المرزوقي كما عرفته
الدكتورأحمد المناعي غني عن التعريف لمن عاش أو عاصر سنوات الجمر في
تونس. لكن اذا توجب تقديمه بعجالة لمن لا صلة له بهذه المرحلة من تاريخ
تونس،فيكفي القول أنه أول معارض رسمي لزين الدبن بن علي حين كانت
الدكتاتورية في اوجها، أي تحديدا منذ بداية الاستبداد سنتين بعد وصول بن
علي للحكم لغاية خلعه في أول ثورات ما سمي بالربيع العربي. خاض انتخابات افريل 1989 وضرب أحد أكبر السواكن في تلك الفترة. كان أول
من تعرض للإضطهاد السياسي جراء ضربه لهذا الساكن إذ سجن وعذب واضطر لمغادرة البلاد والعيش
بالمنفى هو وعائلته. وقد لاحقته ماكنة ارهاب الدولة في منفاه لتحاول
تصفيته إن جسديا أو صوتيا وذلك في مناسبتين على الأقل الأولى بتاريخ 29
فيفري 1996 والثانية بتاريخ 14 مارس 1997. والدكتور المناعي هو أول
من نادى بمعية منذر صفر في جانفي 1993 باستقالة بن علي وأسس لهذا الغرض
لجنة لنشر الحملة وهو أول من فضح التعذيب الذي يمارسه زبانية بن علي وشهر
به في كتاب مدو أصدره سنة 1995 " التعذيب التونسي في الحديقة السرية
للجنرال بن علي" ..وفوق هذا كله ورغم مؤهلاته العلمية، وليس أقلها دكتوراه
في الاستراتيجيا الاقتصادية، والمناصب التي شغلها صلب منظمة الأمم المتحدة
والبنك العالمي والإحترام الذي يكنه له التونسيون ومكانته في المجتمع الأممي نأى بنفسه عن
المطامع السياسية التي تدفع بغيره من المتكالبين على السلطة والغنائم لبيع
ذممهم دونما حياء. وحتى وإن كان هذا التقديم برقيا لا يجوز أن نغفل عن دور هذا الحقوقي البارز في كشف الحقيقة بخصوص المسألة السورية حين شغل خطة عضو بلجنة الجامعة العربية للتحقيق في أحداث سوريا وكشف قذارة الحرب التي تشن باسم تحرير سوريا على آخر معاقل القومية والتصدي للتطبيع.
بخصوص الشهادة التي ننشرها في هذا الفضاء نود أن نقول كلمتين لا أكثر: قلما وجد المنصف المرزوقي مساندا وصديقا في حجم الدكتور أحمد المناعي لما كان هذا وذاك في خندق واحد. ولكن كما يقول الشاعر: إن أكرمت الكريم ملكته ..والقارئ سيكتشف بنفسه ما يصور عجز البيت في سلوك اللئيم مع الكريم.
كل الشكر للصديق المناعي الذي خصني بسبق النشر لهذه الشهادة التي ستنشر يوم الجمعة 14 نوفمبر بجريدة أخبار الجمهورية.
بخصوص الشهادة التي ننشرها في هذا الفضاء نود أن نقول كلمتين لا أكثر: قلما وجد المنصف المرزوقي مساندا وصديقا في حجم الدكتور أحمد المناعي لما كان هذا وذاك في خندق واحد. ولكن كما يقول الشاعر: إن أكرمت الكريم ملكته ..والقارئ سيكتشف بنفسه ما يصور عجز البيت في سلوك اللئيم مع الكريم.
كل الشكر للصديق المناعي الذي خصني بسبق النشر لهذه الشهادة التي ستنشر يوم الجمعة 14 نوفمبر بجريدة أخبار الجمهورية.


بعد ثلاثة أشهر من قدومه إلى باريس طار المنصف المرزوقي إلى واشنطن لكنه رجع منها خائبا فالأمريكان مازالوا وقتها راضين عن بن علي وهم على أية حال لا يراهنون عليه. ففي سنة 2003 انتظمت ندوة في إكس آن بروفنس وضمت مكونات كثيرة للمعارضة التونسية وكانت الندوة برعاية منظمة مسيحية على غرار ما حدث مع المعارضة الجزائرية في سنة 1995 في روما ولكن الراعي الخفي كانت المخابرات الفرنسية التي أخذت بيدها أمر إعادة هيكلة المعارضة التونسية وكانت تهدف أولا إلى إخراج حركة النهضة من عزلتها وإدماجها مع باقي الفصائل وثانيا تنصيب المرزوقي على رأسها. استمرت الندوة ثلاثة أيام من نقاشات وحوارات ومناورات انتهت بصياغة بيان ختامي غير أن بن جعفر رفض التوقيع عليه فقد كان هو الآخر يطمح إلى الرئاسة إضافة الى أنه كان خائفا من ردة فعل النظام عند رجوعه. في سنة 2008 و قع المرزوقي على رسالة إلى أوباما صاغها رضوان المصمودي لمطالبته بالتدخل في العالم العربي لإحلال الديمقراطية. كانت هذه المناشدة بداية التحضيرات لما سيسمى بالربيع العربي فيما بعد وهي أيضا السنة التي فتحت فيها قناة الجزيرة أبوابها لتوظيف الحابل والنابل من أتباع النهضة.
كنت آنذاك قد قطعت كل اتصال
بالمرزوقي منذ سنة 2003 لتصرفاته الرعناء و سلاطة لسانه وأنانيته ونرجسيته
المفرطة. ومن عشرات المواقف المستهجنة أذكر اثنين فقط . أولهما الأتي فبعد
استقبالي له في المطار اتفقنا على لقاء أقدم له فيه صديقة جزائرية أستاذة
اقتصاد في جامعة باريسية وناشطة في جبهة القوى الاشتراكية الجزائرية. وصل
المرزوقي في الموعد وسلمت عليه ودعوته للجلوس إلا أنه ظل واقفا ووضع يديه
على الطاولة وقال لي هيا لتأتي معي. فقلت له إلى أين ونحن على موعد مع
السيدة – وكانت جالسة على طاولة محاذية - فقال لي لتأتي معي إلى حزب
المؤتمر. فاستشطت غضبا وقلت له حتى لو جئت تراود بائعة هوى وجب أن تعاملها
باحترام. وقفل راجعا وأنا أذكره بموعدنا مع السيدة.
أما الحادثة الثانية
فقد وقعت في ندوة انتظمت بداية سنة 2003 بضواحي باريس. فبعد فترة الأعمال
الصباحية تحول الحاضرون إلى المطعم و كنت أحمل طبقي وابحث عن كرسي شاغر
فرأيت واحدا مقابل المنصف المرزوقي فقصدته كارها فسلمت و جلست و بدأنا
الحديث عن الأوضاع في تونس وفي لحظة ما وصل الحديث عن الأمن ، كان يزبد
ويرعد عن البوليس السياسي
والأمن فقلت له بكل لطف سي المنصف الامن ضروري في
كل مجتمع وتحت أي نظام فقام من كرسيه غاضبا و أخذ طبقه وتحول إلى طاولة
أخرى قائلا لي بغضب "أنت تحب الأمن اقعد فيها أنت وأمنك" . ولعل البعض يذكر
كيف أنه في 1 جانفي 2012 قدم تهانيه كرئيس دولة إلى كل الأسلاك المدنية و
العسكرية و استثنى منها الأمن وتدارك أمره في اليوم التالي بعد موجة
الاحتجاجات. وبعد لقد حاولت على مدى سنوات استدراج المنصف المرزوقي للحوار
الجدي حول البديل الذي يتصوره وتنبيهه إلى خطورة التفكير والسعي لإسقاط
النظام وإحداث فراغ دستوري في غياب بديل جاهز وقادر على تحمل مسؤوليات
الدولة ولكنه ظل وفيا لمزاجه المشاغب وطبعه الثورجي وهو دور أتقن لعبه.
تعودت ألا أحفظ عمن عرفته وحتى من أساؤوا إلي منهم إلا أفضل ما فيهم ولكنني
عجزت أن أجد شيئا من ذلك عنده. فما وجدت عنده إلا الجحود والأنانية والصلف
و سلاطة اللسان والكذب. ومن كذبه ما ألفه هو و أزلامه في شخصي و في شخص
ابني في كتابه الأسود مدعيا أنها من أرشيف وكالة الإعلام الخارجي ومن شاء
أن يطلع على المستوى الأخلاقي المنحط لما ذكره فيه فليرجع إلى الكتاب
الأسود صفحة 303 و 304 اهدي هذه الورقة إلى بعض رفاقه في حزبه من اللذين
أصبحوا وزراء ومستشارين في دولته والذين كانوا يأتونني متذمرين من رئيسهم
ومعاملته السيئة لهم ودكتاتوريته مما أدى إلى بقاء أربعة من المؤسسين فقط
سنة2011 من جملة 31 عند تأسيس الحزب في سنة 2001.
أحمد المناعي
8- 11- 2014

أحمد المناعي
8- 11- 2014
No comments:
Post a Comment