار الاتحاد السوفياتي لكن قيام بعض الدول اليوم واسترجاعها لبعض قوتها مثل روسيا وبروز دول ما يسمى بـ « البريكس » عدّل الموازين الدولية وقريبا سنجد إيران عضوا من أعضاء هذه مجموعة.
وذكر رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية أن نسبة هامة من الشيعيين يتواجدون اليوم في عديد الدول العربية على غرار المملكة العربية السعودية التي يتواجد في جنوبها وشرقها 30 بالمائة من الشيعيين كما يمثلون 60 بالمائة من سكان البحرين و 20 بالمائة من العلويين يقيمون في تركيا وغيرهم كثير حسب محدثنا ويجب التعامل معهم كمكون أساسي من مجتمعاتهم ومنحهم جميع حقوقهم الفردية والجماعية لا محاربتهم.
وشدّد المناعي على أن الصراع اليوم هو سياسي بالأساس وبامتياز وليس طائفي بين سنيين وشيعيين كما يحاولون إيهامنا والذي يحرك هذه الخيوط هم الإسرائيليون ومفكروهم ومثقفوهم عبر العالم فيما يحرض على هذه الفتن وينفذها من أسماهم الدكتور بـ « غلاة السنة » من التكفيريين من كل حدب ولون.
ويشير المناعي إلى أنه حتى نفهم حقيقة الأمر جيّدا فيجب أن نرجع إلى ما خطط له الإسرائيليون وأحباء إسرائيل في العالم وخاصة الأمريكيون فعلينا أن نعود إلى فترة السبعينات وحتى إلى ما قبل ذلك » فبرنار لفيس » صاحب المخطط الأكبر لإعادة جغرافية المنطقة سبق أن صرّح بأن أمن إسرائيل يقوم على إدخال المنطقة العربية والإسلامية في صراع طائفي بين الشيعة والسنة وأن هذا الصراع سوف يستمر مائة سنة وتستطيع إسرائيل في الأثناء أن تتركز أكثر كدولة يهودية وتزداد قوة في المنطقة في حين تنهار البلدان العربية وتنقسم إلى دويلات قائمة على الطائفية.
ومعلقا على ردود الأفعال حول الاتفاق الإطاري النووي قال المناعي أنه يحق لإسرائيل أن تتخوف من هذا الاتفاق لأن موقف إيران منذ الثورة الإيرانية من إسرائيل واضح وثابت وزاد تأكيده وزير الخارجية الإيراني مؤخرا حيث أكدت إيران عدم اعترافها بإسرائيل لا اليوم ولا غدا . ويذكر أن إسرائيل قد طلبت طرح مسألة الاعتراف بها ضمن هذا الاتفاق. أما بالنسبة للملكة العربية السعودية فيتساءل المناعي لما تتخوّف من هذا الأمر؟
واعتبر المناعي أن لهذا الاتفاق انعكاس كبير حيث يقول أن عدة مراجعات سوف تحدث في المنطقة خاصة بالنسبة لما سماهم بالدول « ذات الحجم الوازن » مثل تركيا ومصر اللذان اتخذا موقفا إيجابيا من الاتفاق الحاصل وأعلنا أنه سوف يساهم في إعادة الأمن والسلام والتوازنات الكبرى في المنطقة على عكس المملكة العربية السعودية التي يؤكد أنه باستثناء البترول الذي تمتلكه وأموالها الطائلة لا تشكل دولة ذات وزن مستبعدا أن تحقق مطامحها في تولي مسؤولية هامة في المنطقة.
السعودية أخطأت كثيرا بتدخلها العسكري في اليمن ولن يكون هنالك تدخلا بريا
ذكر الدكتور أحمد المناعي أنه ما كانت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها ليتدخلوا عسكريا ويقصفوا المدنيين في اليمن لولا الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية التي هي بصدد مساعدتهم لوجستيا واستخباراتيا.
واعتبر المناعي أن سبب هذا التدخل ربما كان محاولة من السعودية لإفساد الاتفاق حول نووي إيران قبل توقيعه وأيضا ربما لجرّ هذه الأخيرة للتدخل في هذا الصراع ما من شأنه إفساد كل الاتفاقيات.
ويعتقد محدثنا أن المملكة العربية السعودية قد أخطأت خطأ كبيرا بتدخلها هذا قائلا أنها تستطيع أن تدمّر البنية التحتية البائسة لليمن وتقتل حتى الآلاف من اليمنيين لكنها لا تستطيع أن تحتل هذا البلد فاليمن من البلدان القليلة في العالم الذي يثبت تاريخها أنها مقبرة للغزاة والسعوديون يعرفون هذا جيدا فتجربة سعود الأكبر في القرن الثامن عشر تذكرهم بأنه لا يمكن أن يحتلوا اليمن وأيضا سعى العثمانيون والبريطانيون في السابق لذلك لكنهم منوا بالفشل.
وأكّد الحقوقي أنّ الحوثيين الذين يتم قصفهم الآن ليسوا بميليشيا وإنما جزء من الشعب اليمني يمثلون 25 أو 30 بالمائة من السكان وهم يرفضون أن يكونوا لقمة سائغة للمملكة السعودية ويرفضون نفوذها عليهم.
هذا واستبعد المناعي أن يكون هنالك في الفترة القادمة تدخلا بريا في اليمن مؤكدا أنّ ردة فعل اليمنيين ستكون عنيفة وأنهم الآن جبهة قوية متراصة في ما عدا الإخوان المسلمين والحزب الأحمر والرئيس المخلوع والهارب الذين أيدوا التدخل العسكري واصفا بمن ينادي بالتدخل الأجنبي في بلاده بالخائن.
وشدّد المناعي على أنه إذا ما قرر السعوديون والخليجيون النزول برا والدخول في حرب برية في اليمن فسيكون ذلك خطأهم الأكبر وستكون هزيمة لهم جميعا وسوف تتغير خريطة الجزيرة العربية حسب رأيه.
وأضاف المناعي أن هناك دعوات عدة اليوم من الجزائر وإيران وروسيا وحتى من اليمنيين أنفسهم للكف عن القصف والدخول في مفاوضات بين اليمنيين مقترحين أن تكون عمان حاضنة لهذا الحوار باعتبارها الدولة الوحيدة في دول الخليج التي اتخذت مواقف معتدلة وحيادية.
سياسة أمريكية متلونة
يصف البعض سياسة الولايات المتحدة الأمريكية مع أغلب دول المنطقة بالمتلونة فمن ناحية تساعد المملكة السعودية في تدخلها في اليمن ومن ناحية أخرى تتفاوض مع إيران حول مشروعها النووي والذي ترفضه السعودية كما ترفضه إسرائيل.
ويبرر الدكتور المناعي هذا التفاوض مع إيران بأنه أمر فرضته الوقائع والأحداث وأنه لو لم يدخلوا في مفاوضات معها لتمكنت إيران من صنع قنبلتها الذرية منذ أربع أو خمس سنوات مضت وأن الأمريكيين والمخابرات الغربية كلها تدرك هذا جيدا في حين قبلت إيران أن تتفاوض معهم من أجل أن يعترفوا بها كدولة إقليمية نافذة ويعترفوا أيضا بحقها في الاستعمال النووي السلمي.
وأوضح المناعي أن السياسة الأمريكية متلونة تضرب على كل الأوتار كما يقول ففي سوريا مثلا تعلن أنها مع الحل السلمي والرئيس باراك أوباما يعترف الآن انه لا حل للقضية السورية إلا مع بشار الأسد وهذا تراجع كبير في موقفها وفي نفس الوقت تساهم في عدّة أقطار في تشجيع الإرهاب وتدريب ما يسمونهم بـ « المعارضين المعتدلين » ويستمرون في دعم المقاتلين في سوريا لوجستيا واستخبارتيا وهذه سياسة معهودة ومعتادة لدى كل الدول الكبرى كما يرى الدكتور.
bledinews.com.tn http://bledinews.com.tn/dialogues-et-enquetes/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%88%D8%AC%D8%AF-%D8%AA%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D8%B6%D8%AD-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%87-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A.html