فيالذكرى العاشرة لانطلاق "تونس نيوز"
الإخوة في تونس نيوز: السلام عليكم
أريد أن أنبه بأنه ليس هناك فيما أكتبة أدنى انتقاص لقيمة الخدمات التي قدمتها تونس نيوز لكن سؤالكم دقيق و يتطلب جوابا دقيقا:
عندما بدأتم نشاطكم، لم يكن المشهد الإعلامي التونسي المعارض في الخارج، صحراء قاحلة أو أرضا بكرا. فقد عرف العقد السابق لميلادكم ظهور الكثير من المنابر الإعلامية في شكل نشريات ورقية ، دورية و محدودة الانتشار، أو في شكل مواقع انترنيت، مع بداية انتشار استعمال هذه الوسيلة.
لذلك لم تمثل تونس نيوز بالنسبة إلي أكثر من مصدر معلومات إضافي و أذكر أني كنت حريصا على تصفحها فجرا و قبل الذهاب إلى العمل.
غير أني علقت عليها أمالا كبيرة في أن تتحول إلى منبر للحوار السياسي المسئول و المستقل و ما زاد في ذلك الامل ، أنها فتحت المجال واسعا لمشاركة تيار لا يكتب أصحابة إلا بالعربية، في حين أن أغلب المواقع التونسية كانت تنشر بالفرنسية
..و أحسب أنها بلغت فعلا مرتبة المنبر الحواري في مرحلة ما، غير أنها تراجعت عنه، و كان ذلك في تقديري فيما بين سنتي 2005 و 2006 بعد أن سيطر عليها تيار واحد و فرض عليها خطة و أسلوبه.
أنا لا أؤاخذكم على ذلك، فأنتم لا تصوغون مادتكم و إنما أنتم جماعون لها، تنشرون ما يصلكم أو في بعض الأحيان ما تختارونه من مصادر أخرى. لا أتحدث هنا عما تنشرونه من أخبار الانتهاكات الحقوقية و تقارير المنظمات و النداءات و العرائض... و إنما عن المادة السياسية و الرؤى و الأفكار التي تنقلها تونس نيوز لقرائها. و تقديري أن هيمنة النصوص المرصعة بالآيات القرءانية و المطرزة بالأحاديث النبوية و التي كثيرا ما يبث فيها أصحابها خطاب التكفير و التخوين و الكراهية، حالت دون تحول تونس نيوز إلى منبر سياسي يتحاور فيه التونسيون في شؤون بلادهم بالهدوء المطلوب.
أنا الآن في تونس منذ حوالي السنة و النصف أعيش على أرض الواقع… و لا أخفي عليكم أني لم أتصفح نشرتكم إلا في مناسبات نادرة، كيوم اتصل بي أحد الأصدقاء من باريس ليطمئن على سلامتي و يعلمني بأنه كتب نصا سريعا لتأبيني على إثر ما قرأه من خبر الاعتداء علي .استغربت كثيرا نشركم لخبر كهذا جاءكم من سفيه و لكني استغربت أكثر أن تعيدوا نشره دون التأكد من صحته لدى من يهمه الأمر،و لم يكن ذلك بالأمر الصعب.
أنتم تملكون كنزا عظيما متمثلا في أرشيف عقد كامل (علما أن الكثير من المواقع تنظف أرشيفها بانتظام). هذا الأرشيف سيكون مرجعا للتونسيين في مستقبل الأيام للوقوف على أسباب الفشل الذريع لحقبة نضالية كاملة و لعديد النشطاء السياسيين و الحقوقيين و لخططهم) ;و بالنسبة للبعض، على الإفلاس الاحتيالي، على معنى الرئيس سليم الحص
في توصيفه للحالة اللبنانية(( راجع مقاله في صحيفة السفير بتاريخ 27/02/2006).
و عسى أن يتعلم اللاحقون من أخطاء السابقين.
الوردانين في 30 أفريل 2010
أحمد المناعي
فلاح
No comments:
Post a Comment