سعد عبد المجيد-إسطنبول
أكد المشاركون بمؤتمر نصرة العراق دعمهم المقاومة ضد الاحتلال، وشددوا على أن المقاومة هي الطريقة الشرعية الوحيدة لمواجهة المحتل، معربين عن رفضهم العملية السياسية القائمة بالعراق، وشددوا على وحدة ذلك البلد وطالبوا النظام العربي بدعم المقاومة.
وقال حارث الضاري -الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق في كلمته بالمؤتمر، الذي عقد بمدينة إسطنبول التركية أمس السبت تحت عنوان "قاوم حتى التحرير"- إن الولايات المتحدة "احتلت العراق بحجج الديمقراطية والحرية وأكاذيب".
ومضى يقول إنه من الغريب أن أميركا تحدثت عن وجود أسلحة للدمار الشامل بالعراق ثم قامت هي بضرب العراق بهذه الأسلحة، مؤكدا أن لا تحرير بالتفاوض، كما أكد رفض العملية السياسية بالعراق لأنها تستهدف المقاومة حسب رأيه.
إرادة الشعوب
من جانبه استنكر علي الجبوري من المجلس السياسي للمقاومة ما سماها "جريمة احتلال بغداد بأيدي هولاكو بوش"، وقال إن "الهمجيين والقتلة نسوا إرادة الشعوب"، وأعرب عن قناعته بأن أميركا ليس لديها نية الخروج من العراق لأنها جاءت من أجل البترول "لكن المقاومة أجبرتها على الحديث عن الانسحاب".
المطيري نصح المقاومة العراقية بالتوحد
وردا على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما تركيا للتصالح مع نفسها، دعا الجبوري أميركا للتصالح مع حاضرها.
أما النائب الكويتي حاتم المطيري فرأى أن مقاومة الشعب العراقي أفشلت "المشروع الصهيوني" للهيمنة على المنطقة، وأكد فشل الدولة القُطرية وأن الوحدة بين الأقطار الإسلامية هي الخيار الإستراتيجي، لأن "دويلات الطوائف" القائمة حالياً سهلت للمحتل احتلال العراق.
وطالب المطيري بطرح مشروع سياسي يحمى الحدود و"لكن باختيار الشعوب"، ونصح المقاومة العراقية بالتوحد، كما طالب مجلس التعاون الخليجي بدعم المقاومة وإغلاق القواعد العسكرية الغربية بجزيرة العرب "لأنها أشرف وأطهر من أن تدنس بهذا العار".
بدوره أكد ممثل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص العراقية عبد الناصر الجنابي أن إرادة الشعوب لا تقهر، "لأن شرعية الجهاد والمقاومة قائمة".
وأعرب عن قناعته بأنه لا فائدة من تغيير شخصيات الإدارة الأميركية، قائلا "لقد نهبوا العراق وجعلوا حدوده مفتوحة، وسمحوا للإيرانيين واليهود وأذنابهما بالعبث بالعراق"، وأضاف أن "المقاومة خيار إستراتيجي شرعي وحرب للتحرير الكامل، وهي ليست أداة للمساومة السياسية".
جانب من المؤتمر
أما نجمي صادق أوغلو -من اتحاد المنظمات الأهلية بالعالم الإسلامي- فأشار إلى الإحصائيات المفجعة الخاصة بأعداد القتلى والجرحى والمرضى وانتشار الأمراض بالعراق، وانتشار المخدرات.
وقال إن شعب العراق صاحب الثروة البترولية يعيش مأساة ضخمة، وكل أجهزة المخابرات الأجنبية تمرح بالعراق، معربا عن قناعته بأن الاحتلال الأميركي للعراق جزء من مشروع الشرق الأوسط وتصفية لنهوض العالم الإسلامي، و"لكن بحمد الله فشل المشروع، وتركيا مع وحدة العراق ونحن مع المقاومة".
رسالة المؤتمر
من جانبه اعتبر المدير التنفيذي لحملة مقاومة العدوان ربيع حداد أن المؤتمر الذي يعقد بمناسبة مرور سبع سنوات على سقوط بغداد بأيدي قوات الاحتلال، هو تأكيد لاستمرار المقاومة بالعراق حتى دفع المحتل للخروج منه، واعتبر أن وجود نجمي صادق أوغلو دليل على الدعم التركي، وقال إن رسالة المؤتمر موجهة لكل من يشارك بالعملية السياسية بالعراق.
أما منسق الحملة عبد الرحمن النعيمي فأكد وضوح رسالة المؤتمر بوجود مقاومة بالعراق، مشددا على أن ما يجري بالعراق لا يتفق مع إرادة الشعب هناك.
نزال أكد أن المقاومة هي الرد على ثقافة الهزيمة
لا لثقافة الهزيمة
القضية الفلسطينية كانت حاضرة بالمؤتمر، حيث أكد القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمد نزال -في كلمته التي ألقاها- على أن المقاومة هي الرد على ثقافة الهزيمة، ووجه انتقادا لكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لإصداره كتابا يتحدث عن التفاوض كأسلوب حياة.
واعتبر نزال ذلك نوعا من ترسيخ ثقافة الهزيمة، وقال "لست أدري ماذا سيفعلون بمصطلح التدافع في آيات القرآن الكريم".
ولم تغب قضية تركستان أيضا عن المؤتمر حيث تحدث عنها عبد الحكيم خان من جمعية تركستان الشرقية بتركيا، الذي تطرق للحديث عن أعمال قتل وتشريد واعتقال فقال إن الحكومة الصينية تقوم بها ضد التركستانيين، وأوضح أنه يريد من هذا الحديث تذكير العالم الإسلامي والعربي بقضية تركستان.
المصدر: الجزيرة
http://aljazeera.net/NR/exeres/10A03DCB-57D2-483B-B2C7-06F7FFF0B5CB.htm/
No comments:
Post a Comment