Search This Blog

Tuesday, March 24, 2009


مقام التجلي
(شعر)
*
*
*
يا العالم الممسوس بالأوهام والظن
عبثا تراودني عنّي
أنا المسكونة ...
أنا الممسوسة ...
أنا الموشومة...
بحرف الوصل
بحبل الأصل
بحد النصل
سنّ يفلّ السنّ بالسَّنّ
وحين تعبث
....بحصادي
....بأورادي
...بأسيادي
وتكشف الخبء عني...
ستجثتني في حفلة الموت
جثة روحها أنا
وريحها أنا
وراحها أنا
فأبعد نصلك عن نصلي
وأشح بسَنّك عنّي

انا آجلا أم عاجلا سأجتثني منّي
وأعلنها في ساح الفلاح :
يا قومي إن القوم قد أجمعوا
فخذوا حِذركم
وافتقوا خنادق الوهم
وارتقوا بكارات الخنا
فالخنوع أول التجني :
ثانيه رقصة الرقطاء
ثالثه التفافة الأسماء
فخذوها رابعة منّي :
يا قومي أنا الحقيقة....
فخذوا مسائلكم عنّي

أنا من الشريعة وإنّي
أنبثق من سِفر التكوين
من حزب البعث
من حرف البحث
يد مغلولة في سوارها...
ويد تكسر قيد التمنّي

أنا من الشريعة والشريعة منّي
وعندي لوح مقصود ...
وحرف منضود
يفلق الحب والنوى
ويفلق العين البراقة بالكوى
فانظر أيها الواهم انظر
ترى الحقيقة عينُ عيني

أنا زرعتُ في نبرة الواهمين
بؤرَ التغنّي
وجلوتُ الصوت قبل الفوْت
ورحتُ أرتّب مقامات الولاء
وجدتها مقامة تصك مقامة
في مركب النشاز
بعضه يشد البعض
في موكب الغيظ
كأنه جوقة الصم
تعزف معزوفة التدنّي...

فرحت أجترّ مقاماتي
تحفظني منهم
واحفظها عنّي
وسرّحت للمدى أصواتي
وبُحت في جوف الويل
عند تمام العاصفة والرَّبْعُ
غافل عن صلواتي
وصرخت في النائمين حولي :
لأيا قوم:
لكم فنُّكم
وليَ فنّي
*
*
* يا ظالمي

نزِقُ النازِلاتِ وفي الإنشطار مَعْلَمَة
كنتُني يوما كُنْهَ خلاياهُ
وكنتُ يومَ التردّي نَزْرا مِن بَقاياهُ
وكنتُ في الوطن حينَ ألقاهُ نصفٌ
ونِصْفي الثاني مَلْحَمة

يا النّائمُ بينَ صَمْتي وانْقيادي
بعضي قليلٌ والبعض بيْنَ...
السّالبات قهْرا والواشيات وِزْرا
تملكُ وحدَك سرَّ اصطِيادي
ومنكَ تصاريحُ ازديادي
وبيدكَ مفاتيحُ التّوْأمَة

حين قرأتُكَ سفرا
وكَتَبْتُك حِبْرا
زادَ أنيني
ووجعِي وحنيني
أو أكون فيك صِفْرا
وأنا الأرضُ العالمة ؟
أو أكون فيك صِفْرا
وأنا الأرض الحالمة ؟
كنتُك يا التاريخ قبْل أن تنْمو
وقبْل أن تَحْبو
وقبل أن تغدو بُرْعُما

يا التاريخ المسطر في الأَسفار
عبثا تواري خيوطك دِثاري
أتيتَنَي تحمِل جِبايَة السوْقِ
وتُحمّلُني جِناية الطّوْقِ
وتهددُني بأسْراري
وأنا الأصيلة
وأنا السليلة
من رحم الفضيلة
ولست من أحفاد العوْلَمَة

يا التاريخ المارق من بين أسيادي
أنا ما كنت يوما ضبابا
وما كنتُني بيْن الغيْم سحَابا
أنا الشمس........
فاخلع نعْلَيْك إنّك في الوادي
واضرب برجليك
هذا مغتسل طيب
فكفَّ أذاك عنّي
وردَّ عليّ المَظْلَمة

No comments: