» الاولى
التونسية (تونس)
أثارت صورة جديدة للقاء جمع رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي برئيس حركة
«نداء تونس» الباجي قائد السبسي روّج لها بكثافة عبر مواقع التواصل
الاجتماعي خلال اليومين الأخيرين جملة من التساؤلات وردود الأفعال
المتباينة والتصريحات «المتضاربة»...حيث أكد مكتب رئيس حركة «النهضة» أن
هذه الصورة تعود للقاء جمع بين رئيسي الحزبين يوم الخميس 15 جويلية الماضي
في حين أكد رضا بلحاج المدير التنفيذي لحركة «نداء تونس» خبر اللقاء ولكنه
اختلف مع ما أكدته حركة «النهضة» بخصوص موعد اللقاء حيث شدد على أن
المقابلة حديثة العهد وأنها قد تمت بين الشيخين في فرنسا أثناء الجولة
الأوروبيّة التي يقوم بها حاليّا رئيس حركة «نداء تونس» مثلما أشارت الى
ذلك صفحة الرابطة الوطنية لحماية الثورة التي قالت أن اللقاء تم يوم 17 أوت
الجاري بالعاصمة الفرنسية.
وبعد أن تشبث الحزبان في السابق بنفي أي خبر لقاء دار بين «السبسي»
و«الغنوشي» بغاية تباحث الحلول الكفيلة لوضع حد للأزمة السياسية الراهنة،
أذيع خبر اللقاء عشية أول أمس على اثر انتشار الصورة عبر مواقع التواصل
الاجتماعي والتي تتعارض مع ما صرح به الحزبان وبالأخص مع ما أعربت عنه حركة
«نداء تونس» من رفض للحوار مع حركة «النهضة» ما لم تستجب لشرط حل الحكومة
الحالية وتعويضها بحكومة إنقاذ وطني كمدخل للحوار والتفاوض.
وتبعا لما ورد في بعض وسائل الاعلام وما روج اليه عبر مواقع التواصل
الاجتماعي حول هذا اللقاء،اكد امس رئيس حركة النهضة «راشد الغنوشي» خبر
اللقاء الذي قال انه جمعه بـ«السبسي» بتاريخ 15 جويلية المنقضي ،موضحا ان
هذا اللقاء «كان إيجابيا وصريحا وجاء من أجل التوصل الى التهدئة والدعوة
الى الحوار والتوافق بين مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية في البلاد
بديلا عن تجييش الشارع والتصعيد».
من جهته، نفى رضا بلحاج مدير المكتب التنفيذي لحركة «نداء تونس» ما روج من
إشاعات حول الموضوع، كاشفا ان المقابلة تمّت بين السيد الباجي قائد السبسي
والشيخ راشد الغنوشي أثناء الجولة الأوروبيّة التي يقوم بها حاليّا رئيس
حركة نداء تونس وليس منذ ما يزيد عن الشهر ـ كما قالت حركة النهضة ـ.
وقال «بلحاج» ان الباجي قائد السبسي كان قد عبر أثناء اللقاء عن تمسّكه
بالأرضيّة المتفقّ عليها في إطار جبهة الانقاذ الوطني التي دعمتها
المنظمّات الاجتماعيّة، سعيا لايجاد مخارج وفاقيّة للأزمة الراهنة التي تمر
بها البلاد وخاصة تشكيل حكومة كفاءات تترأسها شخصيّة وطنية مستقلة كخطوة
أولى للجلوس على طاولة المفاوضات.
وأوضح «بلحاج» ان الباجي قائد السبسي طلب ايضا من رئيس حركة «النهضة» خلال
هذا اللقاء التعاطي الايجابي مع المبادرات السياسيّة للمعارضة ومكونات
المجتمع المدني والمنظمات الوطنيّة لتجنيب البلاد ما لا تحمد عقباه خاصة مع
تأزّم الأوضاع الاقتصادية وتدهور الحالة الأمنية ـ حسب قوله ـ.
حلفاء «النداء» غاضبون ويتساءلون
وعلى اثر انتشار خبر لقاء الرجلين وصورته أعرب شق كبير من أنصار «الجبهة
الشعبية» ومن أحزاب «الاتحاد من أجل تونس» عن شديد غضبهم وسخطهم من مثل هذه
اللقاءات التي وصفوها بالسرية و«غير البريئة»، معربين في الآن ذاته عن
شديد تخوفهم مما اعتبروه «مخططا خفيا قد تروح ضحيته كل الاحزاب التي وضعت
يدها في يد نداء تونس»، مطالبين قيادة الحزبين بـ«الكف عن محاولات ذر
الرماد بالعيون والتمويه والكشف عن حقيقة مثل هذه اللقاءات» ـ حسب قول
بعضهم ـ، متسائلين بإلحاح: «ماحقيقة لقاء «الغنوشي» بـ«السبسي» في فرنسا؟
وأية صفقة وراءه؟ وإن كان لقاء عاديا بريئا كما يدعيان، فلماذا لم يجر في
تونس؟..».
وبمزيد تحريها في الموضوع، علمت «التونسية» من مصادر قريبة من «نداء تونس»
ان اللقاء بين الرجلين تم في سرية تامة بفرنسا لكن بعلم من رموز جبهة
الإنقاذ وخصوصا الجبهة الشعبيّة، وان اللقاء تم إعداده في سرية تامة إثر
وساطات كبيرة لجهات أجنبية نذكر منها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا
وألمانيا وقطر وتركيا وتم بعلم من نبيل القروي وطارق بن عمار وكان الهدف
منه تمهيد عودة الهدوء للساحة السياسية قبل أن يصبح الوضع غير قابل للعودة
إلى الوراء.
وكشفت مصادرنا القريبة من نداء تونس أن السبسي أعلم عدد من القيادات
باللقاء وقدم شروطا لعودة الحوار السياسي والمشروط بمسألتين إثنتين وهي
قبول النهضة بمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل وبخروج علي العريض من
رئاسة الحكومة .
هذه المطالب لم تجد قبولا لدى الغنوشي الذي يبدو إنه حاول ضرب التحالف بين
«الاتحاد من أجل تونس» و«الجبهة الشعبية» حيث اقترح على السبسي دخول أربعة
وزراء من «نداء تونس» لحكومة العريض وتمكين «نداء تونس» من وزارة الخارجية
والعدل والتربية وإنهاء مهام وزير الشؤون الدينية الحالي نور الدين
الخادمي وتخصيص حقائب ديبلوماسية للاتحاد من أجل تونس في الحركة
الديبلوماسية القادمة مع تغيير كبير في حركة الولاة مع توضيح عدة مسائل
داخل المجلس التأسيسي.
هذه المقترحات لم يقبل بها السبسي الذي أكد أن «نداء تونس» ملتزم بجبهة
الإنقاذ والمطالب التي تقدم بها معتصمو الرحيل بباردو وخاصة حل الحكومة.
ويبدو أن الحوار سيتواصل بين الرجلين لا سيما أن معلومات تؤكد أن «النهضة»
مستعدة للدفع نحو تحوير كامل داخل القانون المؤقت المنظم للسلطات بما في
ذلك التحوير على مستوى رئاسة الجمهورية وتغيير التحالفات داخل «الترويكا».
مصادرنا قالت ان التنازلات التي قدمها راشد الغنوشي لم يقبل بها السبسي
الذي التزم بما اتفق عليه مع جبهة الإنقاذ وان هذا الأمر هو الذي جعل الشيخ
راشد الغنوشي يتمسك بعد لقائه بالسبسي بالحكومة وقام بتصعيد مواقفه
والتأكيد على ثقة النهضة في الحكومة الحالية.
الوضع الحالي سيتطلب لقاءات عديدة ويبدو أن دور مصطفى بن جعفر سيكون كبيرا
في تقريب وجهات النظر لا سيما أنه يحظى بثقة وبدعم اتحاد الشغل الذي حيّى
في بيانه الأخير الخطوة الشجاعة لبن جعفر في تعليق عمل التأسيسي. وسيكون
اجتماع اليوم بين الغنوشي والعباسي أحد اللقاءات التي ستحاول زحزحة الأزمة
والخروج بتونس من الطريق المسدود الذي وضعتها فيه الخلافات السياسية.
فؤاد ومحمد
اللقاء تم بوساطات أمريكية وأوروبية وعربية: صفقة بين «الغنّوشي» و«السبسي»؟
19/08/2013 10:20
No comments:
Post a Comment