Search This Blog

Thursday, December 29, 2011

Ahmed Manai ...ATTOUNSSIA


أحمد المناعي

الشهيد الحي للثورة التونسية يكشف:

*شادي الورداني:27/12/2011

*كيف لقطر أن تحررنا وربع مساحتها تحتله أمريكا؟

*أنا في قطيعة مع النهضة إلى يوم الدين...

*من صوتوا للنهضة وحدهم قادرون على قلب الطاولة عليها...

دون السقوط في المبالغة يمكننا إعتبار أحمد المناعي أحد شهداء الثورة التونسية الذين ما زالوا على قيد الحياة، إذ يبدو أن شاشة العرض الجديدة التي انتصبت بعد 14 جانفي لم تتسع لرجل مثله، فقد اختار أحمد المناعي المشاركة في الحياة السياسية بشكل فعلي في انتخابات أفريل 1989 في ما اعتبر قائمات بنفسجية مدعومة من النهضة أما سي أحمد فيرى أن النهضة قامت بمصادرة تلك القائمات والركوب عليها، وقد فتح عليه هذا الترشح باب الجحيم فقد لوحق هو وعائلته وحوكم أبناؤه على صغر سنهم(دون العشرين) فاختار سنة 1991 أن يضحي بعمله صلب الأمم المتحدة ويسخر حياته لتقديم شهادة للعالم ضد نظام بن علي .

أسس اللجنة الدولية للمطالبة باستقالة بن علي سنة 1993 وأعلن ترشحه في الانتخابات الرئاسية سنة 1994 وأصدر كتابه"الحديقة السرية لبن علي"الذي فضح فيه الممارسات القمعية لنظام حاكم قرطاج سنة 1995، ثم بعث المعهد التونسي للعلاقات الدولية سنة 1998 ويذكر أنه

كون وفدا في ذات السنة من أربعين شخصية زار تركيا لمساندة رجب طيب أوردوغان في محاكمته آنذاك.

وفي باريس تعرض أحمد المناعي إلى محاولاتي اغتيال يشتبه تورط نظام بن علي فيهما، الأولى بتاريخ 29 فيفري 1996 والثانية في 14 مارس1997 وقد صرح أحد رجال أمن بن علي منذ فترة في إحدى الصحف التونسية أنه كلف باغتيال المناعي مع آخرين فتكون الحصيلة ثلاث محاولات اغتيال .

تحرك الرجل دون أي غطاء من أي جهة كانت، لا فرنسية ولا أمريكية ولا خليجية ولم يتردد في إعلان مواقفه من حركة النهضة بصوت عال فقد صرح في 12 جوان 2008 للجزيرة مباشر أن النهضة خططت لمحاولتين انقلابيتين سنتي 1987 و1991 ويحتفظ في أرشيفه برسالة من المنصف بن سالم عضو المجلس الوطني التأسيسي الحالي عن النهضة تتضمن تفاصيل المحاولة الانقلابية ليوم 8نوفمبر 1987 .

عاد أحمد المناعي إلى تونس بهدوء نهاية سنة 2008 بعد سنوات طويلة من المنفى القاسي ولم تستقبله الحشود ولم يخطب في الجماهير...

*كيف تقرأ المشهد السياسي منذ انتخابات 23 أكتوبر؟

لقد تعقد المشهد السياسي كثيرا منذ الانتخابات وأحسب أنه سيتوضح أكثر بعد تشكيل الحكومة فلننتظر بضعة أيام ...

*هل توقعت فوز النهضة؟

فوز النهضة كان متوقعا من الجميع وكنت أنتظره لكن دون هذه النتائج الحاصلة سواء في عدد المقاعد أو عدد الأصوات وهي على كل أقل من النتائج التي بشر قادتها بها وأقل بكثير من النتائج التي ادعوا الحصول عليها في انتخابات 1989

(80 بالمائة) من خلال القائمات المستقلة التي قامت النهضة بمصادرتها ...

*كيف ترى تحالفها مع المؤتمر والتكتل؟هل هو تحالف إستراتيجي أو تكتيكي؟

تحالف النهضة مع المؤتمر تحالف إستراتيجي وطويل المدى، لا تنس أن كثيرا من مؤسسي المؤتمر سنة 2001 جاؤوا من النهضة ولم نسمع أنهم استقالوا منها وكثير منهم جاؤوا إليه في الانتخابات الأخيرة كمترشحين وناخبين والتواصل بين زعيمي الحزبين قائم حتى قبل نشأة المؤتمر

بالنسبة إلى التكتل الأمر مختلف، أذكر أني كثيرا ما كنت أحث مصطفى بن جعفر في لقاءاتي به في باريس حتى سنة 2008 على ربط خيوط التواصل مع النهضة وكان متحفظا ربما خوفا من بأس النظام، و في مؤتمر للمعارضة التونسية انعقد بمدينة آكس بفرنسا في ماي 2003 صيغت ورقة نهائية رفض بن جعفر توقيعها لوجود النهضة والآن التحق بالتكتل كثير من قدماء الإستئصاليين ولا أحسب أن وضعا كهذا من شأنه أن يؤدي إلى تحالف إستراتيجي ....اقتضت الظروف أن يلتقيا الآن وسيستقر الأمر ما استقرت مصالح الحزبين في ذلك، بن جعفر كان يريد أن يتوج مسيرته السياسية برئاسة ولم يكن ذلك ممكنا إلا بالتحالف مع النهضة

· أيهما أنسب لتونس نظام برلماني تدافع عنه النهضة بشراسة أو رئاسي على مقاس المنصف المرزوقي؟

الدستور الذي ينظم حياة مجتمع لعقود لا يكتب على مقاس شخص أو حزب وإذا ما حدث ذلك فإنه سرعان ما يفقد قيمته المرجعية، كنت وما أزال مع نظام رئاسي ينتخب فيه الرئيس من قبل الشعب ويكون فيه لمجلس النواب صلاحيات واسعة وكذلك لرئيس الحكومة، ليس النظام الرئاسي هو المسئول عن الاستبداد وإنما عجز النواب عن أداء عملهم، تصور لم يحدث على مدى 55 سنة أن قدم مجلس النواب مشروع قانون واحد وهو من حقه وواجبه لكن الشجاعة هي التي كانت تعوز نوابنا الأفاضل ...

*لماذا أنت غائب عن المشهد؟ ألا تطمع في نصيب من الغنيمة؟ ولماذا انحسرت عنك الأضواء وكأنك لم تعارض بن علي يوما؟

تصدرت المشهد السياسي المعارض لسنوات طويلة دونما غطاء أو سند وأصابني من ذلك ما أصابني، في السنة الأخيرة عشت وقفة تأمل لفهم المشهد الجديد وأعتقد أني توصلت لذلك الآن، أما عن نصيبي من الغنيمة فأنا خريج مدرسة تقول بتأدية الواجب في أي ظرف و الانسحاب عند تقاسم الغنائم، بعد ذلك تأتي من جديد مرحلة أداء الواجب وسأكون لها بإذن الله.

أما عن انحسار ألأضواء عني فأمر معقد يرجع في جزء منه إلى طبيعة الإعلام والإعلاميين فقلوب هؤلاء لا تخفق إلا للنجوم ولو كانت شهبا ، خذ مثالا آخر سطع نجمه في الأسابيع الأخيرة الطاهر هميلة فقد تنافست الصحف والإذاعات والفضائيات على دعوته ...

*هل هناك تواصل مع أصدقائك القدامى في النهضة؟

هي القطيعة الكاملة والنهائية إلى يوم الدين على الرغم من أني لم أطالبهم بأكثر من الاعتذار لضحاياهم ...لو لم تكن علاقتي ببعضهم تتجاوز الأربعين عاما لحاولت أن أنسى أني عرفتهم ...لا أختلف معهم سياسيا فقط بيني وبينهم خلاف قيم.

*أثير جدل واسع حول الدور القطري مفترض في تونس،وهو ما نفاه الدكتور أحمد القديدي( سفير سابق لتونس بقطر) بشدة فكيف ترى المسألة؟

راجع تصريحات الأمير طلال بن عبد العزيز عن دور قطر في تونس وليبيا وما يحدث الآن في سوريا واستهداف إستقرار السعودية نفسها وحتى تقسيمها، هو دور المخرب والمدمر والمنفذ لمشروع صهيوني أمريكي يستهدف المنطقة أرضا وشعوبا ودولا، لا يمكن لقطر أن يكون لها دور تحرري وربع مساحتها مخصص لأكبر قاعدة أمريكية ولا يمكن أن يكون دورها نشر الديمقراطية والحكم فيها فردي سلطوي لا يعترف بالأحزاب ولا يعرف الانتخابات ولا يمكن أن يكون دورها في الرقي الاجتماعي ومجتمعها يقوم على الاستغلال الفاحش لمليون وافد من أفقر بلدان العالم... حكام قطر يملكون المال ووسائل الدعاية الدينية - وخاصة شيخهم الجليل القرضاوي- والإعلامية ويسيئون استعمالها و لو كانوا يريدون الخير لالتفتوا إلى الصومال وباقي دول إفريقيا المنكوبة لا آن يدمروا ليبيا ويسعوا الآن لتدمير سوريا. في 23 نوفمبر الماضي عرض أمير قطر على أوردوغان تمويل أي حرب لإزاحة الأسد، أما أحمد القديدي فهو مستشار رئيس حكومة قطر وواجبه أن يدافع عنه وعن سياساته وعليه أن لا ينسى أن المستشار يتحمل جزءا من مسؤولية أصحاب القرار تماما كما كان الأمر عندما كان سفيرا

*كيف ترى النهضة في سدة الحكم؟

هي ليست في سدة الحكم فقط هي في قلب الدولة ولكن دون ثقافة الدولة ودون الحد الأدنى من التجربة وجاءت عبر مسار لا احسب أن أحدا من قادتها توقعه وحدث كل ذلك والبلد يعيش أزمة اقتصادية خانقة تتفاقم كل يوم وفي أجواء مطلبية مشطة ومناخات إقليمية ودولية لا ترحم. أعتقد أن قادتها واعون بذلك وهو ما يدفعهم إلى تقاسم الحكم مع غيرهم. في المشهد العام هناك عنصر إيجابي هام يمكن الاعتماد عليه هو صلابة الإدارة التونسية

* *أي دور للباجي قايد السبسي في المرحلة القادمة؟

هو الذي يختاره لنفسه، هناك من يطالبه بجمع القوى الدستورية القديمة وتأسيس حزب جديد وأنا أرى أن جمع الشظايا أيسر منه خاصة مع عقدة الزعامة التي تملكت بكل من تحصل على ألف صوت في الانتخابات الأخيرة

*هل ترى المعارضة الحداثية قادرة على قلب الطاولة ضد النهضة في الانتخابات القادمة؟

هي أعجز من أن تقلب الطاولة على احد لأنها برهنت أنها بعيدة عن الفئات الشعبية الواسعة وعن الروح التي تحركها وعن طموحاتها وآمالها ، الذين يقدرون على قلب الطاولة على النهضة هم الذين صوتوا لها إن هي عجزت عن الإيفاء بوعودها ووجدوا الحزب أو التنظيم الذي يصدقهم الخطاب ويتحدث إلى عقولهم قبل قلوبهم ويذكرهم بواجباتهم فبل حقوقهم

*كنت أول من ترشح ضد بن علي سنة 1994 فهل تنوي الترشح في الانتخابات الرئاسية إن كانت هناك انتخابات بطبيعة الحال؟

ترشحي ضد بن علي كان لإحراجه فقط كنت أدرك انه من المستحيل أن يبلغ نهايته أما بالنسبة إلى المستقبل فلا أفكر في ذلك البتة وأكبر طموحي أن أعيش انتخاب رئيس شاب في الخمسين غير أني أسعى لحفز الهمم لتأسيس تنظيم سياسي وطني بين القطب الحداثي والنهضة متجذر في هوية البلاد وينظر للمستقبل بلا عقد ...

*متى سيصدر كتابك "الحديقة السرية لبن علي" في نسخة عربية؟

هو جاهز بعد أن أضفت له عدة معطيات ومعلومات وقريبا تصدر طبعته العربية التونسية لأنه صدر في مصر سنة 1996 ولكنه منع من الدخول تونس في تلك الأيام

*شادي الورداني

http://www.attounissia.com.tn/details_article.php?t=42&a=45211&temp=1&lang=#/

No comments: