" المسئولية السياسية و الاخلاقية للأمم
المتحدة فى ليبيا "
السيد طارق مترى
الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة
فى ليبيا و رئيس بعثة " أونسميل "
تحية و تقدير
تتواصل انتهاكات المليشيات فى العاصمة طرابلس , و ذلك بتواصل اعمال
القصف العشوائى باستخدام المدفعية الثقيلة و صواريخ الجراد و المدفعية المتوسطة و
الاسلحة الخفيفة .
هذه الانتهاكات التى طاولت
الاحياء السكنية ادت الى قتل و جرح و تهجير الالاف المواطنيين من المناطق السكنية فى
كلا من مناطق قصر بن غشير و حول مطار طرابلس و حول طريق
المطار و حول مقر جمعية الدعوة الاسلامية و حول منطقة
الكريمية و بالقرب من
المدينة الرياضية , الضحايا من بينهم اطفال و كبار السن من المدنيين الذين
لا علاقة لهم بالصراع الدائر حولهم .
و التطور الخطير الذى حصل اليوم 23 يوليو 2014 هو سقوط هذه
الصواريخ على مستودعات الوقود الضخمة فى طريق المطار و التابعة لشركة
البريقة و الذى تصادف انه تم إفراغها نتيجة الاجراءات الاحتياطية التى اتخذتها
ادارة هذه المستودعات , و هو ما أدى الى نشوب حريق تم اخماده من طرف الفنيين فى
المستودعات , لولا لطف الله لكان سيؤدى الى كارثة انسانية كبرى ستؤدى الى ازهاق
ارواح الالاف الاشخاص و تدمير كبير لا يمكن توقع حدوده و مساحته و لا يمكن توقع
الاضرار الناتجة عنه .
السيد طارق مترى
ان مغادرة بعثتكم للاراضى الليبية الليبية حفاظا على سلامتهم لا يعنى
ان كل المواطنين الليبيين قد غادروا او با امكانهم مغادرة ليبيا مما يعنى ان حياة
الالاف الليبيين معرضة للخطر فى طرابلس .
أن الوضع الانسانى سيئ جدا حيث تنقص امدادات الوقود و غاز الطهى و حيث
يعيش سكان العاصمة فى حالة من الرعب نتيجة عمليات القصف العشوائى و نتيجة انتشار
صور الضحايا و المنازل المهدمة , المدنيين عالقون فى مناطق الاشتباكات لانه لاتوجد
منافذ امنة يمكنهم الاعتماد عليها للمرور منها .
ان دمارا واسعا لحق بمقدرات و ممتلكات الشعب الليبى و اضرار كبيرة
لحقت بارواح المدنيين ناهيك عن الضرر الذى لحق بالنسيج الاجتماعى فى ليبيا نتيجة
لحصول الانتهاكات بواسطة مليشيات درع ليبيا الوسطى و الممثلة لجهوية مصراتة .
السيد طارق مترى
ان منظمة الامم المتحدة مسئولة عن التدمير الذى لحق بالعاصمة طرابلس و
غيها من المدن الاخرى نتيجة عدم قيامها بالإجراءات التى تحمى المدنيين فى ليبيا
مما ادى الى تغول هذه المليشيات الجهوية , أن تغول هذه المليشيات بداء من شعورها بالإفلات
من العقاب على الجرائم المرتكبة فى بنى وليد خلال اكتوبر 2012
, حيث لم تقم الامم المتحدة بدورها فى احالة المتورطين فى الانتهاكات ضد المدنيين
الى المحكمة الجنائية تنفيذا للقرارات الدولية .
ان التباطؤ فى اتخاذ اجراءات من طرفكم ضد هولاء المجرمين شئ لا يمكن
تبريره او فهمه , أن مصداقية المنظمة الاممية تعرضت للتشكيك فى حياديتها و ذلك
بالنظر الى فعاليتها فى مواضع معينة من الشأن الليبى و عدم فعاليتها فى مواضع أخرى
.
أن أتخاذ أجراءات من طرفكم فاعلة و سريعة و جادة يدخل ضمن نطاق تفويضكم و ضمن دور الامم المتحدة
فى ليبيا , أن هولاء المجرمين معروفين بالصفات و الاسماء لديكم و هم مسئولى
مليشيات جهوية قامت بالعديد من الانتهاكات الجسيمة و الواسعة للقانون الانسانى
الدولى و القانون الدولى لحقوق الانسان و للقرارات الدولية ذات العلاقة بالشان
الليبى .
ان الاجراءات المتعارف عليها فى مثل هذه الحالات تبدءا با أحالة أسماء
هولاء الى لجان العقوبات التابعة للأمم المتحدة و اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوضع
اسماء زعماء المليشيات و منظماتهم ضمن قوائم الارهاب الصادرة عن الامم المتحدة و
اعتبار مليشياتهم التى يقودونها منظمات ارهابية و كذلك القيام بتجميد اصولهم و
ممتلكاتهم و حساباتهم المصرفية و منعهم من السفر و القبض عليهم عند تواجدهم فى
المعابر الدولية و احالة كشوفات بأسمائهم و أسماء من يدعمهم الى المحكمة الجنائية
الدولية لكى تبداء باتخاذ الاجراءات المناسبة بحقهم .
السيد طارق مترى
انتم شخصية سياسية من بلد عانى ويلات الحرب الاهلية و لعلكم تدركون أثارها
على المدنيين , و تدركون ايضا أن التاخر فى اتخاذ اجراءات ضد زعماء المليشيات يكلف الكثير من ضحايا فى الارواح و الممتلكات .
أن مؤسستنا مازالت مستمرة فى جهودها لإطلاع المجتمع الدولى و منظماته
على خطورة الاوضاع فى ليبيا و اننا نحذر من أن العجز فى اتخاذ خطوات جدية سيؤدى
الى تفاقم الوضع الانسانى فى ليبيا .
شكرا لكم
عبدالله محمد احمد
No comments:
Post a Comment