أتراك يبحثون عن أولادهم في مخيمات القاعدة في سورية
صحيفة "الغارديان" تنقل شهادات لمواطنين في منطقة أديامان
التركية ممن يجهلون مصير أبنائهم بعد التحاقهم بالجماعات "الجهادية" في
سورية.
تحت عنوان "أب تركي يبحث عن ولديه
في سورية بعد انضمامهما للقاعدة" كتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقول:
لم يظن فاتح يلديز أنه سيأتي اليوم الذي يجد فيه نفسه يتوسل لأحد قادة
القاعدة للحفاظ على حياة ولديه. فبعد شهر من البحث عنهما في المناطق
المدمرة في الشمال السوري، وصل موظف الدولة المتقاعد إلى حدّ فقدان رشده.
يقول لـ"الغارديان" "أقسم لو أنه كان معي مسدس لأطلقت النار على ذلك
الرجل".
المشكلة كانت أن المسؤول، وهو تركي من طرابزون على ساحل البحر الأسود، لم يفهم لماذا أراد يلديز استعادة ولديه. "هما هنا لكي يستشهدا، هل أنت كافر لكي تحرمهما من هذا، هما سيكافآن في الجنة" قال الجهادي للوالد الذي تعقب ولديه إلى أحد مخيمات التدريب القريبة من حلب.
يقول يلديز إنه وفيما كان الغضب يتآكله، كان عشرون مسلحاً يصوبون أسلحتهم باتجاهه، "لو لم أتمالك نفسي لكنت قتلت". يلديز الذي لم ير أو يتحدث إلى ولديه وكلاهما في مقتبل العشرينيات. هو واحد من عشرات الأهالي في جنوب شرق تركيا ممن اختفى أولادهم عند الحدود للانضمام إلى الحملة الإسلامية ضد نظام الأسد. ويعتقد أن المئات من هؤلاء التحقوا بالوحدات التابعة للقاعدة. وبحسب تقارير صحفية تركية فإن شباناً وفي بعض الأحيان نساء من جميع أنحاء تركيا ذهبوا للقتال في سورية. إحد الصحف تتحدث عن 500 مواطن تركي يقاتلون في صفوف المعارضة السورية المسلحة.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن "أهالي أديامان، المدينة التي يتحدر منها يلديز، يتهمون الشرطة والسلطات التركية بغض الطرف عن حملة التجنيد الجهادية الحاصلة".
تنقل عن أحد هؤلاء "لقد بدأت أقلق على ولدي، اتصل به مرتين أو ثلاث مرات في طريقه من والى المدرسة، وعندما يخرج مع رفاقه، أريد أن اعرف أين يلتقيهم ومن سيكون موجوداً" مضيفاً "كيف يمكننا أن نكون واثقين أنهم لن يستهدفوا". والدة أخرى تروي كيف تحوّل سلوك ابنها (18 عاماً) بشكل جذري بعد مرافقته لمجموعة من الشبان في اديامان. تقول "لقد اختفى وهو الآن في سورية منذ ما يزيد عن ستة أسابيع". تقول عائشة دمير "فجأة طلب مني ابني أن ارتدي حجاباً اسود، قال لي إن ارتداء حجابي الأبيض فيه إثم لأن يسمح للرجال برؤية شعري".
تتابع أن صهرها وهو سائق تاكسي هو الآخر فقد ابنه الذي انضم الى الجهاديين. "لقد قال لنا إنه ذاهب للدراسة في قبرص، اخذ معه 10 آلاف ليرة تركية وغادر. اتصل بنا مرة واحدة من سورية".
ترى "الغارديان" أنه "بفعل الضغوط الدولية المتزايدة، أصرّت أنقرة مؤخراً على موقفها بأنها لا تدعم التطرف في سورية. 16 شخصاً أوقفوا في حملات القمع الأخيرة للجماعات التابعة للقاعدة في تركيا. كما جمّدت الشهر الماضي، أصول مئات الأفراد والمؤسسات ممن يشتبه بوجود صلات بينهم وبين التنظيم الإرهابي".
وفي هذا السياق تنقل الصحيفة عن ايما سينكلير ويب الباحثة في الشأن التركي لدى منظمة هيومن رايتس واتش "في ضوء الحديث عن انتهاكات حقوق الانسان من قبل المعارضة المسلحة، فإن على تركيا أن تتخذ الخطوات الضرورية للتحقيق مع هؤلاء الاشخاص ومعاقرتهم في حال عبروا إلى سورية من الأراضي التركية".
وكان تقرير للمنظمة نشر في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي طالب تركيا "بوضع قيود على دخول المقاتلين وتهريب الأسلحة الى الجماعات التي ثبت بشكل قاطع تورطها في انتهاكات حقوق الإنسان".
وينقل التقرير عن دبلوماسيين قلقهم من تزايد حالات انتقال مواطنين أوروبيين وآخرين إلى سورية عبر تركيا. وتشير تقديرات البعض إلى أن 200 شاب من اديامان التحقوا بالمجموعات الجهادية في سورية.
يقول يلديز "إن لا أحد يريد الحديث عن الموضوع، الجميع خائف من القاعدة، هم خائفون على أولادهم. وآخرون خائفون من أن يتقل أولادهم على يد الشرطة التركية. حتى إن البعض تغاضى عن فكرة الاستشهاد".
يروي قصة أحد الشبان الذي عاد مؤخراً من القتال في سورية الى اديامان بعد اصابته. يقول "لقد ذهبت لرؤيتهم لأنني كنت آمل أن أعرف شيئاً ما عن ولدي. لكن لم يسمحوا لي بالتحدث الى ابنهم. كانوا خائفين من أن تعاقبه القاعدة فيما لو تكلم".
علي كارا، من دياربكر، إحدى المدن الرئيسية في جنوب شرق تركيا، ذهب إلى حلب سبع مرات في محاولة يائسة لمعرفة مصير نجله. يقول لـ"الغارديان" "أخبرني منذ تسعة أشهر أنه ذاهب للعمل في أحد المصانع، كان يتصل بي كل اسبوع ويقول لي إنه في العمل الى ان انقطعت مكالماته".
سأل كارا أحد أصدقاء ابنه عما حدث معه، فأخبره أن ابنه "استشهد في سورية"، يقول "لقد كانت صدمة مروعة".
يتابع "ذهبت من مخيم الى مخيم ومن مجموعة إلى أخرى لأحصل على إجابة"، لكنه حتى الآن لا يعرف ما اذا كان ابنه مات فعلاً أم لم يمت.
يلديز عاش المحنة نفسها، علم من خلال المخابرات التركية أن نجليه عبرا الحدود إلى سورية، فذهب بمساعدة أحد المهربين إلى حلب، وهناك أمضى أكثر من أسبوع وهو يبحث عنهما. "حملت صوراً لولدي إلى قيادات "القاعدة" في كل قواعدهم في المدينة. جلت الشوارع بحثاً عنهما، وأصبح الجميع يعرفني بـ"الرجل التركي الذي يبحث عن أولاده" يقول يلديز، مضيفاً "أن بعض المقاتلين كانوا لطيفين وآخرون كانوا عنيفين".
"هناك الكثير من الأتراك ولكن أيضاً شيشانيون وجزائريون وليبيون وأوروبيون" يتابع الأب التركي قائلاً إنه "حين وصل الى المخيم الذي يتواجد فيه ولداه قيل له إن الزيارات ممنوعة للذين لا يزالون في مرحلة التدريب" مضيفاً "أنه يتلقون أسلحة للتدرب عليها لمدة 45 يوماً، يعلمونهم كيف يستخدمون المسدسات والقنابل، والبعض يتعلم كيف يصبح انتحارياً".
"المجنِّدون يستخدمون الأقراص المدمجة والفيديو كليبات عبر الانترنت لإقناع الشبان الأتراك بالانضمام الى الجهاد في سورية" بحسب شهادة يلديز الذي يقول "إنه عرض عليه فيديو مماثل في أحد المخيمات في حلب في محاولة من أحد القادة المحليين لإقناعه بالانضمام الى ولديه".
الرواية لم تنته، يتابع يلديز "كانوا يعرضون الكليب تلو الآخر لرجال يرتكبون اعمالاً وحشية، من جرائم وعمليات اغتصاب. لكن كان من الصعب معرفة من هم هؤلاء". عندها قال لي الضابط "انظر ماذا يفعل الكفار بإخواننا المسلمين، نحتاج الى الدفاع عنهم". لكنهم يضيف يلديز "يقومون بالأفعال نفسها مع السوريين، يقتلون ويعذبون ويغتصبون. ما نوع المسلمين الذين يقتلون الآخرين؟ ديننا لا يسمح بذلك". تقول الصحيفة "إن البعض يخشى من أن تؤدي سياسة تركيا إلى نتائج عكسية"، تنقل عن أحد المواطنين في اديامان "حالياً حكومتنا تدعم أي شخص يقاتل ضد نظام الأسد مهما كان هذا الشخص وحشياً، لكن يوماً ما هؤلاء سينقلبون على تركيا أيضاً ولن يقفوا عند حدود تركيا".
يقول يلديز مؤيداً هذا الكلام "كثيرون ممن تحدثت اليهم في حلب قالوا لي نفضل عودة بشار الأسد على هؤلاء المقاتلين، لقد حوّلوا حياتنا جحيماً" مضيفاً "الآن يأخذون أولادنا، وماذا سيحل علينا لاحقاً؟ على الحكومة التركية أن توقف هذا، يجب أن توقف النظر في الاتجاه المعاكس".
رضا فرات مواطن من اديامان هو الآخر فقد ابنه يقول "الكثير من الجهاديين لا يشعرون سوى بالازدراء تجاه الحكومة التركية. يقولون إن رجب طيب أردوغان ليس مسلماً حقيقياً لأنه حليف للغرب. لأنه لا يفرض الشريعة في تركيا، يسمونه بـ"الكافر"".
تختم "الغارديان" أن "فرات ويلديز بدآ يطلقان لحيتيهما يحدوهما الأمل بالعودة الى سورية بمجرد أن يدخرا المال اللازم". "بدونه لا أجرؤ على دخول أي من مخيمات القاعدة" يقول فرات.
يوضح يلديز أن "عائلته لطالما كانت لديها ميول يسارية وأن بناته الأربعة ترتدن الجامعة" مضيفاً "في منزلنا دائماً نقرأ أكثر الصحف علمانية وتحررية، لا يمكنني أن أفهم كيف يمكن لإبني أن يتحول إلى هذا النوع من الإسلام الراديكالي". رغم ذلك يقسم هذا الوالد أنه "لن يستسلم" قائلاً "ولداي يجب أن يكونا الآن في الجامعة".
"في بعض الأحيان ألتقي بأناس في الشارع فيهنئوني. يقولون لي إنني والد عظيم وإنني سأذهب مباشرة الى الجنة" يقول يلديز ليختم "لكنهم لا يدركون كم أنا أتألم من الداخل".
المشكلة كانت أن المسؤول، وهو تركي من طرابزون على ساحل البحر الأسود، لم يفهم لماذا أراد يلديز استعادة ولديه. "هما هنا لكي يستشهدا، هل أنت كافر لكي تحرمهما من هذا، هما سيكافآن في الجنة" قال الجهادي للوالد الذي تعقب ولديه إلى أحد مخيمات التدريب القريبة من حلب.
يقول يلديز إنه وفيما كان الغضب يتآكله، كان عشرون مسلحاً يصوبون أسلحتهم باتجاهه، "لو لم أتمالك نفسي لكنت قتلت". يلديز الذي لم ير أو يتحدث إلى ولديه وكلاهما في مقتبل العشرينيات. هو واحد من عشرات الأهالي في جنوب شرق تركيا ممن اختفى أولادهم عند الحدود للانضمام إلى الحملة الإسلامية ضد نظام الأسد. ويعتقد أن المئات من هؤلاء التحقوا بالوحدات التابعة للقاعدة. وبحسب تقارير صحفية تركية فإن شباناً وفي بعض الأحيان نساء من جميع أنحاء تركيا ذهبوا للقتال في سورية. إحد الصحف تتحدث عن 500 مواطن تركي يقاتلون في صفوف المعارضة السورية المسلحة.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن "أهالي أديامان، المدينة التي يتحدر منها يلديز، يتهمون الشرطة والسلطات التركية بغض الطرف عن حملة التجنيد الجهادية الحاصلة".
تنقل عن أحد هؤلاء "لقد بدأت أقلق على ولدي، اتصل به مرتين أو ثلاث مرات في طريقه من والى المدرسة، وعندما يخرج مع رفاقه، أريد أن اعرف أين يلتقيهم ومن سيكون موجوداً" مضيفاً "كيف يمكننا أن نكون واثقين أنهم لن يستهدفوا". والدة أخرى تروي كيف تحوّل سلوك ابنها (18 عاماً) بشكل جذري بعد مرافقته لمجموعة من الشبان في اديامان. تقول "لقد اختفى وهو الآن في سورية منذ ما يزيد عن ستة أسابيع". تقول عائشة دمير "فجأة طلب مني ابني أن ارتدي حجاباً اسود، قال لي إن ارتداء حجابي الأبيض فيه إثم لأن يسمح للرجال برؤية شعري".
تتابع أن صهرها وهو سائق تاكسي هو الآخر فقد ابنه الذي انضم الى الجهاديين. "لقد قال لنا إنه ذاهب للدراسة في قبرص، اخذ معه 10 آلاف ليرة تركية وغادر. اتصل بنا مرة واحدة من سورية".
ترى "الغارديان" أنه "بفعل الضغوط الدولية المتزايدة، أصرّت أنقرة مؤخراً على موقفها بأنها لا تدعم التطرف في سورية. 16 شخصاً أوقفوا في حملات القمع الأخيرة للجماعات التابعة للقاعدة في تركيا. كما جمّدت الشهر الماضي، أصول مئات الأفراد والمؤسسات ممن يشتبه بوجود صلات بينهم وبين التنظيم الإرهابي".
وفي هذا السياق تنقل الصحيفة عن ايما سينكلير ويب الباحثة في الشأن التركي لدى منظمة هيومن رايتس واتش "في ضوء الحديث عن انتهاكات حقوق الانسان من قبل المعارضة المسلحة، فإن على تركيا أن تتخذ الخطوات الضرورية للتحقيق مع هؤلاء الاشخاص ومعاقرتهم في حال عبروا إلى سورية من الأراضي التركية".
وكان تقرير للمنظمة نشر في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي طالب تركيا "بوضع قيود على دخول المقاتلين وتهريب الأسلحة الى الجماعات التي ثبت بشكل قاطع تورطها في انتهاكات حقوق الإنسان".
وينقل التقرير عن دبلوماسيين قلقهم من تزايد حالات انتقال مواطنين أوروبيين وآخرين إلى سورية عبر تركيا. وتشير تقديرات البعض إلى أن 200 شاب من اديامان التحقوا بالمجموعات الجهادية في سورية.
يقول يلديز "إن لا أحد يريد الحديث عن الموضوع، الجميع خائف من القاعدة، هم خائفون على أولادهم. وآخرون خائفون من أن يتقل أولادهم على يد الشرطة التركية. حتى إن البعض تغاضى عن فكرة الاستشهاد".
يروي قصة أحد الشبان الذي عاد مؤخراً من القتال في سورية الى اديامان بعد اصابته. يقول "لقد ذهبت لرؤيتهم لأنني كنت آمل أن أعرف شيئاً ما عن ولدي. لكن لم يسمحوا لي بالتحدث الى ابنهم. كانوا خائفين من أن تعاقبه القاعدة فيما لو تكلم".
علي كارا، من دياربكر، إحدى المدن الرئيسية في جنوب شرق تركيا، ذهب إلى حلب سبع مرات في محاولة يائسة لمعرفة مصير نجله. يقول لـ"الغارديان" "أخبرني منذ تسعة أشهر أنه ذاهب للعمل في أحد المصانع، كان يتصل بي كل اسبوع ويقول لي إنه في العمل الى ان انقطعت مكالماته".
سأل كارا أحد أصدقاء ابنه عما حدث معه، فأخبره أن ابنه "استشهد في سورية"، يقول "لقد كانت صدمة مروعة".
يتابع "ذهبت من مخيم الى مخيم ومن مجموعة إلى أخرى لأحصل على إجابة"، لكنه حتى الآن لا يعرف ما اذا كان ابنه مات فعلاً أم لم يمت.
يلديز عاش المحنة نفسها، علم من خلال المخابرات التركية أن نجليه عبرا الحدود إلى سورية، فذهب بمساعدة أحد المهربين إلى حلب، وهناك أمضى أكثر من أسبوع وهو يبحث عنهما. "حملت صوراً لولدي إلى قيادات "القاعدة" في كل قواعدهم في المدينة. جلت الشوارع بحثاً عنهما، وأصبح الجميع يعرفني بـ"الرجل التركي الذي يبحث عن أولاده" يقول يلديز، مضيفاً "أن بعض المقاتلين كانوا لطيفين وآخرون كانوا عنيفين".
"هناك الكثير من الأتراك ولكن أيضاً شيشانيون وجزائريون وليبيون وأوروبيون" يتابع الأب التركي قائلاً إنه "حين وصل الى المخيم الذي يتواجد فيه ولداه قيل له إن الزيارات ممنوعة للذين لا يزالون في مرحلة التدريب" مضيفاً "أنه يتلقون أسلحة للتدرب عليها لمدة 45 يوماً، يعلمونهم كيف يستخدمون المسدسات والقنابل، والبعض يتعلم كيف يصبح انتحارياً".
"المجنِّدون يستخدمون الأقراص المدمجة والفيديو كليبات عبر الانترنت لإقناع الشبان الأتراك بالانضمام الى الجهاد في سورية" بحسب شهادة يلديز الذي يقول "إنه عرض عليه فيديو مماثل في أحد المخيمات في حلب في محاولة من أحد القادة المحليين لإقناعه بالانضمام الى ولديه".
الرواية لم تنته، يتابع يلديز "كانوا يعرضون الكليب تلو الآخر لرجال يرتكبون اعمالاً وحشية، من جرائم وعمليات اغتصاب. لكن كان من الصعب معرفة من هم هؤلاء". عندها قال لي الضابط "انظر ماذا يفعل الكفار بإخواننا المسلمين، نحتاج الى الدفاع عنهم". لكنهم يضيف يلديز "يقومون بالأفعال نفسها مع السوريين، يقتلون ويعذبون ويغتصبون. ما نوع المسلمين الذين يقتلون الآخرين؟ ديننا لا يسمح بذلك". تقول الصحيفة "إن البعض يخشى من أن تؤدي سياسة تركيا إلى نتائج عكسية"، تنقل عن أحد المواطنين في اديامان "حالياً حكومتنا تدعم أي شخص يقاتل ضد نظام الأسد مهما كان هذا الشخص وحشياً، لكن يوماً ما هؤلاء سينقلبون على تركيا أيضاً ولن يقفوا عند حدود تركيا".
يقول يلديز مؤيداً هذا الكلام "كثيرون ممن تحدثت اليهم في حلب قالوا لي نفضل عودة بشار الأسد على هؤلاء المقاتلين، لقد حوّلوا حياتنا جحيماً" مضيفاً "الآن يأخذون أولادنا، وماذا سيحل علينا لاحقاً؟ على الحكومة التركية أن توقف هذا، يجب أن توقف النظر في الاتجاه المعاكس".
رضا فرات مواطن من اديامان هو الآخر فقد ابنه يقول "الكثير من الجهاديين لا يشعرون سوى بالازدراء تجاه الحكومة التركية. يقولون إن رجب طيب أردوغان ليس مسلماً حقيقياً لأنه حليف للغرب. لأنه لا يفرض الشريعة في تركيا، يسمونه بـ"الكافر"".
تختم "الغارديان" أن "فرات ويلديز بدآ يطلقان لحيتيهما يحدوهما الأمل بالعودة الى سورية بمجرد أن يدخرا المال اللازم". "بدونه لا أجرؤ على دخول أي من مخيمات القاعدة" يقول فرات.
يوضح يلديز أن "عائلته لطالما كانت لديها ميول يسارية وأن بناته الأربعة ترتدن الجامعة" مضيفاً "في منزلنا دائماً نقرأ أكثر الصحف علمانية وتحررية، لا يمكنني أن أفهم كيف يمكن لإبني أن يتحول إلى هذا النوع من الإسلام الراديكالي". رغم ذلك يقسم هذا الوالد أنه "لن يستسلم" قائلاً "ولداي يجب أن يكونا الآن في الجامعة".
"في بعض الأحيان ألتقي بأناس في الشارع فيهنئوني. يقولون لي إنني والد عظيم وإنني سأذهب مباشرة الى الجنة" يقول يلديز ليختم "لكنهم لا يدركون كم أنا أتألم من الداخل".
المصدر:
صحيفة "الغارديان" البريطانية
No comments:
Post a Comment