تحت
عنوان "تونس المفلسة" كتبت اليوم جريدة الشروق الجزائرية مقالا تناولت فيه
السياسة العشوائية التي توختها حركة النهضة والفساد والتي جعلت البلاد على
مشارف الفساد حيث قالت:
لم يكن منطقيا أن يتقدم الشباب المطاردين في اصقاع الأرض او المعتقلين في غياهب السجون إلى مقاليد الحكم، وكان من المفترض ان يختار الجميع حكومة ثقنوقراطية من كفاءات تونسية مشهود لها بالنزاهة، وتدخل بتونس مرحلة انتقالية تؤسس فيها لعملية سياسية تعتمد التعددية والتعايش السلمي بين الأحزاب المتناقضة، وتضع خططا عملية للنهوض بالاقتصاد التونسي ووضع أسس نظام عادل بدستور يشارك فيه جميع التوانسة ويؤسس لعدالة اجتماعية وعناية بالعمق التونسي المظلوم ووضع آليات لاقتصاد مكمل للسياحة.
اختصرت حركة النهضة التونسية كل ذلك واظهرت شراهة غير عادية للحكم، فيما لم تكن تمتلك لذلك سوى رصيدها الأخلاقي في مواجهة النظام الأمني السابق.. ووقعت حركة النهضة في المحظور جميعه، فلئن كانت تعيب على النظام السابق ان جعل أخ ليلى الطرابلسي متنفذا في الدولة، فلقد جعلت النهضة صهر الغنوشي الصحفي بقناة الجزيرة وزيرا للخارجية التونسية، ووضعت اشخاصا لا يمتازون الا بقربهم من مؤسس الحركة او الشخصيات النافذة في الحركة في مواقع حساسة في النظام الجديد.. ولئن كان يعاب على النظام السابق انه كان خاضعا للأمريكان والغربيين فيما يخص السيادة التونسية والقضايا العربية، فإن النهضويين لم يترددوا في التعامل المريح مع الأمريكان والغربيين وانتهكوا بذلك حقوق الانسان والقانون التونسي بتسليمهم البغدادي رئيس وزراء ليبيا السابق إلى الحكومة الليبية رغم معارضة الرئيس التونسي وسمحوا للمخابرات الأمريكية بالتحقيق مباشرة مع المتهم في قضية السفارة الأمريكية بليبيا.. وفي سجل حقوق الانسان، يكون الحكام الجدد في تونس سجلوا حالة من التجاوز تذكر بالعهد السابق في كيفية تعاملهم مع السلفيين وآخرين لا يتفقون معهم في القضايا العامة والخاصة.
بعد هذا كله، تصدر التصريحات من تونس ان الدولة ستعلن عن افلاسها.. كيف لا تفلس، والدولة منذ عامين في اجازة اضطرارية؟! كيف لا تفلس وكل شيء في تونس معطل الا الكلام الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟ كيف لا تفلس في غياب رؤية اقتصادية او سياسية ناضجة واضحة تطمئن الناس وتجمعهم حول برامج وليس بروبوغاندا وسفسطة.. تفلس تونس، لأن الحكام الجدد أخذوا بالسلطة عن التفكير بإنقاذ اقتصاد البلد القائم على القطاع السياحي الموسمي.. أخذ الحكام الجدد بمستلزمات البريستيج عن وضع تصورات بديلة لاقتصاد تافه أفقر الشعب وهتك كرامة التوانسة.
عامان من العمل الفوضوي في تونس قدمت دليلا قويا للأسف على ان من ينجح في الابتلاء امام سوط الجلادين ليس بالضرورة قادرا على تسيير الحكم بمجالاته العديدة.. وأن زعماء الصمود ليسوا هم رواد النهضة والتقدم بالضرورة.. فهل يبتعد النهضويون بأدب وهدوء عن مفاصل الحكم، تاركين المجال لطاقات تونسية حقيقية، ويجب ان لا يعتد هنا بأصوات الناخبين، انما بالتجربة ونتائجها.
