ما قصة المعهد الإقليمي لعلوم الإعلامية ومن أغلقه؟
شقيقته فدوى تسأل: من قتل مروان ولماذا؟
قضية مروان تهم تونس بأكملها ...
نثق في العدالة بعد الثورة ...
ظلت وفاة مروان بن زينب مهندس الإعلامية الشاب لغزا محيرا طيلة أكثر من عقدين تأمل عائلته أن تفك أسراره بإعادة فتح الملف والتحقيق من جديد في ملابسات وفاة مروان يوم 21 جويلية 1989 وقد أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الإبتدائية بتونس1 قبل أسبوعين بإخراج جثمان مروان ونقله إلى قسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول ...فلئن نصت الرواية الرسمية على أن مروان مات منتحرا فإن رواية ثانية مغايرة تبنتها الصحافة الدولية والمنظمات الحقوقية تفيد بمقتل مروان لإختراقه المنظومة المعلوماتية لبن علي الحاكم بأمره طيلة عشريتين وإكتشافه أسرارا تتعلق بصلات سيد قرطاج بجهاز الموساد ...وحتى نعطي لقيصر ما له فلا بد من الإشارة إلى أن أول من كتب عن "إغتيال" مروان بن زينب هو المناضل أحمد المناعي ( كنا قدمنا كتابه "الحديقة السرية للجنرال بن علي" في العدد الثالث من صحيفتنا) في أوت1993 بصحيفة "صوت تونس الحرة" الصادرة بفرنسا وقد ظلت مختلف وسائل الإعلام تتداول إلى اليوم ذات المعلومات والصورة الوحيدة نفسها التي قدمها الأستاذ المناعي...
"اليوم" تفتح ملف مروان بن زينب وإليكم التفاصيل
***ملف من إعداد: محمد بوغلاب
boughallebmoh@yahoo.fr
فدوى بن زينب (شقيقة مروان) تسأل:
نريد أن نعرف لماذا قتل مروان بن زينب ؟
من هو مروان بن زينب؟لماذا لم نسمع به سوى بعد وفاته؟
هو شاب تونسي لم تكن له مشاكل مع أي كان وفجأة غاب عن عائلته ،ثم قيل لنا إنه انتحر برمي نفسه أمام القطار والحال أنه كان يستعد للسفر إلى الولايات المتحدة لموصلة دراساته العليا في شهادة الدكتوراه
*هل كان عبقريا؟
لا لم يكن استثنائيا بل كان مجتهدا ودقيقا في عمله، متحصل على الأستاذية في الإعلامية في المدرسة الوطنية لعلوم الإعلامية وعلى الدراسات المعمقة في فرنسا ثم انتدب في المعهد الإقليمي لعلوم الإعلامية ... أبي أصيل المهدية وأمي من منزل تميم ...نحن ثلاثة ذكور وفتاة وحيدة وهو أصغرنا ...
*في الجزء الأول من الوثائقي الذي بثته الوطنية 1 "سقوط دولة الفساد" تمت الإشارة إلى حادثة اغتيال مروان من طرف نظام بن علي بعد وشاية من أحد أصدقائه لاقتحامه المنظومة الإعلامية للرئيس نفسه ولمح الوثائقي إلى أحد أصدقاء مروان بتمرير صورته بجانب الرئيس السابق، فهل تتهم عائلة مروان هذا الشخص بعينه؟
أنا لا أملك إجابة ولا أريد أن أتهم أحدا دون دليل... كل ما أعرفه أن هذا الشخص الذي لمح له البرنامج ومدير المعهد الذي كان يشتغل فيه شقيقي يملكان نفس المعلومات التي يعرفها أخي ...
ما أود قوله أن شقيقي في جوان 1989 تعرض إلى كسر في يده في مباراة كرة قدم( قدم شهادة طبية لمركز عمله تتضمن راحة ثلاثة أسابيع ابتداء من يوم 3جويلية 1989 وتقدم بطلب إجازة مؤرخ في 19 جويلية لمدة عشرة أيام ابتداء من يوم 24 جويلية إلى 5 أوت 1989) وشعرنا وقتها أن مروان ليس مرتاحا في عمله... كان مهموما ولكنه لم يصارح أحدا ...قال كلاما عاما من نوع "قادرين يقتلوني حتى في الدار"... بعد عودته من مهمة في فرنسا، نجح أبي الذي كان رئيس دائرة في المحكمة الإدارية في الحصول على منحة دراسية لمروان ليواصل دراسات الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية ...في تلك الفترة انتظم ملتقى علمي بقمرت لم يتمكن مروان من حضوره بسبب إصابته فذهبت لأحصل على الوثائق لتسليمها له... هناك التقيت بصديق مروان(م.و) وأخبرته في سياق الحديث أن شقيقي سيسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ففهمت من رد فعله أنه لم يكن على علم بالأمر...وحين نقلت لمروان الحادثة غضب مني ولامني بشدة على غير عادته لأني أعلمت صديقه بخبر مغادرته المعهد الإقليمي لعلوم الإعلامية للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية...
ما قصة المعهد الإقليمي لعلوم الإعلامية ؟
هذا المعهد هو جزء من قصة مروان فالمعهد كان في نهاية الثمانينات قبل رواج الانترنت الفضاء العلمي الأبرز لتقنيات الإعلامية بالتعاون مع مؤسسات فرنسية وأمريكية وهذا المعهد تغير مقره ثلاث مرات من حي المهرجان إلى العمران وانتهى به الأمر إلى القطب التكنولوجي بالغزالة ثم أغلق في ظروف غامضة ولا أحد يعلم على وجه التدقيق طبيعة المشاريع التي كان يشتغل عليها وأعتقد أن فتح هذا الملف ضروري لفك ألغاز وفاة مروان والمثير للاستغراب أن جل المهندسين العاملين بالمعهد قد قدموا استقالاتهم وغادروا ...لا تنس أن مروان قد عقد جلسة يوم 20جويلية 1989 بمقر المعهد مع خبراء من فرنسا حسب شهادة مدير المعهد...ولكن لم يتم استجواب هؤلاء الخبراء ولا أحد يعرف موضوع هذا الاجتماع يوما قبل اختفاء مروان.
*كيف اختفى مروان؟
غادر مروان يوم الجمعة 21جويلية 1989 بسيارته بغرض حمل شخص معه إلى مستشفى شارل نيكول ليعرفه على ممرض يتولى تمسيد يده المكسورة...ومنذ ذلك الوقت لم يعد مروان ...بحثنا عنه في كل مكان ...حتى أعلمتنا الشرطة بتدخل من أبي الذي قابل وزير الداخلية آنذاك بوجود جثته في مستشفى شارل نيكول مقطعة تحت إسم ماهر القارصي ...كانت صدمة كبيرة ...قيل لنا إن القطار الرابط بين برج السدرية وتونس العاصمة صدمه في مستوى حمام الأنف ...
*كيف دفن مروان؟
أعلمتنا الشرطة بوجود الجثة في مستشفى شارل نيكول وقد ذهب إخوتي للتعرف عليه .. أعددنا حجة الوفاة ويوم الغد27 جويلية 1989 تم دفن مروان ولم يبق نعشه بالمنزل سوى نصف ساعة وقد حاولت الشرطة منعنا من فتح الصندوق وبعد لأي فتحناه جزئيا ولم نر سوى وجهه ...ريت وجهو وعرفته
· كيف تسربت رواية اختراق مروان للمنظومة الإعلامية لبن علي؟
نحن كعائلة مروان سمعنا بهذه الرواية لاحقا وهو ما غذى الغموض المحيط بوفاته وأكد شكوكنا بان الأمر له صلة بعمله في المعهد الإقليمي لعلوم الإعلامية ...كتبت صحيفة Le canard enchainé وكتب أحمد المناعي وسليم بقة وآخرون ...في رأيي إن زملاءه في المعهد ومديره هم الذين يعرفون الحقيقة كاملة وهم الذين يستطيعون فك اللغز
هل حاولتم معرفة الحقيقة بعد دفنه؟
لقد رفض أبي رحمه الله لأنه كان يدرك أن مروان لن يعود وأن مسعانا سيفشل ...هل تصدق أن بعد أسبوع من اختفاء من مروان أعلمنا بالعثور على سيارته في حمام الأنف وعلى حزام سرواله على السكة حيث يفترض أنه مات... كنا فاهمين أنه قتل ثم ألقيت جثته على السكة الحديدية...
ما الذي تنتظرونه من تحريك الدعوى القضائية وإعادة فتح ملف قضية مروان بن زينب ؟
نريد أن نعرف لماذا قتل مروان؟ لماذا هو بالذات؟ ومن قتله ؟ نحن لم نصدق أنه إنتحر كما حاولوا إيهامنا في مختلف المحاضر منذ يوم 21 جويلية...نحن مرتاحون لإعادة التحقيق في مقتل مروان ونعول على القضاء التونسي بعد الثورة وعلى جهاز الأمن الذي تخلص من فساد نظام بن علي لكشف ملابسات موت شقيقي ...
مروان لم يكن بمفرده في المعهد الإقليمي لعلوم الإعلامية لماذا تم استهدافه هو ؟
لا أحد يملك الإجابة ولكن من المحتمل أن اختراق منظومة بن علي تم من الحاسوب الخاص بمروان ...
وشهود الإثبات ؟
هناك شهود ولكن لا ثقة لنا في ما تم تدوينه في محاضر البحث وفي من تم جلبهم كشهود ؟ هل تصدق أن نظارات مروان ووثائقه الشخصية كانت موضوعة بعناية في درج سيارته ؟ أنا وعائلتي لا نصدق أن مروان قد إنتحر ...حتى تقرير الطب الشرعي غير موجود في محاضر البحث التي لم نتحصل عليها سوى بعد ثورة 14 جانفي ...هل من العادي أن آخر شخص كان مع شقيقي ورافقه إلى شارل نيكول لم يتم استجوابه ...والمرأة التي رأت الحادث من منزلها قالت إنها شاهدت شخصا ملتحيا ثم اختفت هذه الشاهدة وجيء بأخرى قدمت شهادة مغايرة ... قضية مروان ليست قضية عائلية أو شخصية بل هي قضية تهم وطنا بأكمله ...لسنا عباقرة ولكننا لسنا أغبياء والنظام السابق عاملنا كأغبياء طيلة عقدين....ونرفض أن يتواصل هذا الأسلوب...
*هل تتهمون طرفا بعينه بقتل مروان؟
مروان قتل وكل ما نطلبه هو أن يعترفوا بأنه قتل ... فأبي الذي قضى حياته من أجل تحقيق العدالة يستحق اليوم وهو في قبره أن ننصفه بكشف حقيقة وفاة ابنه الأصغر...
ماذا تغير في العائلة بعد وفاة مروان؟
بعد وفاة مروان انقلبت حياتنا رأسا على عقب ...فقد طلب منا مغادرة مسكننا بحجة أنه ملك للأجانب ولم نمنح سوى مهلة ثلاثة أشهر لشرائه لتسوية الملف...فاضطررنا لتدبر حالنا لتوفير المبلغ الضروري على عجل ببيع منزل العائلة...واضطررنا لاحقا لمغادرة المسكن لإجراء تحسينات عليه ...ثم تعرض شقيقي لحادث مرور ودخل في غيبوبة لمدة يومين ونحن نبحث عنه ...ثم قضى ستة أشهر في إعادة التأهيل ...حياتنا انتهت بعد مروان... واصلنا العيش أجسادا فقط .... في جانفي 1991 تعرض أبي لجلطة دماغية وبقي في غيبوبة في مستشفى الرابطة وظل لمدة سنتين في حالة حرجة وغير قادر على النطق ...كانت سنوات مؤلمة وقاسية على عائلتنا ...
كيف تختمين هذا الحوار؟
أدعو كل من يملك معلومة عن ظروف وفاة مروان إلى الإدلاء بها لكشف الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة...ونحن مسامحون له عن صمت السنين الماضية...
خفايا محاضر البحث في قضية وفاة مروان بن زينب...........
هو مروان بن محمد الحبيب بن محمد بن زينب ولد في 19 أفريل 1963 بباردو ورقم بطاقة تعريفه الوطنية عدد 0538049 وسكنه بـ 38 نهج ميخائيل نعيمة بالعمران وقد ورد في حجة وفاته أنه توفي بتاريخ 21 جويلية 1989 كما هو مضمن برسم وفاته عدد 173 المحرر من ضابط الحالة المدنية ببلدية حمام الأنف
غادر مروان منزل عائلته بالعمران يوم 21 جويلية في الثامنة والربع صباحا وأخبر والده أنه سيأخذ معه شخصا – لم يدل بهويته- من نهج المنزه إلى مستشفى شارل نيكول ليعرفه على ممرض يتولى تمسيد يده اليسرى التي كان أصيب بها بكسر سابقا ثم سيتصل بإدارة المعهد الإقليمي لعلوم الإعلامية حيث يعمل ثم سيعود إلى المنزل ...ركب مروان السيارة عدد 2288 تونس30 رينو 12 .... منذ مغادرة البيت لم يعد مروان سوى في صندوق ...أصدرت بشأنه برقية تفتيش تحت عدد 75 بتاريخ 24 جويلية 1989 ....وفي درج السيارة عثرت الشرطة على مفكرة سنة 1989 دون مروان فيها – حسب الرواية الرسمية إلى حد الآن – في الصفحة المخصصة ليوم الجمعة 21 جويلية رسالة اعتذار باللغة الفرنسية- تتضمن عدة أخطاء لغوية- وبإجراء اختبار فني على الكتابة المشبوه فيها مع خط مروان تبين وجود شبه في جوانب واختلاف في جوانب أخرى
***ماذا جاء في المحاضر؟
لم يكن بوسع ورثة مروان بن زينب الإطلاع على محاضر التحقيق إلا بعد ثورة 14 جانفي بعد أن أعلن ممثل وزارة العدل السيد "كاظم زين العابدين" خلال اللقاء الدوري الثاني الذي تنظمه خلية الاتصال بالوزارة الأولى والذي جمع ممثلي الصحافة الوطنية بممثلي عدد من الوزارات أن النيابة العمومية قررت إعادة فتح التحقيق في قضية وفاة مهندس الإعلامية "مروان بن زينب" وأصدرت إنابة عدلية لفرقة مقاومة الإجرام للبحث في القضية والكشف عن ملابساتها حيث سيتم إخراج جثة المتوفى وعرضها على الطبيب الشرعي للتأكد من أسباب الوفاة.
وقد تمكنت "اليوم "من تصفح ملف قضية مروان بن زينب فماذا وجدنا فيه؟
ورد في المحضر عدد 720/8 المتضمن شهادة (ب.ح ) زميل مروان في المعهد الإقليمي لعلوم الإعلامية وشهد بأن مروان هو من تدخل لفائدته لينتدب في المعهد وقدم معلومة مفادها أن مروان لمح له بأنه سيعوضه في ميدان عمله
في شهادة زميل ثان (م .ح )شهد بان مروان أعلمه بأنه غير مركز على عمله لأنه لم يجد في المعهد ما كان يطمح إليه، وبقي مترددا في تقديم استقالته خوفا من إيقاف المشروع الذي بذل فيه جهدا كبيرا فشجعته ودفعته إلى مواصلة دراسته في كندا أو الولايات المتحدة الأمريكية .
وورد في تحريات التفتيش ( المحضر 720/10 ) بأن مروان عرف بحسن السيرة والسلوك وانضباطه في العمل وتمتعه بسمعة طيبة وليس له مخالطات مشبوهة أو أغراض شخصية مع أي كان ولم نتوصل إلى معرفة أسباب إقدامه على الانتحار لكونه كان شخصا كتوما .
وورد في قرار ختم البحث أن مركز الأمن الوطني بحمام الأنف تلقى إشعارا بهلاك شخص مجهول الهوية ألقى بنفسه أمام الرتل صبيحة يوم 21 جويلية 1989 على مستوى محطة الشعبية وبعد المعاينة نقلت الجثة إلى بيت الأموات بمستشفى شارل نيكول وتمكنت مصلحة التعريف العدلي من التعرف على هوية صاحب الجثة .
وشهد سائق القطار (ح خ) أنه كان يقود القطار بسرعة أربعين كيلومترا في الساعة وبعد مجاوزته محطة الشعبية في اتجاه العاصمة فوجئ بشخص يبرز إليه موليا ظهره يعمد إلى الارتماء أمام الرتل فلم يتمكن من تفاديه مما حول الجثة إلى أشلاء .
شاهدة أخرى قالت إنها تمكنت من مشاهدة الحادث من بيتها المطل على السكة الحديدية ( هذه الشاهدة تقول عائلة مروان إنها أفادتهم في البداية بان من رأته شخص ملتح – ومروان لا ينطبق عليه هذا الوصف- ثم إختفت هذه الشاهدة المتزوجة لتحل محلها في محضر البحث شاهدة عزباء هي التي تم التحرير عليها) وإنها رأت شخصا لا تعرفه من قبل يلقي بنفسه أمام الرتل الذي كان يسير بسرعة عادية .
أما مدير المعهد الإقليمي لعلوم الإعلامية حيث كان مروان يشتغل متربصا فنفى أن تكون سلطت على مروان أي ضغوط وانه ليس هناك سر يخشى من إفشائه .
والد الضحية القاضي محمد الحبيب بن زينب أفاد بان إبنه يعمل بالمعهد الإقليمي لعلوم الإعلامية منذ يوم 4 اكتو بر 1988 وقد إشتكى من عدم ملاءمة العمل لما كان يرتضيه(مشروع تعريب الإعلامية) فطلبت منه ملازمة الهدوء والصبر ولكنه كان كثيرا ما يعود ليعبر عن ضيقه من العمل في هذا المعهد وفكر في تقديم مطلب إنهاء تربصه قبل نهاية العقد ولكنه لم يفعل لأن المدير لن يقبله وصارحني يوما بان مغادرته للمعهد مستحيلة وحين عرضت عليه مساعدتي أجابني"راهم قوم يستطيعون تصفيتي جسديا" وعندما ألححت عليه ليفسر كلامه أبى وانصرف، وقد دار هذا الحديث حين كان يتمتع بإجازة مرض قبيل إختفائه.
وعرج الأب على إجتماع مروان برئيسه مدير عام المعهد مرتين يوم 20 جويلية الأولى صباحية(دخل المعهد في الثامنة و35دقيقة وغادره في الساعة الحادية عشرة و10دق) والثانية مسائية (دخل في الثانية إلا ربع وغادر في الرابعة) غير انه يجهل مادار فيهما ويرجح الأب أن يكون هذا الاجتماعان نقطة سوداء لابنه، واستبعد الأب أن يكون ابنه يائسا من الحياة وقد كان يستعد للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حصوله على موافقة نهائية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .
وأكد الأب أن مروان كان إلى آخر لحظة معه في حالته الطبيعية والعادية ولم يلاحظ عليه أي شيء لا من حيث الانفعال آو غير ذلك وهو رصين ومنضبط
وأشار الأب إلى وجود يد مجهولة تقف وراء قتل ابنه وهي التي أكرهته على كتابة وصيته.
من جهة أخرى أكد التقرير الطبي المتعلق بنتيجة تحليل عينات من جسم الهالك أن مروان لم يكن متناولا لأي مادة سامة أو مخدرة
***ماذا كتب مروان لعائلته؟
أوردت التحقيقات أن مروان ودع عائلته برسالة اعتذار خطها في مفكرته الشخصية خضراء اللون متوسطة الحجم في الصفحة المخصصة ليوم الجمعة 21 جويلية 1989 كتب أو يفترض أن مروان كتب " أبي أمي إخوتي وأصدقائي
لطالما عشت من أجلكم وبكم، ولم أفكر يوما في نفسي واليوم أيضا أفكر فيكم أكثر من أي شيء آخر ...
أدرك أني لو مضيت في حياتي هكذا لن أسبب لكم سوى الحزن والتعاسة لأني أعرف أني سأكون تعيسا ...
لا تأسفوا لأجلي فأنا لا أستحق أسفكم ولن اقدر يوما على رد ما منحتموني
فليغفر لي الله كل ما سببته من أذى للآخرين دون قصد..."
No comments:
Post a Comment