Search This Blog

Thursday, July 17, 2014

Hamas n'est pas حماس" ليست القضية الفلسطينيةla cause Palestinienne

قراءة في الهجمة الإسرائيلية الراهنة على غزّة"حماس" ليست القضية الفلسطينية
بقلم: محمود بري الكاتب :
17-07-2014 التاريخ :
دراسات وتحليل البلد :


 قراءة في الهجمة الإسرائيلية الراهنة على غزّة"حماس" ليست القضية الفلسطينية
تأييد الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الصهيوني البربري، هو الأمر الطبيعي والواجب الذي لا يُناقش. فالفلسطيني يقاتل ويستشهد، ليس دفاعاً عن بيته وأسرته وبقية وطنه فقط، بل هو يقاتل في مقدّمة الأمة المستهدفة كلّها أساساً... فالصهيونية لا تريد غزة وحدها ولن تكتفي بالضفة أو بأراضي الـ48 ... بل هي أعلنت نواياها  منذ البداية  وصاغت ذلك  في الشعار الذي رفعه الصهاينة الأوائل في فلسطين على باب الكنيست بأن نيّتهم هي جعل إسرائيلهم تترامى بين الفرات والنيل. وبالتالي فهي تريد بلادنا برمّتها. وهذا ما ينبغي ألا يغيب عن البال.لذا من الطبيعي أن نساعد الشعب الفلسطيني.

مساندة الشعب الفلسطيني: نعم. أما مساعدة "حماس"، فهذا أمر آخر مختلف...
 نعم... من الضروري التفكير ملياً بالأمر، ليس مرتين فقط، بل مئتيّ مرة. فمدّ يد العون لـ "حماس ــ خالد مشعل" أو "حماس ــ إسماعيل هنية" وكل الحماسات المشابهة والتابعة، لا تُبررها النيّات الحسنة، بل تحتاج إلى وقفة مسؤولة قبل الإقدام عليها. فالطريق إلى جهنّم مليئة بذوي النيّات الحسنة.
ولكي يكون الكلام في موقعه لا بد من توضيح فكرة أساسية هي أن سياسيي حماس، وهم فلسطينيون عموماً، ليسوا هم الشعب الفلسطيني كلّه ولا يختصرون القضية. التفريق بين السياسيين في حماس والفصائل المقاتلة، سواء كانت حماسية أو سواها، هو ضرورة لازمة. ولهذا التفريق مقوّمات لا بد من اختصارها على عجل في هذا السياق.

لقد تواصل التنسيق السوري الإيراني الغزاوي حتى اندلاع حرائق "الربيع العربي"، فإذا بقيادة "حماس" تميل بشكل مفاجئ ومستغرب نحو حالة من الصمت المُبهم المغلّف بما أسموه "الحياد". ثم لم تلبث أن استكملت  استدارتها  وتجاوزت "حيادها" فنقلت مكاتبها ذات ليل من دمشق إلى الدوحة، ووضعت بيضها في سلة الرئيس الإخواني المصري محمد مرسي وأعلنت مساندة ما يسمى «الثورة السورية» في جملة من المواقف التي لم يكن من الممكن تفهمها إلا من خلال  الاطلاع على موقف حركة الإخوان المسلمين العالمية. فبالنسبة إلى المقاتلين الحمساويين الذين دلارّبهم وأهّلهم "حزب الله" ثم باتوا من الملتزمين بأوامر إسماعيل هنية، فلم يظهر لهم أثر... إلا في منطقة "القصير" السورية. والحكاية بكل مرارتها معروفة. بعدها توالى وصول أخبار القتلى الحمساويين إلى غزة، ممن يتساقطون في سورية ضمن صفوف مناهضي الحكومة السورية، بينما ظهرت سواعد "هنية" المسمومة في مصر وسيناء مستهدفة شعب مصر وجيشها، انتصاراً للنظام البائد ورئيسه محمد مرسي، وهو مُرسي نفسه الذي خاطب الأفعى الصهيونية المجلجلة "بيريس" من موقعه  كرئيس لمصر، بعبارة " صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل، عزيزي وصديقي العظيم".

هذا هو الوجه الحقيقي الذي حرصت "حماس" وتحرص على تخضيبه لكي لا يظهر على حقيقته.
وبلوصول إلى المعركة- المقتلة الحالية الدائرة على غزّة، والتي نتجت كما بات معروفاً عن عملية خطف الإسرائيليين الثلاثة وقتلهم، فهي تستنزف ثلاثة عناصر لا ينبغي التغاضي عنها ولا عن المغزى الكامن وراء استنزافها: أولا الشعب الفلسطيني بنسائه وأطفاله وشيوخه، مع بُناه الفوقية من منازل ومعامل ومتاجر (لغياب البُنى التحتية). ثم المقاتلون الوطنيون المجرّبون من قادة وعناصر المقاومة الفلسطينية في غزة، سواء منهم من كان مسمياً على "حماس" أو على غيرها. وأخيراً استنزاف  الرصيد الصاروخي في غزة والذي جرى تجميعه وتهريبه وتخزينه بجهود استثنائية، وبشقّ النفس، من قبل إيران وحزب الله بالتعاون مع مقاومي الصهاينة في غزّة...

فإلى أين يؤدي كل هذا؟
أولاً العمل على ترهيب وتطويع عامة الفلسطينيين في غزة وبالقتل بالحديد والنار، ما يجعل الغزاويين أقرب إلى القبول بالأمر الصهيوني الواقع. وثانياً إلى التخلّص من أكبر عدد ممكن من الكوادر الفلسطينية المقاتلة المحترفة، ما يمن شأنه إضعاف البنية العسكرية للقطاع. وأخيراً استنفاد الرصيد الصاروخي في غزّة الذي كان ينبغي استخدامه ضد إسرائيل في المعركة الشاملة التي يُحضّر لها رداً على هجمة العدو الشاملة التي يتدرّب الجيش الإسرائيلي على تنفيذها، والتي لن توفر جبهة من الجبهات المتاخمة لفلسطين. وبالتالي فإن استنفاذ الرصيد الصاروخي في غزّة يحرم القيادة الموحدة للمقاومة في تلك الحرب الشاملة المقبلة، من هذه الورقة االاستراتيجية المهمة.
إلى أين يصل بنا كل ذلك؟

إلى تمهيد الطريق لفتح المجال أمام "الحوار الهادئ" بين القيادات الإخوانية الحماسية، وقيادات العدو الصهيوني، ولا سيما منها "عزيز مُرسي  وصديقه العظيم".
وهنا لا بد من تساؤل نرميه لتغطية نهاية الموضوع: تُرى، لماذا لا تستهدف عمليات الاغتيال الإسرائيلية أيّاً من القيادات السياسية لحماس، بينما هي تواصل اصطياد القيادات العسكرية والأمنية في كتائب القسّام وسواها من الفصائل المقاتلة؟
إن قليلاً من الماء البارد على الرأس يمكن أن يُنعش التفكير. وهذا ما يبدو حاجة ملحّةً في بعض الأحيان

No comments: