لقبه
ابو خالد السوري واسمه الحقيقي (محمد بهايا) من مواليد حلب عام 1963،
والبعض يقول انه من مواليد ريف حلب الشمالي، شارك في حرب حماه عام 1981 ضمن
الطليعة المقاتلة، وكان الى جانب عدنان عقلة وفاروق طيفور ومحمد رياض
الشقفة في قيادة المعركة في حماه، ومن ثم انتقل الى الاردن حيث تعرف على
عبدالله عزام، الذي اخذه الى افغانستان حيث اصبح احد حاملي رسائل اسامة بن
لادن الى العالم الخارجي، وأصبح من كبار قادة تنظيم القاعدة الذي عمل مع
أسامة بن لادن وحارب في أفغانستان، والعراق والان يحارب في سوريا، حيث لقي
حتفه على يد تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي.
ويبدو ان عملية اغتياله تمت اثناء اجتماع
بينه وبين مساعديه، في أحد المقرات في ريف حلب الشمالي، وتنقل مواقع جهادية
أن الاجتماع كان بين محمد بهايا وممثلين عن داعش غدروا بالمجتمعين عبر
هجوم نفذه انتحاريان داخل المنزل حيث كان من المقرر عقد هذا الاجتماع.
وقد ورد اسم (محمد بهايا) في تحقيقات
الشرطة الاسبانية في تفجيرات قطار مدريد عام 2004، التي اعتقلت حينها والتي
سميت شبكة (علوني) نسبة الى تيسير علوني الذي عمل مراسل للجزيرة في
افغانستان ومن ثم اعتقل في اسبانيا بعد تفجيرات القطار السريع في مدريد.
وتشير التحقيقات الاسبانية ان (محمد
بهايا) هو الذي كان يقوم بنقل رسائل اسامة بن لادن الى مكتب الجزيرة في
كابول، ويبدو ان علوني صاحب هذا الاعتراف، كما ان بهايا انتقل الى العراق
حيث عمل مع (ابو مصعب الزرقاوي) فترة من الزمن قبل ان تعتقله السلطات
السورية بناء على معلومات من المخابرات الفرنسية والاسبانية، قبل ان يطلق
سراحه بناء على اتفاق بين الدولة السورية و ممثلي المحتجين في درعا بداية
2011 والذي قضى بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وقد ارسل الظواهري (محمد بهايا) الى سوريا
للوساطة بين ابو محمد الجولاني وابي بكر البغدادي، غير ان جميع الوساطات
باءت بالفشل وكان أخرها ما سمي (مبادرة الامة) التي اطلقها التيار السلفي
السعودي، ووكل بمتابعتها السلفي السعودي عبدالله بن محمد المحيسني، بمساعدة
من السلفي الاردني نادر التميمي، والتي فشلت واتخذت طريق المواجهة
المفتوحة بعد مقتل حجي بكري القائد العسكري لـ "داعش" في سوريا، ويومها
توعدت داعش بالثار لمقتله متهمة جبهة النصرة بهذا العمل.
وكانت النصرة قد اتهمت داعش قبل هذا
بتسريب معلومات عن مكان عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد التابع لجماعة
الاخوان المسلمين، ما ادى مقتله عبر قصف جوي سوري، وعبد القادر الصالح هو
شريك ابو خالد السوري في تاسيس جبهة النصرة عام 2011.
وفي
هذه الصورة عبد القادر الصالح ومحمد بهايا المعروف بـ "ابو خالد السوري"،
ويقال إنها أخذت بعد اجتماع عقد في تركيا وتم خلاله تأسيس جبهة النصرة من
جماعات متعددة عامودها الفقري لواء التوحيد وتم الاتفاق في هذا الاجتماع ان
يقوم التوحيد بعمليات تحت اسم جبهة النصرة في كافة انحاء سوريا وهذا هو
السبب الاساس في اختفاء لواء التوحيد فجأة ين الاعوام 2011 ومنتصف 2013.
وكان موقع المنار اول من اشار الى العلاقة
العضوية بين جماعة الاخوان المسلمين وجبهة النصرة في تقرير بعنوان الجذور
الحقيقية لجبهة النصرة نشر قبل اكثر من عام من الان بتاريخ (21 كانون اول
عام 2012).
وتروي مواقع جهادية تابعة للنصرة روايات
غير متطابقة عن كيفية مقتل ابو خالد السوري، حيث اعلنت في البداية عن قيام 5
انتحاريين بتفجير انفسهم بالمنزل الذي كان فيه، ثم اعلنت عن سيارة مفخخة،
ومن ثم اعلنت عن ثلاثة انتحاريين وهذا اللغط الذي حصل خلال ساعات قلية مرده
الى ان صورة جثة بهايا لم تكن مشوهة، وهذا ما اثار استغراب انصار داعش
الذين طرحوا تساؤلات عديدة عن الصورة قالوا فيها:
"قيل ان خمسة انتحاريين هاجموا المقر ولم
ينشر سوى صورة لانتحاري واحد"، "قيل ان سيارة مفخخة وقيل انه حزام ناسف ولا
صور تظهر اضرار في البيت نتيجة السيارة"، "صورة ابو خالد السوري لا تظهر
اية اصابة بتفجير سيارة ويبدو انه لا حزام ناسف".
وصدر اتهام من داعش في ساعات الصباح ان
ابو خالد السوري لم يقتل ولكنه سلم للمخابرات الامريكية، وما لبثت ان وزعت
مواقع جبهة النصرة نص رسالة كتبها ابو يزن الشامي، الذي كان مع ابو خالد
السوري ساعة مقتله يروي فيها القصة.
ونشرت النصرة بعد تشكيك داعش صورة تظهر جليا مقتل أبو خالد السوري مع اثار بعض الدماء في الفم.
"قصة استشهاد الشيخ أبي خالد السوري رحمه الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فهذه قصة استشهاد شيخي وأميري وقرة عيني الشيخ أبي خالد السوري رحمه الله
قدم الشيخ رحمه الله صبيحة يوم استشهاده
لحلب وقدم للقائي في أحد مقرات الحركة وجعلنا نتبادل أطراف الحديث عن وضع
حلب وضرورة الاهتمام بها وفي أثناء الكلام بدأ إطلاق النار باتجاه المقر
الذي كنا فيه فبادر الشيخ بأخذ بندقيته وبدأ باطلاق النار اتجاه مصدر اطلاق
النار بشجاعة تليق ببطولته وهمة تليق بجهاده وكنت أحمل مسدس ذهبت خلف عمود
لأنظر للباب فالتفت فوجدت الشيخ أبو خالد جنبي وقد أصابه طلق ناري في
صدره.
في هذه الأثناء تم القاء قنبلة فرميت نفسي
منبطحا وتعرضت لشظية حينها دخل انغماسي من الدولة وجعل يمشط وتقدم علي
فأطلقت عليه النار فالتفت وأطلقت عليه حوالي ثلاث طلقات وركضت للجانب الآخر
ففجر نفسه بحزام ناسف وكأن أحد الطلقات قد أصابته لقرب المسافة، بعد
التفجير عدت للشيخ أبو خالد فوجدته استيقظ وصعد من على الأرض إلى أريكة
فقلت له اذكر الله شيخنا قد طلبت الاسعاف عن طريق القبضة, ثم دخلت للداخل
فقام الأخوة بالاشتباك مع انتحاري آخر فأصيب فجلس على الأرض يتألم قليلا ثم
فجر نفسه من غير أن يكون أحد حوله.
في ذلك الوقت وصل الأخوة وتعاملوا مع
المحيط وتم الاسراع بالشيخ للمشفى لكن الله أراد أن يصطفيه لعنده بعد هذا
العمر الطويل الذي أمضاه في سبيل الله هذه شهادتي على ما جرى بناءا على طلب
بعض الأخوة أحسن الله عزاء الأمة بفقيدها البطل وانتقم الله من قاتليه
خوارج العصر وطهر الأرض من رجسهم."
وكان الظواهري قد وصف ابو خالد السوري عندما كلفه بمهمة حل الخلاف بين البغدادي والجولاني (افضل الرجال ممن عرفهم بين المجاهدين
Al Manar).
|
No comments:
Post a Comment