د. حياة الحويك عطية
هولاند, سورية والجزائر?
2012-05-09
ربما تنقذ سورية الجزائر بعد ان فشلت ليبيا في انقاذ سورية. والمقصود بالانقاذ هنا ليس انقاذ اي نظام في اي من البلدان الثلاثة وانما انقاذ البلاد من الاحتلال الاجنبي على الطريقة العراقية. ملاحظة تدفعها الى الذهن نتائج الانتخابات الفرنسية التي ادت الى وصول فرانسوا هولاند الى السلطة في اقتراع لم يكن فيه (نعم) لهولاند بقدر ما كان (لا) لساركوزي. حيث تتحدث اوساط الرئيس الجديد عن تحول في السياسة الفرنسية ازاء الجزائر. التي تطالب بتعامل ندي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. المهم في هذا التوجه نحو التغيير هو انه ليس نتيجة تغيير في العقلية الفرنسية وانما نتيجة تعثر المشروع الغربي في سورية, فعندما دخل الاطلسي الى المتوسط بحجة دعم التغيير في ليبيا كان الكل يعرف ان الوجهة الحقيقية هي سورية لان ليبيا لن تصمد الا قليلا, وبعد سورية يأتي الدور على الجزائر. وذلك ما جسدته السياسة القطرية التي تبنت توقع سرعة التداعي هذه, عندما تورطت علنا في ليبيا ومن ثم في سورية, ولم يتورع رئيس وزرائها من ان يقول للمندوب الجزائري في الجامعة العربية : الدور عليكم وستحتاجوننا. الرابط الاساسي بين الدول الثلاث يتمثل في ثلاث: المتوسط, الغاز واسرائيل. فبعد الهيمنة الاطلسية على الخليج العربي, كبداية لاستقرار الامبراطورية الامريكية - الاطلسية, التي تعلق بذيل تنورتها الغرب الاوروبي (على حد تعبير الوزير شفينمان), كان لا بد من السيطرة على المتوسط للحفاظ على بقاء هذه الامبراطورية. وبعد الهيمنة على معظم نفط العالم, في حروب واستراتيجيات شعارها: انه النفط يا غبي!! كما قال كيسنجر, كان لا بد من السيطرة على الغاز. الذي تتمثل اشكاليته في ان الدول الخمس الاساسية في انتاجه معادية للغرب ولامريكا, باستثناء قطر (روسيا, ايران, فنزويلا ليبيا والجزائر) . اما اسرائيل, فان امنها الذي يشكل الثابت المعلن لكل الاستراتيجيات الغربية, لا يمكن ان يتحقق, ومعه هيمنتها على الشرق الاوسط الا بالقضاء على كل دولة عربية قوية ولا تعترف بالسلام الاستسلامي معها. كل هذا, هو ما شكل مضمون مشروع نيقولا ساركوزي: الاتحاد لاجل المتوسط, الذي كان اول عمل باشر به فور انتخابه, وقد بدا واضحا انه تعهد سابق للانتخاب وربما شرط له. مشروع كان اشد من رفضه ليبيا والجزائر. ولم ينفع لاستمالة الجزائر عرض ساركوزي خلال حملته الانتخابية باعطائها التكنولوجيا النووية لقاء الغاز, كما لم ينفع تخصيصه لها في اول زيارة رئاسية, في اقناعها بالاتحاد لاجل المتوسط - لا مجال لان نشارك اسرائيل في هذا الاتحاد قبل حل المسألة الفلسطينية - قال بوتفليقة - ليرد عليه ساركوزي : اسرائيل هي في قلب هذا المشروع. الان ذهب ساركوزي, عقابا على سياسات كثيرة داخلية وخارجية, لكن علينا الا نتوقع الكثير من فرانسوا هولاند, فالحزب الاشتراكي خاضع للوبي اليهودي مثله مثل اليمين ان لم يكن اكثر, ويمتلك عقلية عدوانية قد تتقدم على اليمين, ولن ننسى ان ميتران كان يؤيد الاستمرار في حرب الجزائر وان ديغول هو من انهاها, ان الاشتراكيين هم من شارك في عدوان 1956 على مصر, وان ميتران هو من شارك في الحرب على العراق عام 1991 في حين عارضها شيراك عام 2003 . ولذا فان من سيفرض تغييرا في السياسات الفرنسية ازاء ما تبقى من العالم العربي, ليس انسانية الاشتراكيين, وانما امران اساسيان: صمود الشعب والدولة في وجه التدخلات الخارجية,وذلك ما لا يتحقق الا بالاصلاحات السياسية والاقتصادية الجذرية, التي لا تقتصر على مسرحيات وظواهر صوتية وانما على ترجمة فعلية للتعددية السياسية عبر اطلاق الحريات والتخلي عن مفهوم الحزب القائد او المجموعة المهيمنة. وعلى مكافحة حقيقية لجيوب الفساد المستشري والعودة عن المسايرات النيوليبرالية الى اقتصاد اجتماعي انتاجي. بذلك يكون هولاند وسواه مضطرين الى تغيير السياسات, والا فان الامور لن تكون الا مجرد تأجيل للكارثة. أرشيف الكاتب |
(166037) مروان ألحكيم |
تحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية جذرية و ترجمة فعلية للتعددية السياسية عبر اطلاق الحريات والتخلي عن مفهوم الحزب القائد او المجموعة المهيمنة وكذلك مكافحة حقيقية لجيوب الفساد المستشري والعودة عن المسايرات النيوليبرالية الى اقتصاد اجتماعي انتاجي لن يحدث أي شيء من المذكور أعلاه لا في سوريا ولا في غيرها من أنظمة عرب الفساد وألأستبداد. حتى لو أرادت بعض الأطراف ألشروع بهكذا أمر فبقية المجموعه المهيمنه لن تسمح بذلك وكذلك لن تساعدها البنيه الفاسده القائمه على تشابك مصالح نفعيه. وعلى رأي ألمثل \" لو بدها تمطر لغّيمت\". ألم يعلن ألرئيس ألأسد عن برنامجه في ألأصلاح في خطاب أستلامه ألعرش ولم يحدث أصلاح!! لماذا؟ |
(166031) عتيق |
مقاربة واقعية ومنطقية للازمة ..وقراءة جيده للاحداث ...ولكن لم يصدر اي حديث مباشر عن الموقف الفرنسي الجديد من سوريا . |
(165982) ابو عمر |
اتمنى أن يقرأ مقالك هذا من يملكون اتخاذ القرارات فى الأمه العربيه المتحررة حتى الأن لأنه الحل وإلا فالكارثه |
No comments:
Post a Comment