Search This Blog

Saturday, November 08, 2014

Hayet Hwik Attia: l'Egypte enterre le projet Nabucco

د. حياة الحويك عطية
مصر تدفن نوبوكو .
قد تبدو بوابة الدخول صغيرة ، لكنها في الحقيقية اكثر اهمية من تلك التي اعتناها شاهقة. فدخول مصر السيسي الى اوروبا من خلال اليونان وقبرص هو دخول من البحر المتوسط ومن حقول غازه وهنا مربط الفرس . هنا ما سمح لمحلل مصري ان يقول : اليوم دفنا نوبوكو . وما سمح لاخر بان يذكر بمشروع ساركوزي : الاتحاد لاجل المتوسط.
قبل اكثر سبع سنوات نشرت في هذه الزاوية مقالا بعنوان : انه الغاز ياغبي . واليوم اصبح الصغير والكبير يعرف ان الغاز هو عصب كل الصراعات الدولية القائمة. فالولايات المتحدة ، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تعتبر ان اوروبا والشرق الاوسط هما ما يحسم صراعها على النفوذ العالمي . في لحظة قرقعة برلين بدا ان هذا الامر قد انتهى . ولكن المارد الروسي عاد ليخرج من القمقم معززا بكونه المارد الاول في مجال الغاز . والاصعب انه بواسطة هذا الغاز يتحكم باوروبا المتعطشة للطاقة. المارد الثاني من حيث الاحتياط ( ويقول الخبراء انه قفز الى المرتبة الاولى متبادلا المواقع مع موسكو) هو ايران ، اما الثالث فهو قطر التي تمتلك اكبر حقل. تليهما الجزائر وليبيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق.
اذن لا بد من ايجاد خط انابيب ينقل هذه المادة الحاسمة الى اوروبا من دون المرور بروسيا. هكذا ولد خط نوبوكو الذي كان يفترض ان يجعل من تركيا عقدة تلقي الغاز وتحويله الى اوروبا . ولكي تكتمل الحلقة فقد طرح خط سمي الخط العربي ، من مصر الى الاردن فسوريا حيث يلتقي بفرع من نوبوكو ، ومع خط اخر قادم من قطر .
لذا كانت تركيا اردوغان تلوح بالجزرة لسوريا ،في حين تقيم تحالفها الاخواني مع قطر. كذلك تمد اذرعها في مناطق بحر قزوين وتتكفل اميركا باثارة ازمة جورجيا واوكرانيا وغيرها من الازمات الاصغر .
من جهة ثانية كان حلفاء واشنطن الاوروبيون يحاولن ترتيب الامور مع ليبيا والجزائر ومصر ، فيبادر نيقولا ساركوزي الصاعد فرنسيا بدعم اميركي الى مد اليد الى الجزائر عارضا تبادل الغاز مع الطاقة النووية . عرض اطلقه في مؤتمره الصحافي كمرشح وكرسه بالقيام باول زيارة له كرئيس الى العاصمة الجزائرية ، حاملا معه العرض ومشروع الاتحاد لاجل المتوسط . بوتفليقة رفض المشروع ان شاركت فيه اسرائيل وساركوزي رد امام الصحافيين ان اسرائيل هي لب المشروع . القذافي بدوره رفضه جملة وتفصيلا ( هل كان لذلك دور في حقد ساركوزي عليه؟ ) وحسني مبارك وافق على شرط تولي الرئاسة الثنائية مع فرنسا. كانت اللب كله في الغاز ، وكان ساركوزي الرئيس الفرنسي الاقرب – من كل اسلافه – من قطر .
في حينه كانت فرنسا تمد اليد لبشار الاسد ، وتركيا تفتح له الابواب وطبق الجزر، وذلك لثلاثة اسباب : لان التحام الغاز العربي بنوبوكو يجب ان يمر بسوريا . لان الحقول الكبيرة المكتشفة على الشاطىء السوري واللبناني والفلسطيني تعزز هذه الحاجة . والاهم لان الخط البديل المنافس والذي طرح منذ ايام حافظ الاسد هو خط ايراني – عراقي – سوري – لبناني ، ولا يمكن قطعه الا من مفصلين اخذ سوريا الى الخط الاخر ومثلها مصر ، وفصل كردستان عن العراق، او على الاقل جرها الى عقد صفقات غاز منفردة مع تركيا.  وفصل سوريا عن العراق وهذا ما تحقق بداعش .
نوبوكو مجرد خط تم التوقيع على انشائه قبل سنة واحدة من احتلال العراق، وفي ذلك ما يفسر اختيار اسمه : فنوبوكو هو اسم التحقير الذي يطلقه اليهود على نبوخذ نصر، وعليه انتجوا اوبرا شهيرة بهذا العناون تتحدث عن " سبي اليهود وتمسكهم بيهوديتهم وعودتهم الى اورشليم " . ارادوا ان يقولوا ان الخط انتقام من العراق وضمانة لبقاء اليهود في اورشليم. ولكن ملئه بالغاز يبقى مسالة غامضة ومتحركة في الستراتيجية الاميركية – الصهيونية ، وبذلك تفسر معظم الصرعات الدولية، خاصة في منطقتنا وعلى راسها الصراع السوري.
اما مصر فان خروجها من العباءة الاخوانية يعني خروجها من التحالف الغازي التركي القطري ، بعد كان هذا الثلاثي قد اطمان الى انه حسم الصراع كله.  ولذا جاءت خطواتها باتجاه الجزائر على طريق بناء تحالف جديد في احد وجوهه مجال الطاقة ، وفي الستراتيجية ذاتها تاتي اجراءات سيناء ، والتوجه نحو لبنان ، والان بالاعلان الثلاثي اليوناني – المصري – القبرصي .
هكذا دخل المصري اوروبا من البوابة الجنوبية العريضة ،موجها ضربة قاصمة للحلم العثماني وللحلم الاوروبي التركي معا.  واصبح بامكانه ان يعيد الكلام عن اتحاد لاجل المتوسط بصيغة اخرى جديدة . وان يعلن دفن العثمانية الجديدة ودفن نوبوكو كما يقول معلقوهم.
ولكن ماذا عن لبنان ؟ وفلسطين ؟ ماذا عن سوريا ؟ وعن كردستان ؟ ماذا عن داعش؟
انه الغاز !


1 comment:

Erica R said...

Great reading your ppost