Search This Blog

Friday, September 03, 2010

Un bilan irakien de l'occupation

حصيلة عراقية لسنوات الغزو.

فيصل جلول

لا بد من حصيلة اولية للغزو الامريكي للعراق مع رحيل القسم الاعظم للقوات المسلحة الامريكية من هذا البلد. والحصيلة تبدأ بألقاء الضؤ على الادعاءات والمزاعم التي روجت للاحتلال ومن بينها الحديث عن اسلحة الدمار الشامل وقد سقطت هذه الحجة في غرة الاحتلال. والحديث عن امتناع العراق عن تطبيق قرارات الامم المتحدة بالتفتيش عن تلك الاسلحة وقد قامت الحرب اثناء عمل لجان التفتيش في هذا البلد.!! والحديث عن ارتباط النظام العراقي السابق بمنظمة "القاعدة" ومنظمات ارهابية اخرى "تشكل خطرا على السلام العالمي" وقد سقطت هذه الحجة قبل سقوط بغداد. والحديث عن تهديد النظام العراقي للاستقرار الاقليمي والدولي وقد سقطت هذه الحجة اثناء الغزو حيث لم تنفذ اعمال عراقية انتقامية ضد الدول التي ساندت الغزو وانحصرت اعمال المقاومة داخل العراق وضد القوات الغازية حصرا. وقيل ان الغزو يتناسب مع القانون الدولي وانه شرعي بدليل اشتراك 48 دولة في القوات التي اجتاحت العراق وقد سقطت هذه الحجة عبر رفض مجلس الامن السماح بالغزو وعبر تصريح الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي قال بان الغزو غير شرعي وغير قانوني. وقيل ان الغزو يهدف الى نشر الافكار الديموقراطية في الشرق الاوسط. والصحيح ان انتشار هذه الافكار قد تراجع الى حد كبير منذ سقوط بغداد ولربما يظهر هذا التراجع بصورة جلية في مباركة السيد سعد الدين ابراهيم ترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية في مصر وهو الذي كان يناهض "التوريث" في بلاده وينسق مع الادارة الامريكية لنشر الافكار الديموقراطية في العالم العربي عبر الغزو الخارجي.

لم تغر هذه الحجج الزائفة في حينه الرأي العام العربي وشطرا واسعا من الرأي العام الدولي لذا لم يتسبب سقوطها بذهول عندنا وعند غيرنا علما ان الرئيس السابق جورج بوش لم يترك فرصا كثيرة للشك في صلاحية هذه الحجج اذ صرح بوقاحة ما بعدها وقاحة في 2 أغسطس ـ آب عام 2004 بقوله ".....حتى لو كنت اعرف ما اعرفه الان عن خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل فانني كنت سادخل الى العراق ". ولعل هذا التصريح يقفل صفحة مبررات الغزو ويمهر أكاذيب الغازي بخاتم رسمي من اعلى سلطة في الولايات المتحدة.

بيد ان الغازي الامريكي الذي فشل في تسويق حجج اخلاقية وقانونية لغزو بلاد الرافدين طفق يربط الغزو بحجج داخلية عراقية من بينها خلع "النظام الديكتاتوري" واقامة نظام ديموقراطي بدلا منه و فرض احترام حقوق الانسان والقضاء على الارهاب ومكافحة التهديد العراقي لدول الجوار واعادة اعمار العراق..الخ. والواضح ان هذه الحجج تهاوت الحجة بعد الاخرى وبايقاع مشابه لايقاع الحجج المزيفة قبل واثناء الغزو. فالنظام الذي اقامه الغزاة على المحاصصة الطائفية يولد ازمات حكم بنيوية والدليل ان الانتخابات النيابية تطيح بفرص تشكيل الحكومة وتجمد الحكم لاشهر طويلة وتستدرج تدخلات دولية واقليمية لتوزير هذا او ذاك. ناهيك عن ان الحكام الذين جاء بهم الغزاة بددوا مليارات الدولارات في صفقات فاسدة ومفسدة دون رقيب او حسيب. وفي السياق لم يتمكن الحكام الجدد من توفير الامن والراحة للمواطنين ناهيك عن تردي الخدمات الاساسية وانتشار المعازل الطائفية والعرقية في بلد كانت نسبة الاندماج الاجتماعي فيه من اعلى النسب في منطقته اضف الى ذلك سقوط مئات الالاف من العراقيين في ظل الاحتلال بين جرحى وقتلى ومفقودين فضلا عن ملايين المهجرين والمهاجرين داخل وخارج البلاد.

وسط هذا الدمار الشامل يشق على المرء الحديث عن احترام حقوق الانسان في العراق وبخاصة عن احترام حق السكن وحق التنقل وحق الامن وحق التعليم وحق العمل اما حق التعبير فقد صار سقفه قاصرا على حكام العراق" الجدد" هذا اذا اردنا طي صفحة ابو غريب وتصريحات وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد عن تكوين وسائل اعلام عراقية على قاعدة الرشوة ومديح الاحتلال وعملائه.

يبقى الحديث عن الارهاب وقد صار العراق من ابرز الدول المصدرة له بعد افغانستان اما عن تهديد البلد لجيرانه فقد انقلبت الاية وصار العراق مسرحا لتدخل كل دول الجوار في كل شؤونه بل في تفاصيل حياته اليومية وقد تم ذلك بفضل المحتل الامريكي وربما عن سابق تصور وتصميم ذلك ان تهديم الدولة والجيش العراقي بقرار من بول بريمر ما كان يمكن ان يؤدي الى نتيجة اخرى. اما عن اعادة اعمار العراق فلا حاجة فعلا للمطارحة والجدل ليس فقط لان المحتل لم يتمكن او لم يرغب في حل ابسط المشاكل في حياة العراقيين اليومية بل لان الحديث اصلا عن اعادة اعمار بلد محتل يتحدى المنطق والعقل والتفكير السليم فالاعمار يتم في بلدان سيدة ومستقلة ويعبر عن تطلع شعب نحو المستقبل وياتي كمحصلة منطقية لمشروع سياسي واجتماعي وطني معبر عن طموحات اهل البلد.

في هذه اللحظات التي نشهد فيها رحيل القسم الاعظم من القوات الامريكية المحتلة عن بلاد الرافدين

يبدو ان الحصيلة العراقية التي تفرض نفسها لسنوات الاحتلال المستمرة هي ان المحتل نجح في نشر الخراب في بلد عربي كان عامرا وحيويا ومستقلا ورافع الرأس وقاعدة مهمة لمقاومة وردع التسلط الاجنبي في العالم العربي ولعل هذا الخراب هو ذاك الذي وعد به جيمس بيكر طارق عزيز في ذلك اللقاء الشهير قبيل حرب الخليج الاولى اما الحصيلة الامريكية للغزو فنقاربها في وقفة اخرى.

No comments: