Search This Blog

Wednesday, December 25, 2013

Ahmed Manai: le livre جزءا من الزبالة المنتشرة في كل مكانnoir




أحمد المنّاعي
أعتبر الكتاب الأسود جزءا من الزبالة المنتشرة في كل مكان
نشر في 25-12-2013 12:48:17


يعتبر الدكتور أحمد المناعي مدير المعهد التونسي للعلاقات الدولية من أبرز الشخصيات التي ناضلت وضحّت في سبيل تحقيق الحرية والديمقراطية في تونس، عارض نظام بن علي الذي لم يتردّد في بداية التسعينات في إيقافه والتنكيل به، مما دفعه إلى الهجرة هروبا من جحيم النظام لذلك لم يتردّد بعد ذلك إثناء أقامته بأوروبا في مقاومته وفضح ممارساته كما يحسب للدكتور المنّاعي دفاعه عن حركة النهضة وقياداتها من أجل حقهم في النّشاط السياسي.
التقيناه في حوار تحدّث فيه عن الحوار الوطني وموقفه من حكومة الترويكا وعن وضعية حقوق الانسان في تونس بعد الثورة ومواضيع اخرى تقرأونها في الحوار التالي..
في البداية كيف تقبلت نتائج الحوار الوطني الأخيرة؟
ـ كتونسي طال انتظاره في الخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد وبعد اكثر من شهرين من النقاشات فإنني تفاءلت خيرا رغم البطء الشديد والشدّ والجذب الذي اعتمدته بعض الأطراف المشاركة في الحوار، نعم خرجنا برئيس حكومة يبدو انّ بعض الأطراف مازالت متردّدة في قبوله، لكن تبقى في المحصلة خطوة الي الأمام اتمنّى ان تعقبها خطوات أخرى تفضي بنا الى برّ الأمان لأنّ البلاد لم تعد تتحمّل هذه الأزمة
. ما هو رأيك في رئيس الحكومة القادم مهدي جمعة؟
ـ أعتقد انّ تعيين مهدي جمعة على رأس حكومة تكنوقراط يحمل عديد النّقاط الايجابيّة فهذا الرجل الخمسيني ينتمي الى الجيل الذي يفترض انّه من يدير شؤون البلاد في الوقت الحاضر، هناك ايضا مستواه العلمي فهو خريج مدارسنا الوطنية وايضا للرّجل تجربة وخبرة في ادارة الأعمال والمؤسّسات هذه كلها عوامل تجعلني متفائلا لكن النقطة السلبية هي تأخر هذا القرار الذي جاء بعد شهرين من المفاوضات والتي أثّرت كثيرا على الوضع العام للبلاد وعلى المؤسسات المالية وهو ما من شأنه تعقيد المهمّة على مهدي جمعة
. البعض يرفض دخول وزراء حكومات الترويكا في تشكيلة حكومة مهدي جمعة بل ويشترطون ذلك لمواصلة الحوار الوطني؟
ـ أنا لا أرى مانعا من منطلق التواصل في العمل نعم ادرك انّ هؤلاء الوزراء هم قلة قليلة، لكني ايضا ادرك انّ القضية ليست قضية اسماء بل قضية برامج وتوجهات وما أتمنّاه ان يساهم الجميع كل من موقعه لانجاح عمل هذه الحكومة الجديدة التي سيقع تشكيلها ويتركون لها مطلق الحرية في اتخاذ كل الاجراءات والقرارات التي يرونها صالحة للبلاد والعباد
. ألم يتأخّر كثيرا الإعلان عن رئيس حكومة؟
ـ في تقديري كان لهذه الحكومة ان تتشكّل منذ كان حمادي الجبالي رئيسا للحكومة وأعلن عن رغتبه في تشكيل حكومة تكنوقراط لكن «اش تحبّ تعمل كسوحية راس» لقد ضيعنا على تونس حينها فرصة ثمينة لكن
.. ما تقييمك لحكومتي الترويكا؟
ـ هي حكومات تعاقبت مخلّفة وراءها الفشل والخيبات والأخطاء القاتلة، لقد فشلتا فشلا ذريعا لكن بعضه يعترف بذلك وآخرون مازالوا يصرّون على انّهم أفضل حكومة في تاريخ تونس.. لقد طال الفشل كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. هناك أزمة خانقة فعلا في البلاد.
ما تعليقك حول ما يقوله البعض بأنّ الحكومة القادمة جاءت لتنقذ النهضة وحلفائها فينسى الشعب أخطاءهم؟
ـ لا هذا الكلام غير صحيح فالحكومة القادمة جاءت لتنقذ تونس مما هي فيه وليس لإنقاذ الأحزاب ولو أنني أعتقد انّ حزبي المؤتمر والتكتّل قد تركا تاريخهما وراءهما وفقدا ثقة ناخبيهم وبالتالي فانّ عودتهما للحكم شبه مستحيلة
. وماذا عن النهضة؟
ـ بصراحة أنا لا أتمنّى لتونس عودة النهضة بتلك الأغلبيّة التي حصدتها في انتخابات 23 أكتوبر لكن ان حدث ذلك فهذا دليل على انّ التونسيين  من ذوي الذاكرة القصيرة ولا يتّعظون بأخطاء الماضي، لكنني أيضا أؤكّد انّ  النهضة هي حزب قوي ولها قاعدتها الشعبية لكنها ليست في المستوى الذي كانت عليه في الانتخابات السابقة
. كحقوقي كيف تقيّم وضع حقوق الإنسان بعد 3 سنوات من الثورة؟
ـ مازال الى الآن العديد من التجاوزات فالتعذيب مازال يُمارَس في مراكز الأمن ولو انّه ليس كما عرفناه في التسعينات، هناك ايضا مسألة في غاية الأهمّية وهي سجن المسؤولين السياسيين السابقين الذين لايزال بعضهم يقبع في السجن دون محاكمة رغم مرور اكثر من سنتين على ايقافهم، وهناك تجاوز للقوانين ولحقوق الانسان بعضه عن جهل والبعض الآخر عن وعي ودراية، ولكن في المقابل لا أنفي انّ هناك حرّية وهناك مناضلون حريصون علي تكريس مبادئ حقوق الانسان، كما انّ هنك مجتمع مدني قوي ينشط بكل حرية لتأصيل هذه المفاهيم التي غيّبها وهمّشها النظام السابق
. كيف تقترح أن تكون العلاقة بين الحكومة القادمة والاتحاد العام التونسي للشغل؟
ـ انا أعتقد انّ المطلوب من الاتحاد التونسي للشغل وبعد انجاح الحوار الوطني وانهاء مهمّته ان يعود الى رسالته الأصلية والأساسيّة وهي الدّفاع عن حقوق العمّال فتلك مهمّه النبيلة التي من أجلها وجد وان لا يتدخل في السياسة والابتعاد عن كل التجاذبات السياسية لأنّه بحشره لأنفه في ذلك قد يجلب له
العداء وهو ما لا حظنا في خطابات العديد من السياسيين.
مؤاخذاتك عليه؟ نأتي الآن الى الكتاب الأسود، ما هي أبرز

ـ هذا الكتاب الذي عنون بالكتاب الأسود ما كان لمؤسّسة الرئاسة نشره لأنّها بذلك تجاوزت القانون وهي خيانة مؤتمن، فالوثائق التي تملكها الرئاسة هي في الحقيقة ليست ملكها بل ملك التونسيين ولا يمكن التصرّف فيها الاّ بالقانون لكن الرئاسة تصرّفت فيها برعونة ودون رويّة او معرفة للعواقب، وكان عليها انتظار قانون العدالة الانتقالية، والذين يصفونه بالكتاب هم مخطئون فهو ليس بكتاب وكان من المفروض عدم التشهير بأعراض الناس وذكر أسمائهم لأنّ في ذلك تعدّ على هؤلاء الأشخاص، وانا شخصيا لا أعتبره كتابا بقدر ما أصفه بأنه أكداس من الزبالة رمى بها المرزوقي في الشارع دون ان يقيّم وزنا لذلك، ومثلما انتشرت الزبالة في كل مكان فهذا الكتاب ليس الاّ جزءا منها
 أيّ رسالة تريد توجيهها الى رئيس الجمهورية منصف المرزوقي؟
ـ بصراحة ليس هناك رسالة أوجها له، فقط اذكر انه في أكتوبر 2012 وبعد انتهاء شرعية هذا المجلس الوطني التأسيسي ومؤسساته فكرت في تكوين لجنة تطالب باستقالة المرزوقي ثم عدلت عن ذلك لأنني اكتشف انه لا يستحق كلّ ذلك وانّني بذلك سأسدي اليه خدمة، فأنا اعتقد انه وفي غياب ايّ قرار ايجابي يستطيع ان يستقيل من منصبه لينقذ ماء وجهه، فالمرزوقي لم يقدّم شيئا ايجابيا سيذكره له التاريخ ولو استقال فربّما سيكون ذلك القرار أفضل قرار يتخذه بالنسبة اليه.
كلمة أخيرة تختم بها هذا اللقاء؟
ـ ما أستطيع قوله هو ان تنقذ الحكومة القادمة ما أفسده المرزوقي فعلى مستوى علاقاتنا الخارجية فمنذ سنتين ونحن نعاني من مواقفه السلبية وقرارته الارتجالية  وبالمناسبة انا ادعو الحكومة القادمة الى اعادة علاقاتنا الديبلوماسية مع الشقيقة سوريا والتي قطعها المرزوقي ارضاء للقطريين وتماهيا معهم في سياستهم المعادية لهذا النظام، كما ان مشكلة أمنية كبيرة ستواجهها بلادنا بعد عودة ابنائنا المغرّر بهم من سوريا لقد ولينا الى الحضيض على مستوى علاقاتنا الديبلوماسية بسبب مواقف المرزوقي، وهمشنا في المحافل الدولية وأدلّ على ذلك عدم حضورنا في الأيام القادمة لمؤتمر جينيف وغيرها من المؤتمرات لأننا بصراحة لم نعد نمثّل شيئا للآخرين.

حاوره: عبد اللطيف العبيدي
Akhbar al joumhouria

No comments: