Search This Blog

Monday, November 11, 2013

Aron Zilin: Rencontre avec un combattant tunisien de retour du front syrien


تحليل السياسات


Protesters in Tunisia
صفحات رأي ومقالات

لقاء مع مقاتل أجنبي تونسي عائد من الجبهة السورية

متاح أيضاً في English
سوريا ديپلي
8 تشرين الثاني/نوفمب



في بلدة صغيرة بولاية نابل، شرقي تونس، جلست في اليوم الأخير من شهر آب/أغسطس عام 2013 مع تونسي قاتل في سوريا على مدار ستة أشهر وعاد بعد ذلك إلى وطنه. كان من الواضح أن خالد (وهذا ليس اسمه الحقيقي) لا يشعر بالارتياح عند الحديث عن تجربته. فقد كان ينظر إلى الأرض طوال المحادثة، ويعبث بمظروف في يده، ولم يتواصل بعينه معي مطلقاً. كما لم يكن مهتماً بتقديم الكثير من التفاصيل، حيث قال إن سبب ذلك هو "أنني أؤمن بالله". بيد أنه قدّم بعض الرؤى المثيرة للاهتمام نتيجة لما قاله وما لم يقوله، إلى جانب محادثات مع من كانوا يعرفونه في البلدة.
يأتي خالد من خلفية متواضعة. فأبواه يديران كُشكاً على جانب الطريق لبيع الحلوى والبسكويت والرقاقة (من البطاطة) والعلك والمشروبات الغازية. ويحتمل أن يكون أحد العوامل المحفزة لذهابه إلى سوريا ترتبط بالحالة الاقتصادية وكذلك رغبته في جذب السمعة والهيبة لعائلته. وعندما عاد إلى وطنه عبر اسطنبول، اشترى ملابس جيدة لوالديه مستخدماً الأموال التي حصل عليها من خزائن جماعة الثوار التي كان يقاتل معها (والتي يرجح أن تكون "جبهة النصرة") أو راعيه، رجل أعمال سلفي من نفس بلدة خالد تربطه علاقات عمل بالمملكة العربية السعودية، والذي ساعد في دفع نفقات جواز سفره وتذكرة الطائرة إلى تركيا. وعلاوة على ذلك، هناك تقارير تفيد بأن المقاتلين من "جبهة النصرة" يحصلون على 250 إلى 300 دولار شهرياً أثناء القتال، وهو ما يمكن أن يعود بالفائدة على عائلته أيضاً.

هناك أيضاً دوافع دينية وأيديولوجية هامة. فعقب الثورة في عام 2011 أصبح خالد أكثر تديناً. فقد شارك أولاً في مساندة "حزب النهضة"، لكنه تركهم لاحقاً وانضم إلى المعسكر السلفي. وقد بدأ الانضمام إلى جماعة "أنصار الشريعة في تونس" ["انصار الشريعة"] في مسجد محلي يديره إمام مصري كان يعيش سابقاً في المملكة العربية السعودية. وذهب خالد في البداية إلى مسجد "أنصار الشريعة في تونس" للصلاة، ثم أقام صداقات مع زوار المسجد الآخرين، وبمرور الوقت تبنى أسلوب الحياة السلفي.
وبالرغم من أن خالد لم يذكر المجموعة التي انضم إليها في سوريا، بسبب روابطه بأحد مساجد "أنصار الشريعة في تونس"، إلا أن تلك المجموعة كانت "جبهة النصرة" على الأرجح: فقد أخبرني عضو في جماعة "أنصار الشريعة" يعيش في ضواحي جنوب شرق تونس أن المنضمين إلى "أنصار الشريعة في تونس" أو المرتبطين بها يقاتلون في صفوف "جبهة النصرة". كما صرح ذلك العضو أن قائد "أنصار الشريعة"، أبوعياض التونسي، يقدم التزكية للمقاتلين الذين تحتاجهم "جبهة النصرة". وهناك اعتقاد بأن جميع التونسيين الآخرين الذين يقاتلون في سوريا من غير المرتبطين بـ جماعة "أنصار الشريعة" يقاتلون في صفوف "الجيش السوري الحر". وقد ذهب خالد إلى سوريا مع ثلاثة آخرين من بلدته، وتوفي أحدهم أثناء القتال هناك.

وعندما عاد خالد إلى وطنه من سوريا، تم اعتقاله على الفور في "مطار تونس قرطاج الدولي" وتم سجنه لمدة ثلاثة أشهر ونصف. ويقول إنه لم يتعرض للتعذيب. ويعتقد بعض زملائه من قريته أنه تعرض للصدمة جراء تجاربه في سوريا حيث لم يعد يُطلق لحيته أو يرتدي الثوب. فهو الآن يستخدم الجيل لتصفيف شعره ويرتدي بناطيل الجينز والتي شيرتات فضلاً عن ارتدائه سترة من الجلد.

لقد غيّر خالد من مظهره فعلياً لأسباب ذات طابع تكتيكي، ويقول: "كنت غبياً بإطلاق [لحيتي] بحيث يسهل على [قوات الأمن التونسية] التعرف عليّ بسهولة، ولهذا السبب اعتقلوني في المطار". وعلاوة على ذلك، ورداً على من يعتقدون أنه تعرض لصدمة جراء تجربته في سوريا، يقول "هذا غير معقول. كنت مع أصدقائي [أثناء تواجدي في سوريا] الذين يريدون القتال ويفعلون شيئاً لهدف ما". ولا يزال يؤمن بعدالة القضية، ولم يخيب أمله بسبب الوقت الذي أمضاه في سوريا.

ويبقى أن نرى ما إذا كان خالد سيعود إلى سوريا في جولة ثانية أم لا، لكنه الآن خاض تجربة غيّرت مجرى حياته، وهو ملتزم بالقضية. كما صرح أنه ليس لديه أي إيمان بالدولة أو الأمن التونسي، ولا يعترف بقوانينها. ويجسِّد خالد بعض التحديات التي سوف تواجهها الدول عندما يعود المقاتلون في نهاية المطاف إلى أوطانهم، لا سيما إذا قرر العائدون حمل السلاح في الداخل مستخدمين المهارات العسكرية التي اكتسبوها حديثاً. إن الحرب في سوريا لم تغير فقط المجتمع السوري وشعبه، لكنها غيّرت أيضاً مسار العديد من الشباب من بلدان أخرى من الراغبين في الشهادة باسم الله.
 
هارون ي. زيلين هو زميل ريتشارد بورو في معهد واشنطن.

No comments: