Search This Blog

Wednesday, October 21, 2015

Hatem Chelghami: Le tournant stratégique



الرئيسية » رأي وصحيفة » عن لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين و بشّار الأسد: ثابتان يصنعان المتحوّل الإستراتيجي.. بقلم: حاتم الشلغمي
الرئيس الأسد وبوتين

عن لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين و بشّار الأسد: ثابتان يصنعان المتحوّل الإستراتيجي.. بقلم: حاتم الشلغمي




  في زيارة غير معلنة و خاطفة إلى موسكو هي الأولى له بعد بدء الحرب على سورية ، التقى الرئيس د. بشّار الأسد نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
زيارة صدمت البعض و فاجأت البعض الآخر ، جاءت لترسم دلالات استراتيجية في العلاقة الروسية و السّوريّة و لتصنع المتغيّر الإستراتيجي في سورية التي تعاني حربا كونية همجية عليها كيانا ، دولة و مجتمعا و ديمغرافيا و في المنطقة ككل بعد تعاظم خطورة التنظيمات الإرهابية و المستثمرين في إرهابها.

يبدو أن روسيا قد اتخذت القرار النهائي بالنزول في الوغى السوري الى النهايات بعد أن شكّل الحضور الروسي في سماء سورية أوَّل الخيارات الكبرى للسياسة الروسية في تعاملها مع ما يحدث. علاوة على قرار إطلاق الصواريخ الإستراتيجية من بحر قزوين نحو مناطق لوحود تنظيم داعش الإرهابي ، في رسالة إلى رعاته من أن روسيا لا تجامل في قرارها الحاسم في سورية و أنها على استعداد لفتح الباب أمام كل الخيارات و الإحتمالات.

برغم سرعة الزيارة ، ألا أن دلالاتها الرمزية و السياسية كثيرة ، فقد تم استقبال الرئيس الأسد ، في مشهد قمّة استثنائية ، في الغرفة الكبرى في الكرملين بحفاوة و بشكل رسمي عٓالِ  ، و في ذلك رسالة تظهر مقام الرئيس الأسد لدى القيادة السياسية في روسيا الإتحادية و بشكل يؤكد مجدّدا ، لا مجرّد الدعم لشرعية القيادة في سورية فحسب ، بل تطابق الرؤيتين الرّوسيّة و السورية حول أسباب  الحرب الوحشية على سورية ، و معوّقات الإقتراب من تشكيل مسار سياسي جدّي يمكنه إعادة بناء سورية آمنة و صلبة.

و يُبرز ما قاله الزئير بوتين حول الوضع السُّورِيّ أمام الرئيس الأسد ، لا مجرّد تفهُّم لهذا الوضع ، بل فهمه جيّدا و الوعي به و ذلك عبر استخدامه لعبارة “يقاوم الشعب السوري حربا كبيرة” و هذا ما سُيتبع بتصريحات متشابهة للقائدين ترمي في عنوانها العام إلى أن الإرهاب يشكّل العائق الأكبر أمام أي مسار سياسي لحل الأزمة في سورية ، مما يعزّز شكل الحضور الروسي الذي أثبت فاعليته الميدانية في مساعدة الجيش السوري في حربه على الإرهاب، و الذي سيتواصل و سيتطور حتى بلوغ الأهداف التي وضعتها القيادتين السورية و الروسية.

كما أكّد القائدان  أن الإنتصار على آفة الإرهاب سيشكّل، وحده ، خطوة أساسية أولية للحديث عن مسار سياسي في سورية ، و في ذلك يبيّن قرار الحسم في الميدان السوري على كل التنظيمات الحاملة للسلاح في وجه الجيش العربي السوري ، و هذا ما لم تخفيه موسكو حتى في غاراتها  التي تشنّها على مواقع المسلّحين في عدّة مناطق سورية منذ نهاية الشهر الماضي. و في هذا الإطار قد أكد ديمتري بيسكوف ، الناطق الرسمي للرئاسة الروسية أن الرئيسين قد ناقشا الأوضاع العسكرية ، و خطط الجيش المستقبلية في محاربة الارهاب مما يمثّل دلالة ، لا على التنسيق عالي المستوى بين القيادتين  العسكرية و السياسية ، بل على وحدة جبهتها و تطابق دور الجيشين السوري و الروسي في المرحلة القادمة ، موازاة مع التنسيق مع إيران في نفس السياق تعزيزا لحلف موسكو لمكافحة الارهاب.

مثلت الزيارة الفجيئة غير المعلنة التي أدّاها الرئيس بشّار الأسد الى موسكو ، استدارة استراتيجية تُهيَّأ  المنطقة لتقبّل المتغيّر الذي فرضه الصمود السوري في وجه الحرب الهمجية عليها و التي تعزّزت بالقرار الإستراتيجي الكبير الذي اتخذته القيادة الروسية الذي سيجرّ سورية و المنطقة نحو حيّز التسوية القائمة على احترام سيادة الدول و وحدة أراضيها و مجتمعاتها و توحيد الرؤى حول أولوية محاربة الإرهاب الذي ، لولا مواقف روسيا لوقعت المنطقة في دائرة المأساة ، كما عبّر الرئيس الأسد.

انه حراك استراتيجي يقوده القائدان الثاّبتان  ، فلاديمير بوتين و بشّار الأسد ، في وجه لهجات الاستكبار و إرادات الهيمنة على القرارات السياسية و الخيارات الإستراتيجية للدول المستقلّة. و ما ستحمله بداية السنة القادمة من تطورات ديناميكية بالعسكر و السياسة سيشكّل، إذا ما طرأ أمر ما ،  المرحلة الأولى لملامسة حيّز التسويات السياسية الكبرى في المنطقة ، و الذي سيؤثر حتما في مسار السياسة الدولية التي ستدخل مرحلة المتحوّل

  .