الجمعية العربية التونسية
لمقاومة الامبريالية والصهيونية
" قاوم "
بيان في ذكرى 01/10/1985
شهداءنا ، لن ننساكم
ولتستمر المقاومة حتى التحرير التام و العودة
الى فلسطين
في فجر غرة أكتوبر / تشرين الأول
سنة 1985 ، انطلقت من فلسطين المغتصبة ، مجموعة من طائرات العدو الصهيوني الحربية ،
أمريكية الصنع ، و اعتدت على التراب الوطني التونسي ، بعد حصوله ، على الأرجح ،
على صور أقمار صناعية دقيقة من مصدر أمريكي ، و ذلك بأن شنت في حدود الساعة
العاشرة صباحا ، غارة وحشية غادرة ، سميت ، صهيونيا ، " الساق الخشبية "
، على منطقة حمام الشط المكتظة بالسكان المدنيين بمدينة حمام الأنف ، حيث مقر"
منظمة التحرير الفلسطينية" التي حلت بتونس منذ 28/8/1982 قادمة من بيروت ،
اثر الاجتياح الصهيوني للبنان حيث أبدت المقاومة الوطنية العربية صمودا بطوليا في
وجه العدوالغازي و التواطئ الامبريالي الأطلسي والرجعي العربي
و انسجاما مع طبيعته العدوانية و
نهجه الارهابي ، أعلن الكيان الصهيوني مسؤوليته عن هذه الجريمة فور ارتكابها
بذريعة ما أسماه " الدفاع عن النفس " ( في اشارة الى عملية بطولية ، سبق
أن نفذتها مجموعة فدائية فلسطينية تمكنت من تعقب و تصفية خلية 3 جواسيس تابعة
لجهاز المخابرات الصهيوني "الموساد" ، مختصة في جمع المعلومات لتفخيخ السيارات و تنفيذ
الاغتيالات على قادة المقاومة ) و متبجحا بقدرة سلاحه على ضرب أهداف في المغرب
العربي و متوعدا باستباحة الأقطار العربية وغيرها من البلدان .
و لم يقتصر دور الولايات المتحدة الأمريكية على ذلك الحد ، بل تعداه الى
تزويد الطائرات المغيرة المعتدية على بلادنا ، ثلاثة مرات في الجو ، مرتين ذهابا
لشن العدوان ، و مرة ايابا بعد ارتكاب المجزرة ، بواسطة طائراتها الصهريج التى سبق استقدامها الى ايطاليا ، بدعوى
المشاركة في مناورات عسكرية للحلف الأطلسي . كما أنها باركت العدوان ، بعد ربع
ساعة فقط من حصوله ، بقولها " ان الرد التأديبي الاسرائيلي على الهجمات
الفلسطينية ، شرعي ، و يعبر عن الدفاع عن النفس " .
لقد كانت حصيلة ذلك العدوان الوحشي ،
الصهيو – أمريكي –الأطلسي ، ثقيلة ، بسبب القنابل والصواريخ التي انهمرت ، جوا ،
على أهلنا في المنطقة ، حيث استشهد 50 فلسطينيا و 18 تونسيا ، و تجاوز عدد الجرحى
الـ 100 جروحهم متفاوتة الخطورة ، كما سجلت خسائر مادية كبيرة بالتجهيزات و المباني و البنى التحتية و غيرها .
في حين اكتفت الحكومة التونسية ، آنذاك
، بإعلان احتجاجها على الغارة ، و تقدمت بشكوى لما يسمى " مجلس الأمن الدولي
" ، حالت، الولايات المتحدة الأمريكية ، دون صدور قرار صريح منه يدين العدو
الصهيوني و يلزمه بالتعويض و يحمله مسؤولية المجزرة التي اقترفها في حق الشعبين
التونسي و الفلسطيني و في حق السيادة الوطنية ، مكتفيا
بإصدار قرار غير ملزم في صيغة فضفاضة .
و اعتبارا أن فلسطين مثلت قبلة الكثيرين من
أحرار تونس ، الذين انخرطوا أو استشهدوا منذ ما قبل النكبة ، في صفوف فصائل
المقاومة الوطنية الفلسطينية داخل الأرض المحتلة و كذلك في لبنان و سوريا و الأردن
.
وبمناسبة الذكرى 27 للجريمة الامبريالية – الصهيونية على حمام الشط ، حيث
امتزجت الدماء التونسية - الفلسطينية ، يهمنا ، في الجمعية العربية التونسية لمقاومة
الامبريالية و الصهيونية " قاوم " ، التأكيد على :
* ان العدوان الهمجي السافر الذي شنه كيان
العصابات الصهيونية ، المغتصبة لفلسطين ، يمثل جريمة لا تسقط بالتقادم ، في حق
شعبنا العربي و في حق الانسانية .
* ان مسؤولية المعتدين و شركائهم ثابتة ،
ويتحملون تبعاتها كاملة .
* انه من حق شعبنا ، كما الشعب الفلسطيني ، و
كذلك أحرار و شرفاء العرب و العالم ، ملاحقة المعتدين الصهاينة و
شركائهم ، لمحاسبتهم ، في مختلف المحافل و المحاكم ، وبالتالي محاصرتهم ومقاطعتهم
وعزلهم .
وعلى هذا الأساس ، فإننا ، في الجمعية العربية التونسية لمقاومة
الامبريالية و الصهيونية " قاوم " ندعو الى :
* فتح ملف العدوان الصهيوني على حمام الشط ، و
كذلك اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في تونس، قصد جلاء الأمور و بيان الحقيقة
أمام الشعب ، وصولا الى كشف العدو و شركائه في الجرائم و وكلائه المحليين .
* مصارحة الشعب حول حقيقة العلاقات الرسمية و
غير الرسمية التونسية / الصهيونية في فترات الحكم السابق وما بعده ، في جانب
التطبيع و التخابر مع العدو الصهيوني و جواسيسه في تونس و كذلك ملف المعاهدات و الاتفاقيات مع الدول و المؤسسات
الامبريالية .
* اعتبار غرة أكتوبر / تشرين الأول من كل عام
، يوما وطنيا لمناهضة الصهيونية ، وفضحها ، و كذلك لنشر ثقافة المقاومة و ترسيخها
لدى المواطنين ، و لتحصين الوطن من المخبرين و العملاء و الجواسيس .
المجد و الخلود للشهداء
لن تسقط راية فلسطين
مقاومة حتى النصر
تونس في 30/9/2012
No comments:
Post a Comment