Search This Blog

Tuesday, October 22, 2013

Tunisie: Douar Hicher sous la coupe des salafistes radicaux

22-10-2013-19:30: تحقيق: السلفيون المتشددون يحتلون منطقة دوار هيشر وسط صمت السلطات التونسية وشكوك حول تورط حركة النهضة بسبب سوريا
 

تونس- أفريكان مانجر


نشرت جريدة الحياة السعودية الصادرة في لندن اللندنية تحقيقا حول ظاهرة قتال و"جهاد" الشباب التونسي في  سوريا وعن تمركز هؤلاء في منطقة دوار هيشر
.
 وأخذ التقرير  عينة لشاب تونسي يدعى ياسين أصيل منطقة  دوارهيشر الفقيرة بالعاصمة تونس حيث تروي شقيقته ملابسات سفره الى سوريا للجهاد. كما لاحظ التقرير أن دوار هيشر أصبحت محتلة من التيار السلفي الجهادي بصفة علنية فيما التزمت السلطات الصمت حيال هذا الأمر كما أن شكوكا تحوم حول حركة النهضة التي استخدمت هؤلاء لارسالهم إلى سوريا.
ويعيد "أفريكان مانجر" نشر التحقيق كاملا كما نشرته "الحياة" اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 لأهمية ما ورد فيه من حقائق :
"أسوأ ما جرى لتونس منذ عقود طويلة هو ثورة جانفي». قالت هذه العبارة الشابة التونسية سناء، شقيقة ياسين وهو شاب من بين مئات الشباب المقيمين في ضواحي العاصمة ممن توجهوا إلى سورية لـ «الجهاد» هناك. وسناء شقيقة «السلفي المجاهد» هي كما معظم من قابلناهم من أهل «المجاهدين» في سورية، لا تمت للسلفية بصلة، وهي تشعر بأن فعلة أخيها فيها قطع مع نموذج في العيش وفي تدبير شؤون الحياة، لا تعرف العائلة سبيلاً آخر غيره.
في اليوم الأول من عيد الفطر عام 2012، أرسل ياسين إلى أهله رسالة عبر هاتفه يُبلغهم فيها بأنه الآن في تركيا، وهو في طريقه إلى «الجهاد» في سورية. كانت الرسالة تتويجاً لمسار شخصي بدأ مع سقوط الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. وهو (المسار الشخصي) في ضواحي العاصمة التونسية أشبه بانشقاق جيلي أقدمت على إحداثه آلة تجنيد هائلة تمكنت من اختراق مئات العائلات فجذبت شبانها المتنازعين بين البطالة والحرق (الهجرة عبر المراكب غير الشرعية إلى أوروبا).
إنه «حرق» من نوع أخطر وأكثر راديكالية. هذا الاعتقاد لا يُغادرك وأنت تتجول في ضواحي تونس العاصمة، هناك حيث أقام الشبان السلفيون مناطق نفوذ لهم لا تستطيع الشرطة الوصول إلى بعضها. وهو انشقاق عن العائلات التي خرج منها فتية «الجهاد في سورية». فكما كان وصولهم إلى سورية عنيفاً ومحدثاً تصدعات في الجسم الأهلي هناك، فإن مغادرتهم منازلهم في أحياء التضامن ودوار هيشر وديبوزفيل وحي الزهور في ضواحي العاصمة، كان عنيفاً وأحدث ارتجاجات في بنية العائلة التونسية التقليدية. ويضاعف من شعورك في منازل عائلات «المجاهدين» بأنك حيال انشقاق عن العائلة ما تحمله احتجاجات الأهل من عبارات.
في منزل ياسين أب متقاعد على شفير الانهيار وأم تريد أن تذهب إلى سورية للبحث عن ابنها الذي تعتقد أنه جريح فيها، وشقيقة غاضبة على الثورة وعلى أهل الثورة، وشقيقة أخرى أصغر سناً ارتدت النقاب في أعقاب ذهاب شقيقها المفضل إلى «الجهاد» في سورية. فيما الأخ الأكبر غائب في عمله ويُعطي تعليمات عبر الهاتف بعدم استقبال الصحافيين.
الشقيقة تروي فصولاً من حياة شقيقها. تقول إن ياسين الذي التحق بالـ «جهاد» في صفوف «داعش»، كان شاباً عادياً غير متدين، تضج حياته بضروب السهر واللهو والعمل. وتقول إن الثورة حولت المنطقة، (دوار هيشر) إلى إحدى مناطق نفوذ حركة النهضة الإسلامية (الإخوان المسلمين)، وفي ظل هذا النفوذ تسلل السلفيون، وهم ليسوا من أبناء السلفية التونسية، إنما هم سلفيون غرباء حلّوا بين السكان ولم يقاوم قدومهم أحد.
الحكاية نفسها تقريباً تتكرر على ألسنة العائلات المكلومة بأبنائها. بعد الثورة جاء السلفيون وأطاحوا إمام المسجد المعين من وزارة الشؤون الدينية وحلّوا محله في الخطابة وفي تدبير شؤون المسجد وفي العلاقة مع فتية الحي. لم يُقاومهم أحد، على رغم أن معظمهم غريب عن الأحياء. فالشعب للنهضة والشبان للتجنيد إلى سورية. وفي السنتين الأُوليين من عمر الثورة كانت هذه المعادلة تحكم معظم الأحياء الشعبية في المدن التونسية.
والد ياسين المتقاعد كان ممن طُردوا من مسجد الحي، ذاك أن الرجل، وبسبب قرب منزله من المسجد كان يتولى خدمته لجهة، وكان أيضاً في أوقات غياب الإمام يؤم المصلين. إلى أن جاءه السلفيون وطردوه من المسجد.
لكن الكلام الحاسم لسكان الحي عن أن السلفيين الذين جاؤوا بعد الثورة هم غرباء بالكامل يعود لتُضعف منه حقائق أخرى. فمحمد وهو الغريب الذي قدم إلى الحي في أعقاب الثورة، جاء به ياسين إلى منزل أهله وتوسط له لكي يستأجر الطابق السفلية من المنزل بقيمة 200 دينار تونسي (حوالى 130 دولاراً أميركياً). إنه أمير مجموعة مسجد أبو بكر في دوار هيشر، وهو تونسي جاء من فرنسا التي يقيم فيها أهله، وتزوج بتونسية واستأجر الطابق السفلي من منزل أهل ياسين.
تقول سناء إن المستأجر الجديد كان في حرب العراق. هذا ما قالته لها زوجته، فمحمد لا يُحدث النساء إلا إذا أراد تقريعهن. ولاحظت سناء أن المنزل المُستأجر كان خالياً من الأثاث تماماً باستثاء فراش، وقالت لها الزوجة إن ذلك تيمناً بزهد الصحابة وتقشفهم
 .
يشير الوالد إلى أن أكثر من «سلفي غريب» قدموا إلى الحي وأقاموا فيه من دون أن يثير قدومهم حفيظة الشرطة التي تقيم مخفراً لها في مكان ليس ببعيد. كما يلفت إلى أنهم احتلوا المسجد من دون أن تتدخل وزارة الشؤون الدينية. لا بل يضيف أن محمد، أمير الجماعة، قام بضرب إمام المسجد وكسر أنفه، فتوجه الأخير إلى مخفر الشرطة ليتقدم بشكوى، فقال له الضابط: «الزم منزلك، وبدءاً من اليوم كف عن الذهاب إلى المسجد.". (الحياة )

No comments: