Search This Blog

Wednesday, March 31, 2010

« يوم الأرض » Journée de la terre


في 30 آذار 1976 انتفض أهل الأرض فولد « يوم الأرض » :


أبناء فلسطين يصفون تفاصيل 27 ألف كلم مربع لم يروها يوماً


mercredi 31 mars 2010, par Zeynat Barjaoui

زينة برجاوي

يتّجه المسنّ الفلسطيني، في يوم من كل شهر، إلى قرية « مارون الراس » في جنوب لبنان. يقف على قمّة جبلية، ويتأمّل ما يمكن أن تسرقه عيناه من قرية « سعسع » المحتلة، التي تقع على الحدود مع جنوب لبنان. لقد اعتاد هذا الوقوف، واعتاد هذه الرؤية.

المسنّ محمد أبو حسّان يترك منزله المتواضع في مخيم برج البراجنة، كلمّا اشتاق الى أرضه التي هجرها في العام 1948. ويستقلّ باصا يوصله الى أقرب نقطة من هذه الأرض، يسمح له بالحضور فيها. يتذكر رحلته هذه أمس، أي في الثلاثين من آذار، وهو يوم إحياء ذكرى « الأرض ».

في يوم السبت الواقع فيه الثلاثون من آذار العام 1976، صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية نحو 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها، لتخصيصها للمستعمرات اليهودية في سياق مخطط تهويد الجليل. يومها، انتفض الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية الواقعة ضمن الأراضي المحتلة في العام 1948، ضد الاحتلال الاسرائيلي. ساد الإضراب الشامل وانطلقت التظاهرات الشعبية العارمة. فحفظ هذا التاريخ ليصبح « يوم الأرض » التي يطالب بها كل أبنائها، أينما حلوا، وبأي جنسية تمتعوا.

في مخيم شاتيلا، تحضر الذكرى في أجواء المكان. تسرع رجاء للانتهاء من تحضير الطعام، والطعام على النار. تقول إنها تنوي المشاركة في اعتصام يقام للمناسبة. وتقول إنها المرة الأولى التي لن تقرر رجاء فيها العودة إلى المنزل قبل عودة أطفالها من المدرسة، كونها تنوي انتظار أطفالها عن سبب تغيّبها، فتجيب : « إنني أعتصم من أجل الأرض ».

« أرض فلسطين هي أرض الخيرات »

« يوم الأرض ». ينطق محمد هذه الجملة الاسمية. يلتزم الصمت لثوان. يشهر عدم قدرته على التعبير. فهذا اليوم، برأيه، هو « يوم الشعور بالإحباط، ومهما بقينا في بلد الاستضافة، فلا بديل من أرض فلسطين ».

أجمل ما يمكن سماعه عن الأرض في هذا اليوم هو ما يتلوه كبار السن في المخيمات. ففي أحد شوارع المخيم الضيقة، تجمع المسنة فاطمة عددا كبيرا من النساء حولها، لتسرد لهم قصصاً عايشتها في طفولتها. تروي المسنة كيف علّمتها والدتها أن « أرض فلسطين هي أرض الخيرات ». لذلك، لا تحنّ إلى الأرض فقط بل إلى كل ما يُزرع في هذه الأرض من فاكهة وخضار تحمل الهوية الفلسطينية.

تتكرر في هذا اليوم أسماء القرى المحتلة ويسارع كل لاجئ للتحدث عن قريته التي لم يرها في حياته، إلا أنه يعرف تاريخها من ألفه إلى يائه. تسرد ناديا قصصا عن قريتها « قلقيليا ». فالأرض بالنسبة إليها هي كل شبر لم تتعرف إليه من قلقيليا. تقول إنها ولدت في لبنان إلا أنها تتمنى الموت فوق أرض قلقيليا. تتذمر من الحالة الاجتماعية التي يعيشها اللاجئون في لبنان. لماذا؟ « لأننا نعيش بلا أرض، وفاقد الأرض هو فاقد العرض ». يقاطع محمد حماسة النساء التي اعترتهن لحظة بدء الحديث عن فلسطين. يصف محمد المناسبة بـ »يوم الغضب والحزن على اليوم الذي باعونا فيه العرب، قبل إسرائيل ». كذلك، هي ذكرى اليوم « الذي يقبض عليه العرب من إسرائيل كي يحافظوا على أماكنهم، وهو اليوم الذي باعوا فيه القدس وتوابعها ».

هبة من ترشيحا.. وعكا تشتهر بالزيتون

إلى الشيوخ، يحتفل بالأرض الكهلون والشباب والاطفال في المخيمات. فالأرض هي ملك للجميع. نسأل الطفل الفلسطيني عن اسم القرية التي ينتمي إليها، فيروي تاريخ القرية. كيف سيعود الى هذه القرية؟ « نفدي بدمنا تنرجع على أرضنا ».

ويكمل : « سنعود الى أرض فلسطين مهما طال الزمان ». حمل أطفال الروضات في مخيمي شاتيلا والبرج الأعلام ومشوا في مسيرة « يوم الارض ». تدرك الطفلة مرام أنها تمشي لأجل الأرض. كما تعلم جيدا أن الثلاثين من آذار هو يوم للذكرى. ولم تضع يارا منديل فلسطين على رأسها لمجرّد الزينة، بل لترفع العلم فوق رأسها وتفتخر به. من سلب أرضكم؟ يجيب الأطفال : « اسرائيل ». ما هو اسم وطنكم؟ « فلسطين ». ما هي عاصمتها؟ « القدس ». وما هي مساحتها؟ « 27 الف كلم2 ». والطفلة هبة هي من ترشيحا من قضاء عكا، و »تشتهر عكا بالزيتون، الحمضيات والدخان ».

وفي سياق الحنين الى هذه الأرض الثمينة والغالية، يقول عبد الله إن « يوم الأرض هو يوم للحياة التي تتجدّد في فلسطين المحتلة، واليوم الذي يشير إلى أننا سنصلي في القدس قريباً، لأنه من الممكن أن تصحو ضمائر العرب والفصائل الفلسطينية ». أما نبيلة فتحزن في هذا اليوم لأنها تواجه الواقع، وترى أنها لا تملك أرضاً ولا وطناً. نبيلة لا تريد شيئاً من هذه الحياة سوى امتلاك أرض. تختصر باسمة الكلام بجملة : « يا ريت نحتفل بيوم الأرض بأرضنا وبس ».

يصغي الجميع الى ما راح يردده رجل مسنّ وهو يتكئ على عكازه : « أخبرني عن ذاك الحين، عن مرفأ السّجين وأرض لها حنين في قلوبنا وقلوب الآخرين، أخبرني عن ذاك الحين، عن جدّي المسكين، وهو يسقي الزّياتين ويزرع الرّياحين ».

http://www.aloufok.net/spip.php?article1652/


No comments: