بيان تأسيسي
المقاومة حق
أي دلالات يقدمها حراك اجتماعي احتجاجي ، أدى الى الابقاء ، جوهريا ، على
المنظومة الموجه ضدها ، بل و الى المزيد من الارتباط بالقوى الامبريالية ـ
الصهيونية الراعية لها ،و الى تعميق التبعية لمؤسساتها في مختلف المستويات ؟
ما انفك هذا التساؤل يطرح بين صفوف الأحرار ، في تونس ، و في الوطن العربي
، الغيورين على وطنهم و المنحازين
الى صفوف جماهير الشعب التواق لانجاز ثورة حقيقية على أوضاعه المتردية .
ان السعي الى تحديد الاجابة الصحيحة و الدقيقة عنه ، تزيده أهمية و الحاحا
، في ظرف يسعى الطرف المعادي للشعوب ، الى تنويع أساليبه و أدواته ، مازجا ، بخبث
، بين مخططات الاحتواء ، و عمليات الاعتداء السافر مباشرة أو بالوكالة ، ذلك أن
النظام الامبريالي ـ الصهيوني ، لا يتورع في اللجوء الى استعمال أساليب الكذب و
التضليل الممنهجين ، لتمرير أهدافه المخادعة قصد تأبيد سيطرته و هيمنته على الشعوب
.
ان
الوقوف على الاجابة السليمة ، من بوابة ما تحتمه مصلحة الوطن والشعب ، كفيل بكشف
أساليب و أدوات الخداع و تزييف الوعي ، الذي تنتهجه القوى المعادية ، ذلك أن هذه
الأخيرة ، و في سياق عدوانها الشامل على الشعوب ، لم تعد تقتصر على اشعال الحرائق
و الغزو العسكري الخارجي ، بل هي تنشر الفوضى العامة ، في اطارما تسمى الحرب
الناعمة ، بأسلوب التفتين و الافتراء و المكائد ، و بالاعتماد على ترسانتها
الدعائية التضليلية و امكاناتها الاقتصادية و المالية و العسكرية و وكلائها المحليين و
الاقليميين .
و
من عناصر الاجابة على التساؤل أعلاه ، الوعي بخطورة مشروع القوى الامبريالية ـ
الصهيونية في وطننا العربي و كذلك القوى الاقليمية ذات الأطماع التوسعية تجاهه ،
في هذه المرحلة التاريخية ، فهي تسعى الى تعميم نفوذها المطلق عليه، وتأبيد ما
تتعرض له أمتنا العربية من اضطهاد منذ قرون ، من خلال اقتطاع أجزاء من الوطن
العربي وفرض التقسيم و الهيمنة على أقطاره وأيضا التبعية و التحكم المباشرين فيها
، و الاغتصاب الصهيوني الاحلالي لفلسطين و أجزاء أخرى من الأرض العربية ، بزرع
الكيان الصهيوني كأحد مظاهر العدوان القصوى على أمتنا ، و ما يترتب عن كل ذلك من
تشريد و نهب للثروات و قمع للجماهير الكادحة بواسطة نظم استبدادية فاسدة تزرع
التخلف و الفقر والبؤس ، خدمة لأسيادها .
كما
أن التساؤل ذاته ، يدعونا الى الوعي بخطورة ما ترمي اليه القوى المعادية ، التي
تعمل على اجتياح عقول الجماهير العربية و احتلال نفوسها و دفعها الى التناحر ، حتى
يسهل اسقاطها و أخذها من الداخل ، و بالتالي اخضاعها و تطويعها لمشروعهم الهيمني النمطي .
و
في سياق فهم خطورة المشروع الامبريالي ـ الصهيوني ـ الرجعي ، و امتلاك الوعي
بأهمية المرحلة ، و من أجل الدفع نحو تعزيز الثقة بالنفس ، و تدعيم الارادة
الذاتية لدى الجماهير العربية في القطر التونسي ، درءا لمخاطر تسلل الأطروحات
المعادية في صفوفها ، من أجل تثبيت و تنمية نهج المقاومة لديها و الارتقاء به الى
الأفضل ،
و
وفاء لأجيال متعاقبة من شهداء شعبنا العربي المكافح من أجل التحرر الوطني و الوحدة
و الانعتاق الاجتماعي و تقرير المصير ،
ضد الأعداء الخارجيين و أتباعهم في الداخل ،
و
انخراطا في نهج المقاومة العربية و دعم مشروعها الرامي الى استنهاض عناصر القوة في
الأمة ، بهدف خلاصها من حالة الاضطهاد و تحقيق نهوضها الشامل و لتوفير أفضل شروط
الحصانة الذاتية ،
و
تعزيزا لصفوف التيار العالمي المناهض للاستعمار و الامبريالية و الصهيونية و
العنصرية ، و سائر الطبقات الرجعية ، التي تروج لمنظومة الاستغلال و الاضطهاد و
الهيمنة على العالم ، و تبرر الاستبداد و الارهاب و النهب ،
بادرت مجموعة من نشطاء الحراك الاجتماعي
الثوري في تونس ، الى تأسيس :
- الجمعية العربية التونسية لمقاومة
الامبريالية والصهيونية " قاوم " –
على
أساس الاعتبارات التالية :
* المقاومة ، من صميم حقوق الانسان الطبيعية
، وهي بهذا المعني واجب انساني و قومي ووطني .
*حق مقاومة الاحتلال و الهيمنة و الاستغلال و
الظلم و الاضطهاد و الاستبداد و العمالة ، مشروع بجميع الأشكال المتاحة .
* الصهيونية ، وليدة الامبريالية و صنيعتها ،
وهي أعلى أشكال العنصرية ، و بالتالي عدوة العرب و الانسانية الشريفة جمعاء ، مما
يستوجب عزل الكيان الصهيوني و تجريم التطبيع معه و مع كافة مؤسساته ، وصولا الى
تحرير فتسطين .
* اعتبار التناقض العربي / الامبريالي ـ
الصهيوني ـ الرجعي ، استراتيجيا ، ما يعني أن الكيان الصهيوني ، مآله الزوال ، لا
محالة .
* العولمة ، الامبريالية ـ الصهيونية ، أبشع
صيغ الهيمنة و الارهاب الدوليين ، على أمم و شعوب و كادحي العالم .
ان جمعيتنا ، تقديرا منها أن فلسطين العربية هي أم القضايا ، وهي المبتدأ
وهي المنتهى ، لفهم الواقع و توجيه الطاقات لمقارعة المشاريع المعادية و مواجهتها
، تطمح لأن تكون أحد الأطر العاملة على :
* كشف المخططات الامبريالية الصهيونية التي
تستهدف شعبنا في تونس و في الوطن العربي ، بمسميات مخادعة و مضللة : ديمقراطية ،حرية ، حقوق الانسان
،تحرير ، استقلال ، ربيع ، ياسمين ، تغيير....
* نشر و ترويج ثقافة الصمود و المقاومة ،
فكرا و ممارسة ، لتشكيل بيئة وطنية ، تؤدي بالاعتماد على القوى الذاتية ، الى الظفر
بالحرية و الخلاص الوطني و الانعتاق الاجتماعي ....
* التعريف بمقاومة الشعوب ، لإحباط مخططات و
أطماع الامبريالية و الصهيونية الرامية لاختراق الحركات الشعبية بهدف التحكم فيها
و توجيهها ، و حتى العبث فيها و الانحراف بها الى ما فيه مصلحة المنظومة المعادية
.
وبهذه المناسبة نستحضراحدى العبر القائلة : الحق
بين،ولا بد له من مقاومة تنتصر له و تثبته، و قوة تحميه وترعاه .
حتما ، النصر حليف شعبنا و أمتنا والشعوب المقاومة .
عاشت فلسطين العربية المقاومة ، حرة أبية ، من البحر الى
النهر .
تونس في :
No comments:
Post a Comment