مناف طلاس الهارب: قصف الرستن بعنف وفشل في التفاوض مع آل الفرزات كبرى عائلات المدينة
|
باريس – نضال حمادة
في العام 2005 كان نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام يقوم ببيع ممتلكاته
في سوريا تحت أعين رجال النظام الذين لم يفعلوا شيئاً لمنعه، وتحدث أمام
الرئيس السوري بشار الأسد بنيّته مغادرة سوريا إلى فرنسا لكتابة مذكراته
فلم يمانع الأخير؛ وبحسب مصدر سوري مطلع على القضية فقد غادر عبد الحليم
خدام منزله متوجهاً إلى مطار دمشق الدولي، وهناك أوقفه جهاز أمن الحرس
الجمهوري وتوجهت به سيارة تابعة للحرس برفقة ضابطين إلى منزل الرئيس السوري
بشار الأسد الذي قال له: أنا أعرف علاقتك القديمة بالرئيس حافظ الأسد،
وكرمى لهذه العلاقة لن أمنعك من
السفر ولكني مضطر أن أقول لك شيئاً أتمنى عليك أن تحفظه: أنت ترى وضع
سوريا حالياً والظروف المحيطة بها، وأنت أكثر العارفين أنَّ سقوط النظام في
هذه الظروف يعني سقوط سوريا وتفككها على الطريقة العراقية. أطلب منك أن لا
تتكلم في مواضيع تمسّ الأمن القومي والوطني السوري، فوعده خدام بذلك. غير
أنه فور وصوله إلى العاصمة الفرنسية باريس نزل في قصر تملكه نازك الحريري
في الدائرة السادسة عشرة من باريس، هذا القصر الذي كان ملكاً لابنة
الملياردير اليوناني أونازيس، وقد اشتراه رفيق الحريري لزوجته نازك بمبلغ
أربعين مليون يورو وأسكن فيه خدام، وتمَّ وعده بتعويضه عن كامل ممتلكاته
التي لم يستطع بيعها في سوريا، لذلك تم تسليمه مبلغ سبعة ملايين دولار على
مدى سنتين ( )، وتوقف الدفع، فبقي خدام من حينها يردد الكلام عن خيانة وغدر
تعرض لهما من آل الحريري ومن آل سعود، وهو الذي كان سابقاً نائب الرئيس
السوري وحاكم لبنان الفعلي يصل به الأمر إلى هذا المستوى من المعاملة
ونكران الجميل..
وهكذا غادر مناف طلاس .. ليس هناك فرق كبير بين مغادرة عبد الحليم خدام لسوريا منذ ستة أعوام ومغادرة مناف طلاس لها منذ أسبوعين ، الفرق قد يكون بالتفاصيل الصغيرة ولكن الأساس انه غادر بعلم النظام ورضاه لأن هذا أفضل الحلول للطرفين وكما أن تأثير مغادرة خدام لسوريا وانشقاقه عن النظام كان صفرا ، هذا هو الوضع الذي ينتظر مناف طلاس إذا ارتكب غلطة خدام وسار باللعبة الإعلامية. فالسلطات السورية لم تكن أبدا بوارد اغتيال طلاس كما سرب قريب له من محيطي ميشال كيلو الخبر (الجيمس بوندي هذا الصباح) لأن قتله سوف يعقد الأمور ولن يقدم شيئا للنظام في حربه فضلا عن أن الرئيس السوري يحتفظ لطلاس الأب بتقدير الوفاء الذي قدمه مصطفى طلاس للرئيس حافظ الأسد ومن بعده لنجله بشار الأسد طيلة أربعين عام، وهذا التقدير حفظه الرئيس السوري مع خدام كما أن النظام السوري لم يكن بوارد سجن مناف طلاس للأسباب نفسها . ماذا حصل من بداية الأحداث.. عند اندلاع الأحداث في مدينة الرستن ومحافظة حمص قدم العميد مناف طلاس تطمينات للرئيس السوري أنه قادر على الإمساك بالوضع كونه ابن المدينة والمحافظة وكون والده قدم خدمات كبيرة لمختلف العائلات والأطراف في المدينة وهذه المعلومات انقلها وهي بحوذتي منذ بداية الأزمة منذ أكثر من سنة وقد أوكل يومها الرئيس السوري لمناف طلاس مهمة مفاوضة أهالي المدينة وعائلاتها، غير أن الرجل فشل في هذه المهمة لسبب عشائري بحت وهو أن آل فرزات القوة العائلية الأكبر عدديا والأعرق تاريخيا في الرستن رأوا في رفض وساطة طلاس ثأر لنفوذ عائلي خسروه طيلة مدة الحكم الحالي الذي كان مصطفى طلاس من رجالاته الثابتين فآل طلاس فخذ صغير من فرزات أتى من خارج الرستن (من بدو حمص) وهم ليسوا القوى العائلية الأكبر في الرستن وهم تاريخيا من خارج الرستن ، وكان الفشل مزدوج في المهمة لأن الرستن أصبحت خلال فترة قصيرة مدينة ممتلئة بالمسلحين وبدأت تمردا مسلحا. في تلك الفترة أرسلت الحكومة السورية مناف طلاس على رأس القوة العسكرية التي قاتلت المسلحين وقد قاد العميد طلاس عملية قصف عنيفة على المدينة استمرت ثلاثة أسابيع على عكس ما يتم تسريبه عن رفضه تنفيذ الأوامر وأنه لم يقصف الرستن فالمعركة التي نشبت صيف 2011 في الرستن كان مناف طلاس قائدها كامل صلاحيات التصرف الميداني. كيف تخلى الرئيس الأسد عن خدمات مناف طلاس؟... تقول مصادر لبنانية مطلعة على الملف أن آل طلاس قرروا الخروج من السياسة والعيش بثروتهم بعيدا عن مشاكل سوريا خصوصا أنهم أحسوا ربما بخطأ قيادة مناف لعملية قصف الرستن عام 2011 فضلا عن أن النظام وجد مصلحة في انسحاب العائلة ومناف من صلب النظام بعد مغادرة العماد مصطفى طلاس سوريا وإقامته في باريس وهنا كانت مغادرة مناف طلاس للأراضي السورية بعلم النظام ورضاه وموافقته كما حصل مع خدام، وأي سيناريو هوليودي عن الهروب بسيارة أثناء تمارين رياضية على طريق المزة أمر مضحك وسخيف في سوريا المضطربة امنيا. وحسب معلومات الانتقاد المؤكدة منذ يومين لم يكن مناف طلاس قد وصل باريس بعد. هل يتصور أحد رجل بمنصب مناف طلاس يمارس رياضة الركض على اتوستراد المزة في دمشق هذه الأيام؟ |
En soutien à la résistance des peuples pour leur indépendance, leur dignité et leur souveraineté!
Search This Blog
Saturday, July 14, 2012
Syrie: Manaf Atlass...
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment