إردوجان: لا أريد أن أصبح سلطانا مثل أتاتورك
أنقرة: نفى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوجان، أن يكون لديه طموح بأن يصبح "سلطانا"، كما يصفه البعض في تركيا.
وقال ردا على سؤال في مقابلة مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية، نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن، حول ما إذا كان يرى نفسه كسلطان لأنه أحد أكثر القادة تأثيرا في البلاد منذ عهد أتاتورك: "أنا رئيس أحد الأحزاب الكبرى التي أسسها الشعب، لذا لن أقارن نفسي أبدا بأتاتورك، وهو الرجل الذي أسس الجمهورية".
وأضاف: "ليس لدي أي نية لأن أصبح باديشا، أو السلطان. يكفيني أن يقول الشعب عني كلاما طيبا".
وعن دور تركيا الإقليمي وسبب حاجتها لأوروبا ومطالبتها بالحصول على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي، قال إردوجان: "الأمر ليس متعلقا بما نحتاجه نحن، لكن يتعلق بحاجة متبادلة... تركيا لا تمثل عبئا بالنسبة لأوروبا. وعلى النقيض، فهي تحمل عبئا عن الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "ثم هناك الحقيقة التي تقول إننا نعد عضوا مؤسسا في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وعضوا في حلف الناتو منذ عام 1952، وهذا يجعلنا بمثابة جسر بين الغرب و1.4 مليار مسلم".
وفي موضوع الملف النووي الإيراني، دعا إردوجان إلى محاولة إيجاد حل دبلوماسي قبل التفكير في فرض عقوبات جديدة، وقال: "العقوبات فرضت على إيران عدة مرات، فماذا كانت النتيجة؟ ألا تصل البضائع الأميركية والألمانية إلى إيران؟ إنها تصل على نحو غير مباشر. فمما لا شك فيه أن هناك سيارات مرسيدس في إيران، وبيجو كذلك".
وأضاف: "أنا أحب أن أتحدث بصراحة، فأنا لا أحب إخفاء الأشياء في السياسة، وما نحتاجه هو الدبلوماسية، الدبلوماسية، الدبلوماسية... وأي شيء آخر لن يسفر عن أي شيء سوى تهديد السلام العالمي".
نبذة عن إردوجان
لم يخطر ببال أحد من أهالي حي "قاسم باشا" الفقير في مدينة إسطنبول التركية، أن يصبح أحد أبنائه رئيسا لبلدية المدينة، فضلا عن أن يكون رئيسا لأكبر حزب سياسي في تركيا؛ لذا فقد سهر أهالي الحي حتى الصباح يوم انتصار إردوجان.
اقترب طيب من الناس، وربما هذا يكون هو السر في أن منحه الناس حبا جارفا لم تعرفه تركيا منذ سنين طويلة فيما يتعلق برجال السياسة والحكم.
لم يتخلف إردوجان يوما عن واجب العزاء لأي تركي يفقد عزيزا ويدعوه للجنازة، مثلما لبى الكثير من دعوات الشباب له بالمشاركة في مباريات كرة القدم.
ولد طيب في 26 فبراير/شباط 1954 لوالد فقير يعمل في خفر السواحل محافظة "رزا" شمال تركيا، وما لبث الأب أن هاجر لإسطنبول في الأربعينيات من القرن الماضي؛ بحثا عن فرص أوسع للرزق، وبعد أن أنهى طيب تعليمه الابتدائي التحق بمدرسة الأئمة والخطباء الدينية، ومنها إلى كلية التجارة والاقتصاد في جامعة مرمرة بإسطنبول.
لم تمنعه هذه النشأة المتواضعة أن يعتز بنفسه.. فقد ذكر في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري ما نصه: "لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرا".
وحسبما ذكرت صحيفة "عكاظ" السعودية، ليس أدل على عدم تنكره لماضيه من أنه لم يغير مسكنه ــ رغم بساطته- بعد وصوله لمنصب عمدة المدينة الذي اعترف الجميع ــ حتى معارضيه ــ بأن وجهها قد تغير تماما، بفضل رفضه الصارم للفساد المستشري في الحقل السياسي التركي.
ويصرح أردوغان عن ذلك: "سألوني عن السبب في النجاح في تخليص البلدية من ديونها، فقلت: لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه.. إنه الإيمان.. لدينا الأخلاق الإسلامية وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام".
يؤكد طيب أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، هو أسوته الأولى، لكن ذلك لا يمنع أنه تأثر أيضا بالزعيم نجم الدين أربكان الذي منحه الثقة، وأعطاه الفرصة ليصل لمنصب رئيس فرع حزب الرفاه وهو في الخامسة والثلاثين، ثم رئيس بلدية إسطنبول أكبر بلدية عامة بتركيا عام 1995.
حماسي جدا، وعاطفي جدا.. يمكن أن يكون هذا باختصار هو إردوجان؛ فالعلاقات الاجتماعية من أهم ملامح شخصيته؛ فهو أول شخصية سياسية يرعى المعوقين في ظل تجاهل حكومي واسع لهم، ويخصص لهم امتيازات كثيرة مثل تخصيص حافلات، وتوزيع مقاعد متحركة، بل أصبح أول رئيس حزب يرشح عضوا معوقا في الانتخابات وهو الكفيف "لقمان آيوا" ليصبح أول معوق يدخل البرلمان في تاريخ تركيا.
ولا يستنكف أن يعترف بما لديه من قصور علمي لعدم توفر الفرصة له للتخصص العلمي أو إجادة لغات أخرى غير التركية؛ لذلك فقد شكل فريق عمل ضخما من أساتذة الجامعات والمتخصصين في شتى المجالات للتعاون معه في تنفيذ برامج حزبي الرفاه والفضيلة أثناء توليه منصب عمدة إسطنبول.
ويرى البعض أن صفاته الجسدية (قامته الطويلة، وجسمه الفارع، وصوته الجهوري) تلعب دورا هاما في جذب الناس إليه، كما أنه ليس متحدثا بارعا فحسب لكنه مصغ جيد كذلك.
شخصيته الشجاعة دفعته لتعيين مجموعة كبيرة من المحجبات داخل رئاسة البلدية، مثلما أعطى الفرصة للطرف الآخر دون خوف من النقد الإعلامي، مثلما لم يتردد في هدم منازل وفيلات لكبار الشخصيات، من بينهم فيلا الرئيس الراحل تورجوت أوزال؛ لأنها بنيت مخالفة للقانون.
ولا شك أن تصريحاته الأولى بعد الفوز جاءت لتؤكد هويته؛ فقد أعلن بوضوح أنه ضد ضرب العراق، كما أعلن عن اعتزامه إلغاء الحظر على المحجبات.. صحيح أنه أعلن احترامه للدستور العلماني، كما أعلن اهتمامه بدخول تركيا للاتحاد الأوروبي.. إلا أن البعض يعتبر ذلك تصريحا لا يساوي شيئا من الناحية العملية؛ لأن الاتحاد الأوروبي رفض دخول تركيا قبل الانتخابات.
http://www.moheet.com/newsPrint.aspx?nid=360700/
No comments:
Post a Comment