Search This Blog

Saturday, March 21, 2015

Henda Belhadjali: "هولوكوست.."(2)Holocauste 2

"هولوكوست.."(2)


"قم يا حسين العلــَـم، افتح نوافذ تاريخنا المغلقه، وارفع اوراقك والقلمْ، سمِّ البلاد بأسمائها، واحرث المستترْ، لطّــِخ لحيّ الظلام بآثامهم، وانتصـــِرْ" 

الشهيد شكري بالعيد


تتطاير روح الثور المجنح،، تعلو، تعلو، تحلق في سمائنا المغبرة،، تتلوى ألما،، كيف يسقط نسر تحت معاول القبح والجهل، والسقوط أبدا لم يكن من شيم النسر. هو الثابت في الأرض منذ اللفضة الأولى للزمن، هو الرابض في نينوى ولم يبرح مكانه كما لم يرهب يوما لا قتال ولاحرب. مر التتار من هنا ومر رعاة البقر وأمطرت سمائه حمم ونيران وأحجار مستعرة، لم يخف ولم يَهَبِ. من يحمي المدينة بعده وكان لها خير حصن والدرع والحرس ؟، ومن يرد الأعداء بزمجرة الأسد ؟، ثور هو وكذا أسد ونسر وبشر ورب في السماء منزله وعلى الأرض موطئه، من سيشهد للتاريخ وعلى التاريخ من بعده ؟، فالكون يعرفه من أول نفس الى أن أتاه الأعراب والفجر والنجس.

يرفع أبو تمام رأسه المقطع على تربة الموصل، دمائه تتسلق أسوار سومر وتتحدى مدينة النمرود وتحتمي بكنيسة القديس يوسف والقديسة سارة، هناك تحت الأرض تتنقل بين ما خفي من القصور السبع، لم تقوى أشلاءه على احتمال ألام الثور الدامي، يشهق أبو تمام بكاءا، فينفجر شعرا :

"خَلِيفَة َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ 
جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ 
بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ تره
 تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ"*

وينتفض نزار في تربته والمعري يحاذيه :

"أبا تمام .. أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا .. وأرملة هي الألفاظ والصور..  فلا ماء يسيل على دفاترنا.. ولا ريح تهب على مراكبنا ولا شمس ولا قمر ,,, إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر ..  ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا ألشعر .. فأكبر شاعر فينا هو الخنجر.."**


هاهو أبي العلاء يعتذر منك ومن الأمم ومن أهل الفن والشعر والأدب، لا عقل بقى فينا ولا بصر، ولا علم ولا فكر، نحن من جنى على أنفسنا وهذا الزمن فاض به الكأس من حريق وسبي ونحر ولم يعد يحتمل، فلو كان الخمر ينسينا ما استفقنا من السكر، همهم أبي العلاء وللصوت صدى :

"إن الشرائع ألقَت بيننا إحَناًوأورثتنا أفانينَ العَداوات وهل أُبيحت نساء القوم عن عُرُضللعُرب، إلا بأحكام النُبوات ؟ "***

كليمة أنا بعد سقوطكم، ونُوَاحِي يخرق السحب، يا من أراجيزهم كانت لنا بهاء وجمال ونقشا في الهواء وعلى الرخام والحجر.  لم تسقط  يا أبي العلا ولا أنت أبي تمام من الذكرى ولا من دفاترنا ولا الكراريس والكتب. لا ولن تذهبوا كما أراد لكم الأعراب وتجار النفط والموت والمحن.  لم يرحل الحداد، مازلا حيا وقبره صار مزارا من الأنوار بعد أن كان نسيا منسيا، وامرأته لم تلبس الحداد بل لفت جسدها بأحمر العلم، ذادت عن البلاد بأضافرها وجادت بضفائرها لاعدام من سلبوا ومن نهبوا ومن قتلوا، امرأة الحداد هي البدايات للزمن، لن تسقطوا أبدا ومن هنا سيبدأ الزمن.

ما تبقى لنا ؟..


من العامرية الى نينوى الى معرة النعمان، الى اللاذقية وراهبات دير معلولا، كان باردو آخر محطاتهم وليست نهايتها، هناك استشهدت قصائد فرجيل برصاصهم الغادر فصرخ فيهم وهو يجمع ابياته : العراق العراق، رد البياتي : العراق العراق "انظر رفيقي، بعرفان للبدايات الجريئة"****. تعانقا كلاهما في شجن وبكيا حتى التعب، وفي المتحف رجع الصدى، العراق العراق، سومر، أشور، وأور ونيبور وبابل وبغداد وأوروك، وقلقامش قاهر العذارى وبطل خلود الوجود.


كنا هناك، نتوجس سقوط  القرى والمدن، كنا هناك كأهل الكهف لا علم ولا خبر، هل نحن بشر مثل باقي البشر أم نحن حجر، أم أن الزمن ليس الزمن. مر زمن ونحن نبحث عن الزمن، نلتقط الأخبار وعروض البورنوغرافيا الداعشية المثيرة للعجب، نتلذذ بقتلنا واحمرار دمنا، ونترحم على الشهداء، نعد القتلى، ندفن صرخات الثكالى واليتامى في التراب ونغسل دموعهم في خوف وجبن وحياء، ننزعج قليلا لتلبد الهواء بدخان الانفجار وانصهار فكرنا في الفكر البليد القديم الجديد. لا شيء يغير ما فينا، ننطلق للنوم في هدوء، لا قبل مشاهدة العروض الجديدة لانتصارات الكهنوت وهتافات حماة الرموز ومشروعية الجهل وسيلان الدماء من أجل السماء,

نشرب قهوتنا في صباح جديد، نأمل ونتأمل، ما الذي يغيرنا أو يغير القادم فينا، لا شيء في الانتظار سوى نشرات الأخبارعن فتوحات جديدة للخوارج وحالات للاحتضار. لا شيء في الانتظار، سوى هذا السياج من الضباب والغبار، وامرأة الحداد في مواجهة الحصار، ترتدي بزة المقاتل وترفع صوتها عاليا : الويل والويل لكم وابل من وشم البدايات وورد الروايات القديمة وأنامل حية وسهام من صديد، أنا مفتاح للزمن الجديد.

  • ·       * أبا تمام
  • ·       ** نزار قباني
  • ·       *** أبي العلاء المعري
  • ·       **** فرجيل

هندة بالحاج علي
مسرح الحلقة بتونس

Hend Belhajali: "هولوكوست.."(1Holocauste 1



"هولوكوست.."(1)

                                          On ne peut pas dire la Vérité à la Télé,
il y a trop de gens qui regardent » -COLUCHE

من قلب بغداد، بتاريخ 9 أفريل مرورا بالساحة الخضراء في طرابلس ليبيا بتاريخ 27 أوت 2011 وصولا إلى دمشق بتاريخ 18 جويلية 2012 وتفجير مقر الأمن القومي السوري واستشهاد وزير الدفاع السوري ونائبه آصف شوكت وحسن تركماني رئيس خلية إدارة الأزمة، وهم أكثر رجال تهابهم حكومة الكيان الصهيوني، أرقام مدرجة على لوائح الاغتيالات لهذا الكيان،

المشهد واحد، المخطط واحد، الآمر واحد، والمنفذون منا،

من ملجأ العامرية أو رقم 25 الذي دمر بالكامل واستشهد من اختبئ فيه، يعني أكثر من 400 مدنيا معظمهم أطفال ونساء ،ب F 117 في 13 فيفري 91، مرورا بمذبحة الحولة، في حمص، سوريا، 25 ماي 2012، أقول مذبحة لأن الأطفال قطعت حناجرهم، راح ضحيتها أكثر من 110 معظمهم أطفال ونساء، الى قرآن العلامة البوطي المخضب بالدماء في أولى ساعات الفجر وتفجير الجامع الأموي، ووصولا الى جرائم السلخ والتمثيل بالجثث في ليبيا، آلاف من المشاهد المروعة والجرائم والدمار، بشاعة تفضي الى فقدان الانسان لانسانيته، الى مالا نهاية،

المشهد واحد، المخطط واحد، الآمر واحد، والمنفذون منا،

 وَحْدَهُ الشعار تغير : من   to saddam with love المرسومة على صواريخ التوماهوك الأمريكية، الى : لا الاه الا الله والتكبير والتسابيح،، ومن قناع المارينز الأخضر الى اللحي السوداء..   

كيف حصل لنا هذا ونحن نهتف باسم ثورات الحرية، والكرامة، أيعيش البشر حرا وكريما في وطن مسبي وذليل ؟؟..

 تقول "ليزي فلان"، الصحفية البريطانية، مبعوثة  PressTV  في طرابلس،:  "... أبدا لم يكن هناك أي ثورة في ليبيا ما عدى مظاهرات متناثرة هنا وهناك لقلة قليلة من الشبان وبعض الشعارات، المظاهرات كانت شبيهة بمظاهرات البانليو الفرنسي سنة 2007، الفارق الوحيد كان السلاح وانتشار الميليشيات، المظاهرات في ليبيا كانت مسلحة، مثلما قال القذافي بالضبط ولم يصدقه أحد لأنه وقع اقتطاع خطابه على مقاس الجزيرة". وتواصل فلان : "الساحة الخضراء الشهيرة لم أرى فيها ما ينبئ بسقوطها بل الكل فيها كان يهتف  باسم الزعيم القذافي، والأعلام الخضراء كانت تملأ الساحة.."، ساعتها كانت الجزيرة تبث صور "ثوار" دخلوا طرابلس فاتحين، في الحقيقة لم تسقط طرابلس الا في الاعلام الخليجي وعلى رأسه الجزيرة أو في الاعلام الغربي وبعض صفحات الفايسبوك، فتناقلناه نحن على أن الثورة الليبية انتصرت،، لم تسقط طرابلس أبدا كما لم تسقط بغداد من قبل، الا عبر الصورة وفي ذهنية المواطن المخدوع،، هكذا هي الحرب : خدعة، صُوِرَ سقوط العواصم ليتراجع الجيش وتتشتت القيادة، ومن cnn  في العراق الى الجزيرة في ليبيا، انطلت الحيلة من جديد كما لم تنطلي علينا من قبل.

مع سوريا لم تنجح هذه الآلة الاعلامية الرهيبة الا نسبيا، وخاصة في بداية الهجمة على سوريا، مع سوريا اشتغلت الماكينة الاعلامية للبنتاغون وحلف الناتو بأكثر ضراوة وعدوانية وأكثر شيطانية. رصدت هوليود كل تقنياتها لسوريا. كل دمشق، ملأ دمشق، بتفاصيلها، بشوارعها ومبانيها، بسمائها وأرضها باستثناء هوائها، أعيد تركيبها ومحاكات مظاهرها بأدق الدقائق في استوديوهات في الدوحة تحت اشراف الجزيرة والأجهزة الأمريكية المختصة. كل الامكانيات رصدت وجندت، حتى يمر سقوط دمشق كما مر سقوط بغداد وطرابلس، مجرد مشهد تلفزيوني وفايسبوكي،  ولكن العقل السوري كان بالمرصاد وانتصرعلى المؤامرة فجند كل طاقته وامكانياته ولم يترك لها أي أثر. دمشق لم تسقط.

ما انفك "تيري ميسان" المفكر الفرنسي الحر، عن التصريح والادلاء بشهاداته والتحليل عبر اعادة تركيب المشهد في بعده السوري السوري والاقليمي والتاريخي وفي علاقته بالصراع مع الكيان الصهيوني، حتى يفهم العالم ويفهم الناس أن ما يحدث في سوريا هي مؤامرة وأن هذا الربيع العربي هو أساسا مفتاحا لأبواب دمشق العصية، فالحرب على سوريا برمجت وعدت عدتها من 1991، نعم كسر طوق المقاومة والمواجهه كان أولوية الأولويات عند واشنطن واعادة التركيب الجغرافي والاثني للمنطقة هو الهدف. لم يستمع أحد من النخب ومن السياسيين العرب لتيري ميسان، ولم ينتبه أحد له ولا لميشال كولون، وكأنهم أكثر عروبة منا وأكثر ارتباطا بحرية أوطاننا.  تيري ميسون أستاذ العلاقات الدولية ومؤسس شبكة فولتير، ومنذ اندلعت الحرب على سوريا، لم يترك أي حدث الا ووضعه في اطاره ولم يترك أي خبر الا وصححه وصوبه ولم يترك أي موقف الا وحلله، كان بمثابة المرآة العاكسة للحقيقة بينما كنا نتوغل في الظلالة بضمائر مرتاحة لأننا لم نفعل شيء سوى استقاء معلوماتنا من المرصد أو من الجزيرة أو من فرانس 24، فلما نهتم ونغتم ؟؟ .

نحن في تونس كنا بخير، كنا ننعم بنشوة الانتصار على الطاغوت، لم يكن يعنينا ما يحدث حولنا وكلما قامت "ثورة" في بلد الا وصرخنا فرحا وافتخارا، نحن من أشعلها، تونس أم الثورات. لم يلتفت أحد لحظة ورائه ويقول ما الذي يحدث، لأنه منطقيا لا يمكن أن يحدث كل هذا وبهذه الكثافة في برهة من الزمن ،، دون تخطيط مسبق، واذا كان المخطط ليس منا .. فمن وراء كل هذا.. ؟؟

عذرا، ولكن لماذا لم نكلف أنفسنا طرح السؤال ؟؟ ماذا يحدث حولنا وماذا يحدث في سوريا ؟؟ أجن نظام بشار الأسد حتى صار يذبح ويحرق قرى بأكملها والحال أن الأنظمة حوله تتساقط كقطع الدومينو،، هذه حالة انتحار واضحة ؟؟ لم يتسائل أحد منا عما يحدث في سوريا، بل كل ما فعلناه، هو مباركة قرارات الرئيس السابق، اللمرزوقي وهو احد أدوات هذا المخطط والانصات للحملة الاعلامية الاخوانية الشعواء ضد نظام الأسد وسوريا، مصادرنا قناة الجزيرة وقناة فرانس 24 والبي بي سي التي عرفت أكبر فضيحة في تاريخها عبر تقديم مشاهد لمذبحة أطفال قام بها الأمريكان في العراق على أنها مذبحة اقترفها نظام بشار، ومع ذلك واصلت الصحف تنشر أخبارا والتلفزات كذلك عن المرصد السوري لحقوق الانسان، هذا المرصد الذي يترأسه ويديره أسامة سليمان، أو أيمن عبد الرحمان،، أو..... الحقيقة أن لا أحد يعرف اسمه الحقيقي الى الآن، علما بأنه دائما يعطي تفاصيل دقيقة الى حد كبير عما يحصل في سوريا ويقيم في لندن، لم نعرف له وجه ولم يظهر يوما للوجود،، كل ما نعرف في الصحافة هو جملة : "عن المرصد السوري لحقوق الانسان"، فقط،، من هو المرصد ؟؟ لا نعرف، من يديره ؟؟ لا نعرف،، من ورائه ومن أين يستقي معلوماته ؟؟ لا أحد يعرف،، مرصد بلا هوية،،
أما باقي المعلومات فهي بالتأكيد مستقات من : "عن شهود عيان" ،، من هم الشهود العيان ؟؟ لا نعرف ،، أين هم، في أي عاصمة، في أي مكان من العالم ؟؟ لا أحد يعرف. 

في المقابل حاول السوريون أن يشتغلوا على الدعاية المضادة وعلى نشر الأخبار بكل ما أوتوا من قوة ومن وسائل،، الغيت تراخيص التلفزات السورية من النايل سات، لم تعد التلفزات السورية تستطيع أن تبث، ولم يعد صوت سوريا يسمع الا عن طريق المواقع التي عاشت الوضع عن كثب وتابعت وعرفت الحقيقة السورية،، الحقيقة هي سبب وجودنا، الحقيقة دائما مقدسة،، والكل يبحث عنها من صحفيين وصحفيين استقصائيين وكتاب ومفكرين،، لكن أين نحن من الحقيقة ؟؟..

هل حاولنا نحن في تونس أن ننظر الى ما بعد الحدث وما ووراء المرصد السوري والشهود العيان والجزيرة والعربية وفرنس 24،،؟؟ هل حاولنا أن يفهم ما يحدث على الأرض ونعيد تركيب الصورة والشخوص ونطرح الأسئلة الجدية لنيل الأجوبة الحقيقية،، الحقيقة ضاعت بين شعور البعض بأنهم ثوريون فوق العادة،، أو أحرار بدون حدود أو أذكياء وقادرين على فهم كل شيء عن بعد،، لم يتسائل أحد كيف يحدث كل هذا.. وانطبقت علينا مقولة :،   Brouillard, confusion et chaos.  عمق فلسفة الثورات  العربية,

حين كانت مجموعات من التونسيين من كل الأعمار، نساء ورجال ، مثقفين وعاديين ، تتظاهر وترفع شعارات متضامنة مع سوريا نظاما وشعبا وأرضا، لم يلتفت أحد لها، كل التحركات التي نفذتها هذه المجموعات الصغيرة لم تنل أي تغطية أو اهتمام، حتى رغبة في الاطلاع، أو للتعرف على سبب سباحة هؤلاء ضد التيار، "تيار الثورات العالمي،، ؟؟ لا أحد سئل أو تسائل.
فمنا من آمن بهذه الثورة المجيدة ومنا من لم يهتم أصلا بها ومنا من كان يستمتع بنقل ما تبثه الجزيرة وأخواتها، ومنا من التفت الى جهة أخرى حتى لا يرى الحقيقة المرة والبشعة، بينما كان السوريون يموتون حرقا ونحرا ويقتلون على الهوية، وتحرق ديارهم وقراهم وجبالهم وحقولهم، حين كان السوريون في كل مطلع يوم جديد يودعون ذويهم لأنهم لا يعرفون ان كانوا سيتقابلون مرة أخرى،، حين كان حصن المقاومة يدمر، حين كانت الكنائس تهدم والجوامع تفجر، والأضرحة ينكل بها، كنا نحن نتحدث عن ثورة عظيمة في سوريا، وعن قمع الثورة على أيادي شبيحة بشار، وجيش بشار،، الجيش العربي السوري أصبح يحمل اسم جديد : "جيش بشار"، سوريا العظيمة صارت اسمها : "نظام بشار"، اختزلت كل سوريا، تاريخا وحضارة ومعارف وتراث انساني عظيم وشعب أكرم التونسيين ودولة عظيمة ساعدت تونس في الماضي، اختزلت كلها في شخص اسمه بشار
الأسد،، كما أن سوريا ضيعة لا تتجاوز مساحتها المترين،، انها سوريا ،، لا يمكن اختصارها بهذا الشكل،، حينها علق  أحد الكتاب الأجانب :
 Le sang du lion et le festin des rats،

لم نكن نعي أبدا ونحن نكتشف شيئا فشيئا انهيار أمننا أن هذا الأمن هو من الأمن القومي العربي وأن سقوط سوريا هو سقوطنا نحن لا محال، لم نرى أكثر من ما يحيط بنا من بن قردان للشعانبي،،

حين اجتمع التونسيون الأحراروالشرفاء في ساحة حقوق الانسان لمرات عدة لقول الحقيقة ولتعرية الأكاذيب ولحشد المقاومة ضد الحرب على سوريا، وكان أهم هذه اللقاءات حيث قدم الأستاذ أحمد المناعي شهادته،، لم يغطي أحد هذه التحركات،، حين ذهبت مجموعة من التونسيين الأحرار والشرفاء الى مؤتمر أعداء سوريا في نزل البالاص، غطت الصحافة العالمية الحدث ولم يقع تغطيته من طرف الصحافة التونسية أبدا،، رغم أنهم كانوا هناك،، ورغم أن أحدهم قال : "لي كنا نشاهدكم ونبكي لأننا لسنا معكم،، ان تقدمتم بثلاث أمتار لدخلتم القاعة الذي اجتمع في الرؤساء المتآمرين على سوريا العروبة،، حدث كهذا هز العالم،، لم يكن أحد ينتظر أن ينتفض قسم من الشعب التونسي ويتصدى لهذا المخطط في عقر داره،، تسللت هيلاري كلينتون من الباب الخلفي، وأصيب المرزوقي بحالة ارتجاف جعلته يعيد صياغة خطابه، وأجل المؤتمر لساعة ونصف وغضب أمير قطر الدويلة التي لا يتجاوز تاريخها أقدم محل للأنترنات في تونس، فأوعز لحرسه بأن يطردوننا من النزل باستعمال القوة، كان الأمن التونسي الموجود والمكلف بتأمين المؤتمر يهمس لنا خلسة : "نحن معكم ،، واصلوا ولا تهابوا أحد.." لم تغطي الصحافة التونسية كل هذا،، العالم عرف ساعتها أن ما يحدث في تونس هو طبخة للرئيس وجماعته وهو تنفيذ لأوامر سادته، وأن الشعب التونسي في واد وهم في واد آخر،، ساعتها بدأ الناس يتحدثون عن سوريا وعن ما يحدث حقيقة في سوريا،، ولكن لم يتحرك أحد من النخب لكشف الحقيقة كاملة ولاعطاء سوريا حقها في أنها كانت دائما الحصن الذي حمى المنطقة كلها وأن سوريا لم تكن تنزف بل كانت تتبرع بالدم لنا جميعا، سوريا تنهض الآن وتنتصر وكم نود أن ينخرط اعلامنا في نهضتها وفي التبشير بانتصارها والتهليل له، فلولاها ولو سقطت سوريا لأصبحت تونس امارة تحكمها سيوف الردة.
يتبع..

هندة بالحاج علي
اللجنة التونسية لصد العدوان على سوريا

Tuesday, March 17, 2015

Tataouine; Un dentiste irakien menacé à cause de sa confession

17-03-2015-18:41: شهود عيان: طبيب عراقي في تطاوين يتلقى تهديدات بسبب انتماءه للطائفة الشيعية!
تونس- أفريكان مانجر

أفادت مواطنة تونسية من ولاية تطاوين أن طبيبا عراقيا يدعى حسنين جان، طبيب أسنان عراقي يشتغل في مستشفى تطاوين (الدروج) منذ اكثر من عشر سنوات تلقى تهديدات بالقتل من أشخاص في تطاوين يرجح انتماءهم لجماعات تكفيرية، بسبب انتماءه للطائفة الشيعية.
وأفادت ذات شاهدة العيان في شهادة نشرتها على الفيسبوك أن هذا الطبيب عرف بدماثة أخلاقه وتواضعه ومهنيته العالية وتفانيه في عمله مع مرضاه من دون ملل، إلا أنه بعد التهديدات التي بلغته فيبدو أنه غادر ولاية تطاوين لدواع أمنية فيما بقي المستشفى حاليا من دون طبيب أسنان أخلاق منذ أسبوع تقريبا.
ع ب م

Sunday, March 15, 2015

Syrie: Américains, Libanais et autres impliqués dans "l'explosion de la Cellule de crise"à Damas



تفجير «خلية الأزمة» في دمشق: أدوار أميركية ولبنانية
هكذا تبلورت الخطة وتشابكت أجهزة أمن إقليمية ودولية لإسقاط الأسد


من اليمين: آصف شوكت، وحسن تركماني، وداوود راجحة، وهشام بختيار
محمد بلوط 14-03-2015 02:28 PM

بقي لغز التفجير في المكتب الأمني القومي في دمشق، حيث كانت تلتقي يومياً «خلية الأزمة»، معلقاً في فضاء الروايات المختلفة والمتناقضة أحياناً.
هنا خلاصة ما يمكن اعتباره رواية مدققة، لذلك التفجير الذي كان يفترض أن يشكل إشارة بدء التنفيذ لعملية إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. ولعلها أول رواية متكاملة، مع إشارات واضحة إلى الأطراف المشاركة فيها، وكان هدفها السيطرة على دمشق وضرب تماسك الجيش لإسقاط النظام.
عندما استوقف ديبلوماسي فرنسي، مطلع تموز العام 2012، صحافيين، أحدهما فرنسي والآخر عربي، بالقرب من مقهى يجاور مبنى وزارة الخارجية الفرنسية، كانت أضواء مؤتمر «أصدقاء سوريا» قد خفتت في مركز المؤتمرات، بعد يومين مجهدين من نقاش أوحى لمن حضروا أن إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، أمر لا مفر منه.
وخروجاً عن مألوف اللغة الخشبية في قاعات الكي دورسيه، أفصح الديبلوماسي عن مكنونات صدره، ونصح الصحافيين، بالتأني في حزم حقائب الصيف، لأن حدثاً كبيراً ينتظر تموز، وهو موعد العطلة الصيفية المقدس.
كانت رهانات إسقاط الأسد في باريس وبين «أصدقاء سوريا» قد تحولت إلى مسألة وقت لا أكثر. جاء انشقاق العميد مناف طلاس، قائد «اللواء 105» في الحرس الجمهوري، في اليوم الثاني للمؤتمر ـ ٧ تموز، ليحول الرهان إلى شبه يقين، حتى أن وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، كان يهمس باسم العميد طلاس رئيساً مقبلاً لسوريا، قبل أن تطأ قدماه الأراضي الفرنسية.
ولم يجادل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري وقتها حمد بن جاسم من طالبوه، من المؤتمرين، بتوخي المرونة في لغة البيان الختامي تجاه الأسد، بالدعوة إلى التفاوض معه شكلياً، بدلا من طلب تنحيه على الفور. ونقل مسؤول فرنسي رفيع المستوى عن بن جاسم قوله للمجتمعين «انه لا فرق لدينا في لغة البيان ولا في محتواه، لأن الرئيس الأسد لن يكون بأي حال، في القصر الجمهوري، عندما يحل شهر أيلول».
لم يطل الوقت، كي تتداعى إلى الذهن بسرعة، نصائح الديبلوماسي الفرنسي بالبقاء على جبهة العمل الباريسي، ولتتضح دوافع لامبالاة الوزير القطري بلغة بيان «أصدقاء سوريا». ففي ظهيرة 18 تموز دوّى انفجار هائل في مبنى الأمن القومي السوري في دمشق. وعندما انقشع الدخان عن المبنى، كانت خلية إدارة الأزمة، التي تعضد الأسد في قيادة العمليات العسكرية والأمنية، قد شطبت كلياً. أتى الانفجار على رئيس الخلية نائب الرئيس للشؤون العسكرية العماد حسن تركماني، وعلى وزير الدفاع داوود راجحة، ونائبه آصف شوكت (زوج شقيقة الرئيس بشرى الأسد). وقتل رئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار، ووحده وزير الداخلية محمد الشعار نجا، رغم إصابته بحروق وجروح.
وتكفلت شبكة الفضائيات الخليجية بزرع الإرباك، وبث أخبار مقتل العميد ماهر الأسد، قائد التشكيل 41 في الفرقة الرابعة المدرعة، التي تقوم بحماية العاصمة. وقتل الغرض الإعلامي قاسم سليماني، وحافظ مخلوف، وقام بتهريب زوجة الرئيس أسماء الأسد، وعائلتها عبر مطار دمشق.. المقفل.
نظم الأميركيون كل شيء. ووزع البيت الأبيض على الفور بياناً عن اتصال هاتفي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، يوضح بسرعة تخلي الحليف الروسي عن الأسد، وذهوله من العملية، وتسليمه بقرب سقوط النظام.
وقال البيان إن «الرئيسين لفتا إلى ارتفاع وتيرة العنف في سوريا، واتفقا على ضرورة دعم حصول عملية انتقال سياسي في أسرع وقت ممكن، تحقق هدفنا المشترك بوقف العنف وتجنب مزيد من تدهور الأوضاع». وهو بيان لم يتكرر في ما بعد.
وفي كرنفال التصريحات التي كانت تنعى النظام السوري، بدا نافراً لدى المعسكر المعادي لدمشق ما قاله الملك الأردني عبد الله الثاني من أن «الضربة هزت أركان النظام، لكن الأسد لن يسقط».
ميدانياً، كانت وحدات من «الجيش الحر» تبدأ عملية «بركان دمشق»، فيما بدا الهجوم الأخير، الذي تسللت فيه وحدات عبر التضامن والميدان جنوب دمشق، للوصول إلى هضاب قاسيون، حيث يربض القصر الرئاسي.
كان للانفجار أن يرسل إشارة الهجوم النهائي على دمشق بداية، وان يدفع بالعشرات من الضباط والجنود حول المدينة نحو أكبر موجات الانشقاق التي سيشهدها الجيش السوري، والتي بلغت ثلاثة في المئة من الضباط، ولكنها لم تستطع أن تدفع نحو الانشقاق، وحدات كاملة، وهو أحد الأسباب التي ستؤدي في ما بعد إلى إخفاق الهجوم على دمشق.
وفتح العقيد محمود البرادن، مع 60 من جنوده، أسلحة قسم التضامن، الذي يديره أمام عناصر مدنية، وصلت قبل ساعة من الانفجار في مبنى الأمن القومي، بانتظار «ساعة الصفر»، لدخول العاصمة من منطقة الميدان. وعمل نائب قائد المنطقة الجنوبية العميد الركن زكي لوله على عرقلة عمليات السيطرة، في قيادة الأركان، قبل أن يضطر إلى الخروج منها، والالتحاق بالمنشقين في تركيا.
من نظم العملية؟
كان الفرنسيون والقطريون والأتراك على علم بأن عملية ضخمة قد تودي بالنظام، قد دخلت مرحلة التنفيذ. ولكن الجهة التي كانت تعد للعملية لم تكشف للحلفاء الكثير من التفاصيل، واكتفت بإعلامهم بطبيعة العمل لا أكثر. ويقول مصدر فرنسي مطلع إن قسم مكافحة الإرهاب في المخابرات الأميركية هو الذي تولى منذ بداية العام 2012 التحضير للعملية، بعدما أعطى أوباما موافقته لجون برينان، كبير مستشاري مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض. وكان برينان يتبع مباشرة إلى أوباما. وكان لبرينان تأثير كبير على الرئيس الأميركي الذي عينه في ما بعد رئيسا لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي اي ايه)، وهو الرجل الذي أعطى الضوء الأخضر للكثير من العمليات السرية التي كانت تقوم بها «القيادة المشتركة لعمليات الكومندوس» التي لا تتبع للوكالة، ولكن للرئيس مباشرة، ووزارة الدفاع (البنتاغون).
وتقوم هذه القوة، بتنفيذ جزء من عملياتها عبر الشركات الأمنية الخاصة، وتعمل أحيانا مع الـ «سي اي ايه»، والهدف هو الالتفاف على رقابة مجلس الشيوخ. وتحاشى برينان تقديم أي تقرير عن العملية، لديانا فلنشتاين، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ. ويقول المسؤول الأمني الفرنسي إن شركات أميركية أمنية خاصة متمركزة في دولة الإمارات، تقدم المشورة والعون للأجهزة الأميركية، لتنفيذ عمليات عسكرية وأمنية في مسارح عملياتها التي تشمل العراق وسوريا ولبنان.
ويقول المسؤول الفرنسي الأمني السابق «كنا نعلم في تلك المرحلة أنهم يحضرون لعملية كبيرة في سوريا. كانوا يعملون على خلق حالة ارتباك كبيرة في قلب دائرة القرار السورية. وكان لكرة الثلج أن تتدحرج من الانفجار إلى الهجوم على العاصمة، من خلال منافذها الجنوبية، لكي ينتشر الذعر في صفوف الجيش، وتتفكك الأجهزة الأمنية. كان الأميركيون يعتقدون مثلنا بحظوظ مناف طلاس للصعود محل الأسد، فيما كان لوران فابيوس يعينه سريعاً لرئاسة الجمهورية، ولكنهم لم يكشفوا له خطتهم، وكان دور الأجهزة الفرنسية هو إخراجه من سوريا عبر لبنان، فحسب».
وكان أوباما على علم بالعملية، لكن لم تصل إلى مسامعه كل التفاصيل. كل ما أراده الرئيس، في مرحلة التحضير للعملية، ألا يكون أي مواطن أميركي متورطاً مباشرة فيها، فإذا ما اضطر للشهادة مستقبلا أمام أي لجنة في الكونغرس أو غيره فإن بإمكانه القول انه يجهل كل التفاصيل، لكنه كان على علم بالهدف، وقد وافق عليه. كما كان الرئيس الأميركي على علم باتصالات جرت مع جنرالات سوريين، وأسمائهم، وان الهدف هو إعداد انقلاب عسكري من الداخل.
كان الحديث قد جرى عن إجراء اتصال بآصف شوكت، قبل تنفيذ عملية الثامن عشر من تموز. ولكن نائب وزير الدفاع السوري لم يكن خياراً أميركياً. يقول المسؤول الفرنسي السابق إن «الأميركيين لا يثقون به، وانه لا يمكن السيطرة عليه، ومن نفذ العملية في النهاية، لم يكن يعتقد انه قد يشكل بديلاً» فتغير الموقف.
وكان الإعداد قد بدأ عن طريق مسؤول أمني لبناني سابق. كان الرجل قد ساعد الأميركيين في الأيام الأولى للأزمة السورية. كانت الأسلحة الآتية من تركيا، أو ليبيا، تعبر من مرفأ طرابلس اللبناني، ومنها إلى حمص، تحت أنظار مرؤوسيه، وبرعايتهم، من دون أن يتحرك أحد لوقفها. ويقول المسؤول إن صفقات أسلحة عقدت باسم جهات رسمية لبنانية، لتسهيل تزويد المعارضين بها، كانت تضم صواريخ مضادة للدبابات، لا تدخل عادة في نطاق اختصاصها، ولا تسليحها، لكنها كانت تعبر إلى معاقل المسلحين القريبة من حمص.
وكانت جهات أمنية لبنانية، تعمل منذ العام 2006، على إنشاء شبكة لها في سوريا، وبالتفاهم مع المخابرات الأميركية والسعودية، وبالتنسيق معها. فبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، يقول معارض سوري بارز «تلقينا عروضا لإقامة اتصالات مع مسؤول أمني لبناني، قال انه يعمل بالتنسيق مع بندر بن سلطان». وقال الوسيط، الذي كان يتصل بمعارضين سوريين في الخارج، انه مكلف من قبل الأمير بندر بن سلطان، رئيس المخابرات السعودية، بتنظيم المعارضة السورية، ودعمها، و «زودنا برقم المسؤول اللبناني، وطلب منا التحدث إليه، وقدم لنا تصوراً سياسياً متكاملاً، لما ينبغي أن تكون سوريا عليه المستقبل، مع نصوص دستورية جديدة، وبرنامج عمل سياسي جاهز».
كانت قيادة العملية اتخذت لها مقراً في إنطاكيا التركية. أما الجزء المنفذ، فكان يعمل انطلاقا من منطقة الزبداني القريبة من دمشق. كانت الشبكة قد توصلت مبكرا إلى الاتصال بأحد مرافقي رئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار. ويتحدر المرافق من قرية مضايا، على ما تقوله معلومات عربية. وكان الرجل يملك موافقة أمنية مفتوحة تخوله الدخول إلى المقر، متجاوزاً إجراءات المراقبة والتفتيش المعتادة. وخلال أسابيع كانت الشبكة قد نقلت إلى مضايا، عبر الزبداني، أقراص «سي 4» الشديدة الانفجار، كما نقلت أجهزة التفجير عن بعد. وتدريجياً، كان المرافق يقوم بإدخالها إلى مقر مكتب الأمن القومي، فيما تولت جهة لبنانية التنسيق بينه وبين مقر العملية والمتابعة في إنطاكيا.
في الثامن عشر من تموز، كانت خطة «بركان دمشق» قد اكتملت، وكانت شبكة الانشقاق قد نضجت. وعندما دوّى الانفجار تحركت المجموعات المسلحة، من قلب العاصمة، لكن الصدمة لم تكن كافية لخلخلة أسس النظام، كما قال مسؤول فرنسي، و «منذ ذلك الحين تخلى الأميركيون عن أي محاولة جدية لإسقاط النظام. وأبلغوا الجميع أنهم قاموا بما عليهم، وان لا سبيل فعلاً للقيام بأي محاولة أخرى».
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-03-14 على الصفحة رقم 0 – الصفحة الأولى

Bas du formulaire

Tuesday, March 10, 2015

En toute hypocrisie: La France a envoyé un émissaire en Syrie

© Fournis par RFI FR REUTERS/SANA/Handout via Reuters

  Selon les révélations du quotidien Le Figaro dans son édition datée de ce mardi 10 mars, un émissaire français a été envoyé ces derniers jours à Damas, et a rencontré le général Ali Mamlouk, le tout puissant patron des services de sécurités de Bachar el-Assad. A en croire le quotidien, l'homme avait prévenu les services de contre-espionnage français et la sûreté nationale (DGSE et DGSI) avant de partir, et leur a remis des informations à son retour à Paris.
L'homme dont parle Le Figaro s'appelle Patrick Barraquand. Selon les informations du journal, il s'est rendu à Damas, il y a deux semaines, en marge de la tumultueuse visite de quatre parlementaires français dans la capitale syrienne.
Patrick Barraquand serait contrôleur général à Bercy et ancien officier de réserve. Selon l'un de ses proches, cité par Le Figaro, il aurait rencontré le général Syrien Ali Mamlouk durant une heure. Au coeur des discussions, l'identification de jihadistes français faits prisonniers en Syrie, mais aussi la situation tactique sur le terrain.
Si officiellement, Paris affirme qu'il n'est pas question de discuter avec le régime de Bachar el-Assad, depuis des mois les spécialistes du renseignement français laissent entendre qu'il faudra bien un jour ou l'autre reprendre le contact en Syrie.
« Fermer l'ambassade à Damas n'était pas forcément une bonne idée », confiait récemment une source militaire à RFI. « Maintenant, à chaque fois qu'on veut avoir un renseignement, il faut qu'on envoie un agent des services (...) les choses étaient bien plus simples auparavant », avant de poursuivre : « si un jour on va bombarder en Syrie, il faudra bien se coordonner avec l'armée syrienne ».
L'ambassade de France a Damas a été fermée en 2012 pour protester contre la sanglante répression du régime. Fin août 2013, Paris était prêt à bombarder les positions du régime de Damas pour « punir le président syrien » disait alors Français Hollande, après l'utilisation d'armes chimiques contre les populations civiles syriennes. Aujourd'hui, face à l'organisation Etat islamique, la France tenterait donc de rétablir le contact.

Saturday, March 07, 2015

Assabah:Les Syriens en Tunisie et les Tunisiens en Syrie




تحقيقات «الصباح» مقيمون..لاجئون..متسللون ومتسولون: مأساة سورية على التراب التونسي
السبت 7 مارس 2015

مواليد دون هوية..300 مقيم بجوازات سفر منتهية وأطفال في قبضة عصابات التسول ◄ 20 سوريا دفنوا في مقبرة جماعية ببن قردان وبقيت هوياتهم مجهولة

أكثر من 5000 سوري..والدولة التونسية لا تملك الإحصائيات الرسمية !
* ألف دولار عمولة ختم جواز السفر في دمشق
* الغجر السوريون يتسللون من الجزائر للتسول في تونس !!
* 7 آلاف دولار تكلفة الهروب من دمشق إلى تون
مقيمون في تونس منذ سنوات وعقود..لاجئون هربوا من جحيم الحرب ومن القتل والتنكيل والذبح والموت المجاني الذي يتربّص بهم في كل مدينة وفي كل شبر من تراب وطنهم الأم..
متسللون عبر الحدود الليبية أو الجزائرية.. بعضهم هارب من ميليشيات “الرايات السوداء” ومن عصابات المتاجرة بالدم والأرواح والأسلحة في ليبيا، تكبّدوا الأهوال ليبلغوا الأراضي التونسية التي دخلها البعض خلسة في حين انقطعت السبل بـالآخرين وعلقوا على الحدود دون أن يعلم أحد علم اليقين ماذا حلّ بهم وبعائلاتهم وأطفالهم..
من حدودنا الغربية تسلل إلينا المئات من السوريين،عبروا الحدود خلسة وبمساعدة المهربين الذين دفعوا لهم عمولات سخية ليلتحق بعضهم في رحلة الى شمال المتوسّط عبر قوارب موت قد تغرق على بعد أميال قليلة من شواطئنا ويلفظ البحر جثثا مجهولة تدفن في مقبرة جماعية دون شواهد في بن قردان !
عبر حدودنا يتسلل أيضا الغجر السوريون، دخلوا متسللين وانتهوا متسولين أمام المساجد وفي الأسواق والفضاءات العامة في ظاهرة بدت مثيرة للتساؤل.
هذه بعض ملامح لسوريين يعدوّن بالآلاف تختلف صيغ إقامتهم على التراب التونسي بين مقيم وشبه مقيم لانتهاء شهادة الإقامة ولاجئ من ويلات الحرب الدائرة في سوريا ومتسلّل من دول الجوار بحثا عن فرصة “للحرقان” أو بحث عن فرص للكسب غير المشروع..
وتستمرّ السلطات التونسية في تجاهل وجود أكثر من 5000 سوري – إحصائيات غير رسمية- على أرضها لا تملك حولهم إحصائيات ولا معطيات عما يفعلون على أرضها؟أو كيف يعيشون؟ في حين تبدو جهود المفوضية العليا للاجئين محتشمة في معالجة الملف مع عدم مبالاة محيرة من الحقوقيين والمجتمع المدني.
الصباح” بحثت في تفاصيل ملف السوريين في تونس؟ من هم ؟ كيف يعيشون؟ ما حقيقة استغلالهم وأطفالهم من مافيا التسوّل وشبكات التهريب؟ ولماذا لا توجد إحصائيات رسمية حولهم؟علاقتهم بالسلط الرسمية التونسية؟ كيف يتعامل الأمن معهم وثلثهم انتهت إقامتهم قانونيا؟ ما حقيقة المقبرة الجماعية التي تضم بعضهم ببن قردان؟ ثم كيف يتعامل معهم التونسيون؟  
مواليد دون هوية
بمرارة كبيرة تحدّث إلينا علاء،شاب سوري في مقتبل العمر الصدفة وحدها دفعته للقدوم إلى تونس منذ تسع سنوات،دخل تونس كمهندس متخصّص في الأجهزة الطبية واشتغل لفترة في مصحة خاصّة بجهة المنار ولكن ظروفا معينة دفعته لتغيير نشاطه المهني فأصبح تاجر أقمشة،علاء الذي اعتبر أن “غلق السفارة السورية انتقام من المغتربين السوريين بتونس وليس انتقاما من النظام”..
اليوم يعيش علاء مأساة حقيقية فمنذ سنة ونصف انتهت صلوحية جواز سفره وانتهت بالتالي مدة إقامته على التراب التونسي هو مقيد في حركته لا يستطيع التنقّل حتى داخل التراب التونسي لتصريف أعمال تجارته التي كسدت بفعل هذا التضييق وأعماله تضرّرت ووضعه الاجتماعي تدهور،كما أنه حرم من السفر ومن زيارة عائلته بسوريا..
منذ أكثر من ثلاثة أشهر أرسل جواز سفره إلى السفارة السورية بالجزائر مع كاتب عام جمعية الجالية السورية بتونس قصد تجديده وتسوية وضعية إقامته على التراب التونسي لكن تمضي الأسابيع والأشهر وهو ينتظر ختم جواز سفره المحكوم بإجراءات معقّدة ..ويبقى علاء متمسّكا بأمل أن تبادر السلطات السياسية الجديدة في تونس إلى إعادة العلاقات الديبلوماسية مع النظام السوري لانتشال مئات السوريين من مأساة تستفحل يوما بعد يوم.
علاء حدّثنا أيضا عن صديقه السوري وزوجته اللذان رزقا بطفل منذ أكثر من سنتين وستة أشهر ولكنهما لم يستطيعا تسجيله في أي وثيقة،ولا يستطيعان استخراج مضمون ولادة تونسي للطفل لأن أمه لا تحمل الجنسية التونسية..رضيع  مجهول الهوية لا يحمل اسما ولا لقبا،ذلك هو ابن صديقه..مثله مثل عشرات الأطفال السوريين المولودين على التراب التونسي.. دون هوية ودون ملامح !
وجود غير شرعي
يقوم د. شوقي راجح كاتب عام جمعية الجالية السورية بتونس بمجهودات مضنية لمساعدة الجالية بتونس وحتى اللاجئين الذين هربوا من جحيم الحرب ولكن السبل انقطعت بهم..راجح الذي يعيش في تونس منذ أكثر من 18 سنة وهو متزوّج بتونسية.
التقيناه في حديث مطوّل عن أوضاع السوريين على التراب التونسي،وقد كشف لنا خفايا وحقائق صادمة حول مأساة تستفحل يوما بعد يوم.
وقد أفادنا أن الجالية السورية قبل 2011 وقبل قطع العلاقات الديبلوماسية كان عددها يقدّر بحوالي1000 شخص على أقصى تقدير من بينهم الطلبة ورجال الأعمال وموظفين في هيئات دولية كالجامعة العربية وعائلات مستقرة منذ سنوات.
بعد قطع العلاقات الديبلوماسية في فيفري 2012 مع سوريا وغلق السفارة،يقول راجح أن “الجالية أصبحت لها أزمة وجود”..ويضيف “ لا يمكن أن نقول “وجود غير شرعي” لكن أقول أن هناك مشاكل في تجديد الاقامات وتجديد جوازات السفر والإجراءات المدنية الأخرى كتسجيل الولادات والوفيات.”
وفي إجابة عن سؤال ما إذا كان هناك مواليد غير مسجلين إلى اليوم بعد ثلاث سنوات من قطع العلاقات الديبلوماسية،أجابنا شوقي راجح بقوله “ اجل.. وهناك أيضا أطفال مسجلين بمضمون ولادة تونسي باعتبارهم ولدوا في تونس،لكن المفروض أن يسجّل هؤلاء بشكل نظامي في السفارة السورية
ويبلغ عدد أفراد الجالية الذين لا يملكون اليوم وثائق إقامة على التراب التونسي حوالي 300 سوري مقيم، مفسّرا ذلك بقوله “المنطق يفترض وأنه بعد ما يناهز الثلاث سنوات من قطع العلاقات الديبلوماسية بين تونس ودمشق، يكون ثلث الجالية إما انتهت صلوحية جوازات سفرهم أو شهادة الإقامة
ويرى راجح أن هذا العدد سيزداد مع الزمن ومع زيادة كل يوم في قطع العلاقات الديبلوماسية وغياب سفارة سورية على الأراضي التونسية.
غرامة الـ80 دينارا
وبالنسبة لحقيقة الغرامة التي يدفعها السوريون ممن انتهت إقامتهم للسلطات التونسية لتفادي المضايقات الأمنية،يقول د.شوقي راجح “حتى الآن ليس هناك غرامات تدفع ولكن وفق القانون التونسي فان الشخص الموجود على الأراضي التونسية بـ”فيزا” نظامية أو له إقامة وفي حال انتهاء صلوحية الفيزا أو الإقامة،يكون مجبرا على دفع غرامة شهرية تقدّر بـ80 دينارا عند اعتزامه مغادرة تونس،وباحتساب هذه الغرامة والمدة الزمنية التي أمضاها البعض دون وثيقة إقامة والتي تناهز كما قلنا الثلاث سنوات فان المبالغ المتخلّدة بالذمة لهؤلاء تصبح هامة وضخمة..”
كاتب عام جمعية الجالية السورية بتونس يؤكّد انه وفي أغلب الأحيان تتفهّم السلطات الأمنية التونسية الوضع الدقيق للسوريين المقيمين على التراب التونسي .
ولكن محدّثنا يؤكّد “أن المضايقات تتأتّى أساسا من تحديد حركتهم فالسوريون المقيمون بتونس في حاجة إلى التنقّل لقضاء شؤونهم ومصالحهم ..خاصّة وانهم يشتغلون بالتجارة أو هم رجال اعمال لذلك انهارت وتوقفت أعمالهم.”
الحل ّ يكمن بالنسبة لمحدّثنا في إعادة العلاقات مع سوريا وإعادة التمثيل الديبلوماسي ..ويهيب د. شوقي راجح بالسلطات التونسية،بقوله “ نحن نتمنى اهتماما اكبر من السلطات التونسية بالنسبة لتجديد الاقامة وخاصّة التسريع بتجديد هذه الاقامات.. وكذلك لا بدّ أن تعمل السلطات التونسية على ضبط إحصائيات السوريين الذين دخلوا تونس بطريقة غير شرعية لأنه ليس من المعقول أن لا توجد احصائيات رسمية دقيقة حول عدد السوريين على التراب التونسي.”
عمولة الألف دولار
منذ تأسيسها تسعى جمعية الجالية السورية بتونس لمساعدة أفراد الجالية على تجديد جوازات سفرهم من خلال تكبّد عناء السفر الى الجزائر والاتصال بالسفارة السورية هناك،وتكليفها بمتابعة الملف وقد أفادنا شوقي راجح أنه تم الى اليوم تجديد 6 جوازات سفر وان سفارة سوريا بالجزائر تبذل قصارى جهدها للمساعدة في حل الإشكال العالق.
بعد تداول معلومات تفيد أن بعض أفراد الجالية اضطروا لإرسال جوازات سفرهم خلسة الى سوريا ومن خلال دفع عمولات هامة تناهز الألف دولار لتجديد جوازات سفرهم في دمشق، توجهنا بالسؤال لمحدّثنا الذي لم ينف الأمر ولكنه كشف لنا عن حيثيات أخرى اذ يقول “بالنسبة للمقيمين هناك من يستعين ببعض المعارف أو الأصدقاء ممن يزورون سوريا لتجديد الجواز ولكنهم لا يدفعون هذا المبلغ المالي الضخم في المقابل.”
ويضيف ولكن بالنسبة للأفراد الذين دخلوا تونس بشكل غير شرعي هم يسعون لإيجاد طرق لتامين وصول جوازاتهم إلى سوريا حتى يتم تجديدها من قبل العائلة لأن هذا ممكن في سوريا..وبالتالي من الممكن أن يلتجئ هؤلاء لهذه الطرق الملتوية بدفع هذه العمولات والمبالغ الكبيرة.”
متسللون تحوّلوا إلى متسولين !
يوم الجمعة وأمام عشرات المساجد ، يقف عشرات المتسولين يستجدون المصلين والمارة للحصول على بعض المال،تختلف أساليبهم في استدرار العطف والتعاطف ،لكن ومنذ أشهر بدأنا نكتشف نوعا جديدا من المتسولين،سيدات منقبات أو محجبات يتحدّثن بلهجة سورية فيها توسّل واستعطاف للمصلين والمارة ليساعدهن على مجابهة أعباء الحياة في وطن ليس وطنهم ،أغلب الناس يتعاطفون معهن وهم يرون أطفالا برفقتهن،ثيابهم رثة وكل مظاهر البؤس بادية على ملامحهم..
وهؤلاء هم العينة المثيرة للجدل بالنسبة للسوريين الموجدين على التراب التونسي...لكن أغرب ما اكتشفناه هو لجوء بعض المتسولين التونسيين من النساء خاصّة الى التسوّل باستعمال اللهجة السورية،استغلالا للأزمة السياسية السورية التي أصبحت تدرّ أموالا أمام المساجد !
فإلى جانب الـ1000 سوري المقيمين على التراب التونسي وهم يشكّلون النواة الصلبة للجالية السورية، هناك أيضا وجود سوري جديد على التراب التونسي يتمثّل بالأساس في اللاجئين والمتسللين الى تونس ما بعد الأزمة السورية .
كاتب عام جمعية الجالية السورية بتونس يقول عنهم “حسب معطيات خاصّة وتقارير حقوقية لبعض الجمعيات وكذلك حسب تقارير إعلامية فان هناك ما بين 4000 و5000 دخلوا تونس خلسة من الحدود الليبية – التونسية وخاصّة  من الحدود الجزائرية –التونسية لأن السوريين يدخلون الجزائر دون تأشيرة ،وهؤلاء دخلوا للتراب التونسي بمساعدة بعض المهربين والشبكات التي تحترف الأعمال المشبوهة .”
..إنهم الغجر
محدّثنا أشار أيضا الى أن المتسللين من الجزائر الى التراب التونسي،يستعينون بشبكات المهربين للعبور خلسة ويدفع بعضهم ما بين 300 و400 دينار لقاء عملية التسلّل هذه، كما أشار محدّثنا أيضا الى أن تكاليف السفر من سوريا إلى الجزائر تبلغ أحيانا الـ4 آلاف دولار فما أكثر.
وعن ظاهرة تسوّل السوريين،يقول د.شوقي راجح كاتب عام جمعية الجالية السورية بتونس “طبعا هذه الصورة مسيئة جدّا لصورة السوري في تونس سواء كان لاجئا أو مقيما بالبلاد،وفي قراءتي الخاصّة أن الانسان الذي يستطيع الوصول الى الجزائر ومن ثمة التسلّل الى تونس يتوجّب عليه ان يكون بحوزته مال لا يقل عن 6 أو 7 ألاف دولار،ولا أظن أن مثل هؤلاء دفعتهم الحاجة والفاقة للتسوّل،بل كل ما في الأمر أن هؤلاء يمتهنون ويتمعشون منذ البداية من التسوّل الذي يتخذونه مهنة تدرّ أرباحا أيضا..هذه المهنة التي يحترفها غجر سوريا والذين تسللوا اليوم إلى تونس”.
كما نفى راجح أن تكون هناك ظروف اجتماعية قاهرة تدفع للتسوّل ،معلّلا موقفه بقوله “لا أعتقد أن هناك من اضطرته الظروف الاجتماعية للتسوّل ،فعدد السوريين المسجلين بمفوضية اللاجئين لا يتجاوز 600 سوري وفي ديسمبر 2014 حاولت المفوضية توزيع مساعدات اجتماعية ومادية على الـ600 سوري مسجّل لديها ،لكنها لم تجد الاّ 400 شخص .”
محدّثنا لم ينف أيضا ما يتداول عن استغلال أطفال سوريين من طرف مافيا التسوّل المنتشرة في كامل تراب الجمهورية قائلا “طالما دخل هذا العدد من الأشخاص وبطرق غير شرعية ،وساعدهم في ذلك مهربون ،فانه يمكن لهذه العصابات أن تستغلهم بعد ذلك في اعمال غير مشروعة كالتسوّل ..لتبقى هذه الظاهرة هي ظاهرة مؤلمة ومهينة.”
قبور دون شواهد
المتسللون الى تونس من الجزائر بينهم من يرغب في الاستقرار وبينهم من يرغب في العبور بالإبحار خلسة الى سواحل المتوسّط الشمالية،عبر “الحرقان”، د.شوقي راجح أفادنا أن هذه العملية تمت أكثر من مرة وهناك من نجح في الوصول الى شمال المتوسّط ولكن هناك أيضا من غرق.
مؤكّدا على أن “ هناك تقريبا 20 شخصا دفنوا في مقبرة ربما تكون جماعية –لا املك معلومة دقيقة-بجهة بن قردان بعد أن غرقوا في البحر .”
وكما علمنا أن هوية هؤلاء بقيت مجهولة لأن أي جهة رسمية لم تبادر بإجراء التحاليل الجينية اللازمة.
ورغم كل هذه التفاصيل المؤلمة لحياة السوريين بتونس، يبقى د.شوقي راجح متفائلا بانفراج الأزمة السورية وبإعادة العلاقات الديبلوماسية مع الدولة السورية التي يرى أنها كانت ضحية مؤامرة دولية وما وجود الـ80 جنسية تقاتل في سوريا وما تقاطر كل ارهابيي العالم على دمشق الاّ دليل على حجم المؤامرة.
تفاصيل وخفايا اكتشفنا بعضها وما زال أغلبها مجهولا،تفاصيل تلخّص مأساة ما بين 5000 و6000 سوري،يعيشون على أرضنا وفي وطننا لكن نحن لا نعرف عنهم شيئا،الدولة والسلطات الرسمية تتجاهل وجودهم ولا تجهد نفسها حتى في القيام بإحصائيات رسمية حولهم،والمجتمع يشفق عليهم لكن دون أن تكون هناك مبادرات جادة لإنقاذهم من أوضاعهم الصعبة وفي انتظار تسوية وضعيتهم القانونية والاجتماعية تستمر مأساة التفاصيل اليومية لـ”شعب” المغتربين السوريين.” 
* رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية أحمد المناعي لـ«الصباح»: مدمنو القتل يحزمون حقائب العودة إلى تونس
◄ «حبوب هلوسة» تصنع في تركيا وتضخ للإرهابيين في سوريا
شارك د. أحمد المناعي رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية في لجنة التحقيق العربية التي أرسلتها الجامعة العربية في بداية الأزمة السورية للوقوف على حقيقة ما يجري من أحداث..
ومن خلال معاينته للأوضاع الميدانية اعتبر المناعي منذ البداية أن هناك عدة أطراف دولية متورّطة في عملية إسقاط النظام وإغراق سوريا في فوضى السلاح والدم والإرهاب.
اليوم يتحدّث إلينا المناعي عن معاناة الجالية التونسية بسوريا بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري،هذه الجالية التي يقول أن عددها يتراوح بين 5000 و6000 تونسي حسب المعطيات التي يملكها بعضهم مستقر في دمشق منذ أكثر من قرن،ويقول عنهم «في خطوة خرقاء قامت السلطات التونسية بقطع العلاقات الدبلوماسية دون أن تترك حتى مكتبا قنصليا يتولّى تصريف شؤون الجالية الإدارية والمدنية وهو وضع عاد بالوبال على هذه الجالية التي حرمت حتى من إتمام بعض الإجراءات المدنية البسيطة.. ورغم فتح مكتب إداري بسوريا في نوفمبر الماضي لتصريف الشؤون العالقة إلا أن الوضع لم يتحسّن كثيرا
وبالنسبة للصنف الثاني من الوجود التونسي على الأراضي السورية وهم المقاتلون التونسيون في سوريا يقول المناعي «حسب ما املك من معطيات فان هؤلاء عاد منهم ما بين 500 و600 شخص، بعضهم عاد متسللا ولا نعلم عنه شيئا..والبقية سيعودون بعد دحرهم من قوات النظام السوري..سيعودون بعد أن أدمنوا القتل والتنكيل بالبشر.. قتل أدمنوه تحت تأثير حبوب الهلوسة ودواء (...) الذي يصنّع بكميات ضخمة في تركيا ويضخّ بنفس الضخامة في سوريا.. ليكون أفيون الإرهابيين».

* جمعية الجالية السورية بتونس 
جمعية تأسست في جوان 2014 وبدأت نشاطها الفعلي في سبتمبر 2014 بغاية التواصل مع أفراد الجالية السورية والاطلاع على مشاغلهم وشواغلهم ومساعدتهم على حلّ ما يعترضهم من مشاكل وصعوبات وذلك بالتعاون مع الجهات الرسمية في سوريا أو في تونس على أمل عودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وتونس .

تحقيق: منية العرفاوي