امريكا تستعد لاطلاق (فيلم العراق: الجزء الثاني) في سوريا
بقلم : دانيال ماك آدامز
ترجمة : عشتار العراقية
فيلم العراق - الجزء الاول |
إليكم أحدث الأخيار
تسرع الآن الى المياه السورية، السفينة الحربية الامريكية الرابعة القادرة على اطلاق نفس النوع من صواريخ كروز التي حولت ليبيا الى انقاض ومهدت الطريق لانصار القاعدة للسيطرة على الدولة وهي جاهزة لاحداث نفس الدمار.
ويقوم تشاك هاجل- الذي يعتقد بعض المعلقين المناهضين للحرب بسذاجة انه سيضع نهاية للمغامرات العسكرية الامريكية - بحماسة لاعداد الخطط الهجومية للرئيس اوباما. في حين يدفع الاعلام العالمي وفي قلبه دعاة التدخل القادة الراغبين في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لمعالجة سوريا ب(تحرير) مدمر آخر.
ما الذي حرض على هذه التحرك الدرامي الفجائي خلال الايام القليلة الماضية باتجاه غزو غربي لسوريا؟ إنها كذبة.
مزاعم وقوع هجوم كيماوي قرب دمشق نتج حسب تقدير (اطباء بلا حدود) عن 300 وفاة. ولا نعلم اذا كان اي هجوم كيماوي قد وقع فعلا وايضا من غير الواضح من المسؤول لو حدث ذلك فعلا. ومع هذا فجأة نشاهد تحركات حرب اخرى تقودها واشنطن ولندن وباريس. ما اسهل محركات الحروب في هذا الوقت. تقريبا مثل لعبة فيديو.
من المفترض ان نصدق انه خلال 72 ساعة بعد وصول فريق الامم المتحدة للتفتيش على اسلحة كيماوية - مع تعاون من الحكومة السورية - لتقييم مواقع مزاعم هجمات كيماوية سابقة ، ان تقوم نفس الحكومة السورية بشن هجوما جديدا على المدنيين على بعد بضعة اميال من مقر مفتشي الامم المتحدة. مع العلم ان هؤلاء موجودون بطلب من الحكومة السورية ، فكيف تقوم تلك الحكومة نففسها بشن هجمات كيماوية قرب مقرهم؟
مالم يكن الاسد مجنونا انتحاريا وهو مالم يثبت عليه حتى الان ، فإن هذا الافتراض غير منطقي بالمرة. لماذا يخاطر باستجلاب غضب بقية العالم عليه - ولماذا ينفر حتى حلفائه ايران وروسيا - لمجرد مكسب هزيل: قتل 300 مدنيا في حرب حتى الموت ضد الجهاديين المدعومين امريكيا وسعوديا وتركيا؟ ليس هناك مبرر عسكري او اي مبرر اخر الا إذا كان الاسد واركان حكمه مجرد نسخة شرق اوسطية من عائلة السفاح مانسون . هل هذا مايراد منا تصديقه؟
وهناك تقارير معقولة تأتي من الصحافة المؤيدة للحكومة في سوريا تقول ان المتمردين استخدموا مرات عديدة بضمنها امس موادا كيماوية خاما في معركتهم للاطاحة بالحكومة وقد اهملت نفس وسائل الاعلام الغربية بشكل متكرر تلك الاخبار في حين تنشر كل لفظ يتلفظه المتحدث باسم المتمردين (المرصد السوري لحقوق الانسان).
ولكن رغم ان غالبية الصحف والمواقع كانت تلهث وراء اخبار التحضير للحرب لأنه يزيد من مبيعاتها ولكن القليل منها هو الذي دقق وحقق في مزاعم استخدام الكيماوي امس . مثلا هذا الموقع نقلا عن صحيفة هارتس (الاسرائيلية) التي قالت ان من يعرف القليل عن الحرب الكيماوية لا يقتنع بتقارير المتمردين السوريين عن استخدام السلاح الكيماوي:
قال دان كازيتا وهو ضابط سابق في فيلق السلاح الكيماوي في الجيش الامريكي ومستشار خاص بارز، ان هناك تفاصيل غائبة في الفيديو حتى الان "ولا واحد من المعالجين للحالات او الذين يصورونها يرتدي اي نوع من معدات الوقاية من الحرب الكيماوية. ورغم هذا لايبدو على اي منهم الضرر" وهذا كما يبدو ينفي وجود اي نوع من انواع العناصر الكيماوية التي تستخدمها الجيوش بضمنها غازات الاعصاب حيث ان هذه لا تتبخر فورا خاصة إذا كانت بكمية تقتل مئات من الناس ولكن يظل منها مايلوث الملابس والاجساد مما يشكل خطرا على اي ملامس بعد ساعات من الهجمات الكيماوية وقد تسبب اعراضا من الاصابات مثل مشاكل في الرؤية والقيء وفقدان السيطرة على حركة الامعاء."
اما ستيف جونسون وهو كبير الباحثين في آثار التعرض للمواد الخطرة في جامعة كارنفيلد بانجلترة والذي عمل سابقا مع وزارة الدفاع البريطانية في قضايا الحروب الكيماوية يوافق بأنه "من تفاصيل رأيناها حتى الان ، فإن عدد كبير من الاصابات في مساحة واسعة يعني استخدام كمية كبيرة . وفي هذه الحالة نتوقع رؤية كثير من التلوث على الحالات الواردة وسوف تؤثر على اولئك الذين يعالجونهم بدون وقاية. ونحن لا نرى ذلك هنا" . اسئلة اخرى تظل بدون اجوبة خاصة مايتعلق بتوقيت الهجوم حيث انه حدث في نفس اليوم الذي وصل فيه مفتشو الامم المتحدة الى دمشق للتحقيق في مزاعم استخدام سابق للاسلحة الكيماوية. وايضا غير واضح الهدف التكتيكي الذي يسعى اليه الجيش السوري هنا حين استطاع خلال الاسابيع القليلة الماضية دحر المتمردين الذين كانوا يزحفون على مناطق مركزية من العاصمة . ولكن اذا لم يكن هذا هجوما كيماويا فما الذي ادى الى وفاة الكثيرين بدون علامات اصابات خارجية؟
ربما في الوقت الذي تقرأ فيه هذه المقالة ، تطير صواريخ توماهوك لتدك سوريا . لا تكرر خطأ تصديق الاكاذيب التي تبرر حربا اخرى مبنية على الاكاذيب والنتائج ستكون تدمير شعب سوريا. جريمة حرب اخرى تحت غطاء (تدخل انساني)
المصدر
No comments:
Post a Comment