Search This Blog

Tuesday, August 18, 2009



ضرورة مقاضاة البارونة البريطانية (إيما نيكلسون) وفضحها على شهادتها الزائفة

أمام

المحكمة الجنائية التي ستسبب باعدام المئات من رجالات العراق الوطنيين!


2009-08-18 ::
بقلم: الدكتور عبد الواحد الجصاني ::


البارونة البريطانية (إيما نيكلسون)



- أولا : خلاصة تمهيدية

أدلت البارونة البريطانية (إيما نيكلسون) يوم 7/8/2009 بشهادتها أمام المحكمة الجنائية العليا التي أنشأها المحتل لمحاكمة رموز النظام السابق. وهذه ثاني شهادة تقدمها امام المحكمة بعد أن أدلت بشهادتها الأولى يوم 4/10/2007. وفي الشهادتين قالت نيكلسون أنها قامت بحوالى 75 زيارة الى العراق وايران في أوائل التسعينات وشاهدت ضحايا إستخدام الجيش العراقي للأسلحة الكيمياوية في الأهوار، كما أنها كانت شاهدة على عملية تجفيف الأهوار التي إعتبرتها جريمة إبادة جماعية ضد سكان الأهوار.!!
إن شهادة هذه البارونة الباطلة ستؤدي الى إعدام ثلة من أطهر رجالات العراق إضافة الى تزويرها للوقائع والتاريخ.

ولكون (البارونة) عضو في مجلس اللوردات البريطاني وعضو في البرلمان الاوربي، فإن شهاتها الكاذبة تحت القسم هذه لا بد وأن تواجه برد فعل من الجهات القضائية في بريطانيا وفي الإتحاد الأوربي، ومطلوب التشكيك باهليتها في إحتلال مناصب عامة، فمثلها لا يشرف بلادها ولا الإتحاد الأوربي ويقودهما الى العار مثلما قاد بلير بريطانيا الى عار مستديم مما إضطر رئيس الوزراء رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الى الإعلان يوم 15/6/2009 عن تشكيل لجنة من خمسة أعضاء للتحقيق في كيفية غش بلير للشعب البريطاني بمعلومات مفبركة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية توريط بلاده في العدوان والإحتلال الأمريكي للعراق.

إننا ندعو رجال القانون في بريطانيا وأوربا، وبالذات اتحاد المحامين العرب في بريطانيا، لتنوير الرأي العام البريطاني والأوربي بحقيقة هذه البارونة المتحالفة مع قوى الظلام والعدوان في نظام ولاية الفقية الفارسي، والسعي لتقديمها للمحاكمة بتهمة الإدلاء بشهادة كاذبة تحت القسم. وأدناه الحقائق الثابتة التي تنقض أقوال البارونة جملة وتفصيلا.

- ثانيا : بطلان إدعاء إستخدام الأسلحة الكيمياوية في منطقة الأهوار ..

1 - هذه التهمة الباطلة أطلقتها إيران بعد فشل التمرد المسلح الذي قاده رجال مخابراتها في جنوب العراق مستثمرين نتائج العدوان الأمريكي على العراق عام 1991. وتلقفت الدوائر الصهيونية وماكنتها الإعلامية الهائلة هذه التهمة الباطلة وروجت لها، مما إضطر الجنة الخاصة المكلفة بنزع سلاح العراق التابعة للأمم المتحدة (الأنسكوم) الى تشكيل فريق تفتيش للتحقق من هذه المزاعم وذهب الفريق الى طهران وإجتمع بمسؤولي جمهورية إيران (الإسلامية) الذين عرضوا عليه اشخاصا إدعوا انهم عراقيين من ضحايا إستخدام الجيش العراقي للأسلحة الكيمياوية في منطقة الأهوار، كما قدم الإيرانيون للفريق وثائق إدعوا أنها وثائق رسمية عراقية تثبت هذا الإستخدام.

وقدم المسؤولون الإيرانيون والضحايا المزعومون لفريق اللجنة الخاصة اسماء المواقع التي جرى فيها إستخدام الأسلحة الكيمياوية في منطقة الأهوار. ثم عاد فريق الجنة الخاصة الى بغداد ومنها ذهب الى منطقة الأهوار وأجرى مسحا شاملا للمنطقة مستخدما الطائرات المروحية والزوارق والعجلات وأخذ عيّنات من المياه والتربة والنبات الطبيعي والأحياء. وشرح تقرير اللجنة الخاصة نصف السنوي السادس المؤرخ 21/12/1993 (وثيقة الأمم المتحدة S/26910) تفاصيل عمل فريق التفتيش والذي جاء فيه :

(أن أحد فرق اللجنة التفتيشية قام بالتحقيق في إدعاءات تقول ان العراق إستخدم الأسلحة الكيمياوية ضد عناصر من المعارضة الخائنة في الأهوار الجنوبية. وهذا الموضوع كان ذو حساسية عالية، ومع ذلك فقد سهّل العراق هذا التفتيش).

وأضاف : (خلال عملية التفتيش أجرى الفريق تفتيشا شاملا للموقع، وأخذت عينات كبيرة من التربة والماء والنبات الطبيعي والأحياء، وستحلل هذه النماذج في مختبرات مختلفة ذات خبرة في تحليل مثل هذه النماذج. كما قام الفريق بتفتيش المنطقة المحيطة بالموقع المدعى حصول الهجوم بالأسلحة الكيمياوية عليه. وجرى إستخدام السيارات والطائرات المروحية والقوارب في هذا المسح. وخلال التفتيش لم يعثر الفريق على أية دلائل آنيّة على إستخدام الأسلحة الكيمياوية.

فقط جرى العثور على قنبلة غير منفلقة تبين أنها قنبلة سلاح آر بي جي محشوة بمواد متفجرة تقليدية، وجرى تفجيرها.... كما حصلت اللجنة خلال التحقيق على بعض الوثائق التي يجري حاليا الفحص والتحليل الجنائي لها).
وبعد تحليل العينات اكّد تقرير اللجنة نصف السنوي السابع المؤرخ 24/6/1994 المنشور في وثيقة الأمم المتحدة S/1994/750 كذب إدعاءات إستخدام الأسلحة الكيمياوية في الأهوار وجاء في الفقرة 29 منه الآتي :

(جرى تحليل النماذج في مختبرات في بريطانيا وفي الولايات المتحدة، ولم تظهر التحاليل أية دلائل على وجود عناصر الأسلحة الكيمياوبة فيها، وهذا يعني أن الأسلحة الكيمياوية لم تستخدم خلال السنتين الأخيرتين في المنطقة التي جرى التفتيش فيها). وتضيف الفقرة (وإستنادا الى هذه النتائج إنتفت الحاجة لإجراء التحليل الجنائي للوثائق التي قدمها أشخاص من المعارضة العراقية والتي إدّعوا أنها تثبت إستخدام الأسلحة الكيمياوية).

2 – إن ترديد هذه التهمة الباطلة بعد ست سنوات ونصف السنة من الإحتلال الأمريكي للعراق يعني أن البارونة غير معنية بالإطلاع على الحقائق التي نشرها الأمريكان أنفسهم ومنها تقرير (فريق مسح العراق) الذي رأسه نائب رئيس اللجنة الخاصة تشارلز دولفير والذي أكد أن العراق لم يطور ولم يستخدم أية أسلحة كيمياوية بعد صدور قرار مجلس الأمن 687(1991).

3 - إن منطقة الأهوار، مثلها مثل المنطقة الشمالية، كانت منذ عام 1991 تخضع لما سمي (مناطق حظر الطيران) وكانت الطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية تحلق فيها بمعدل عشرين طلعة يوميا، كما كانت تحلق بشكل يومي فوق العراق بأكمله طائرات التجسس الأمريكية (يو- تو) تحت غطاء الأمم المتحدة، فكيف كل هؤلاء أعداء العراق المتكالبين عليه لم يشهدوا ولم يجدوا دليلا واحدا على إستخدام الأسلحة الكيمياوية، بينما شهدته وشهدت به هذه البارونة التي كان يأتي بها الى الحدود العراقية الإيرانية مساعد محمد باقر الحكيم المدعو (عادل أصفهاني) الذي يسمي نفسه حاليا حامد البياتي واعطي منصب مندوب العراق في المم المتحدة، والذي لا يخجل من الإصرار على تسمية نفسه بالدكتور رغم إنكشاف تزويره للشهادة وإعترافه بهذا التزوير!!!

- ثالثا : بطلان إدعاء أن تجفيف الأهوار جريمة إبادة جماعية
1 - إن تجفيف الأهوار والمستنقعات وتحويلها الى اراض زراعية، هو برنامج تنموي قديم قدم العراق. فمنذ بزوغ فجر الحضارة الإنسانية في أرض سومر كان صراع الإنسان دائم مع قوى الطبيعة ممثلة بنهري دجلة والفرات، فكان النهران يفيضان ويحولان مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الى أهوار ومستنقعات، وكان السومريون يلجأون الى نظم فريدة في الري والبزل لتجفيف الأهوار والمستنقعات وإعادة تحويلها الى أراض زراعية.

ثم تلاهم في ذلك الأكديون والبابليون وكل الحضارات التي قامت في وسط وجنوبي العراق. كما حدثنا التاريخ عن مشاريع تجفيف الأهوار في العهد الأموي من اجل زيادة مساحة الأراضي الزراعية وزيادة الخراج. وتواصلت مشاريع تجفيف الأهوار في جميع عصور الدولة العباسية إنتهاء بالعصرين البويهي والسلجوقي.
وعند قيام دولة العراق الحديثة عام 1921 إقترحت شركات بريطانية على الملك فيصل الأول تجفيف الأهوار من أجل توفير اراض زراعية إضافية وزيادة مصادر الدخل الإقتصادي لسكان الاهوار إلا أن مستشاري الملك ترددوا في قبول الفكرة. وفي الخمسينات من القرن الماضي إقترحت شركة أمريكية مشروعا متكاملا لتجفيف الأهوار وتحويلها الى أراض زراعية وأدرج المشروع ضمن مشاريع (مجلس الأعمار) منذ عام 1954، لكن كلفته العالية حالت دون الشروع بتنفيذه.

وبعد ثورة 17 تموز 1968 بدأت الحكومة العراقية بمشاريع واسعة لإستصلاح الأراضي الزراعية وكان من بينها مشروع النهر الثالث الذي يمتد من جنوب بغداد الى الخليج العربي لتصريف مياه البزل وتخليص الأراضي الزراعية من الملوحة وإستصلاح الأراضي التي كانت تغمرها البرك والمستنقعات، خاصة بعد تزايد الحاجة لتحويل المناطق ذات المياه الآسنة والمستنقعات الى أراض زراعية نتيجة الحاجة لزيادة الأراضي الزراعية ولمكافحة التصحر. وتضمن هذا المشروع إنشاء قرى عصرية للفلاحين ومد طرق مواصلات حديثة وإيصال الكهرباء والماء الصالح للشرب وبناء المدارس والمستوصفات وبما يمثل نقلة نوعية في حياة سكان الهور من التخلف الى المدنية، فهل هذه جريمة إبادة جماعية!

2 - لا يختلف مشروع تجفيف الأهوار العراقي عن أي مشروع مشابه نفذته دول دول عديدة مثل الهند والباكستان وإيران والبرازيل، إضافة الى ان دولا اخرى جففت اجزاء من سواحلها البحرية وحولتها الى اراضي زراعية أو إلى مجمعات سكنية، مثل هولانده والإمارات العربية المتحدة، ولم يقل أحد انها جريمة إبادة جماعية.

3 – قد يقول قائل إن الحكومة العراقية عملت على تجفيف الأهوار لسبب عسكري أيضا، من أجل تسهيل وصول قواتها الى مناطق الأهوار للقضاء على المتمردين والخارجين على القانون الذين يجدون في الأهوار ملاذا. والجواب هو إن هذا الهدف قانوني ولا يتعارض مع الأهداف الإقتصادية للمشروع، ومسألة بسط النظام في أنحاء الدولة هو واجب أساسي للدولة عملت عليه جميع الحكومات التي قامت في العراق، ويحدثنا التاريخ أن بقايا العبيد الذين قاموا بثورة الزنج التجأوا الى الأهوار وعملت الدولة العباسية على تجفيف الأهوار لمنع إستخدامها ملاذا للخارجين على القانون.

4 – تدعي البارونة أن تجفيف الأهوار يقضي على أسلوب حياة عمره آلاف السنين، وهي تمتهن بذلك إنسانية سكان الأهوار وحقهم في التطور، وتريد أن يستمروا بالعيش في تخلف وعزلة وفقر مدقع لكي يكونوا (متحفا) يزوره البريطانيون من وقت لآخر ويكتبوا حول أناس يعيشون حياة بدائية وينامون مع جواميسهم في مكان واحد في الألف الثالثة للميلاد! فهذا الكاتب البريطاني ويلفرد ثيسجر الذي زار الأهوار للفترة 1950-1958 يقول في كتابه (عرب الأهوار) إن عرب الأهوار معزولون عن العالم ولا يعرفون أقراص الأسبرين أو مطهرات الجروح.

ونقل ثيسجر عن الشيخ فالح بن مجيد الخليفة تحذيره له بعدم الذهاب الى الأهوار لإن (المعدان فقراء ليس لديهم طعام يكفيهم وبيوتهم نصفها في الماء ومليئة بالبعوض والبراغيث وهم يعيشون مثل جواميسهم وإذا نمت في بيوتهم فلا غرابة أن تطأ الجواميس وجهك وأنت نائم). ويبدو أن بعض أوساط الغرب (المتحضر) ترى في أي مشروع وطني مستقل في العالم الثالث جريمة، فقد شنت بريطانيا وأمريكا حملة شعواء على مصر وعلى الرئيس جمال عبد الناصر لقراره بناء السد العالي وقالوا إن السد سيكون كارثة على مصر وعلى بيئة مصر!

5 – من الغريب أن تصف البارونة مشروعا إقتصاديا وطنيا عملاقا بإنه (جريمة إبادة جماعية) ولا تصف الحصار الشامل الذي فرضته بلادها وأمريكا على العراق بهذه الصفة، ولا تصف إجراءات تركيا وإيران في حجب حصة العراق من مياه دجلة والفرات وروافدهما بهذه الصفة، ولا نذكر الغزو والإحتلال الذي قادته بلادها وأمريكا الذي باركته نيكلسون ورأت فيه تحريرا.

- رابعا : الخلاصة
لقد بدأت حملة الافتراء والتشويه وشيطنة العراق وقيادته الشرعية ومشروعه الوطني والقومي النهضوي منذ عام 1968 عندما أعلن برنامجه في التحرير والاستقلال والنهضة، وتصاعدت هذه الحملة بعد إنتصار العراق على إيران، ووصلت مداها الأقصى مع الإحتلال الأمريكي للعراق. ثم بدأت الحقائق تتكشف واحدة بعد الأخرى، وبدأ قادة هذه الحملة ينسحبون مضطرين واحدا بعد الآخر تلاحقهم لعنات شعوبهم والتاريخ، وكان أولهم كولن باول الذي قال إن بيانه أمام مجلس الأمن جلب العار له ولإسرته، ثم تلاه رامسفيلد وبلير وأزنار وهيوارد وبوش وجوقة المحافظين الجدد في ادارة بوش، لكن هذا البارونة الصفيقة لا تزال تردد بلا خجل الأكاذيب التي يقدمها لها نظام ولاية الفقيه الفارسي. إن إستمرار سكوت المنصفين في العالم على أكاذيبها هو إهانة للحقيقة وإمتهان لضحايا هذه الأكاذيب، وعلى كل الشرفاء ملاحقتها وفضحها. والله المستعان

No comments: