دمشق.. هنا القاهرة..
انطلاق تغطية الميادين الخاصة بالانتخابات الرئاسية في كل
من مصر وسوريا، حدثان يكتسبان بعداً استثنائياً في ظل الظروف التي تعصف
بالعالم العربي منذ نحو 4 أعوام، والبداية من قصة "دمشق هنا القاهرة" التي
ارتبطت بتاريخ العلاقة بين البلدين.
لا تبدو الاستحقاقات التي تشهدها
سنة 2014 عاديةً، وخصوصاً الإنتخابات الرئاسية في كل من مصر وسوريا، إذ إن
هذه الإنتخابات تأتي في مصر بعد انتفاضتين أسقطتا رئيسين وتستعد لإنتخاب
ثالث، أما في سوريا فهي تجري على خلفية دماء عشرات آلاف الضحايا ودمارٍ
غيّر وجه سوريا وشرد الملايين من أبنائها.. مفارقةٌ لافتةٌ يكتسبها هذان
الإستحقاقان في تزامنهما وتقاطعهما.
هنا وقع العدوان الثلاثي على مصر.. وهنا قاوم أهالي بورسعيد بكل بسالة مع الجيش هجوم بريطانيا وفرنسا وإسرائيل الذي من ضمن نتائجه انقطاع بث الإذاعـة المصرية عام 1956 نتيجة قصف مركز إرسالها.. إلا أن ذلك لم يمنع حينها صوت العروبة النابض، ليخرج من الإذاعة السورية مدوياً.. "من دمشق هنا القاهرة".
لم يمكن لتمثال الفرنسي دليسيبس أن يبقى على قاعدته عند مدخل قناة السويس شمالي بورسعيد بعدما شاركت بلاده في قصف المدينة بالتنسيق مع بريطانيا وإسرائيل، رداً على قرار الزعيم جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، ليبعث الفدائيون وشعب برسعيد برسالتهم حينها بنسف التمثال بعدما صمدوا صموداً بطولياً في وجه العدوان وبعد أن كبدوه خسائر فادحة رغم استشهاد كثيرين منهم وأسر وإصابة الكثيرين.
محمد مهران قائد سرية فدائيين في حرب 1956 يقول "استطعنا بفض الله سبحانه وتعالى أنا وأفراد سريتي القضاء على الدفعة الأولى للمظليين البريطانيين بالكامل، وقائدهم قال لي: يجب أن تدفع الثمن.. حكمنا عليك بإقتلاع عينيك إنتقاماً منك"..
العدوان لم يتوقف عند حدود بورسعيد، بل تجاوزها واقترب من العاصمة القاهرة لتقصف الطائرات ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ طوال ﻳﻮﻣﻲ 2 ﻭ3 ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝنوفمبر هوائيات الإذاعة المصرية في منطقة أبي زعبل شمال القاهرة، وذلك ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﻣﻦ على ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ الأزهر، ﻓﺘﻮﻗﻔﺖ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺳﺎﻝ، ﻭﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻌﻘﺖ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﺳﻜﺎﺕ ﺻﻮﺕ ﻗﺎﻫﺮة ﺍﻟﻤﻌﺘﺰ، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ بالنداء "ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺩﻣﺸﻖ"..
حرب عام 1956 لم تكن مجرد حرب على مصر، بل كانت اختباراً حقيقياً لفكرة الوحدة والتضامن العربي.
عادل بكري قيادي ثوري في بورسعيد يقول "حسم معركة بورسعيد ضد العدوان الثلاثي كان حسم لمعركة العرب كلهم ضد العدوان، ونحن أحوج ما نكون هذه الأيام لهذه الروح الوحدوية، لأننا نرى مخطط التقسيم يمد أذرعه في المنطقة العربية تحت مسميات عديدة".
زياد المصري أحد شباب بورسعيد يقول "التاريخ النضالي لبورسعيد كان مكون رئيسي في شخصياتنا، وهذا انعكس على أدائنا في أننا رددنا الجميل لسوريا في أزمتها وأقمنا فعالية تحمل اسم "من بورسعيد هنا دمشق" للتنديد بالمحاولات الاستعمارية والمخططات التقسيمية".
بورسعيد جسدت في معركتها مع العدوان الثلاثي على مصر القدوة والمثل لشعب مؤمن بالاستقلال الوطني ومالك لإرادته، فالمعركة لم تقتصر على دور الفدائيين والمقاومة، بل إن المسالة تعدت ذلك لتصل إلى مشاركة النساء والأطفال والشيوخ في هذه الحرب.
عبد السلام وهبة الألفي أحد القيادات الحزبية في بورسعيد يقول "أعتقد أن هذه المعركة أعطت للعالم درس مفاده أنه مهما كانت قوة المعتدي، فالشعوب تستطيع أن تهزمه".
وكان الهدف من العدوان الثلاثي هو محاصرة الجيش المصري، وفقدان مصر سيطرتها على قناة السويس، وإسقاط نظام عبد الناصر، إلا أن ذلك لم يحدث ليخرج عبد الناصر ومصر منتصرة في هذه المعركة الملحمية.
هنا وقع العدوان الثلاثي على مصر.. وهنا قاوم أهالي بورسعيد بكل بسالة مع الجيش هجوم بريطانيا وفرنسا وإسرائيل الذي من ضمن نتائجه انقطاع بث الإذاعـة المصرية عام 1956 نتيجة قصف مركز إرسالها.. إلا أن ذلك لم يمنع حينها صوت العروبة النابض، ليخرج من الإذاعة السورية مدوياً.. "من دمشق هنا القاهرة".
لم يمكن لتمثال الفرنسي دليسيبس أن يبقى على قاعدته عند مدخل قناة السويس شمالي بورسعيد بعدما شاركت بلاده في قصف المدينة بالتنسيق مع بريطانيا وإسرائيل، رداً على قرار الزعيم جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، ليبعث الفدائيون وشعب برسعيد برسالتهم حينها بنسف التمثال بعدما صمدوا صموداً بطولياً في وجه العدوان وبعد أن كبدوه خسائر فادحة رغم استشهاد كثيرين منهم وأسر وإصابة الكثيرين.
محمد مهران قائد سرية فدائيين في حرب 1956 يقول "استطعنا بفض الله سبحانه وتعالى أنا وأفراد سريتي القضاء على الدفعة الأولى للمظليين البريطانيين بالكامل، وقائدهم قال لي: يجب أن تدفع الثمن.. حكمنا عليك بإقتلاع عينيك إنتقاماً منك"..
العدوان لم يتوقف عند حدود بورسعيد، بل تجاوزها واقترب من العاصمة القاهرة لتقصف الطائرات ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ طوال ﻳﻮﻣﻲ 2 ﻭ3 ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝنوفمبر هوائيات الإذاعة المصرية في منطقة أبي زعبل شمال القاهرة، وذلك ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﻣﻦ على ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ الأزهر، ﻓﺘﻮﻗﻔﺖ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺳﺎﻝ، ﻭﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﻌﻘﺖ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﺳﻜﺎﺕ ﺻﻮﺕ ﻗﺎﻫﺮة ﺍﻟﻤﻌﺘﺰ، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ بالنداء "ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺩﻣﺸﻖ"..
حرب عام 1956 لم تكن مجرد حرب على مصر، بل كانت اختباراً حقيقياً لفكرة الوحدة والتضامن العربي.
عادل بكري قيادي ثوري في بورسعيد يقول "حسم معركة بورسعيد ضد العدوان الثلاثي كان حسم لمعركة العرب كلهم ضد العدوان، ونحن أحوج ما نكون هذه الأيام لهذه الروح الوحدوية، لأننا نرى مخطط التقسيم يمد أذرعه في المنطقة العربية تحت مسميات عديدة".
زياد المصري أحد شباب بورسعيد يقول "التاريخ النضالي لبورسعيد كان مكون رئيسي في شخصياتنا، وهذا انعكس على أدائنا في أننا رددنا الجميل لسوريا في أزمتها وأقمنا فعالية تحمل اسم "من بورسعيد هنا دمشق" للتنديد بالمحاولات الاستعمارية والمخططات التقسيمية".
بورسعيد جسدت في معركتها مع العدوان الثلاثي على مصر القدوة والمثل لشعب مؤمن بالاستقلال الوطني ومالك لإرادته، فالمعركة لم تقتصر على دور الفدائيين والمقاومة، بل إن المسالة تعدت ذلك لتصل إلى مشاركة النساء والأطفال والشيوخ في هذه الحرب.
عبد السلام وهبة الألفي أحد القيادات الحزبية في بورسعيد يقول "أعتقد أن هذه المعركة أعطت للعالم درس مفاده أنه مهما كانت قوة المعتدي، فالشعوب تستطيع أن تهزمه".
وكان الهدف من العدوان الثلاثي هو محاصرة الجيش المصري، وفقدان مصر سيطرتها على قناة السويس، وإسقاط نظام عبد الناصر، إلا أن ذلك لم يحدث ليخرج عبد الناصر ومصر منتصرة في هذه المعركة الملحمية.
العلم السوري الحالي.. رمز للوحدة بين سوريا ومصر
يرجع العلم السوري الحالي في ولادته إلى علم الجمهورية العربية المتحدة الذي يمثل الوحدة بين سورية ومصر عام 1958.
القانون الرئاسي الصادر عن الرئيس جمال عبد الناصر حدد مواصفات العلم بأنه مكون من ثلاثة ألوان؛ الأسود والأبيض والأحمر.. وفيه نجمتان كل منهما ذات خمس شعب لونها أخضر.. العلم مستطيل الشكل عرضه ثلثا طوله ويتكون من مستطيلات متساوية الأبعاد بطول العلم.. أعلاها باللون الأحمر وأوسطها باللون الأبيض وثالثها باللون الأسود، وتتوسط النجمتان المستطيل الأبيض.. وقد ارتفع العلم في سماء البلدين في الأول من نيسان/أبريل عام 1958.
حسام شعيب كاتب سياسي سوري يقول "العلم يحمل ألواناً ثلاث إضافة إلى نجمتين خضراوين بخمس شعب.. الألوان هي الأحمر والأبيض والأسود والنجمتان الخضراوين ترمزان إلى الاقليمين الشمالي والجنوبي".
غاب علم الوحدة بعد الإنفصال عام 1961، وأعيد العمل بالعلم الذي كان معمولاً فيه منذ عام 1933 وحتى الوحدة، وهو العلم الذي يرفعه بعض المعارضين اليوم راية لهم.
في عام 1963 أعيد العمل بالعلم في عهد الوحدة مع مصر مع إضافة نجمة خضراء جديدة في إشارة الى العراق، استناد إلى توقيع اتفاقية الوحدة الإتحادية في نيسان/أبريل من العام ذاته.. وقد رفع العلم في سورية والعراق ولم يرفع في مصر.
وبقي العلم معتمداً حتى العام 1971، حيث أعلن عن اتحاد الجهوريات العربية بين مصر وسورية وليبيا، وتم اعتماد ألوان العلم السابق مع تبديل النجوم بالنسر على اللون الأبيض..
أعادت سورية العمل بعلم الوحدة عام 1980.. وهو العلم الذي ترفعه سورية اليوم.. وتحتفي به تأكيداً على قيمة الوحدة.
الدكتور محمود أحمد أكاديمي سوري يقول "يتمسك السوريون بعلمهم اليوم كونه يشير إلى قيمة الوحدة مع مصر.. فله قيمة روحة ورمزية كبيرة جداً.. وهو يحمل في وجدانهم الكثير.. ولا علاقة له بنظام أو مرحلة أو حزب".
يرفع السوريون العلم اليوم في الساحات والشوارع بما يشبه الإحتفالية.. إحتفالية في وجه ما يرونه مساس بأحد أهم رموزهم الوطنية في ظل الأزمة التي تواجهها سورية.
القانون الرئاسي الصادر عن الرئيس جمال عبد الناصر حدد مواصفات العلم بأنه مكون من ثلاثة ألوان؛ الأسود والأبيض والأحمر.. وفيه نجمتان كل منهما ذات خمس شعب لونها أخضر.. العلم مستطيل الشكل عرضه ثلثا طوله ويتكون من مستطيلات متساوية الأبعاد بطول العلم.. أعلاها باللون الأحمر وأوسطها باللون الأبيض وثالثها باللون الأسود، وتتوسط النجمتان المستطيل الأبيض.. وقد ارتفع العلم في سماء البلدين في الأول من نيسان/أبريل عام 1958.
حسام شعيب كاتب سياسي سوري يقول "العلم يحمل ألواناً ثلاث إضافة إلى نجمتين خضراوين بخمس شعب.. الألوان هي الأحمر والأبيض والأسود والنجمتان الخضراوين ترمزان إلى الاقليمين الشمالي والجنوبي".
غاب علم الوحدة بعد الإنفصال عام 1961، وأعيد العمل بالعلم الذي كان معمولاً فيه منذ عام 1933 وحتى الوحدة، وهو العلم الذي يرفعه بعض المعارضين اليوم راية لهم.
في عام 1963 أعيد العمل بالعلم في عهد الوحدة مع مصر مع إضافة نجمة خضراء جديدة في إشارة الى العراق، استناد إلى توقيع اتفاقية الوحدة الإتحادية في نيسان/أبريل من العام ذاته.. وقد رفع العلم في سورية والعراق ولم يرفع في مصر.
وبقي العلم معتمداً حتى العام 1971، حيث أعلن عن اتحاد الجهوريات العربية بين مصر وسورية وليبيا، وتم اعتماد ألوان العلم السابق مع تبديل النجوم بالنسر على اللون الأبيض..
أعادت سورية العمل بعلم الوحدة عام 1980.. وهو العلم الذي ترفعه سورية اليوم.. وتحتفي به تأكيداً على قيمة الوحدة.
الدكتور محمود أحمد أكاديمي سوري يقول "يتمسك السوريون بعلمهم اليوم كونه يشير إلى قيمة الوحدة مع مصر.. فله قيمة روحة ورمزية كبيرة جداً.. وهو يحمل في وجدانهم الكثير.. ولا علاقة له بنظام أو مرحلة أو حزب".
يرفع السوريون العلم اليوم في الساحات والشوارع بما يشبه الإحتفالية.. إحتفالية في وجه ما يرونه مساس بأحد أهم رموزهم الوطنية في ظل الأزمة التي تواجهها سورية.
المصدر:
الميادين
No comments:
Post a Comment