وما يثير الاشمئزاز حقّا من سلوك بعض العائدين
وما يثير الاشمئزاز حقّا من سلوك بعض العائدين، ما يصدر عنهم من تصريحات طافحة بعبارات التزلّف والتملّق للامراطور "بن علي" لحدّ وصفهم العودة إلى الوطن – مع أنّها حقّ طبيعي لا فضل لأحد عليهم فيه - (مِنّةً)! أو (مكرُمَةً)!! من الامبراطور "بن علي" يستحقّ عليها الثناء والامتنان! كما تشهد بذلك تصريحات كثير من العائدين، واعتبارا لضيق المقام، نكتفي هنا بذكر تصريحات ثلاثة منهم:
2 - الدكتور "أحمد المنّاعي": حيث يقول "عدت إلى تونس وأهلي وأحبابي يوم 9 أكتوبر 2008 وقطعت بذلك مع منفى اختياري ابتدأ يوم 18 ماي 1991 ودام أكثر من سبعة عشر سنة، وبعودتي فتحت الباب لرجوع زوجتي وأبنائي وبناتي وأحفادي إلى وطن وأهل وأحبّاء، حرموا منهم طيلة ستّة عشرة سنة. وما كانت العودة لتتّم وفي الظّروف الجيّدة التي امتازت بها، في ظلّ اعتراض بعض الأطراف النّافذة عليها، لولا قرار رئيس الجمهورية بتيسيرها وذلك بإعطائه الإذن للسّلطات القنصلية بتمكيني وزوجتي وكامل أفراد عائلتي من جوازات سفر وطمأنتي على سلامتي في تونس. وقد تولّى سعادة سفير تونس في باريس إبلاغي ذلك القرار يوم دعاني لمقابلته في السّفارة التّونسيّة، ومنذ ذلك الوقت بدأت إجراءات العودة التي ستكون نهائية بالنسبة لي ولزوجتي على الأقل، خلال الأشهر المقبلة. ولقد شكرت سعادة السّفير ورجوته إبلاغ شكري الجزيل لسيادة الرئيس على تمكيني من حقي المشروع في أن أعيش في بلدي وبين أهلي، آمنا مطمئنّا، وأجدّد له شكري علنا "[22].
----------------------------------------------------------------------------------------
السيد محمد الهادي الزمزمي
ها أنك ذكرتني بوجودك و قد نسيتك في ذات اليوم الذي عرفتك فيه. ان نسيته فها أنا أذكرك به ,
تذكر يوم دعاني السيد الطرابلسي الى ندوة فكرية سياسية عن تونس في شهر مارس 1996 في مدينة ألمانية , ( كل التفاصيل مدونة في صفحات ليست بين يدي الان ).
كنت المتدخل الثاني , و ما ان بدأت الحديث و جاء ذكر بن علي في الجملة الثالثة أو الرابعة التي نطقت بها , حتى وقف رجل في أقصى الصف الثاني علي يسار المنصة و صاح "انه كافر و الله كافر" و كان يقصد بن علي !
توقفت في الحين عن الحديث و طلبت من الرجل أن يعتذر و يسحب كلامه و الا انسحبت ف يالحين ,مضيفا أن الخلاف سياسي لا علاقة له بالدين .
و اندهش الرجل و ربما كان ينتظر مني التأييد , و لكني أعدت عليه :اما يسحب كلامه و يعتذر أو أنسحب ... فأدار وجهه الى يساره بحثا عن مغيث و كذلك فعل كل الحضور.
على اليسار كان هناك شخص يلبس جبة خضراء و على رأسه طرطور أخضر أيضا, و لكن صاحب الطرطور غرس رأسه بين رجليه و كذلك فعل الرجل الذي على يساره. فهمت حينها أن التكفيري نظر الى هذا الثنائي أو أحدهما مستنجدا , و فهمت حينها ان في كليهما أو أحدهما , يكمن "مرجع التقليد" . لكن المرجع سكت, و سكت أيضا رئيس الجلسة و السيد الطرابلسي الذي دعاني , و خيم الصمت ثوان أو دقائق و عندما جمعت أوراقي للانصراف تكلم السيد رضا ادريس الذي جاء من باريس للمناسبة , و قال كلمات دبلوماسية أنقذ بها الموقف . فاعتذر التكفير عما قال و جلس في مكانه متنفسا الصعداء. و لعله انتهى الى ما انتهيت اليه من ان الشيخ الذي استنجد به و لعله هو الذي علمه التكفير لا يوثق به في المواقف الحرجة .
عندما استأنفت الحديث لاكمل بسرعة ما بدأت فيه , اشتغلت معاول الحفر في أعماق ذاكرتي , وانتهيت الى أن صورة صاحب الطرطور ليست بالغريبة عني , و فجأة اكتشفت أني رأيته مرة عند الأستاذ عبد الفتاح مورو, قبل ذلك بسنوات عديدة و هو ما ذكرتك به عندما جئتك بعد انتهاء المحاضرة , و أذكر أنك كدت تطير فرحا أن عرفك غريب في سابق زمانك .
يومها قررت ألا اصلي مع التكفيرين و الساكتين عن التكفير و ما ان تيسر نقلي الى محطة الارتال حتى ذهبت لا الوي على شيئ و في حلقي غصة أن أضعت وقتي معكم.
ألف مبروك يا سيد زمزمي أن تحولت من ساكت عن التكفير الى شيخ التكفيريين و تغلبت على ترددك فأصبحت تجهر بالتكفير و لكن دائما في دائرة "الاسلام الوسطي المعتدل"! ألأيس كذلك!
و أتخلص الى تصريحي الطافح بعبارات التزلف و التملق الذي أثار اشمئزازك حقا و أستمر في إثارته حتى هذا اليوم أي بعد حوالي
وما يثير الاشمئزاز حقّا من سلوك بعض العائدين، ما يصدر عنهم من تصريحات طافحة بعبارات التزلّف والتملّق للامراطور "بن علي" لحدّ وصفهم العودة إلى الوطن – مع أنّها حقّ طبيعي لا فضل لأحد عليهم فيه - (مِنّةً)! أو (مكرُمَةً)!! من الامبراطور "بن علي" يستحقّ عليها الثناء والامتنان! كما تشهد بذلك تصريحات كثير من العائدين، واعتبارا لضيق المقام، نكتفي هنا بذكر تصريحات ثلاثة منهم:
2 - الدكتور "أحمد المنّاعي": حيث يقول "عدت إلى تونس وأهلي وأحبابي يوم 9 أكتوبر 2008 وقطعت بذلك مع منفى اختياري ابتدأ يوم 18 ماي 1991 ودام أكثر من سبعة عشر سنة، وبعودتي فتحت الباب لرجوع زوجتي وأبنائي وبناتي وأحفادي إلى وطن وأهل وأحبّاء، حرموا منهم طيلة ستّة عشرة سنة. وما كانت العودة لتتّم وفي الظّروف الجيّدة التي امتازت بها، في ظلّ اعتراض بعض الأطراف النّافذة عليها، لولا قرار رئيس الجمهورية بتيسيرها وذلك بإعطائه الإذن للسّلطات القنصلية بتمكيني وزوجتي وكامل أفراد عائلتي من جوازات سفر وطمأنتي على سلامتي في تونس. وقد تولّى سعادة سفير تونس في باريس إبلاغي ذلك القرار يوم دعاني لمقابلته في السّفارة التّونسيّة، ومنذ ذلك الوقت بدأت إجراءات العودة التي ستكون نهائية بالنسبة لي ولزوجتي على الأقل، خلال الأشهر المقبلة. ولقد شكرت سعادة السّفير ورجوته إبلاغ شكري الجزيل لسيادة الرئيس على تمكيني من حقي المشروع في أن أعيش في بلدي وبين أهلي، آمنا مطمئنّا، وأجدّد له شكري علنا "[22].
----------------------------------------------------------------------------------------
السيد محمد الهادي الزمزمي
ها أنك ذكرتني بوجودك و قد نسيتك في ذات اليوم الذي عرفتك فيه. ان نسيته فها أنا أذكرك به ,
تذكر يوم دعاني السيد الطرابلسي الى ندوة فكرية سياسية عن تونس في شهر مارس 1996 في مدينة ألمانية , ( كل التفاصيل مدونة في صفحات ليست بين يدي الان ).
كنت المتدخل الثاني , و ما ان بدأت الحديث و جاء ذكر بن علي في الجملة الثالثة أو الرابعة التي نطقت بها , حتى وقف رجل في أقصى الصف الثاني علي يسار المنصة و صاح "انه كافر و الله كافر" و كان يقصد بن علي !
توقفت في الحين عن الحديث و طلبت من الرجل أن يعتذر و يسحب كلامه و الا انسحبت ف يالحين ,مضيفا أن الخلاف سياسي لا علاقة له بالدين .
و اندهش الرجل و ربما كان ينتظر مني التأييد , و لكني أعدت عليه :اما يسحب كلامه و يعتذر أو أنسحب ... فأدار وجهه الى يساره بحثا عن مغيث و كذلك فعل كل الحضور.
على اليسار كان هناك شخص يلبس جبة خضراء و على رأسه طرطور أخضر أيضا, و لكن صاحب الطرطور غرس رأسه بين رجليه و كذلك فعل الرجل الذي على يساره. فهمت حينها أن التكفيري نظر الى هذا الثنائي أو أحدهما مستنجدا , و فهمت حينها ان في كليهما أو أحدهما , يكمن "مرجع التقليد" . لكن المرجع سكت, و سكت أيضا رئيس الجلسة و السيد الطرابلسي الذي دعاني , و خيم الصمت ثوان أو دقائق و عندما جمعت أوراقي للانصراف تكلم السيد رضا ادريس الذي جاء من باريس للمناسبة , و قال كلمات دبلوماسية أنقذ بها الموقف . فاعتذر التكفير عما قال و جلس في مكانه متنفسا الصعداء. و لعله انتهى الى ما انتهيت اليه من ان الشيخ الذي استنجد به و لعله هو الذي علمه التكفير لا يوثق به في المواقف الحرجة .
عندما استأنفت الحديث لاكمل بسرعة ما بدأت فيه , اشتغلت معاول الحفر في أعماق ذاكرتي , وانتهيت الى أن صورة صاحب الطرطور ليست بالغريبة عني , و فجأة اكتشفت أني رأيته مرة عند الأستاذ عبد الفتاح مورو, قبل ذلك بسنوات عديدة و هو ما ذكرتك به عندما جئتك بعد انتهاء المحاضرة , و أذكر أنك كدت تطير فرحا أن عرفك غريب في سابق زمانك .
يومها قررت ألا اصلي مع التكفيرين و الساكتين عن التكفير و ما ان تيسر نقلي الى محطة الارتال حتى ذهبت لا الوي على شيئ و في حلقي غصة أن أضعت وقتي معكم.
ألف مبروك يا سيد زمزمي أن تحولت من ساكت عن التكفير الى شيخ التكفيريين و تغلبت على ترددك فأصبحت تجهر بالتكفير و لكن دائما في دائرة "الاسلام الوسطي المعتدل"! ألأيس كذلك!
و أتخلص الى تصريحي الطافح بعبارات التزلف و التملق الذي أثار اشمئزازك حقا و أستمر في إثارته حتى هذا اليوم أي بعد حوالي
سنة من ادلاءي بة.
أخشى أن تكون قد قرأت النص بعين واحدة او باثنتين غشاهما الحقد و في كلا الحالتين بدون أمانة . لو كنت أمينا, حريصا على افادة قرائك و تجنب مغالطتهم لاستشهدت بكامل الفقرة التي وردت في الشكر و لو واصلت لوجدت التالي " و أخيرا شكري و عرفاني لكل الأصدقاء من كل جنس و دين الذين تعاطفوا و ساندوا و تضامنوا مع نضالات التونسيين من أجل الحرية و الديمقراطية و أعدهم أني لن أنساهم كما أجدد شكري للسلطات الفرنسية على ما حبتني به انا و افراد عائلتي من حسن استقبال و رعاية خلال هذه السنوات الطويلة " وتغاضيت عن تقصيرها في حمايتي كما يفرضه الواجب اعتبارا أن ذلك من الماضي.
ألا يثيرك أن شكرت أصدقائي من كل دين و اكثرهم بلا دين ووعدتهم بالعرفان الدائم و بألا أنساهم, وهو اكثر مما شكرت به رئيس الجمهورية . ألا يثير اشمئزازك تملقي و تزلفي للسلطات الفرنسية أن شكرتها و جددت لها الشكر؟
ألا تستحضر نصا شرعيا يخرجني به من الملة و قد واليت الكفار؟
و اذا كان مجرد الشكر لرئيس الجمهورية هو تزلفا وتملقا عندك, فما رأيك في الذي قال لشيخه
" راشد", في حضرة جمع من المريدين أنت يا شيخ جزء من عقيدتي , و سكت الشيخ عنه و كاد الجميع يقر بهذا التجديد في عقيدة المسلمين لولا أن انبرى السيد محمد النوري و نهر الولهان المتيم في عشق شيخه و قال له" قم يا فلان تتطهر و تجدد إيمانك"!
الشكر يا سيد زمزمي هو الشكر وهو الفيصل بين الانسان المؤدب و عديم الأدب . و لا أحسبك ترفض أن تقول "دنكشون " للمرأة العاملة في مخبزة حيك عندما تناولك الخبزة و تقدم لها ثمنها. ان لم تفعل فأمرك محير حقا لانك تنفر الالمان من الاسلام و تبرر كثيرا من تحفظاتهم على المسلمين.
شخصيا تربت على شكر الناس على أبسط الخدمات التي يقدمونها لي و أشكرهم أيضا على الواجب الذي يؤدونه لي بحكم موقعهم . و هكذا أشكر القهواجي عندما يأتيني بقهوتي و كثيرا ما أحسن اليه و هكذا شكرت سعادة السفير و رجوته إبلاغ شكري الجزيل لسيادة الرئيس و قبلهما شكرت موظف السفارة الذي أبلغني الموعد مع السفير و شكرت بعدهم كل موظف خدم لي وثيقة أو بطاقة تعريفي أو جوازي. وها أنا أشكرك على تمكيني من فرصة وضعك في مكانك.
هكذا يتصرف الانسان المؤدب من كل جنس و دين و بلا دين في كل العصور و الأمصار. على أني عرفت فيما عرفت , طائفة لا يعرف أكثر أفرادها الشكر و لا يقولون بالعرفان لأي كان من البشر لكونهم يعتبرون انفسهم " الفرقة الناجية".
الان و بعد أن طاوعتك فيما استدرجتني اليه من خوض في السفا سف و الجدل في التفاهات (وأعتبر أن الوقت الذي خصصته لكتابة هذا النص خسارة من عمري ) نرجع الى القضية الأصلية التي فتحت لي باب العودة و الأمر الذي استوجب مني شكر الرئيس و المتمثل فيما صرحت به على قناة الجيرة مباشر من أن حركتك قد سعت لمحاولتين انقلابيتين ... الخ.
ألا تعتقد أن تصريحي هذا هو الذي كان أوجب لاثارة اشمئزازك و دفعك لتكذيبه و دحضه و تسفيه صاحبه, بمثل ما فعله "حميد صاحب الصاروخ العجيب" الذي أقر… في النهاية بأنها حقيقة سترها الله و "ما كان لاخينا محمد أن يكشفها".
و أفيدك بشأن هذا التصريح, أن أول من اتصل بي من الغد هو السيد راشد الغنوشي ليقول لي بأنه تابع حديثي و أن بعض فقراته قد آلمته, فقلت له أنها الشهادة فكيف تقبل أن أدلي بشهادتي عن القمع و التعذيب بداية من شهر ماي 1991 و أتستر الى ما لا نهاية عن المخطط الذي أدى لكل ذلك. فرد حانقا: و ما العمل مع دكتاتورية بورقيبة و بن علي؟
كنت في الشارع في مفترق الطرق وغطى الضجيج على المكالمة و انقطع الخط و لم يسمع جوابي. قلت لو نجحت يا سيد راشد في مخططك لعرف التونسيون الدكتاتورية بحق و حقيقة !
لو تم ذلك يا سيد زمزمي لتوليت أنت رئاسة محكمة الثورة الاسلامية و لحكمت كما حكم اية الله خلخالي في ايران : الاعدام الفوري لكل المتهمين و الله يصفي فيما بعد, ولبدأت بتصفية الذين سبقوكم في خدمة الإسلام لأنهم شهود إدانة على تحويلكم دين الله إلى دبابة للاستحواذ على الحكم, و ربما ألحقتم بهم بعض الدستوريين من الذين أفتيتم بشركهم ولن تمسوا بأذى الذين ترموهم يوميا بالكفر و الإلحاد لأنهم حلفاء المرحلة و ضمانكم عند أقوياء العالم.
و الحمد لله أن جنبنا كل ذلك !
" و ما كان الله دام و اتصل و ما كان لغيرا لله انقطع وانفصل"
إن تشمئز فأنا أيضا أشمئز :
طبعا كل ما ذكرته لا ينفي حقك في الاشمئزاز مما تكره. واسمح لي بأن أعبر بدوري عن اشمئزازي مما اعتبره أخطر من التملق و التزلف و أعني به سلوكك و سلوك قيادة حركتك و كل من تحمل فيها مسؤولية, ماضيا و حاضرا من قضى قرابة العقدين في السجن ومن استبق الأحداث و هرب و هرب أهله ...من إصرار على الكذب و المغالطة, و اختلاق المعارك الجانبية و الدفع إلى مناوشات هامشية في مسائل فرعية و شخصية كموضوع عودة اللاجئين و الشكر أو دونه و لباس المرأة ولحية الرجل و كل ذلك من أجل تغطية على الخطيئة التي كسرت الجرة.
كلمة أخيرة قبل أن أخرجك من ذاكرتي ثانية وأرجو أن تفعل ذلك أيضا:
أنت و الذين اختلقوا الأكاذيب على الرسول صلى الله عليه وسلم لغاية شحذ همم المناضلين و دفع شباب في زهرة العمر للمهالك , اخر من يحق له الحديث عن "الاسلام الجريح" في تونس .
أرجو أن تكون مستحضرا ما ادعاه أحدكم و صدقه الجميع. من أنه رأى الرسول الكريم في المنام ووعده بالتمكين للحركة بعد 4 سنوات من (1987 – 1991 ). إن غاب عنك أمر هذه الرؤية المزيفة, فسأبعث لك بتسجيل لجواب السيد الغنوشي على سؤال وجه له على البلطاك عن رؤية مماثلة للشيخ ياسين ا لمغربي ( 2006)عن ميلاد الجمهورية الاسلامية المغربية في السنة التالية. وقد سجلت الحصة لأني دعيت للمشارك ت فيها فاعتذرت و بقيت في الاستماع .
أحمد المناعي
tunisielibre@yahoo.fr
ا
أخشى أن تكون قد قرأت النص بعين واحدة او باثنتين غشاهما الحقد و في كلا الحالتين بدون أمانة . لو كنت أمينا, حريصا على افادة قرائك و تجنب مغالطتهم لاستشهدت بكامل الفقرة التي وردت في الشكر و لو واصلت لوجدت التالي " و أخيرا شكري و عرفاني لكل الأصدقاء من كل جنس و دين الذين تعاطفوا و ساندوا و تضامنوا مع نضالات التونسيين من أجل الحرية و الديمقراطية و أعدهم أني لن أنساهم كما أجدد شكري للسلطات الفرنسية على ما حبتني به انا و افراد عائلتي من حسن استقبال و رعاية خلال هذه السنوات الطويلة " وتغاضيت عن تقصيرها في حمايتي كما يفرضه الواجب اعتبارا أن ذلك من الماضي.
ألا يثيرك أن شكرت أصدقائي من كل دين و اكثرهم بلا دين ووعدتهم بالعرفان الدائم و بألا أنساهم, وهو اكثر مما شكرت به رئيس الجمهورية . ألا يثير اشمئزازك تملقي و تزلفي للسلطات الفرنسية أن شكرتها و جددت لها الشكر؟
ألا تستحضر نصا شرعيا يخرجني به من الملة و قد واليت الكفار؟
و اذا كان مجرد الشكر لرئيس الجمهورية هو تزلفا وتملقا عندك, فما رأيك في الذي قال لشيخه
" راشد", في حضرة جمع من المريدين أنت يا شيخ جزء من عقيدتي , و سكت الشيخ عنه و كاد الجميع يقر بهذا التجديد في عقيدة المسلمين لولا أن انبرى السيد محمد النوري و نهر الولهان المتيم في عشق شيخه و قال له" قم يا فلان تتطهر و تجدد إيمانك"!
الشكر يا سيد زمزمي هو الشكر وهو الفيصل بين الانسان المؤدب و عديم الأدب . و لا أحسبك ترفض أن تقول "دنكشون " للمرأة العاملة في مخبزة حيك عندما تناولك الخبزة و تقدم لها ثمنها. ان لم تفعل فأمرك محير حقا لانك تنفر الالمان من الاسلام و تبرر كثيرا من تحفظاتهم على المسلمين.
شخصيا تربت على شكر الناس على أبسط الخدمات التي يقدمونها لي و أشكرهم أيضا على الواجب الذي يؤدونه لي بحكم موقعهم . و هكذا أشكر القهواجي عندما يأتيني بقهوتي و كثيرا ما أحسن اليه و هكذا شكرت سعادة السفير و رجوته إبلاغ شكري الجزيل لسيادة الرئيس و قبلهما شكرت موظف السفارة الذي أبلغني الموعد مع السفير و شكرت بعدهم كل موظف خدم لي وثيقة أو بطاقة تعريفي أو جوازي. وها أنا أشكرك على تمكيني من فرصة وضعك في مكانك.
هكذا يتصرف الانسان المؤدب من كل جنس و دين و بلا دين في كل العصور و الأمصار. على أني عرفت فيما عرفت , طائفة لا يعرف أكثر أفرادها الشكر و لا يقولون بالعرفان لأي كان من البشر لكونهم يعتبرون انفسهم " الفرقة الناجية".
الان و بعد أن طاوعتك فيما استدرجتني اليه من خوض في السفا سف و الجدل في التفاهات (وأعتبر أن الوقت الذي خصصته لكتابة هذا النص خسارة من عمري ) نرجع الى القضية الأصلية التي فتحت لي باب العودة و الأمر الذي استوجب مني شكر الرئيس و المتمثل فيما صرحت به على قناة الجيرة مباشر من أن حركتك قد سعت لمحاولتين انقلابيتين ... الخ.
ألا تعتقد أن تصريحي هذا هو الذي كان أوجب لاثارة اشمئزازك و دفعك لتكذيبه و دحضه و تسفيه صاحبه, بمثل ما فعله "حميد صاحب الصاروخ العجيب" الذي أقر… في النهاية بأنها حقيقة سترها الله و "ما كان لاخينا محمد أن يكشفها".
و أفيدك بشأن هذا التصريح, أن أول من اتصل بي من الغد هو السيد راشد الغنوشي ليقول لي بأنه تابع حديثي و أن بعض فقراته قد آلمته, فقلت له أنها الشهادة فكيف تقبل أن أدلي بشهادتي عن القمع و التعذيب بداية من شهر ماي 1991 و أتستر الى ما لا نهاية عن المخطط الذي أدى لكل ذلك. فرد حانقا: و ما العمل مع دكتاتورية بورقيبة و بن علي؟
كنت في الشارع في مفترق الطرق وغطى الضجيج على المكالمة و انقطع الخط و لم يسمع جوابي. قلت لو نجحت يا سيد راشد في مخططك لعرف التونسيون الدكتاتورية بحق و حقيقة !
لو تم ذلك يا سيد زمزمي لتوليت أنت رئاسة محكمة الثورة الاسلامية و لحكمت كما حكم اية الله خلخالي في ايران : الاعدام الفوري لكل المتهمين و الله يصفي فيما بعد, ولبدأت بتصفية الذين سبقوكم في خدمة الإسلام لأنهم شهود إدانة على تحويلكم دين الله إلى دبابة للاستحواذ على الحكم, و ربما ألحقتم بهم بعض الدستوريين من الذين أفتيتم بشركهم ولن تمسوا بأذى الذين ترموهم يوميا بالكفر و الإلحاد لأنهم حلفاء المرحلة و ضمانكم عند أقوياء العالم.
و الحمد لله أن جنبنا كل ذلك !
" و ما كان الله دام و اتصل و ما كان لغيرا لله انقطع وانفصل"
إن تشمئز فأنا أيضا أشمئز :
طبعا كل ما ذكرته لا ينفي حقك في الاشمئزاز مما تكره. واسمح لي بأن أعبر بدوري عن اشمئزازي مما اعتبره أخطر من التملق و التزلف و أعني به سلوكك و سلوك قيادة حركتك و كل من تحمل فيها مسؤولية, ماضيا و حاضرا من قضى قرابة العقدين في السجن ومن استبق الأحداث و هرب و هرب أهله ...من إصرار على الكذب و المغالطة, و اختلاق المعارك الجانبية و الدفع إلى مناوشات هامشية في مسائل فرعية و شخصية كموضوع عودة اللاجئين و الشكر أو دونه و لباس المرأة ولحية الرجل و كل ذلك من أجل تغطية على الخطيئة التي كسرت الجرة.
كلمة أخيرة قبل أن أخرجك من ذاكرتي ثانية وأرجو أن تفعل ذلك أيضا:
أنت و الذين اختلقوا الأكاذيب على الرسول صلى الله عليه وسلم لغاية شحذ همم المناضلين و دفع شباب في زهرة العمر للمهالك , اخر من يحق له الحديث عن "الاسلام الجريح" في تونس .
أرجو أن تكون مستحضرا ما ادعاه أحدكم و صدقه الجميع. من أنه رأى الرسول الكريم في المنام ووعده بالتمكين للحركة بعد 4 سنوات من (1987 – 1991 ). إن غاب عنك أمر هذه الرؤية المزيفة, فسأبعث لك بتسجيل لجواب السيد الغنوشي على سؤال وجه له على البلطاك عن رؤية مماثلة للشيخ ياسين ا لمغربي ( 2006)عن ميلاد الجمهورية الاسلامية المغربية في السنة التالية. وقد سجلت الحصة لأني دعيت للمشارك ت فيها فاعتذرت و بقيت في الاستماع .
أحمد المناعي
tunisielibre@yahoo.fr
ا
No comments:
Post a Comment