Search This Blog

Tuesday, December 17, 2013

تقارير فرنسية تُؤكد الدعم الأجنبي لمهدي جمعة...مراقبون يحذرون من وصاية أجنبية


17-12-2013-18:15: حقيقة اختياره في اللحظات الأخيرة:تقارير فرنسية تُؤكد الدعم الأجنبي لمهدي جمعة...مراقبون يحذرون من وصاية أجنبية



تونس-افريكان مانجر









اختيار رئيس الحكومة  الجديد مهدي جمعة جاء بضغوطات أجنبية و تحديدا من سفراء الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية،خبر نقله أمس موقع"لوموند"الفرنسية.و قد أثار أكثر من نقطة استفهام حول حقيقة ما يحدث في كواليس الحوار الوطني الذي ظلّ مُعلقا لعدّة أسابيع قبل أن يُطرح كما هو معلوم في الربع ساعة الأخيرة اسم وزير الصناعة في حكومة علي العريض الحالية مهدي جمعة ليقع تسميته على رأس الحكومة المقبلة.
و قد اكتسب الخبر أهميته ليس بمحتواه الذي سبق و أن تمّ تداوله،لكن عندما يصدر عن صحيفة في حجم"لوموند" التي تُعد من أعرق الصحف اليومية الفرنسية و تحظى باحترام كبير في الوسط الإعلامي الدولي فإنّها لن تُجازف بنقل الخبر من فراغ.
تونس تحت الوصاية
منذ إعلان الرباعي الراعي للحوار الوطني عن تسمية مهدي جمعة خلفا لعلي العريض الذي يُفترض أن يستقيل رسميا من مهامه في أجل أقصاه أسبوعين و ردود الفعل تتواتر و تتعارض،سيما و أن هذا الأخير(مهدي جمعة) لم يحصل حوله إجماع حيث وصف البعض القرار بأنه خروج بأخف الأضرار في وقت كانت كلّ المعطيات فيه تُشير إلى قرب الإعلان عن فشل التوافق.
و الحقيقة أن مقال "لوموند"لم يأت بالجديد أو بالمفاجأة عندما تحدث عن التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لتونس،لأنّ بعض الأطراف السياسية التونسية أشارت إلى هذا السيناريو. لكن ما فُهم من المقال هو أنّ الدول الأجنبية فرضت مُرشحا بعينه و هو ما أعطى ربما تفسيرا للغموض الذي يحوم حول طريقة تسمية مهدي جمعة رئيسا للحكومة في اللحظات الأخيرة.
و لمزيد استطلاع حقيقة التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي التونسي اتصلنا برئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية أحمد المناعي فأوضح ل"افريكان مانجر" أنّ التدخل الأجنبي مشروع في بعض الحالات و بصفة خاصة من قبل فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية ،خاصة إذا علمنا أنّ هذه الدول مثلا لها مصالح اقتصادية فقد أمدت تونس بالعديد من القروض التي لن تتمكن من استردادها إذاما تواصلت الأزمة السياسية.إلا أنّ الإشكالية و من وجهة نظر محدثنا تكمن في أن سياسة الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة فتحت الباب على مصرعيه لهذه الدول و غيرها في أن تتدخل في الشؤون الخاصة و كأنه استعمار بطريقة جديدة.
و أضاف الدكتور المناعي أنّ الخبر الذي أوردته"لوموند"صحيح،و كل المؤشرات و المعطيات تدّل على ذلك مشيرا إلى أنّ تونس تحولت إلى بلد تحت الوصاية الأجنبية سواء من التحالف التركي القطري أو التحالف الأمريكي الأوروبي.كما عبر محدثنا عن مخاوفه من أن تسير الأحداث في تونس على نفس المسار اللبناني حيث أن الدولة تعمل هناك و منذ 6 سنوات تقريبا بحكومة تصريف أعمال.
و في سياق متصل قال المناعي إن الصحيفة الفرنسية لن تتحدث من فراغ لتضع مصداقيتها في المحك،مبرزا أنّ تونس شهدت منذ 14 جانفي 2011 انهيارا شبه كامل على حدّ تعبيره لمؤسسات الدولة الأمر الذي دفع بالحكومات الغربية إلى التدخل في التعيينات و تنصح بهذا الوزير أو ذاك خدمة لمصالحها.كما تحدث المناعي عن أنّ كل حزب من الأحزاب المتواجدة حاليا في تونس وراءه دولة تدعمه.
و إجمالا قال رئيس المعهد التونسي إنه لا يستبعد صحة ما أوردته الصحيفة الفرنسية خاصة و أنّ مهدي جمعة  و على حدّ تعبيره تجمعه علاقات مهنية كبيرة بالشركات الفرنسية و بالتالي فهو يُحظى بدعم أجنبي.
اتحاد الشغل ينفي و يُبرر
الحديث عن أنّ الدبلوماسية الغربية قد ألقت بثقلها لاختيار مهدي جمعة السبت الماضي رئيسا للحكومة المقبلة، موضوع لا أساس له من الصحة و من العبث الخوض فيه بهذه السهولة أو هو ربّما مُحرج لأطراف دون غيرها، وفق قيادات من المنظمة الشغيلة.
و حول هذا الموضوع أفاد الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي في تصريح خصّ به "افريكان مانجر"أنّ هذا الكلام مجرد حبر على ورق و لا أساس له من الصحة،قائلا إنّ اختيار وزير الصناعة الحالي لتولي منصب رئاسة الحكومة كان على أساس الكفاءة بعد أن أثبت جدارته في إدارة ملفات وزارة الصناعة على حدّ قول ممثل اتحاد الشغل .
و بخصوص العريضة التي تقدم بها عدد من نواب المجلس التأسيسي لمسائلة مهدي جمعة نفى بوعلي المباركي علم الإتحاد بذلك،مضيفا أنّ بعض الأطراف تسعى إلى التشويش على مسار الحوار الوطني و تهدف إلى خلق العراقيل و المطبات لتعطيله.و رغم أنّ الاتفاق الحاصل بشأن مهدي جمعة لم يكن 100% فقد أكد الأمين العام المساعد أنّ الاتحاد يسعى إلى التعامل إيجابيا مع الحكومة الجديدة من أجل إخراج تونس من الأزمة التي تعصف بها منذ مدّة.
"لوموند"و التدخل الأجنبي
 و للإشارة فإنّ المقال الفرنسي تحدث عن أنّ سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية اجتمعوا بقيادات الاتحاد العام التونسي للشغل واتفقوا على مساندة وزير الصناعة مهدي جمعة في حكومة علي العريض لترشيح ورقته.
و ممّا عزز من حظوظ هذه الفرضية هو امتناع الأمين العام للاتحاد الشغل حسين العباسي عن الإدلاء عن فحوى لقاء جمعه في السابق مع السفير الأميركي مع اندلاع أزمة الحوار الوطني.
كما أشار التقرير الفرنسي إلى أن ظهور مهدي جمعة برعاية الدبلوماسة الغربية لوحظ مؤخرا من خلال صورة نُشرت منذ أيام على الصفحة الرسمية للسفارة الألمانية في تونس عنونها "دبلوماسية المشوي" يظهر فيها بصحبة رئيس الحكومة الجديد مهدي جمعة وهما بصدد أكل اللحم المشوي بأحد المطاعم وهما في طريق عودتها من زيارة عمل  إلى ولاية باجة وفق تعليقه على الصورة.
بسمة المعلاوي

No comments: