لاَ تُسَلـِـــــــــــــــــــمْ - رسالة مفتوحة الى الرئيس المرزوقي
par Henda Belhadjali, mercredi 23 mai 2012, 15:39 ·
سيدي الرئيس
،
أكاتبك
لأول مرة في حياتي وأنا أجهل تماما لغة رسائل الرؤساء، أكاتبك مضطرة، وأنا
كلي أمل في كرمك ورحابة صدرك ورجاحة عقلك، هلا سمحت سيدي، ألا تسلم السيد
البغدادي المحمودي لثوار الناتو
،
سيدي الرئيس
المفدى، لا تسلم البغدادي المحمودي بل تسلم رفاة المقاوم والمناضل القومي
العظيم، جيفارا تونس، حسين التريكي، رحمه الله وأسكنه جنانه، الذي لقى حتفه
في حادث غامض بالأرجنتين بعد خروجه من المسجد أين أدى صلاته الأخيرة،
سيدي
الرئيس، التونسيون يناشدونك رغم أنهم عزموا على عدم العودة للمناشدة، هذه
العادة السرية عند البعض والعلنية عند الآخر، التونسيون نقضوا عهدهم مرغمين
وهم اليوم يناشدونك بأن تكون رئيسا، لا يسلم بل يتسلم ويكرم شرف تونس
وشموخها ونقاء تاريخها
.
البغدادي المحمودي ، سجين
عندك وهو طالب للجوء السياسي، إذا فهو أمانة، ولا يهم من يكون وما فعل
فالكل صار سواء، لكن ما أعرفه أن هذا الرجل رقما صعبا بالنسبة للكثير من
الجهات المشبوهة ولو أرادوا قتله لفعلوا ولكنهم يريدونه حيا ليعطيهم أسرار
الماضي وشهادات حسن السيرة لأسماء متناثرة هنا وهناك، سيسلخون جلده سيدي لو
سلمته، أتقوى على العيش بعدها وتجر ورائك ولبقية حياتك ثقل هده الجريمة
النكراء.
سيدي المناضل الحقوقي، سابقا والرئيس
حاضرا، نرجوك لا تسلم، وإن عن الفدية، فخذ ما تبقى لنا من أموال، بع
بيوتنا، خذ محفظات صغارنا والأقلام، خذ ملابسنا وأقراطنا وكل ما نملك، كل
الأشياء تعوض الا شرف المرء، ان لفه العار لا تفديه ألاف الأثمان،
سيدي
الرئيس، نسيان أو اهمال مناضلنا حسين التريكي، جريمة في حق تونس، وتسليم
البغدادي المحمودي وهو من احتمى بديارنا، سوف تكون جريمة ضد الانسانية،
وعمل مناقض لكل الأعراف الانسانية والأخلاقية، وللمعاهدات الدولية. ولعلمكم
فان كتائب خميس وغيرها من الكتائب الموالية للمرحوم القذافي، تتوعدنا في
تونس بأن تنتقم منا لذنب لم نقترفه، ستكون أنت في قصرك وسنكون وصغارنا في
الشوارع معرضين للأخطار. لن نقبل أن ترتكب تونس مثل هذه الجريمة فأنت رئيس
التونسيين، واذا حصل فالتونسيون الشرفاء وغيرهم من أحرار العالم سيلاحقون
كل من تورط في هذه العملية قضائيا، ولن ينجو أحد كان من كان، العالم يتغير
ولا شيء باق على حاله، هذه حقيقة ولا أتصور أن من مصلحة أي كان أن ينكرها
أو يتناساها
.
سيدي، انسى للحضة صفة الرئيس وكن المناضل الحقوقي، وخلصنا من هذه الورطة ولا تسلم الرجل، اكراما
لشهدائنا، اكراما لتاريخنا، اكراما لشعبك، واكراما لشخصك.
سلاما واحتراما
مواطنتك، هندة بالحاج علي
No comments:
Post a Comment