Search This Blog

Friday, July 20, 2012

Issam Al-Attar....Attounissya

خاص

عصام العطّار

المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين بسوريا

 يتحدث للتونسية:

حماية الأوطان لا تكون بمستعبدين بل برجال أحرار والمجلس الوطني السوري وجوده خير من عدمه....

*أجرى الحوار: شادي الورداني


         لم يكن من اليسير أن نتحدث مع عصام العطار المراقب الأسبق للإخوان المسلمين بسورية، ذلك أن الرجل  المقيم بمدينة"آخن" الألمانية يبلغ من العمر 85 سنة ويعاني شللا منذ نهاية الستينات،لذلك صبرنا وكررنا المحاولة أكثر من مرة.
تحدث الرجل إلينا وهو يؤكد أن ما سيقوله هو"دردشة" مع أصدقاء وليس حوارا محترفا لأنه يفضل أن يجيب عن أسئلتنا كتابيا فكل كلمة بحسابها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ سوريا.
كان علينا أن نتدبّر أمرنا لنقتلع من العطّار قراءته لما يحدث في بلاد الأمويين في ما أراده دردشة وأردناه حوارا .

ولد عصام العطار سنة 1927 وهو شقيق نجاح العطار نائبة الرئيس السوري للشؤون الثقافية والإعلامية .
وتؤكد عدة مصادر أن عصام العطار بإعتباره الرجل الأول في تنظيم الإخوان المسلمين في سورية هو أحد المسؤولين عن مجزرة حماه التي إرتكبتها سرايا الدفاع لرفعت الأسد(شقيق حافظ الأسد) إذ دفع مجموعته العسكرية سنة 1982 لمجابهة النظام بدءا بمهاجمة أكاديمية عسكرية قتل فيها 92 ضابطا على الهوية
استقر عصام العطار منذ سنوات طويلة في ألمانيا (مدينة آخن) التي شهدت إغتيال زوجته سنة 1981 على يد المخابرات السورية
تحدث الرجل المثقل بأوجاع المرض وتعب سنوات المنفى بتؤدة مؤكدا أنه لا يحب كلمة دكتور التي يصر عليها مخاطبوه  ومن بينهم رجال الإعلام قائلا"يا سيدي لست دكتورا ولا أحب هذه الكلمة لماذا تريدون أن تدكتروني ؟"
تفاصيل دردشتنا مع عصام العطار في مايلي...


*كيف تقرأ المشهد السوري الراهن؟
أنا دوري أن أسمع من الناس ويسمعوا مني، يزورني في بيتي كثير من العناصر الأساسية من مختلف الاتجاهات اليسارية والإسلامية وحتى الشيوعية ونتحدث وأبلغهم رأيي وهو أننا لا نريد الخروج من ديكتاتورية داخلية إلى تبعية خارجية فنحن لا نريد تغيير النظام فقط بل نريد تغييره إلى ما هو أفضل وهذا يتطلب تكاتف الشعب السوري
*لماذا لم تقدم أي مبادرة في هذا الإطار؟
لقد ناديت بالتغيير التوافقي السلمي لأن الوضع في سوريا لا يطاق (اضطهاد المواطنين، حجب للحرية، فساد...) والنظم الديكتاتورية على المدى الطويل لا يمكن أن تخدم الناس وحتى حماية الأوطان تكون برجال أحرار لا بمستعبدين وقد دعونا إلى المصالحة والتوافق السلمي على التغيير لكن هذه الدعوات لم تلق التجاوب لأن نظام الحكم في سوريا لا يقبل التغيير، وهنا أوضح أن حزب البعث ليس إلا واجهة وليس هو من يحكم في سوريا فلقد عرفت هذا الحزب منذ نشأته وكانت تربطني علاقات مباشرة بعناصره الرئيسية مثل ميشيل عفلق (1910-1989، مؤسس حزب البعث، لجأ إلى العراق ودفن ببغداد وإنتهك قبره بعد الغزو الأمريكي)  وصلاح البيطار (رئيس وزراء سابق تم إغتياله سنة 1980 ودفن في العراق)
البعث مجرد واجهة ومؤسسو البعث أنفسهم لم ينجوا من النظام السوري فبعضهم حكم عليه بالإعدام والبعض الآخر اضطر للعيش خارج سورية.
ورفض النظام للتغيير مرده إدراكه أنه لو تم الاحتكام للصندوق ولإرادة الشعب لوجد نفسه منتهيا .
لقد وصل الأمر حد الهتاف "الله وسورية وبشار وبس" ماذا يعني هذا؟ هل بشار هو الروح القدس؟ هذا الكلام يعني إلغاء الشعب السوري بأكمله .
*أعذرني ولكن من هتف هم الناس في الشارع وليس من في القصر؟ والشارع نفسه خرج يبكي حافظ الأسد والشارع نفسه بكى جزء منه من اجل مبارك في مصر؟
المشكل ليس في أن هؤلاء هتفوا بل في الحاكم الذي قبل وشجّع.
 هل تراه مقبولا أن يهتف مناصرو النظام "محلّ ما تدوس نركع ونبوس"؟
أدرك جيدا أن هناك طبقات منتفعة هم سدنة المعبد لا يمكن أن يحتفظوا بامتيازاتهم في ظل الحرية فكل مصالحهم مقترنة بالنظام الديكتاتوري وطبقة المنتفعين طبقة واسعة لأسباب مختلفة
*ما تعليقك على إختيار الكردي عبد الباسط سيدا رئيسا للمجلس الوطني السوري خلفا لبرهان غليون؟
القضية أعمق من استقالة هذا أو إختيار ذاك،  هؤلاء ندبوا أنفسهم للقيام بمهمة ولكنهم لا يستطيعون فعل شيء لأن لديهم أكثر من مشكلة، فالتحرك الشعبي داخل سورية ليس له قيادات حقيقية وما نلاحظه أن القيادات الحالية تابعة للشارع والحال أننا في حاجة إلى من له القدرة على توجيه الشارع لا أن يرتهن برغبة المتظاهرين الذين يتحركون بعواطفهم في كثير من الأحيان
*لماذا لا تقوم بدور ما؟
أنا رجل مريض  على أبواب التسعين  وشبه عاجز منذ نهاية الستينات وأساهم بما هو بمقدوري.
*أستاذ عصام، في تونس الباجي قائد السبسي في مثل سنك وقد أسس حركة سياسية جديدة  تطرح نفسها بديلا للسلطة القائمة؟
أنا أصنع ما هو مفيد لخدمة بلدي ولكني في ذات الوقت أرى أننا في حاجة إلى قيادة من جيل جديد نساعدها
*هل زارك برهان غليون(الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض) في بيتك؟
برهان كان دائم الاتصال بي بمبادرة منه لكنه لما تولى رئاسة المجلس انشغل ولكني على تواصل مع هيثم مناع وميشيل كيلو وهيثم المالح الذي يقيم بآخن قريبا منا وعدد من أعضاء المجلس زاروني هنا في بيتي
*هل هناك تواصل مع نظام بشار الأسد؟
لم يجر أي اتصال منذ زمن طويل مع النظام السوري. لقد دهموا بيتي
 و اغتالوا زوجتي من أكثر من ثلاثين سنة وتعددت محاولات اغتيالي لاحقا ولكني تعودت أن لا أنظر للأمور من خلال ظروفي الخاصة بل من منظور القيم والمبادئ والمصلحة العامة ولذلك لما قبض على قاتل زوجتي دعوت السوريين للتسامي على آلامهم الشخصية وتجنب الانتقام لتحقيق الوحدة الوطنية كان موقفي موضوعيا لا ذاتيا
لقد بادرت بنصح النظام من خلال رسائل مكتوبة ومعلنة ولكن هذا النظام لا يستطيع أن يكون ديمقراطيا لأنه زائل، اعتقادي أن أخطر ما في تركيبة النظام القائم هي الطبقات المنتفعة به فهي التي ستقاوم لآخر لحظة حفاظا على مصالحها وقد تكون الأخطر والأشرس على السوريين
*والمجلس الوطني السوري ؟ أي دور يمكنه القيام به؟
المجلس الوطني السوري وجوده أفضل من عدمه، المشكل أن الشعب ليس من ورائه بقوة كبيرة ولذلك لا يحسب حسابه حتى في العلاقات الخارجية .
من يريد التحرك حركة صحيحة يجب أن يكون على معرفة بالواقع القطري والإقليمي والدولي، نحن لا نريد أن نصبح ورقة في الصراعات الإقليمية والدولية كما لا نريد أن نكون أداة لخدمة مصالح غير مصالح بلادنا .
الوضع يحتاج إلى ترفّع عن المكاسب الفردية أو الفئوية وعلينا أن نكون منفتحين على العالم في حدود المصالح المشتركة لا أن نتحول إلى أتباع لأمريكا أو الأنظمة الخليجية ، نشكر كل من يساعدنا ولكننا نريد أن نكون أسياد قرارنا
*نعلم أن شقيقتك كانت وزيرة للثقافة طيلة ربع قرن وهي اليوم نائبة لبشار الأسد، ألا يوجد تواصل بينكما؟
عائليا"بنحبّ بعضنا" ولكن الظروف باعدت بيننا، لما توفيت أمي "حكينا مع بعض هاتفيا" ولكن لا يوجد أي اتصال في الشؤون السياسية ولا حتى في الشؤون العائلية غير المهمة .
أختي أعرف مزاياها ولكن الظروف والسنوات باعدت بين مواقفنا
*هل تحن إلى سورية؟
(هنا يبدو عليه التأثر) ويقول:
 طال إغترابي وما بيني بمقتضب
والدهر قد جدّ في حربي وفي طلبي
 والشوق في أضلعي نار تذوّبني
ما أفتك الشوق في أضلع مغترب
أين الأحبة ما بيني وبينهم
لجّ البحار وأطراف القنا السلب
كم ذا أحن إلى أهلي إلى بلدي
إلى صحابي وعهد الجد واللعب
فالشام ليست أرضا فقط، بل هي مرتبطة بحياتي وأهلي وأصدقائي .
*كيف عشت تطور الأحداث في تونس بعد 14 جانفي؟
أنا عشت مع تونس منذ عهد العبادلة من أول الفتح الإسلامي، وأعرف بورقيبة منذ ولد سنة 1903 والحزب الدستوري القديم لعبد العزيز الثعالبي وأعرف تونس الفتاة والطاهر الحداد وشيوخ الزيتونة  وأذكر أنه سنة 1952 كان معنا محي الدين القليبي(صحافي وسياسي تونسي توفي بدمشق سنة 1954 كان من رفاق بورقيبة)  الذي عرفته معرفة عميقة لأبعد الحدود وتعاونت معه على ما كان يقوم به من إمداد للثورة في تونس وهو من أعظم الرجال الذي عرفتهم
*كيف ترى مستقبل تونس في ظل حكم النهضة وحليفيها؟
المعادلات التي يدخل فيها الإنسان تبقى دائما مرتبطة بمدى جدارته بما هو أفضل ، ولذلك علينا استشعار المسؤولية بفهم الواقع  فإما أن تعرف كيف تتعاون مع الآخرين وإلا ضعنا جميعا .
الإسلاميون في تونس كما في مصر كما في كثير من البلدان العربية ليسوا أصحاب تجربة في الحكم، عندهم شيء ويمكنهم أن يزدادوا،  هم في حاجة إلى لقاء الكفاءات على قواسم مشتركة أما الصدام فيذهب بنا جميعا نحو الهاوية
والإسلاميون درجات تتراوح بين الرجل البسيط في الشارع والأستاذ في الجامعة ، وفي هذه المرحلة نحتاج لبعضنا البعض لأن تحديات الواقع كبيرة ومتعددة الجوانب
*ما تقييمك اليوم لمبادرة الحكومة المؤقتة في تونس بطرد القائم بالأعمال السوري ؟
تونس في حاجة إلى أن تفكر في هذا الأمر، كنت أتمنى أن يكون العرب أسياد مصيرهم بإخلاص،  أن يجلسوا مع بعضهم البعض لا البحث عما يرضي الجمهور نحن في حاجة إلى تلمّس الطريق الصحيح .
أنا أدين أصدقاء النظام السوري فمن حق النظام عليهم ان ينصحوه ، وكثير من أصدقائه لم يؤدوا مسؤولية النصح لفرملة الفساد والمساعدة على إيجاد الحلول المناسبة .
لا تنس أن السوريين لم يطالبوا في بدء خروجهم إلى الشارع بإسقاط النظام بل طالبوا بالإصلاح،  ولكن هذه المطالب قوبلت بالصدّ. ومع تواصل القمع وعمليات الاغتصاب أقام النظام سدّا منيعا بينه وبين الناس ودفع لهذا الذي نعيشه اليوم .
نحن نريد سورية بكل طوائفها لكن حين تجري مذبحة مثل مذبحة الحولة فهذا خطير على المستقبل لأنه ليس كل الناس لهم القدرة على تجاوز جراحاتهم الفردية .
*كيف تختم هذا الحوار؟
اختم بما قاله صلى الله عليه وسلم " إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقّها وأدى الذي عليه فيها"

No comments: