أمريكا "مصدومة" من حكم الاخوان والجماعة تحت سيطرة العمل السري وتفتقر الى التأهيل
نشر بتاريخ: اليوم
القدس/المنــار/
أجرت طواقم خاصة في المؤسسات
الأمريكية المعنية بشؤون الشرق الأوسط تقييما لحكم جماعة الاخوان المسلمين
في مصر وتونس، وصفته بـ "الصادم"، والمخيب للآمال، هذا التقييم الذي وضعته
وأعدته بشكل مشترك العديد من الدوائر الأمريكية السياسية والاستخبارية
المعنية بشؤون الشرق الأوسط، تضمن سلسلة من التوصيات وضعت على طاولة صناع
القرار في الولايات المتحدة.
وذكرت مصادر واسعة الاطلاع لـ (المنـــار)
نقلا عن مسؤول كبير في ادارة الرئيس الأمريكي أن هذا التقييم يشير بوضوح
الى فشل جماعة الاخوان في ادارة شؤون البلاد التي وصلت فيها الى رأس
السلطة، وأثبتت أنها تفتقر الى "التأهيل الصحيح" لادارة شؤون البلاد، وأنها
تتعامل مع المؤسسات في تلك البلدان على أساس مفهوم العمل السري الذي ما
زال يسيطر على تفكير وعقول قياداتها، حيث لم تتمكن هذه القيادات من التحرر
من هذا الاسلوب في العمل المستمر لديها منذ عقود طويلة.
ويرى
التقييم الأمريكي أن الشراكة الأمريكية الاخوانية في ادارة شؤون البلاد
العربية بأنها شراكة غير مضمونة النتائج، وأن مقياس التفاؤل الذي سيطر على
المؤسسات الأمريكية عند نجاح الجماعة في اختطاف الاحتجاجات الشعبية
وترويضها حسب المصالح الأمريكية ومصالح الجماعة بدأ ينخفض ويتناقص وبتسارع
مذهل، بحيث أجمعت مؤسسات عديدة على تقييم سلبي للغاية لهذه الجماعة وتظهر
توصيات التقييم الأمريكي بوضوح حجم هذا التشاؤم والخوف من مستقبل هذا
التعاون بين أمريكا والاخوان.
وتقول التوصيات التي توصل اليها
التقييم الأمريكي لحكم الاخوان، أن الجماعة في حالة ضياع وعدم قدرة على
الامساك الجيد بزمام الأمور، وهي لم تنجح حتى الآن في اعادة القطار
الاقتصادي على سكة التطور والصعود، وتحدثت التوصيات عن أهمية التراجع
الأمريكي عن واجهة الاطراف الداعمة للانظمة الاخوانية والحفاظ على مسافة
آمنة خوفا من التأثر بحالة السقوط التي تعيشها تلك الأنظمة التي تسيطر
عليها جماعة الاخوان.
وجاء في هذه التوصيات أن من الاطراف التي
يجب مواصلة التحاور والتقرب اليها عوضا عن الجماعة التي اثبتت فشلها هذا
الطرف هو المؤسسة العسكرية، ففي مصر تحديدا يتم الدفع مجددا باتجاه أن تعود
المؤسسة العسكرية الى الامساك بزمام الامور من جديد في ضوء الفشل الاخوان،
وقد تغض الولايات المتحدة الطرف عن مثل هذه الخطوة غير الديمقراطية ، لأن
بقاء الحالة على ما هي عليه من فوضى وفراغ في دولة كمصر سيؤثر سلبا على
مصالح أمريكا والغرب في منطقة الشرق الأوسط وسيحول القاهرة والمدن المصرية
الى مقصد للمتطرفين من جميع أنحاء العالم، وذكرت المصادر لـ (المنــار) أن
هذه التوصية تحديدا مدعومة بتقارير استخبارية تؤكد تحول بعض المناطق
النائية في مصر الى معسكرات لتدريب الارهابيين، وتخشى أمريكا من أن تتحول
تلك المناطق في مصر الى يمن جديد يصدر الارهاب حتى الى الولايات المتحدة،
وهذا يعني حسب التقييم الذي وضعته المؤسسات الأمريكية أن الانظمة الاخوانية
فشلت حتى الان فيما أوكل اليها من مهام تقوم على ضرب ومحاصرة الاسلام
المتطرف.
وتوصي المؤسسات الأمريكية بضرورة متابعة ما يجري في تلك
البلدان وعدم البقاء في المعسكر الاخواني فقط، بل يجب مد الخيوط الى قوى
ليبرالية في تلك المجتمعات، رغم عدم وجود تنظيم منظم لتلك الجماعات، غير أن
التقلبات المفاجئة على المستوى الشعبي قد تجعل تلك القوى الليبرالية
عنصرا مؤثرا في رسم شكل البديل لجماعة الاخوان، وأن ما حدث من تحركات شعبية
أسقطت أنظمة سابقة، قد تتجدد وتتكرر، دون توجيه خارجي نحو الاهداف المرغوب
فيها، وهذا سيضطر امريكا الى التفكير جيدا بما تقوم به من اجراءات داعمة
للاخوان وتفرض عليها اعادة حساباتها في هذا الواقع "الصادم" في العواصم
العربية التي يحكمها الاسلام السياسي.
No comments:
Post a Comment