لم يكن منطقيا أن يتقدم الشباب المطاردين في اصقاع الأرض او المعتقلين في غياهب السجون إلى مقاليد الحكم، وكان من المفترض ان يختار الجميع حكومة ثقنوقراطية من كفاءات تونسية مشهود لها بالنزاهة، وتدخل بتونس مرحلة انتقالية تؤسس فيها لعملية سياسية تعتمد التعددية والتعايش السلمي بين الأحزاب المتناقضة، وتضع خططا عملية للنهوض بالاقتصاد التونسي ووضع أسس نظام عادل بدستور يشارك فيه جميع التوانسة ويؤسس لعدالة اجتماعية وعناية بالعمق التونسي المظلوم ووضع آليات لاقتصاد مكمل للسياحة.
اختصرت حركة النهضة التونسية كل ذلك واظهرت شراهة غير عادية للحكم، فيما لم تكن تمتلك لذلك سوى رصيدها الأخلاقي في مواجهة النظام الأمني السابق.. ووقعت حركة النهضة في المحظور جميعه، فلئن كانت تعيب على النظام السابق ان جعل أخ ليلى الطرابلسي متنفذا في الدولة، فلقد جعلت النهضة صهر الغنوشي الصحفي بقناة الجزيرة وزيرا للخارجية التونسية، ووضعت اشخاصا لا يمتازون الا بقربهم من مؤسس الحركة او الشخصيات النافذة في الحركة في مواقع حساسة في النظام الجديد.. ولئن كان يعاب على النظام السابق انه كان خاضعا للأمريكان والغربيين فيما يخص السيادة التونسية والقضايا العربية، فإن النهضويين لم يترددوا في التعامل المريح مع الأمريكان والغربيين وانتهكوا بذلك حقوق الانسان والقانون التونسي بتسليمهم البغدادي رئيس وزراء ليبيا السابق إلى الحكومة الليبية رغم معارضة الرئيس التونسي وسمحوا للمخابرات الأمريكية بالتحقيق مباشرة مع المتهم في قضية السفارة الأمريكية بليبيا.. وفي سجل حقوق الانسان، يكون الحكام الجدد في تونس سجلوا حالة من التجاوز تذكر بالعهد السابق في كيفية تعاملهم مع السلفيين وآخرين لا يتفقون معهم في القضايا العامة والخاصة.
بعد هذا كله، تصدر التصريحات من تونس ان الدولة ستعلن عن افلاسها.. كيف لا تفلس، والدولة منذ عامين في اجازة اضطرارية؟! كيف لا تفلس وكل شيء في تونس معطل الا الكلام الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟ كيف لا تفلس في غياب رؤية اقتصادية او سياسية ناضجة واضحة تطمئن الناس وتجمعهم حول برامج وليس بروبوغاندا وسفسطة.. تفلس تونس، لأن الحكام الجدد أخذوا بالسلطة عن التفكير بإنقاذ اقتصاد البلد القائم على القطاع السياحي الموسمي.. أخذ الحكام الجدد بمستلزمات البريستيج عن وضع تصورات بديلة لاقتصاد تافه أفقر الشعب وهتك كرامة التوانسة.
عامان من العمل الفوضوي في تونس قدمت دليلا قويا للأسف على ان من ينجح في الابتلاء امام سوط الجلادين ليس بالضرورة قادرا على تسيير الحكم بمجالاته العديدة.. وأن زعماء الصمود ليسوا هم رواد النهضة والتقدم بالضرورة.. فهل يبتعد النهضويون بأدب وهدوء عن مفاصل الحكم، تاركين المجال لطاقات تونسية حقيقية، ويجب ان لا يعتد هنا بأصوات الناخبين، انما بالتجربة ونتائجها.
No comments:
Post a Comment