رئيس
المعهد التونسي للعلاقات الدولية احمد المناعي للصريح ..
" انتشار الوهابية في تونس امر خطير والأخطر هو التردد في تنفيذ
القانون"
الدعوة
لله تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وليست ب"الزلاط"
و"الخنيفري"
ما
نعيشه اليوم في تونس هو فوضى مدمرة وليست فوضى خلاقة
هناك
نفخ في صورة ابو عياض اكثر من اللزوم
وهناك مبالغة في تصويره
على
الجماعات المتشددة ان تدعو نفسها الى الإسلام الصحيح قبل دعوة الآخرين
الإيمان
معاملات وسلوك وليس لحية ونقاب وقميص وختان امرأة وزواج قاصرات
خيمات
دعوية يحرضون فيها على العنف، القتل،يشتمون فيها ويتوعدون،فأين الدعوة إلى الله ؟
الوهابيون
جاؤوا بإسلام جديد رسولهم فيه محمد ابن عبد الوهاب وليس محمد ابن عبد الله
القاعدة
هي حركة إرهابية تمثل أجندات أجنبية وهي قادرة أن تدمر لا غير
تونس-الصريح
31/07/2014
الدكتور
احمد المناعي معروف كمعارض سياسي
ومعروف بأنه أول من كتب عن التعذيب في سجون بن علي. وقد اصدر كتابا في هذا الخصوص سنة 1994 بفرنسا.وهو رئيس المعهد التونسي
للعلاقات الدولية. .
اتصلنا
به لنسأله عن قراءته لما يحصل في تونس ولانتشار العديد من الأفكار والسلوكيات
والتصرفات، فوجدناه مستاء ومتألما ويشعر بمرارة شديدة ووجع كبير على ما يحدث.
الوهابية أمر خطير والأخطر هو التردد في استعمال القانون
يرى
الدكتور المناعي آن ما نعيشه اليوم في تونس هو فوضى مدمرة وليست فوضى خلاقة كما
عبر البعض. فصعود تيار الوهابية
أمر خطير على البلاد وعلى وحدة المجتمع وعلى تماسكه الديني في العموم.ويعتبر أن الأخطر
من كل هذا هو ما يحدث على المستوى الأمني حيث أن أنصار التيار الجهادي او الوهابي
يتحدون الدولة ويرفضون الانصياع للقوانين.وقال ان القضية الأساسية تتمثل في مدى
تنفيذ القانون الذي وحسب ما يتبين للعيان فان الدولة مترددة في استعماله وفرض
تطبيقه.وقد استدل على هذا الأمر بمطالبات رجال الأمن خلال وقفاتهم الاحتجاجية
بموقف أكثر صلابة وأكثر جدية وبحاجتهم إلى إرادة سياسية تحرص على فرض القوانين
والسهر على تنفيذها.وأكد الدكتور احمد المناعي على أن التيارات الدينية المتشددة
ان صحت تسميتها بهذا الاسم متناغمة مع السلطة.
ألا يوجد مسلمون في تونس منذ 14 قرنا؟
وفيما
يتعلق برسالة ابو عياض التي قال فيها "إنكم استعجلتم المعركة" يعتقد
الدكتور المناعي أن هناك مبالغة في تصوير هذا الشخص وهناك نفخ في صورته اكثر من
اللزوم.وبين انه قرأ عنه وعن سيرته كثيرا ويرى من خلال ذلك ان هناك مبالغة كبرى في
تصويره.وأضاف ان الخطأ يكمن في بعض وسائل الإعلام التي تبالغ في تصوير البعض وخاصة
هؤلاء المنتمين الى تيارات متشددة او متطرفة على غرار التيار الوهابي.ويرى انه من
المفروض ان لا يظهر ممثلو تلك التيارات في وسائل الإعلام حتى لا ينشروا فكرهم
المتطرف والغريب.وشدد على ان ذلك لا يعتبر إقصاء لتلك الجماعات باعتبار انه يمكن
الحديث عن الإقصاء الا في حال وجدت الأفكار ووجدت المشاريع والحال انه لا توجد إلا
الدعوات إلى العنف والتكفير والتحريض على القتل وعلى الدين.وتساءل اين هم علماء
الزيتونة الذين يمثلون الإسلام المعتدل.وهل يعتبر هؤلاء التكفيريين الذين يقيمون
الخيمات الدعوية لنشر دين الإسلام انه لم يوجد مسلمين في تونس منذ 14 قرنا.
وأكد
المناعي على ان تلك الجماعات عليها إن تدعو نفسها إلى الإسلام الصحيح قبل دعوة الآخرين
فالإيمان في قلب المرء وليس في عنفه وغلظته.واستشهد بالحديث الذي تحدث عن الرسول
صلى الله عليه وسلم الذي سئل، ما الإيمان؟ فقال هو ما وقر القلب وأيده العمل.أي أن
الإيمان معاملات وسلوك وليس لحية ونقاب وقميص وختان مرأة وزواج قاصرات وغيرها من
الترهات التي تشوه الإسلام.
كما ان
الدعوة لله حسب المناعي تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وليست ب"الزلاط"
و"الخنيفري".وقال ان اغلب الذين يقيمون الخيمات الدعوية لا يعرفون
الحكمة ولا يتعاملون بالكلمة الطيبة ولا يعطون المثال الطيب الذي يقتدي به.بل هم
يحرضون على العنف،يحرضون على القتل،يشتمون ويتوعدون ويهددون،وكل هاته الأشياء لا
علاقة لها بالإسلام وبالتالي فهم أتوا بإسلام جديد رسولهم فيه محمد ابن عبد الوهاب
وليس محمد ابن عبد الله.
القاعدة هي حركة إرهابية
وبالنسبة
إلى تصريحات بعض قادة أنصار الشريعة الذين يقرون ان بن لادن هو زعيم الأمة وان حكم
القاعدة أفضل من حكم القادة العرب وأفضل من حكم الذين على رأس السلطة الآن وان
القاعدة تجعل الأمة في رخاء وترف،أوضح احمد المناعي ان ما فعلته القاعدة في بعض
البلدان كأفغانستان والصومال والعراق لا يدل على هذا التبني وعلى هذه الفكرة
باعتبار أن القاعدة هي حركة إرهابية تمثل أجندات أجنبية للدول التي أسستها وهي
قادرة أن تدمر لا غير.
وتساءل
الدكتور المناعي ان كان لهؤلاء عقول يفكرون بها ام لا.وقال إما أنهم لا يدركون ما
يقولون أو أنهم يدركون ولا يعرفون الإبعاد والخفايا وما يمكن ان يترتب عن
ذلك.ويعتبر محدثنا أن القاعدة ليس لها برنامج
حكومة لتحكم به ولتوفر الرخاء الذي يتحدثون عنه.
وفيما
يخص الجهاد يعتقد الدكتور والخبير الاممي احمد المناعي انه فرض عين على كل مسلم
وملحد أو كافر أو مسيحي،هو فرض على كل مواطن وطنيّ عندما يتعرض وطنه إلى الاحتلال
والى الدمار. على المواطن أن
يدافع عن وطنه كلفه ذلك ما كلفه.
تحدثت اليه حياة الغانمي
No comments:
Post a Comment