كما كان متوقعا، صدرت مجلة “الأزهر” في عدد شوال 1436هـ بعد استقالة رئيس تحريرها د. محمد عمارة، منتهجة خطا مغايرا تماما لسياستها التحريرية السابقة.
أولى علامات المغايرة كان إعادة نشر مقال قديم للكاتب عباس محمود العقاد هاجم فيه جماعة الإخوان المسلمين بضرارة، متهما مؤسسها حسن البنا بأنه يهودي.
وجاء في مقال العقاد الذي نشر في 2 يناير عام 1949 ما نصّه “الفتنة التي ابتليت بها مصر على يد العصابة التي كانت تسمى نفسها بالإخوان المسلمين هي أقرب الفتن في نظامها الى دعوات الإسرائيليين والمجوس، وهذه المشابهة في التنظيم هي التي توحي إلى الذهن أن يسأل: لمصلحة من تثار الفتن في مصر وهي تحارب الصهيونيين؟! السؤال والجواب كلاهما موضع نظر صحيح ، ويزداد تأملنا في موضع النظر هذا عندما نرجع الى الرجل الذي أنشأ تلك الجماعة، فنسأل من هو جدّه؟”.
وتابع العقاد: “إن أحدا في مصر لا يعرف من هو جده على التحديد؟ وكل ما يقال عنه إنه من المغرب وأن والده كان “ساعاتي” والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعتهم المألوفة، وأننا هنا في مصر لا نكاد نعرف “ساعاتي” كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود”.
لم تكتف مجلة الأزهر بمقال العقاد القديم، وإنما أتبعته بكلمة للشيخ محمد الغزالي كان قد أوردها في كتابه “مشكلات في طريق الحياة الاسلامية” الصادر سنة 1996، قال فيها ما نصّه:
“إن إقامة دين شيء واستيلاء جماعة من الناس على الحكم شيء آخر …. إن أناسا حكموا باسم الاسلام ففضحوا أنفسهم وفضحوا الإسلام معهم، فكم من طالب حكم يؤديه الى نشدان السلطة حب الذات وطلب الثناء وجنون العظمة ، وكم من طالب حكم لا يدري شيئا عن العلاقات الدولية والتيارات العالمية والمؤتمرات السرية والجهرية”.
ثاني علامات المغايرة كان تنويها من المجلة بأن الكتيب الذي نشره رئيس تحريها السابق محمد عمارة بعنوان “دراسات غربية تشهد لتراث الاسلام “لا يعبر عن رأي مجلة الأزهر، ولا عن رأي الأزهر الشريف ولا عن الإسلام الوسطي ، وإنما يعبر فقط عن رأي المؤلف ومقدّم الكتاب”.
يذكر أن كتيب شهادات غربية تشهد لتراث الإسلام، تضمن شهادة للقسيس الانجليزي الشهير مونتجمري أكد فيه فشل المسيحية وانتصار الإسلام.
No comments:
Post a Comment