عناصر “الجيش السوري الحر” في عملية بمحافظة حمص … بقلم : سيلفيا كاتوري
الفيديوهات المصورة على يد ميليشيات الجيش نفسه رهيبة،
إنها تسمح لنا بفهم كيف تتحرك هذه الميليشيات التي تقدم لنا على أنها
“محرّرين”، وكيف يهاجمون القرويين.
نستطيع تتبع الطريقة التي جرى بها الهجوم الذي شنته الميليشيات ضد قرية
دمينة، على مقربة من حمص، يوم 29 ماي 2012، والذي لم تتحدث عنه – بالطبع-
وسائل الإعلام التقليدية. يقولون – بالمختصر- إنهم يقومون بصلاة الصبح قبل
ان يقودوا عملية خاصة مع كتيبتهم “الفاروق”، وان المصور الذي صور هذا
الفيديو قد قتل. انظر الفيديو.
30 حزيران (يونيو) 2012
في 29 ماي، بعد هذا الهجوم في قرية دمينة،
إليكم ما رواه لنا احد الشهود: “على الساعة الخامسة صباحا، دخل حوالى 500
رجل من جهات مختلفة إلى قريتنا النائمة، استيقظنا على وقع إطلاق النار
وصيحات “الله اكبر”، احتلوا عدة منازل وأطلقوا النار على الكنيسة، قتلوا
جنديا وجرحوا آخر. وفي خضم ساعتين من المعركة مع القوات النظامية تراجع
الرجال المسلحون وقد قتل منهم عشرون. لقد أنقذت أرواحنا بفضل المدد الذي
وصل سريعا لدعم قوات الأمن. لقد أُرهبنا وبقينا مقفـِلين على أنفسنا.. ونحن
خائفون من عودتهم”.
لقد اعتقد سكان دمينة يوم 29 ماي أنهم
نجوا من مذبحة كتلك التي ارتكبت في الحولا قبل 4 أيام(1)، بفضل تواجد قوات
الأمن عدديا عندما احتل الرجال المسلحون الخمسمائة قريتهم
.
دمينة قرية مسيحية من 3 آلاف نسمة، تقع
على بعد 1 كلم من “القصير”، وهي مدينة يسكنها 150 ألف ساكن، ذات أغلبية
مسلمة، وقد استعملها مقاتلو الجيش السوري الحر منذ الصيف الماضي كقاعدة
خلفية ولوجيستية. ففي القصير عسكر رجال كتيبة الفاروق ووحدات أخرى موالية
للجيش السوري الحر. إنها ميليشيات مسؤولة –حسب شهودنا- عن الجرائم المرتكبة
في الأشهر الأخيرة في محافظة حمص. هذه المجموعات التي ترتكب أعمالا بربرية
–حيث تختطف الناس، وتذبح، وتقطع الأجساد إلى أشلاء وقطع – تتحرك متفرقة،
لكنها تشكل كلها جزءا من الجيش الحر، وتطبق سياسة الإرهاب نفسها.
لقد سبق وأن تعرضت دمينة إلى هجوم نفذه المتمردون يوم 18 ماي، حيث قتل 5 أشخاص بسبب طلقات قذائف المورتر. انظر الفيديو
.
ولقد هاجم مقاتلو الجيش السوري الحر وفرق
أخرى من الملتحين دمينة مرة أخرى يوم 22 جوان بالطريقة نفسها، حيث كان
الهدف إغراق البلاد في حرب أهلية عقائدية، ودفع الأقليات العلوية والدرزية
عن طريق الإرهاب إلى الفرار، وتصعيد وتيرة الضغط على الحكومة بإلصاق
الجرائم التي ارتكبوها بالجيش السوري (الوطني
).
سكان قرية سنية تقع على مقربة ليسوا محميين كفاية، لقد جاءت عائلات تبحث عن الحماية لدى جيرانها المسيحيين في دمينة.
لم يكن هناك أي مشكل أبدا بين مختلف
الأديان. هكذا قال لنا –في ماي- مسيحي يقطن محافظة حمص: “لو لم تكن هناك
هذه العصابات الأجنبية عن سورية، الخارجة عن القانون، لكنا إذن نعيش كما
كنا نفعل من قبل، في سلام. لقد عشنا دوما كإخوة. لم نعرف أبدا ان كان هذا
مسيحيا، أو إذا ما كان ذاك علويا أو سنيا”.(2).
تستطيع ميليشيات الجيش السوري الحر تصفية
كل سوري يساند حكومته. ولكن في جنيف الأمر مدهش أكثر مما يمكنه ان يبدو، إن
مجلس حقوق الإنسان لا يزال يتهم قوات الأسد الحكومية بأنها هي من يرتكب
المجازر، ما أدى بمندوب سورية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، فيصل
الحموي، إلى الانسحاب من اجتماع لمجلس لحقوق الإنسان في 27 جوان، الذي خصص
لعرض التقرير حول مجزرة الحولا، وقال: “وفد بلدي لن يشارك في هذه الدورة
احتجاجا على التحيز والتسييس الصارخ الذين يسعيان إلى تقويض سورية وشعبها
ودماء الشهداء
”.
ليس هناك قانون دولي. تسييس حقوق الإنسان
في الأمم المتحدة صارخ وفاضح. وممثلو الدول الغربية يتذرعون بالدفاع عن
حقوق الإنسان من اجل أهدافهم الإجرامية.
بقلم الصحفية: سيلفيا كاتوري/ موقع سيلفيا كاتوري
ترجمة : خالدة مختار بوريجي – الجزائر
هوامش
(1)
ـ انظر “الصحفي مارات موسن حول مجزرة الحولا، 30 ماي 2012.
http://www.silviacattori.net/article3284.html
http://www.silviacattori.net/article3284.html
ـ مقال: مجزرة الحولا حضر لها مسبقا وتم استغلالها”، 3 جوا2012.
http://www.silviacattori.net/article3283.html
http://www.silviacattori.net/article3283.html
ـ “مجزرة حولا التي ارتكبها المتمردون السوريون” هيرمان راينر، فرانكفورتر الماينه زايتونغ، 7 جوان 2012.
http://www.silviacattori.net/article3310.html
http://www.silviacattori.net/article3310.html
“سورية:
المتمردون هم المسؤولون عن مجزرة حولا،” من قبل جون روزنتال، .ناشيونال
ريفيو اونلاين (الولايات المتحدة الامريكية)، 9 جوان 2012
http://www.silviacattori.net/article3303.html
http://www.silviacattori.net/article3303.html
ـ”.. ‘إبادة’ من قبل مسلحين سنيين” هيرمان راينر، فرانكفورتر الماينه زايتونغ، 13 جوان 2012.
http://www.silviacattori.net/article3340.html
http://www.silviacattori.net/article3340.html
(2) انظر مقال: انظر: “الفظائع ارتكبها الجيش السوري الحر”، بقلم سيلفيا كاتوري، 11 مايو 2012.
http://www.silviacattori.net/article3224.html
http://www.silviacattori.net/article3224.html
Silvia Cattori
كل اصدارات هذا المقال:
- Les unités de l’ « Armée syrienne libre » en action dans la province de HOMS
- Les unités de l’ « Armée syrienne libre » en action dans la province de HOMS
Vous dites !!!! Africains en Lybie
Submitted by GREK (non vérifié) on lun, 25/06/2012 - 05:04.Nonobstant la libération de la Libye des mains du dictateur mais le comportement inhumain des quelques vainqueurs en dit long sur ce dont ils ont été soumis. C'est au tour des africains d'assumer les responsabilités politiques du régime de Kadhafi. Avec des prétextes qui ne tiennent pour rien. Quoi qu'on en dise, les chefs d'Etats Africains montrent encore une fois leur incapacité de libérer leurs ressortissants détenus en Lybie. Voyez moi ces femmes, ces mamans qui sont salies par ces animaux se disant musulmans. De quel droit ont-ils d'exercer cette privation. De quelle audace de pratiquer le travail forcé ? Je me pose des questions sur le devenir de l'Afrique, continent qui, à sa porte, tolère des actes inhumains sur ces femmes et enfants. S'il s'agit de défendre leurs fonds de commerce pour se maintenir au pouvoir, les voilà, les plus doués. J'espère que ce reportage aura le mérite de faire sortir ces femmes et hommes de cette jungle. Ce reportage est la preuve concrète que quelques Libyens notamment ces miliciens mériteraient ce que Kadhafi les infligeait. Je crois que c’est à cause de cette passivité que des soi-disant rebelles s’attaquent au Mali car ne craignant pas de répliques de la part de l’Union Africaine.